انقراض وشيك
ستيفن لييهي - حذر خبراء التنوع البيولوجي أن الغابات المطرية الإستوائية الأمازونية، الأكبر من نوعها في العالم، أصحبت مهددة بالإنقراض نهائيا جراء السياسات والأنمطة المتبعة حاليا، وأن التنوع الحيوي لا غني عنه لبقاء البشرية على قيد الحياة، فلا يستيطع الإنسان أن يأكل شبكة انترنيت أو أن يتنفس بدون أوكسيجين النباتات.
وأشار الخبراء إلى كارثة النفط في خليج المكسيك كواحدة من النتائج السلبية الخطيرة لهذه السياسات. وأفاد تقرير دولي عن واقع التنوع الحيوي ومستقبله أن تسرب 5,000 برميلا من النفط يوميا منذ 20 نيسان- أبريل من منصة النفط في الخليج، سيأتي بتداعيات مدمرة على نظم الحياة البحرية والبيئة الساحلية على مدى عقود طويلة.
وأشار التقرير الصادر عن إتفاقية التنوع الحيوي الدولية في العاشر من مايو تحضيرا لمؤتمرها العالمي في نيروبي، إلى الأخطار الشديدة التي تتعرض إليها الأنظمة الإيكولوجية التي ترتكز عليها الحياة والتي توفر للبشرية الصحة والطعام والوقود وكافة إحتياجات العيش.
وصرح طوماس لفجوي كبير مستشاري رئيس البنك الدولي لشئون التنوع الحيوي والعالم البيولوجي المعروف، أن التقرير يكشف النقاب عما يمكن إعتباره “سادس أكبر مرحلة إنقراض في تاريخ الحياة على الأرض”.
فقد بين التقرير أن تقريبا كافة مؤشرات مستقبل التنوع الحيوي أصبحت سلبية ومضطردة وتلوح ذرواتها الخطيرة في الأفق، ومنها إنقراض الغابات المطرية الإستوائية الأمازونية دون رجعة.
وشرح الخبير أن دراسة كلفت مليون دولارا كشفت عن حزمة من ثلاثة عوامل قادرة على تحويل أكبر غابة مطرية إستوائية في العالم إلى أراضي عشبية. هذه العوامل هي: إرتفاع درجة الحرارة في العالم بمعدل درجتين مئويتين في المتوسط، زوال الغابات الأصلية بنسبة ثلاثة أو أربعة في المئة إضافية، والحرائق وحرق الغابات.
وأفاد أن هذه العوامل ستؤدي الى فقدان كميات هائلة من الأنواع والفصائل الحيوانية والنباتية، إضافة الى كميات جبارة من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسببة للتغيير المناخي، ناهيك عن “التداعيات المذهلة” التي ستأتي بها على الأهالي المحليين.
والمعروف أن الأمم المتحدة قد أعلنت 2010 السنة العالمية للتنوع الحيوي، وأن 123 دولة عضو في إتفاقية التنوع الحيوي الدولية قد تعهدت في عام 2002 بإتخاد تدابير عاجلة لخفض مسار فقدان هذا التنوع.
ومع ذلك، وبعد مرور ثمان سنوات على هذا التعهدات، تبين أنها لم تتحقق. فقد أصبح نحو ربع أنواع النباتات مهددا بالإنقراض، فيما تقلص مجموع الحيوانات الفقارية بنسبة الثلث في الثلاثين عاما الأخيرة.
وبسؤاله عن أهمية التنوع الحيوي بالنسبة للبشرية وهي التي تحظى الآن بالوسائل التكنولوجية المتطورة، قال العالم البيولوجي "إنك لا تستطيع أن تأكل شبكة انترنت، ولا تستطيع التنفس بدون نباتات تزودك بالإوكسيجين".
لكن البشرية يمكن أن تعيش بدون نفط.
وعلق كيران سكلينغ، مدير مركز التنوع الحيوي، وهو المنظمة غير الحكومية في ولاية اريزونا الأميركية، أن عمليات إستخراج النفط والمعادن وصناعة الأخشاب تضع مخاوف تداعيات ممارساتها على النظم الإيكولوجية في ذيل قائمة إعتباراتها.
وكمثال، أفاد بأن شركة "BP” العاملة في إستخراج النفط من خليج المكسيك، قد حصلت علي إعفاءات بيئية من الحكومة الأميركية، بل ولم توجد خطط حقيقية لكيفية التعامل من خطر تسرب النفط. “لقد كانت كارثة متوقعة، لكن قطاع الأعمال والحكومة (الأميركية) تظاهروا بأنها لكن تحدث". (آي بي إس)