عواقب انتهاك البيئة: بلدان تحترق وأخرى تغرق... أهلاً بولادات غزة ونساؤها أخوات الرجال

زهرة مرعي

8/12/2010

عواقب انتهاك البيئة: بلدان تحترق وأخرى تغرق... أهلاً بولادات غزة ونساؤها أخوات الرجال 11qpt97

بدأ العالم وبشكل كارثي يجني حصيلة السياسات الصناعية الجشعة التي خاضتها الدول الكبرى على امتداد القرن الماضي ولا تزال. مشاهد حملتها لنا الشاشات الإخبارية جميعها هذا الأسبوع تنذر بأن الآتي أعظم. فيضانات في باكستان تركت الملايين مشردين، وآلاف الهكتارات من الغابات الروسية لم تعد موجودة، والعاصمة موسكو وسكانها تحت رحمة الدخان. إلى جانب الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة في كافة البلدان على السواء.
إنه الإنسان يورث لأبنائه بيئة مدمرة بأكثر مما كانت توقعات العلماء. فهل بدأ العالم جميعه الذي تلفه عن بكرة أبيه ظاهرة الاحتباس الحراري يعي خطورة ما جنت يداه؟ هل تبحّر هذا الإنسان جيداً في المشاهد الكارثية التي تدور حالياً في دول بعينها، وستنتقل سريعاً إلى غيرها؟ هل بدأت الدول الصناعية، وخاصة الولايات المتحدة التي كانت ولا تزال ترمي بمقررات مؤتمرات المناخ في سلة المهملات تعي مسؤولياتها؟ وهي كانت في هذه المؤتمرات تصارع وتقارع كي تترك صناعاتها تسرح وتمرح من دون رقابة ومن دون تدابير احتياطية تخفف من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون وغيره من الغازات المؤثرة سلباً على طبقة الأوزون. هو صراع من أجل الحفاظ على الربحية، وفقاً لمنطق بسيط ومعقد في آن وهو'بعد حماري ما ينبت حشيش'. وهذا ما نجنيه نتيجة الأنانية سواء على صعيد الدول، أو على صعيد أنانية الفرد. انقراض للغابات، فيضانات، بحار ترتفع، ومدن مهددة بالزوال.
المشهد الكارثي الواصل بخاصة من باكستان يضع العالم أجمع أمام مسؤولياته. الخبراء والمختصون يقولون ان قليلاً من الوقت مازال متاحاً حتى سنة 2015 للمعالجة. فهل تستجيب الدول القادرة على ذلك، والدول المسؤولة عن وضعنا الكارثي؟ أم تبقى مشغولة في حروبها المفتوحة هناك وهنالك من العالم؟
لا شك أن الأشهر الثلاثة الماضية أرسلت الإنذار الأحمر اللون، ولا بد من التحرك بمسؤولية، لكننا حتى اللحظة لم نلمس بادرة خير في هذا الاتجاه، للأسف.
فوبيا إيران

وكأن الهدف الذي وجدت لأجله قناة 'العربية' هو تجريم إيران ووضعها في دائرة المحاكمة. وربما قريباً جداً نجد فيها المسؤول الأول والأخير عن الاحتباس الحراري والكوارث الناتجة عنه. أرادت هذه القناة حواراً في برنامج بانوراما حول مضيق هرمز الذي شهد مؤخراً انفجاراً في ناقلة نفط يابانية تبناه تنظيم القاعدة. هذا المضيق الذي يمر منه ثلث اقتصاديات العالم بحسب العربية، كان هناك نقاش حوله بين أكثر من وجهة نظر غير محايدة بالطبع، ومنها واحدة سعودية كما جرت العادة في كل ما لإيران فيه من حضور. لكن اللافت أن وجهة النظر السعودية التي اختارتها قناة العربية كانت عسكرية الطابع ومن عميد متقاعد في الجيش السعودي. وكما هي العادة خلط هذا المحلل العسكري الأمور بعضها ببعض. فإذا به يقرأ في الكتاب والتوجه نفسه في ثلاثة أحداث شهدتها المنطقة مؤخراً. وهي بالطبع أحداث منفصلة جداً. هذا المحلل العسكري وجد ترابطاً وصلة وثيقة بين انفجار ناقلة النفط اليابانية، وبين الصواريخ التي سقطت على إيلات، وبين التصعيد العسكري الذي شهده الجنوب اللبناني قبل حوالى العشرة أيام. إنها جميعها تعبير عن ضيق إيران من العقوبات التي فرضت عليها مؤخراً، بحسبه. وقد قال العسكري السعودي بالحرف: بدأت إيران تستشعر خطورة العقوبات، لكنها تعرف حدودها، وهي غير مستعدة لحرب طويلة مع دول عظمى.
إنما ومن منظار هذا المحلل فإن إيران عبّرت في أكثر من مكان وعلى طريقتها. كيف لإيران أن تعبر من خلال تنظيم القاعدة، الذي نشر بياناً حول علاقته بتفجير الناقلة في مضيق هرمز؟ وكيف لإيران أن تعبر من خلال الصهاينة الذين بدأوا بأنفسهم الاعتداء على أرض لبنانية في الجنوب؟ وهل بظن هذا المحلل السعودي أن الجيش اللبناني هو من استدرج الصهاينة، ليعبر بشكل أو بآخر عن الضيق الإيراني من العقوبات الدولية؟
تحليلات تذكرني بتلك التي تلت عدوان تموز (يوليو) عام 2006 على لبنان، حينها تصاعدت الأصوات لتقول بأن حزب الله يخوض حرباً دفاعية عن المفاعل النووي الإيراني. قال الإسرائيليون عشرات المرات ان حربهم كانت مقررة على لبنان لاجتثاث حزب الله. ولا يزال محللو خط 'الاعتدال' العربي وبخاصة السعودي يرددون اللازمة نفسها.
هكذا إذاً خاض الجيش اللبناني مواجهته مع الصهاينة تعبيراً عن ضيق إيران من العقوبات. هذا هو الإعلام المضلل. هذا هو الإعلام الذي يشوه الحقائق. إنهم البشر الذين يكتسبون صفة محللين حتى وإن كانوا يعملون وفق منطق استغباء البشر. إنها وظيفة الإعلام الشيطاني.

ولادات غزة مقاومون ومقاومات

غزة موجودة في الإعلام على الدوام. ويكاد لا يمر يوم بدون أن نسمع ونرى على الشاشات جديداً من غزة المحاصرة. ولولا الدم التركي الذي سال في سفينة مرمرة قريباً من بحر غزة، لكان معبر رفح لازال مقفلاً بفعل الحب الأخوي الجارف من النظام المصري لحركة حماس، ولكانت حينها الأخبار المعيشية أكثر كثافة. ولكن شاء القدر وفتح معبر رفح بفعل قرار دولي خجل من فعلته طوال أعوام.
جديد غزة الذي نقلته إلينا وسائل الإعلام هو عدد الولادات التي اعتبرت مميزة لشهر تموز (يوليو) وهي 4006 ولادات 'ما شاء الله'. اللهم زد وبارك في ولادات غزة ليتمكنوا من مقارعة الاحتلال وتحرير الأرض من رجسه. هي ولادات إلى ازدياد رغم الحصار الاقتصادي ورغم التشرد وتدمير الاف الوحدات السكنية في العدوان على غزة الذي جاء تحت عنوان 'الرصاص المسكوب'. سكب الرصاص الصهيوني قتل النساء والأطفال والشباب بدون تفريق. ومع ذلك لا يزال الإيمان بالحياة قوياً وبدون هذا الإيمان لما كان عدد الولادات غير المسبوق.
ومن غزة كذلك وصلتنا صور نسوة نشيطات يعملن في البناء. لما لا ما دامت الصحة موجودة والقوة متوفرة. أليس من واجب النساء إعالة عائلاتهن تماماً كما الرجال؟ وإن غاب الرجال لسبب من الأسباب أليس من الأولى أن تكون النساء 'أخوات الرجال'؟ وهنّ كذلك فعلاً لا قولاً. هنّ أخوات الرجال في الرحم. وفي الحياة. وفي المهن. وفي الجهاد. وفي المقاومة. المرأة في غزة ابنة ظروفها تتكيف معها لتستمر الحياة. والحياة فعل إيمان وكفاح للسواد الأعظم من البشر. وأهل غزة رمز الصمود والكفاح والمقاومة.
انتبهوا: انفلونزا الخنازير لم تعد وباءً
هل تذكرون الهلع الذي افتعلته منظمة الصحة العالمية عندما أصدرت بياناً قبل ثمانية أو تسعة أشهر من الآن اعتبرت فيه أنفلونزا الخنازير وباءً؟ بالأمس طلعت علينا مديرة المنظمة ذاتها لتقول ان المرض موجود لكنه لم يعد وباءً. وفي الوقت نفسه صدرت تعليقات طبية تقول بتسرع منظمة الصحة العالمية بتبني أفكار وضعت المرض في دائرة الوباء الذي حاصر العالم والمطارات، وترك اللقاحات ضد الكريب العادي تنفد من الأسواق.
واقعة تدعو للتساؤل إن كان ثمة تضافر جهود 'بناءة' بين منظمة الصحة العالمية والشركات المصنعة للقاح الرشح العادي الذي تحول في الشتاء الماضي إلى معدن باهظ الثمن ونادر الوجود؟ كذلك تساؤل آخر عن تضافر جهود 'بنّاءة' بين منظمة الصحة العالمية والشركات المصنعة لمستلزمات حماية أولية أخرى فقدت من الأسواق على وجه السرعة خاصة تلك المتعلقة بحماية الأطفال في مدارسهم.
نحن لسنا بسيئي النية، ولسنا من الذين يأخذون الأمور على علاّتها بدون تساؤلات. خاصة أن منظمة الصحة نفسها اعترفت بالتسرع في اتخاذ القرار. نقول بأننا لسنا من ذوي النية السيئة، لكننا ندرك بأن الفساد ينخر منظمات الأمم المتحدة. والفساد عدوى كما انفلونزا الخنازير فلماذا لا ينتقل إلى منظمة الصحة العالمية، خاصة أنه لا لقاح بعد ضد الفساد المالي؟ لسنا سيئي النية لكننا نعرف أن عطايا شركات الأدوية سخية والإنسان ضعيف أمام المادة. رغم كون ما تغدقه الأمم المتحدة على موظفيها من رواتب وتعويضات هو أكثر مما تصرفه على الجياع في هذا العالم. فالشركات قادرة على إشعال الحروب، تماماً كما أشعلت كذبة كولن باول على منبر الأمم المتحدة حرب العراق إثر تقريره بوجود أسلحة دمار شامل على أرضه.
صحافية من لبنان

موضوع: _da3m_9 الإثنين مارس 11, 2013 2:12 pm

موضوع رائع بوركت
عواقب انتهاك البيئة: بلدان تحترق وأخرى تغرق... أهلاً بولادات غزة ونساؤها أخوات الرجال 4

عواقب انتهاك البيئة: بلدان تحترق وأخرى تغرق... أهلاً بولادات غزة ونساؤها أخوات الرجال 128711691410

» اشتباكات بين مجموعة سلفية وأخرى موالية لحزب الله
» سيارة تحترق ,, إلا شيئا واحدا لم تمسه النار فما هو ؟
» أوراق خضراء وأخرى متساقطة !!!
» رغبات الرجال - ماهي رغبات الرجال المشتركه
» قال مبيحافظوش على البيئة قال

إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان

صفحة 1 من اصل 1