أدلة نصر الله ضد إسرائيل.. نفخة في رماد!

خضير بوقايلة

8/11/2010

أدلة نصر الله ضد إسرائيل.. نفخة في رماد! 10qpt78

'كلام مضحك' ثم 'كلام سخيف'، هذان أول تعليقين صدرا عن جهات رسمية إسرائيلية غداة المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وقدم فيه قرائنه (الظنية) التي تجر إسرائيل بشكل أكثر جدية إلى قفص الاتهام في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
نصر الله استبق أي قرار يمكن أن يصدر في الجريمة التي قضّت المضجع اللبناني لسنوات طويلة وحاول أن يتحول عن مواجهة المحكمة مباشرة إلى فتح نافذة جهنم على عدوه التقليدي، أما إسرائيل فلا أحد ينتظر منها أن تأخذ على محمل الجد ما قاله زعيم المقاومة اللبنانية ولا أن تقدم تبريرات للمعلومات التي وردت في ملف التبريرات الظنية، فهي في نهاية المطاف لا يهمها من كلام خصومها وأعدائها شيء، هذا إذا لم تستغل الفرصة لمواصلة لعب دور الضحية المظلومة التي تطاردها الوحوش من كل مكان، ثم لماذا ننتظر من إسرائيل أن ترتبك أو تتحرك جديا للدفاع عن نفسها إذا كان من اللبنانيين والعرب من سبقها إلى السخرية والتقليل من شأن كلام زعيم المقاومة.
أقوى ما حمله حسن نصر الله خلال مؤتمره الصحافي ليلة أول أمس كان بلا شك تلك الصور التي قال إن شباب المقاومة تمكنوا من قرصنتها في وقتها من إرساليات طائرات التجسس والاستطلاع الإسرائيلية خلال تحركها فوق سماء لبنان طيلة سنوات خلت. صور التقطتها طائرات العدو لأماكن تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية فيها وفق ما أكده نصر الله خلال تعليقاته وتساؤلاته، وهو ما يعتبر انتصارا آخر لحزب الله والمقاومة التي حققت اختراقا مذهلا وأثبتت أنها تتفوق على كثير من الجيوش العربية الرسمية التي تلتهم حصة الأسد من ميزانيات دولها. لكن مع ذلك دعونا نتساءل لماذا تأخر الأمين العام لحزب الله حتى هذا الوقت لكشف أوراقه الجديدة، بعبارة أخرى لماذا انتفض بكل تلك القوة وتحرك بسرعة مذهلة عندما بدأ الحديث عن قرب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري ولم يكشف ما كشف عنه عندما كان لبنان يغلي وأبناء البلد الواحد يتناحرون وكادوا يغرقون الوطن في أتون الفتنة الكبرى لولا عناية الله التي أنقذتهم باتفاق الدوحة؟
لبنان كان يترنح والاغتيالات السياسية تتوالى والاتهامات تتدافع من كل جهة صوب سورية وحزب الله ومن ورائهما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومع ذلك لم ير حزب الله ضرورة من وضع حد لذلك وإعادة توجيه أصابع الاتهام إلى حيث يرى أنه يجب. ولو فعل نصر الله مبكرا ما فعل أمس لما جنب لبنان ويلات التصدع والزحف نحو حرب أهلية جديدة فحسب بل لكان ساهم في تطويق ظاهرة الجوسسة والعمالة التي نخرت الجسد اللبناني ولساعد على كشف الكثير من الحقائق من خلال منع الأعداد الهائلة من العملاء من الفرار والتبخر في الطبيعة. سؤال آخر لآل حزب الله عن سبب عدم إطلاع الحليف السوري على الصور التي كانت طائرات الاستطلاع تلتقطها من الأراضي السورية، وهذا كان من شأنه أن يجنب الحزب فقدان عضوه القوي الحاج عماد مغنية، هذا إذا سلمنا جدلا أن القاتل لا يمكن أن يكون طرفا آخر غير إسرائيل.
قد يقول قائل إن لقيادة حزب الله حساباتها وهي وحدها التي تعرف متى تتحدث وماذا تقول في هذا الزمن الغادر، وهذا ما لا يحق لأحد مناقشتها فيه لأن الحزب أثبت أنه (قادر على شقاه) كما يقول الجزائريون وأنه بحكم الواقع دولة داخل الدولة بل إنه يتفوق على الدولة ومؤسساتها العسكرية والمدنية ولا نذهب حد القول إنه كان خيرا للبنان لو أراد أن يتجنب ويلات الفوضى والاختراقات الإسرائيلية والأجنبية الأخرى أن يفوض أمره إلى حزب الله الذي عرف على الأقل كيف يستقل بجيشه ومخابراته وتقنياته وشبكة اتصالاته التي يشق على العدو العبث بها، أعلم أن هذا كلام غير مقبول خاصة عندما يرد معارضوه بأن حزب الله هو الآخر سخر جنوده لخدمة أنظمة ودول أخرى والمقصود طبعا إيران وسورية، لكن للعاقل أن يقارن بين العمالة لإسرائيل والعمالة لسورية أو إيران ويستخلص النتائج اللازمة. وهنا أفتح قوسا لأتمنى لو أن كل دولة عربية خانعة صنعت لنفسها مقاومة وحزب الله الخاص بها لعلها تكسب بذلك احترام شعوبها وتصنع شيئا من الخوف في نفوس أعدائها وخصومها ودول الفيتو الكبرى.
وهنا نعود إلى السؤال المحرج الذي أشك في أن يجد له يوما جوابا ساطعا وقويا، من قتل الرئيس رفيق الحريري؟
خبراء البحث الجنائي يبحثون أولا في مثل هذه الحالات عن المستفيد من الجريمة، والمستفيد الأول من تصفية الحريري لن يكون بطبيعة الحال طرفا آخر غير إسرائيل. قد يرد البعض أن الحريري لم يكن ذلك العدو الخطير الذي تتمنى إسرائيل التخلص منه، بل لعله يصنف ضمن الذين يمكن التعامل والتفاهم معهم مثله مثل بعض زعماء العرب المصطفين ضمن خانة الاعتدال، لكن الهزات الارتدادية التي يتركها اغتيال رجل كالحريري في لبنان وفي أوساط الأطياف السياسية والطائفية في البلد هي التي تجعل إسرائيل تقبل بالتضحية برجل يمكن أن يكون صديقا عاقلا، وقد تحقق من وراء ذلك بث الفتنة النتنة بين أبناء البلد الواحد وإجبار سورية على رفع طوقها عن لبنان وهذا أمر لا يؤسف عليه بطبيعة الحال لولا أن الوضع تحول إلى الأسوأ.
لكن كل هذا لا يمكن أن يمنعنا من القول إن قتلة الحريري هم اللبنانيون أنفسهم، فهم الذين تفرقوا واختلفوا وتقاتلوا وفتحوا شهية العدو لاختراقهم وهم الذين سخروا أنفسهم أيضا، خدمة لأهداف حقيرة، للمخابرات الإسرائيلية وترصدوا إخوانهم ونقلوا معلومات كانت ثمينة ومفيدة لتنفيذ العدو جرائمه.
ولنتخيل مثلا لو أن المحكمة الدولية استمعت باهتمام لطلب زعيم حزب الله وقررت البحث عن الجاني خلف جدران لبنان الجنوبية ثم توصلت بقدرة قادر إلى أن إسرائيل هي فعلا متورطة في الجريمة الكبرى، فماذا نتوقع أن يحدث؟ لا المحكمة قادرة على تقليد أوكامبو في ما يفعله الآن مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ولا مجلس الأمن باستطاعته أن يفرض حظرا شبيها بالذي فرضه على إيران ولا حتى الدولة اللبنانية في مستوى رد الصاع بمثله أو شن عملية تأديبية ضد المعتدي. ولا نتوقع من إسرائيل أن تعترف بارتكاب الجرم مهما تجمعت ضدها الأدلة ولا أحد بمقدوره أن يجبرها على ذلك ولا حتى أن ينصحها. أوليس العالم أجمع يعلم أن إسرائيل تملك السلاح النووي؟
ومع ذلك فهي لا تقر بذلك ولا تخاف أن يواجهها حلفاؤها حراس البشرية بذلك. ثم ألا يعرف القاصي والداني والصغير والكبير أن إسرائيل هي التي انتهكت الأعراف الدولية والسيادة الوطنية لبلد حر عندما اغتالت القيادي في حماس محمود المبحوح؟
لكن هل سمعتم إسرائيل تقر بذلك أو تحاول تبرير ما فعلت ولا حتى مع أصدقائها الذين استعملت جوازات سفرهم في تنفيذ الجريمة؟ ومع ذلك قد يأتي يوم تقول فيه إسرائيل أو من يدافع عنها إنها أرسلت طائراتها الاستطلاعية إلى لبنان بناء على اتفاق تعاون مع حزب الله الذي طلب منها تزويدها بتلك الصور الحيوية ثم قام هو بعد ذلك بتنفيذ الجريمة أو أنها كانت تعلم أن حزب الله دخل في خصومة شديدة مع الرئيس رفيق الحريري كما كانت تعلم أن المقاومة تمكنت من فك طلاسم الصور التي ترسلها الطائرات التجسسية فقررت تقديم صور بيروت وصيدا لحزب الله على طبق من ذهب وجعلته يفكر في تنفيذ الجريمة ما دام ذلك سهلا.
خلاصة القول أن المعلومات التي كشف عنها الأمين العام لحزب الله خطيرة وحيوية، لكنها يبقى عديمة الجدوى ما دام الوضع في لبنان وفي المنطقة على حاله وما دامت العلاقات الدولية تسير بالمنطق الأعوج الذي هي عليه.

' كاتب وصحافي جزائري

موضوع: _da3m_19 الإثنين مارس 11, 2013 2:14 pm

موضوع رائع بوركت
أدلة نصر الله ضد إسرائيل.. نفخة في رماد! 4

أدلة نصر الله ضد إسرائيل.. نفخة في رماد! 128711691410

» مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان يدعو الى تسليمه أدلة حزب الله بشأن اغتيال الحريري
» ** إسرائيل تعد بحرب أكثر اندفاعاً مع حزب الله في لبنان**
» إسرائيل تكشف خريطة مزعومة لمخازن أسلحة لحزب الله
» إسرائيل تهدد بضرب حزب الله في المناطق المأهولة وتتوعد باحتلال أراض في الجنوب لتحييد صواريخه
» رماد "بركان آيسلندا" يغلف سماء لندن

إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان

صفحة 1 من اصل 1