شيكا خليل
عدد المساهمات : 10008 نقاط : 30030 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/06/2013
| موضوع: رسالة إلى سمية............. الأربعاء يونيو 26, 2013 3:42 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ما اسعد لحظات رجل ينتظر إن تنجب له زوجته بمولود جميل, نعم زوجته التي يحبها. فينتظر هذا بسعادة,ويتأمل كيف سيصبح والدا قريبا,ومعلما لهذا الطفل القادم,وكيف سيأدبه؟ ويربيه في طاعة خالقه, محفظا له كتاب ربه. ويسرح مع هذه العطية الجميلة.......... وفجأة يسمع صوت زوجته تقول له ( إنى متعبة واستشعر ان وقت الولادة قد حان). وتصرخ الما اه....اه.... حبيبي الألم يزداد, فينظر إليها نظرة رحمة وسعادة متأملا وجهها فيقول لها’’’كم تتألمن أنتن معاشر النساء عند الإنجاب فسبحان الله. فتنظر إليه مبتسمة واضعة يدها على بطنها وتقول’’’’’’’’’’ إنه عطاء من الله لنا هذا الطفل القادم بإذن الله. ثم يزداد الألم وتقول (رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم * وفجأة صاحت بشدة اه.اه.اه... فنهض مسرعا يرتدى ملابسه ويساعدها في لبسها,ويذهب إلى المستشفى مسرعا ,فكل شيء معد ليوم الولادة . فكم كانوا ينتظرون هذا اليوم. وعندما اصبح امام باب المستشفى ,فتح بابه مسرعا وذهب إلى زوجته ينظر إليها من نافذة السيارة يقول لها’’’’لا تخاف فالله معكي .....احتسبي هذا الأمر العظيم لكي يرزقنا الله رزقا طيبا. ثم ذهب مسرعا نحو باب المستشفى ,وقال للأمن الواقف ’’’’’زوجتي في حالة وضع ارجوا احضار السرير الخاص بالنقل. وفي لحظات اصبحت الزوجة داخل غرفتها ينتظران ان يسمح لها بدخول غرفة العمليات. وجاءت الطبيبة تبتسم وتقول ’’’’’’’’’لا بأس عليك, اسأل الله لك طفل بار. فتبتسم مع صرخة قوية يا الله يارب يسر ولادتي. والزوج ينظر إليها وتدمع عيناه رحمتا بها ,ويتصبب عرقا ,ثم تحمل الزوجة إلى غرفة العمليات,ويترك الزوج وحده,متضرعا إلى ربه رافعا يده إلى السماء ويقول ’’’’يامخرج الحي من الحي اقم عثار زوجتي ويسر امرها ,وارزقنا صالحا يارب يارب ويكرر ذلك. حتى دخلت عليه الممرضة مبتسمة وتقول له’’’’ اين ملابس المولود . فيقول’’’ هل قامت زوجتي بالسلامة؟ هل هي بخير؟ فتقول له نعم والحمد لله. فيسجد شكرا لربه ثم ينهض .معطيا لها الملابس ويقول لها’’’ بماذا وهبني الله؟؟ فتقول له بأنثى جميلة فليبارك الله لكما فيها.وتذهب. وتمر لحظات وتأتي الزوجةإلى غرفتها مع وليدها,ممسكة بأنامل طفلها في يدها ناظرة لها مبتسمة. فيقول زوجها بصوت خافت لايسمعه من حوله’’’’ يالله ماهذه الرحمة التى وضعها الله في قلوب الأمهات ,منذ قليل تصرخ وتتحمل ألما شديدا ,والأن تضحك وتبتسم لوليدها فسبحان الله حملته كرها ووضعته كرها,فيا الله مأعظم اجرها عند ربها. وتمر الأيام والسنون وتكبر هذه البنت التي كانت زهرة والديها, فكانا يتأملان حسنها وجمالها ,وكانا يوفران لها كل ما تحتاجه من الرعاية والمحبة. وتكبر هذه البنت عام بعد عام وتكبر وتكبر ............... حتى بلغت سن السادسة عشر وهي الأن في الصف الثاني الثانوي في الدراسة. وكلما كبرت ينتظر والديها برهما ...... فقد احسن والدها اختيار امها ,فقد اختارها من اسرة ملتزمة دينة,ومن نسب عريق ,وصاحبة جمال,واحسن تعليمها وقام بتحفيظها كتاب ربها ,واحسن تسميتها فسماها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ولكن ما إن دخلت في هذه المرحلة الدراسية إلا وبدأت تتعرف على فتيات السوء ,الاتي لايعرفن إلا شهواتهم,فأصبحت تنظر لوالديها نظرة انها صاحبة الفهم والعلم وانهما لا يعرفان الكثير,بل وصار صوتها يعلوا عليهما ,وتفعل ماتريد فقط. اما برهما وطاعنهما ,فلا اصبحت عاقة عليهما. دائما الذهاب إلى الأسواق والتحدث عبر الهاتف مع صديقات السوء,والمحادثة عبر الإنترنيت في المنتديات من غير ضوابط شرعية . واصبحت كالزهرة الذابلة في البستان لأتها لم تعد تروى وتسقى بالإيمان. ودائما كان والدها يقول لها ابنتي الحبيبة سمية’’’كم سهرنا لراحتك ,وتعبنا عليك,فلما هذا الجفاء,فكانت سريعة الرد وتقول بصوت مرتفع غاضب دعك من هذا الكلام فهذا واجبك انت وامي,ما فعلتما شيأ كثيرا إلا الواجب فقط هل فهمت الواجب فقط ,وتنصرف وتتركه خلف ظهرها ,فينظر إليها متألما داعيا لها ’’’’’’’’’اصلحك الله يابنيتي. وتستمر الأيام والأيام وهي على حالها بل تزداد سوء ,ويزداد جفافها وذبلانيها. واصبحت مصدر تعاسة لوالديها من عقوقها وعدم برها. بل العجب انها تبر اصدقائها وتتسم بحسن الخلق امامهم فأصبحت كالنخلة المعوجة في البستان فهي جذورها واصلها في البستان وفرعها خارج سور البستان فترمي بالثمر خارجه وليس داخله. اصبحت تظهر الحسن والسوء يمليء صدرها وهي لا تعلم انها اصبحت بلاء وشقاء على والديها. فأين برهما؟ نعم اين برهما ياسمية,وياعائشة, وياسارة,ويافلانة وفلانة؟؟؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لماذا لا تبرون ابائكم قبل مماتهم؟ هذا هو المنتظر !!!!!!!!!!! ان تكونوا مصدر الإلم على من احسن إليكم واسترعاكم وفضل لكم الطعام والشراب على نفسيهما. اهذا جزاء الإحسان؟؟؟ صدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال { ان من علامات الساعة ان تلد الأمة ربتها} كتبت هذه القصة البسيطة التي تخيلتها واستعجبت كيف كانوا يتعبون, ويعملون, ويبذلون ويسهرون لراحتك ياسمية,وانت الأن اصبحت كالشوكة في حلقيهما. لماذا ياسمية تركت نفسك للشيطان يلعب بك؟ لماذا اصبحت تسهرين وتحتالين لتجميل مظهرك الخارجي وباطنك خرب؟؟ الا تعلمي ان عقوق الوالدين من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله، وكيف لا يكون كذلك وقد قرن الله برهما بالتوحيد فقال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً [الإسراء: 23]. وقال تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً [الأنعام: 151]. بل هي من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا، وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً [ البقرة: 83]. وها نحن نسمع بين الحين والآخر، وللأسف من أبناء الإسلام من يزجر أمه وأباه، أو يضربهما أو يقتل أمه أو أباه. أقول ـ أيها الإخوات ـ: إن انتشار مثل هذه الجرائم البشعة ليست في الإسلام فحسب بل في عرف جميع بني آدم، أقول: إن انتشارها نذير شؤم وعلامة خذلان للأمة، ومن هنا وجب على جميع قنوات التربية والتوعية والإصلاح تنبيه الناس على خطر هذا الأمر، وإظهار هذه الصورة البشعة لمجتمعاتنا بأنها علامة ضياع وعنوان خسارة. ما سبب انتشار أمثال هذه الجرائم؟ ولا أقول وجودها لأنها قد وجدت من قديم الزمان، لكن ما سبب انتشارها إلا انتشار الفساد والأفلام المقيتة بوجهها الكالح، وتشبه طبقة من طبقات المجتمع بصورة الشاب الغربي الذي يعيش وحده، وليست له أي صلة تربطه بذي رحم أو قريب، فيتأثر البعض بهذه المناظر فيحصل ما لا تحمد عقباه من العقوق. قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً . قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب، فلا يغلظ لهما في الجواب، لا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما، بل يكون بين يديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما. وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً. . الآية. قال الهيثمي عند قوله تعالى: وقل لهما قولاً كريماً أي اللين اللطيف المشتمل على العطف والاستمالة وموافقة مرادهما وميلهما ومطلوبهما ما أمكن لا سيما عند الكبر، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ثم أمر تعالى بعد القول الكريم بأن يخفض لهما جناح الذل من القول، بأن لا يُكلما إلا مع الاستكانة والذل والخضوع، وإظهار ذلك لهما، واحتمال ما يصدر منهما، ويريهما أنه في غاية التقصير في حقهما وبرهما. ولا يزال على نحو ذلك حتى ينثلج خاطرهما، ويبرد قلبهما عليه، فينعطفا عليه بالرضا والدعاء، ومن ثم طلب منه بعد ذلك أن يدعو لهما، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً . وكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيراً، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك. يافتاة الإسلام وحق الوالدين باقٍ، ومصاحبتهما بالمعروف واجبة، حتى وإن كانا كافرين. فلا يختص برهما بكونهما مسلمين، بل تبرهما وإن كانا كافرين، فعن أسماء رضي الله عنها قالت : قَدِمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة أفأصلها؟ قال: ((نعم، صلي أمك)). ولم يقف حق الوالدين عند هذا الحد، بل تبرهما وتحسن إليهما حتى ولو أمراك بالكفر بالله، وألزماك بالشرك بالله، قال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون . فإذا أمر الله تعالى بمصاحبة هذين الوالدين بالمعروف مع هذا القبح العظيم الذي يأمران ولدهما به، وهو الإشراك بالله، فما الظن بالوالدين المسلمين سيما إن كانا صالحين، تالله إن حقهما لمن أشد الحقوق وآكدها، وإن القيام به على وجهه أصعب الأمور وأعظمها، فالموفق من هدي إليه، والمحروم كل المحروم من صُرف عنه. وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل حق الوالدين مقدماً على الجهاد في سبيل الله. ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله)). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ( (أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري]. وعنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) [ رواه الترمذي وصححه ابن حبان]. وعن معاوية بن جاهمة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [ رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به]. وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على من أدرك أبويه أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة، فيقول كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : ((رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة)). وبر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات. وما قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي اسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء)). وهل أتاك نبأ أويس بن عامر القرني؟ ذاك رجل أنبأ النبي بظهوره، وكشف عن سناء منزلته عند الله ورسوله، وأمر البررة الأخيار من آله وصحابته بالتماس دعوته وابتغاء القربى إلى الله بها، وما كانت آيته إلا بره بأمه، وذلك الحديث الذي أخرجه مسلم: كان عمر إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم، أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس بن عامر فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد؟ قال: نعم، قال: كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله يقول: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن، كان به أثر برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدةٌ هو بارٌ بها، لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)). فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي. وعن أصبغ بن زيد، قال: إنما منع أويساً أن يَقدم على النبي برّه بأمه. ولما علم سلفنا الصالح بعظم حق الوالدين، قاموا به حق قيام. فهذا محمد بن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع. وقال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئاً؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه. وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها. وهذا حيوة بن شريح، وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين، يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم. هذه بعض نماذج بر السلف لآبائهم وأمهاتهم، فما بال شبابنا اليوم يقصرون في بر آبائهم وأمهاتهم، وربما عق أحدهم والديه من أجل إرضاء صديق له، أو أبكى والديه وأغضبهما (وهذا من أشد العقوق) من أجل سفر هنا أو هناك أو متعة هنا أو هناك. أوصيكم يا معشر الأبناء جميعاً ونفسي ببر الوالدين، وأن نسعى لإرضائهما وإسعادهما في هذه الدنيا، أسألكم بالله ماذا يريد منك أبوك إلا أن تقف معه حين يحتاجك، وأن تسانده حين يحتاجك، بل ماذا تريد منك الأم إلا كلمة حانية، وعبارة صافية، تحمل في طياتها الحب والإجلال. والله لا أظن أن أي أم أو أب يعلمان من ولديهما صدقاً في المحبة وليناً في الخطاب ويداً حانية وكلمة طيبة ثم يكرهانه أو يؤذيانه في نفسه أو ولده. لا أظن أنه تخفا علينا النصوص الواردة من الكتاب والسنة في فضل بر الوالدين، وحرمة عقوقهما وأن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب. ولكن ينقصنا العمل بما نعلم، ونغفل أحياناً كثيرة عن مواضع البر مع زحمة الأعمال الدنيوية، كزيارة الوالدين وتفقد أخبارهما والسؤال عن أحوالهما وسؤالهما عن حاجتهما . وكم نجد ونسمع من يلتمس رضا زوجه ويقدمه على رضا والديه. فربما لو غضبت الزوجة لأصبح طوال يومين حزيناً كئيباً لا يفرح بابتسامة، ولا يسّر بخبر، حتى ترضى زوجه الميمون، وربما لو غضب عليه والداه، ولا كأن شيئاً قد حصل. ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق. يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك لزوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتما فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله. هذه صورة من صور العقوق، يدخل الزوج وهو يعيش مع والديه أو أن والديه يعيشان عنده، يدخل البيت معبس الوجه مكفهر الجبين، فإذا دخل غرفة نومه سمعت الأم الضحكات تتعالى من وراء باب الحجرة، أو يدخل ومعه هدية لزوجه فيعطي زوجته، ويدع أمه، هذا نوع من العقوق. وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً، قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً. هكذا فليكن العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟!! من يعثر على هذه العجوز فليسلمها إلى دار العجزة عاجلاً. هذا جزاء الأم التي تحمل في جنباتها قلباً يشع بالرحمة والشفقة على أبنائها، وقد صدق الشاعر حين وصف حنان قلب الأم بمقطوعة شعرية فقال: أغرى أمرؤ يوماً غلاماً جاهلاً بنقوده كي ما يحيق بـه الضـرر قال ائتني بفـؤاد أمك يا فتـى ولك الجواهـر والدراهـم والدرر فأتى فأغرز خنجراً في قلبهـا والقلب أخرجـه وعاد على الأثر ولكنه من فـرط سرعة هوى فتدحرج القـلب المعفـر بالأثـر نـاداه قلب الأم وهـو معفـر ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر ومن كان براً بهما فليحافظ على ذلك، وإذا كانا ميتين فليتصدق لهما ويبرهما بدعوة صالحة أو عمل صالح يهدي ثوابه لهما. وأما أنت أيتها العاقة وايها العاق فاعلما أنكما مجزيان بعملكما في الدنيا والآخرة. يقول العلماء: كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان. ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان. اللهم أعنا على بر والدينا، اللهم وفق الأحياء منهما، واعمر قلوبهما بطاعتك، ولسانهما بذكرك، واجعلهم راضين عنا، اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره، واغفر خطأه ومعصيته، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك، اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك. اللهم أصلحنا وأصلح شبابنا وبناتنا، اللهم أعلِ همتهم، وارزقهم العمل لما خلقوا من أجله، واحمهم من الاشتغال بتوافه الأمور، وأيقظهم من سباتهم ونومهم العميق وغفلتهم الهوجاء والسعي وراء السراب. منقول والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل ; لا تنسونا من ذلك .. ام غندور [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
شيكا
عدد المساهمات : 6824 نقاط : 8827 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 21/06/2013
| |