(( إضاءات تاريخية هامّة على [أُمّة أتباع الأنبياء والرُسُل] منذ [النبيّ آدم] وحتى نبيِّنا [محمد] عليهم الصلاة والسلام.. مع وقفات ومحطّات لبعض القبائل العربيّة التي إنتشرت في البلاد العربية عبر العصور ))..
.
<(!!**!!)> ذكر المؤرِّخون بأنّ اللغة "اللغة السريانيّة" هي التي اللغة كانت سائدة في عصر الأنبياء الثلاثة الأوائل [آدم] وولده [شيت] وحفيدهما [إدريس] عليهم السلام..
ــ وكان النبي [إدريس] قد تتلمذ على جدّه النبي [آدم] فترة 8 سنوات.. ثم إستقرّ بمنطقة "صعيد مصر" حيث جعلها مملكة مُضيئة ومُميّزة.. ومنها إنطلقت كل الحضارات الأولى الى بلاد العالم.. وفي عصره وصلت البشريّة الى قمّة الحضارة والرُقي في مختلف العلوم والفنون، مع الإلتزام بدينهم وتعاليم أنبيائهم..
ثم وبعد وفاة [إدريس] بعدّة قرون نُـسخ ذلك العلم وإنتشر الجهل المُظلم، وعُبدت الأصنام لأوّل مرّة على الأرض بعد ان كان الناس كلّهم على دين واحد هو ((الإسلام)) الذي هو "دين التوحيد"..
<(!!*!!)> فبعث الله لهم النبي [نوح] عليه السلام حفيد [إدريس] ليطهّرهم من كفرهم وشركهم.. وهو أوّل رسول من أُولي العزم من الرسل الخمسة وهم: [نوح - إبراهيم - موسى - عيسى - محمد]، فأنذرهم بالطوفان المُدمِّّر للعالم أجمع بإستثناء من سيكون معه على سفينة النجاة..
<(!!!)> ومن بعد الطوفان تغيّرت معالم العالم كلّيّاً ، وتمّ حصر النسل بأولاد [نوح] الثلاثة لوحدهم.. ولم يجعل الله للمؤمنين الذين كانوا معه على السفينة أي نسل..
ــ فأولاد النبي نوح هم 3 : (1) [سام] "أبو العرب"، (2) و[حام] "أبو الحبش"، (3) و [يافث]"أبو الروم".. والمراد بالروم هنا هم اليونان المنتسبون إلى [رومي] بن لبطي بن يونان بن يافث بن [نوح] عليه السلام.
<(!*!)> ثم وبعد أن كثُرت ذُُرِّيَّة أبناء [نوح] عليه السلام قاموا بإقتسام الأرض فيما بينهم وتمّت على الشكل التالي :
==> فنزل (بنو سام) "سرِّة الارض" وهو ما بين ساتيدما ،، يقال بأنه الجبل المعروف بجبل حمرين وما يتصل به قرب الموصل والجزيرة الى البحر ، وما بين اليمن الى الشام.. وجعل الله تعالى فيهم "النبوّة والكتاب" والبياض والجمال والأدمة (اي مشابه للون التراب)..
==> ونزل (بنو حام) "مجرى الجنوب والدبور" وجعل الله فيهم ادمة وبياضًا قليلا .
==> ونزل (بنو يافث) "مجرى الشمال" وجعل فيهم الصبا ، وفيهم الحُمرة والشقرة، وأخلى الله أرضهم فإشتدّ بردها.
——————————-
ــ ولقد تمّ حصر"الأنبياء والرسُل" في ذُُرِّيَّة (سام) بن [نوح] عليه السلام فقط ، دون ذُُرِّيَّة (حام) و(يافث)..
ــ ثم تمّ حصر"النبوّة والرسالة" في رسول الله [إبراهيم الخليل] عليه السلام، وبولدَيْه [اسماعيل] و[إسحاق] عليهما السلام وبذُُرِّيَّتهما لوحدهما..
ــ ثمّ وبولد [اسماعيل] إنتهت "النُبوّة والرسالة" في العالم أجمع، حيث خُتِمتا بسيّد الأنبياء والمرسلين، رسولنا وحبيبنا "مُحمّد" صلّى الله عليه وسلم..
*** قال تعالى : {{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ }}. سورة الحديد: 26 .
<(!**!)> وكان من بعد الطوفان بفترة وجيزة قد ملك مدينة [بابِل] طاغية كبير هو:"نمروذ"إبن كوش بن كنعان بن حام بن [نوح].. فقام يُجبر الناس على عبادة الأوثان، كما جاء في كتاب الطبقات الكبرى، وذكر المؤرِّخون بأنه وقعت يومئذ في بابِل مُشكلة أدهشت الناس وفرّقتهم.. حيث تبلبلت لغة الناس..
<(!!*!!)> وكان أبناء [نوح] وأولادهم قد ناموا بالمساء على لغتهم "السريانية" وفي الصباح إستيقظوا فوجدوا انفسهم غُرباء بألسنتهم لا يفهمون كلام بعضهم البعض.. فقد علّمهم الله تعالى اثناء نومهم (بواسطة الإلهام) لغات جديدة مكان لغتهم..
==> ومن هنا إنتشرت اللغات المتعدِّدة.. فصار لبني [سام] 18 لسانا، ولبني [حام] 18 لسانا، ولبني [يافث] 36 لسانا..
ــ ففهّم الله"العربية"الى (بعض أبناء سام بن [نوح]، وهم: -1- [طسم بن سام] ، -2- و [عمليق بن سام] (وهو ابو العماليق كلهم ومن بينهم فراعنة مصر)، -3- وأبناء وأحفاد [إرم بن سام] ، -4- و[ارفخشد بن سام].
<(!!*!!)> والعرب ينقسموا الى نوعين هما: -1-[عارِبة] و-2-[مُستعربة].
==> فـ [العرب العارِبة] هم: ((عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل والعمالقة وجرهم وحضرموت وحضوراء وبنو ثابر وغيرهم)).. وتسمّى هذه الأمم بـ [العرب العارِبة] لأن لسانهم الذي جُبلوا عليه كان"العربية".
==> وكانت العرب تسمّي (بني قحطان بن عابر) و(بني [اسماعيل بن إبراهيم] عليهما السلام) بـ [العرب المُستعربة] لأنهم كانوا لا يتكلّمون بلسان هذه الأمُم حتى سكنوا بين أظهرهم.. لأنّ لغة (عابِر) و[إسماعيل] عليه السلام كانت في الأصل إمّا "سريانية"، وإمّا "عبرانية"..
فتعلّم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كانوا في زمانهم ، وممّن كان قبلهم من قوم عاد وثمود ومعاصريهم..
وتعلّم [اسماعيل] عليه السلام وذرّيته اللغة العربية من ((قبيلة جرْهم العربية اليمنية)) حين نزلوا بمكّة ضيوفا عليه وعلى أمّه السيِّدة [هاجر] رحمها الله..
*** وقد ورد في صحيح مسلم عن وَاثِلَةَ بْنَ الاَسْقَعِ أنه قال؛ كان رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [[ اِنَّ اللَّهَ إصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ اِسْمَاعِيلَ ، وَإصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَإصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَإصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ]].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
<(!!*!!)> ((وإليكم بعض الوقفات والمحطّات للقبائل العربيّة التي إستقرّت بأرض [اليمن] وذلك لطبيعتها وخصوبة أرضها ووفرة مياهها..ومن هناك إنتشر بعضهم في البلاد المجاورة كـ [مكة والمدينة ونجد والعراق وبلاد الشام ومصر وغيرها])).
*** قال الله تعالى: {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }}. سورة الحجرات: 13 .
==> قال علماء النسب: يقال "شعوب"، ثم "قبائل"، ثم "عمائر"، ثم "بطون"، ثم "أفخاذ"، ثم "فصائل"، ثم "عشائر".. و[العشيرة] أقرب الناس إلى الرجل، وليس بعدها شيء.
==> وقال العلاّمة المؤرِّخ إبن كثير: كانت العرب تسمّي كل من ملّك [اليمن]"تُبَّعاً"،ومن ملك [الشام] مع الجزيرة "قيصر"، ومن ملك [الفرس] "كسرى"، ومن ملك [مصر]"فرعون"، ومن ملك[الحبشة]"النجاشي"..
ــ وكان من اشهر ملوك اليمن هو الملك "عبد شمس" المُلقّب بـ "سبأ".. فهو ((عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر))..
ــ وكان له "10 أولاد".. سكن 6 منهم في ((اليمن)) وهم : [مذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وِحِمْيَر]..
وسكن 4 منهم ((ببلاد الشام)) وهم : [لخم، وجذام ، وعاملة ، وغسّان].
ــ وكان الملك [سبأ] أوّل من بنى "سد مأرِب"، وسلّط إليه 70 وادياً يفد إليه، وجعل له 30 منفذا يخرج منها الماء.. وقد مات ولم يكمل بناؤه.. فكملته قبيلة ولده [حِمْيَر] من بعده.. وكان إتساعه فرسخاً في فرسخ.. وكانوا في غِبطة عظيمة، وعيش رغيد، وأيام طيبة، حتى أنّ المرأة كانت تمرّ بالمكتل (السلّة) على رأسها فتمتليء من الثمار ممّا يتساقط فيه، من نضجه وكثرته.
*** قال الله تعالى: {{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}}.. سورة سبأ: 15 .
==> وكانت الملكة ((بلقيس)) زوجة النبي [سليمانٍ] عليه السلام، تـُعتبر هي والملك [سَيْف بن ذي يَزَن] من أشهر ملوك قبيلة [حِمْيَر بن الملك سبأ]..
==> وكان الناس بأرض اليمن يعيشون في غبطة عظيمة، وأرزاق وثمار وزروع كثيرة.. وكانوا مع ذلك على الإستقامة والسداد وطريق الرشاد.. فلما بدّلوا نعمة الله كفراً وعدلوا عن الهُدى إلى الضلال أرسل الله عليهم "سيْل العرِم"، كما *** قال الله تعالى: {{ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}} سورة سبأ: 16-17.
==> ولمّا أصيبوا بـ"سيْل العرِم" هلكت أموالهم، وخربت بلادهم، وإحتاج [أهل مأرب] الذين كان لهم السدّ ان ينتقلوا عنها.. فتفرقوا في غور البلاد ونجدها..
ـ1ـ فنزلت طوائف منهم [الحِجاز]، ومنهم "خزاعة" نزلوا ظاهر [مكة]،
ـ2ـ ونزلت طوائف أخرى منهم [المدينة المنورة]، وهم "الأوْس والخزْرج" فكانوا أوّل من سكنها.. ثم نزلت عندهم ثلاث قبائل من اليهود ، هم: بنو قينقاع، وبنو قريظة، وبنو النضير، فأقاموا عندهم في المدينة على شروط ولكنهم لم يفوا بها، بل استطالوا عليهم.. وبعدها نشبت بينهم معارك متتابعة..
ـ3ـ ونزلت طائفة منهم [بلاد الشام]، وهم:"غسّان" و"تنّوخ"، و"تغلب"، و"عاملة"، و"بهراء"، و"لخم"، و"جذام" وغيرهم..
وكانوا قد تنصّروا عندما وصلتهم دعوة النبي [عيسى] عليه السلام.. وبعدئذ ولمّا وصلت الفتوحات الإسلامية المباركة الى بلادهم كانوا أوّل من إنشرح قلبه لها ودخلوا الإسلام على الفور.
—————————————
<(*!*)> قال إبن عبّاس: وبقي باليمن 6 قبائل، وهم: مذحج، وكندة، والأشعريون، وأنمار أبو خثعم، وبجيلة، وحِمْيَر.
وإستمرّ فيهم المُلك حتى سلبهم ذلك "أبرهة" ملك الحبشة نحواً من سبعين سنة.. ثم عاد فحرّرها منه ملك اليمن [ سَيْف بن ذي يَزَن الحِمْيَري] بن ذي اصبح بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن ابرهه بن الحارث بن قيس بن صفي بن "حِمْيَر بن سبأ" بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر.
وكان قد إتخذ من "قصر غُمْدَان" مقرّاً له .. وللعلم فهذا القصر هو من القصور التي بنتها الشياطين للملكة [بلقيس] بأمر من النبي [سليمان] عليه السلام..
==> وكان الملك [ سَيْف بن ذي يَزَن الحِمْيَري] عاقِلاً حَكيماَ.. وكان عالماً بعلوم وأخبار الأقدمين، ومُطّلِع على كثير من الكُتب التي ورثها عن أجداده ملوك وأمراء العرب الذين إستقرّوا باليمن وما حولها، والذين توارثوها عن الأنبياء السابقين وعن العلماء والمؤرّخين الكبار، والتي كانت توضِّح بأنّ النبوّة المُشَرِِّفة ستنتهي وتُخْتم بنبيٍّ عربيٍّ هاشميِّ من مكّة، وبأنّ علامات ظهوره ووقتها كان متطابقا مع عصر ذلك الملك العالم والحكيم.. وقد أسرّ بذلك لسيّد مكّة [عبد المُطّلِب] الذي هو جدّ نبيّنا وحبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، حيث أوصاه بالإهتمام به وحمايته.. ثم قام ينتظر بعثته على أحرِّ من الجمر ليؤمِن به ويناصر رسالته السماويّة.. ولكنه توفي قبل تلك البعثة النبويّة المُباركة..
==> ومن أشهر وأعظم رجال القبائل العربية التي إستقرّت في [بلاد الشام] هو الأمير [يوسف آل سَيْفا الغسّاني] أحد أحفاد ["غسّان بن الملك سبأ" بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر].. حيث إتخذ من بلدة [عكّار العتيقة] الحصينة عاصمة له.. وقد وصل حكمه من نهر بيروت حتى مدينة حلب.. وكان مشهوراً بالعدل والكرم والشجاعة مثل أجداده العرب السابقين،، وهو إبن عمّ الملك الحكيم [سَيْف بن ذي يَزَن الحِمْيَري].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
يمكنكم الدخول على الموضوع وذلك بالضغط على هذا [الرابط] أو [العنوان] المُرفق هنا بالأسفل:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]