طلاب العرب Arab students
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.




 

 طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hayemfr

avatar


عدد المساهمات : 23234
نقاط : 69351
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 28/09/2012
العمر : 42

طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق Empty
مُساهمةموضوع: طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق   طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق Icon_minitimeالجمعة فبراير 08, 2013 1:46 am

عبدالسلام بنعيسي




8/9/2010

طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق Empty
أثار تصريح نائب رئيس وزراء العراق السابق طارق عزيز في زنزانته، لفائدة جريدة الغارديان البريطانية، ردود فعل متباينة. فمن جهة، رأى فيه مناوئوه، ومؤيدو ما يسمى بالعملية السياسية في العراق، تغزلا، من جانب الرجل، صوب أمريكا والغرب، واستدرارا للشفقة وللرحمة، وطمعا في الخروج من السجن، ومن الجهة المقابلة، اعتبر المتعاطفون مع طارق عزيز التصريح متماشيا مع قناعاته، ومع معتقداته السياسية التي آمن بها طوال مشواره السياسي، كقائد من بين القادة السياسيين العراقيين الكبار.
ولكن ماذا جاء في التصريح أولا؟ لقد قال الرجل: /عندما انتخب اوباما رئيسا (...) ظننت أنه سيصحح أخطاء (سلفه جورج) بوش. ولكن اوباما منافق. انه يترك العراق للذئاب/. هذا هو التصريح الذي صدر عن طارق عزيز، وكما أوردته كل الصحف، والمحطات الإذاعية والتلفزيونية، ومواقع النت، نقلا عن جريدة الغارديان، بالإضافة إلى اعتزازه بالفترة التي كان فيها صدام حسين رئيسا للعراق. فما هي حقيقة هذا التصريح إذن؟ هل يغازل صاحبه الأمريكان ويترجى عطفهم، أم أنه يعبر عما يظنه صوابا؟
بقراءة متأنية لتصريح طارق عزيز يبدو واضحا أنه قام بتوصيف لرؤيته الخاصة للواقع السياسي العراقي كما هو معاش في الوقت الراهن. ليس هناك أي إشارة في كلماته تفيد بأنه يجامل أوباما، أو ينتظر أي شيء منه. إنه يصف الرئيس الأمريكي الحالي بالمنافق والمخادع. وهذا الكلام لا يمكن أن يصدر عن شخص في السجن تجاه واحد من سجانيه، خصوصا إذا كانت تحذوه رغبة التزلف إليه، لإخراجه من الزنزانة. إن طارق عزيز يهاجم باراك أوباما وينتقد سياسته في العراق، ويعتبر أنها تشكل امتدادا لسياسة سلفه جورج بوش. من يضع أوباما في نفس الكفة التي يضع فيها بوش، يبين للخاص والعام، أنه يعيش في غنى نفسي عن كل ما قد يأتي من أوباما صوبه. طارق عزيز يُجرد سياسة أوباما في العراق من أي قيمة أخلاقية قد يزعم رئيس أمريكا أنه تحلى بها نحو العراقيين. سحب القوات الأمريكية الذي يتبجح به أوباما، لا يستحق، وفقا لهذا التصريح لنائب رئيس وزراء العراق الأسبق، كل هذا الضجيج الاحتفالي الذي يراد له أن يواكبه. فأمريكا دمرت البلد، ومزقت نسيجه الاجتماعي، وأحيت فيه كل النعرات الطائفية والمذهبية، وأججت الصراعات بين مكوناته، وألغت كل المؤسسات التي كانت تحتضن اختلافاته، وأشعلت نار حرب طائفية بين أبنائه، ثم قررت الانسحاب بعد ذلك من العراق، لقد قررت الرحيل عن بلاد الرافدين بعد أن أعادتها إلى العصر الحجري.
محق طارق عزيز في تصريحه السابق، فانسحاب القوات الأمريكية في هذه اللحظة من العراق، يساوي بقاءها فيه. تظاهُر أوباما بأنه ينسحب من العراق انسجاما مع رغبة لدى العرب والمسلمين عامة، والعراقيين خاصة، في ترك هذا البلد يدير شؤونه بنفسه، ليس إلا نفاقا مفضوحا. الانسحاب الأمريكي من العراق في الوقت الحالي، ليس سوى مؤامرة أمريكية أخرى، تحاك ضد هذا البلد، على غرار المؤامرات السابقة التي هدفت إلى تدميره وحرقه، لإخراجه من معادلة الصراع العربي الصهيوني. وعليه، لا يجوز التغني بهذا الانسحاب، وتقديمه لنا في زفة إعلامية، على أساس أنه مكسب حققه السياسيون المتعاونون مع المحتل، أو إنجاز تكرم علينا به باراك أوباما.
لا يمكن لطارق عزيز أن يكون ضد انسحاب حقيقي وفعلي لقوات أجنبية غزت وطنه، ووضعته في السجن. الرجل كان وما زال من ضحايا الاحتلال، ولا شك في أن أولى أمنياته، هي، تحرير بلده، وإخراجه من ربقة الاحتلال. غير أن طارق يدرك، ببعد نظره وقوة تبصره، أن أوباما لا ينسحب من العراق من أجل تركه يتعافى، ويتشافى من جراحه، ويسترجع قوته ومكانته في المنطقة، وينعم بحريته واستقلاله وسيادته. عزيز يعلم أن الرئيس الأمريكي، إنما يسحب قواته من هذا البلد، ليتركه نهبا لنار صراعات طائفية يلتهم لهيبها الأخضر واليابس. ولهذا السبب يحذر نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق من إمكانية الوقوع في خديعة ما يسمى بالانسحاب الأمريكي من العراق، ويتهم أوباما بالنفاق.
قبل الانسحاب، على أوباما، كما قال طارق عزيز، تصحيح أخطاء سلفه بوش في العراق. أي أن على الرئيس الأمريكي، أولا وقبل كل شيء، الإقرار علنا بأن غزو العراق واحتلاله وتدمير دولته، كان عملا خارج نطاق الشرعية الدولية، وأنه مستنكر ومدان، وعلى أوباما تقديم الاعتذار الأمريكي عن هذا الاحتلال الغاشم لبلد ذي سيادة، وأن تلتزم أمريكا وحلفاؤها الذين شاركوا معها في غزو العراق واحتلاله وتدمير مؤسساته، بإعادة إعماره على نفقاتهم الخاصة، وتطهيره من كل السموم التي خلفها القصف في أرجائه، وتقديم التعويضات المادية اللازمة لكل العراقيين الذين تضرروا من الغزو.
على أمريكا الاعتراف بفشل العملية السياسية التي رعتها منذ غزت العراق، بدليل فشلها في تأليف الحكومة رغم مرور ما يقرب على 5 أشهر من إجراء الانتخابات، وعليها العمل من أجل إتاحة الفرصة للعراقيين الذين لم يؤيدوا الغزو، ولم يذهبوا في ركبه، للمشاركة في انتخابات حرة وشفافة ونزيهة، وأن يتم إجراؤها تحت إشراف أممي، وأن تكون خالية من الضغط والابتزاز والاجتثاث، وبعيدا عن النظام الانتخابي الطائفي، لكي تنبثق عنها حكومة تعمل لغاية انتشال العراق من المستنقع الطائفي الذي وضعته أمريكا فيه، حتى يتسنى للبلد إعادة إحياء مؤسساته وترميمها، وإعادة بنائها على أسس وطنية مناهضة للطائفية، ولمحاصصاتها البغيضة التي جاء بها الأمريكان.
هكذا يتم تصحيح الأخطاء التي ارتكبها جورج بوش بغزوه للعراق، ويصبح لانسحاب أمريكا منه، تحت قيادة أوباما، معناه الإيجابي، وواضح أن في هذا الأفق يتكلم طارق عزيز، وفي سياقه أدلى بتصريحه لجريدة الغارديان. حين يهاجم نائب رئيس وزراء العراق الأسبق انسحاب أوباما من وطنه، لا يفعل ذلك، لأنه مع بقاء قوات الاحتلال جاثمة على ارض العراق. إنه بخبرته السياسية العميقة، وبذكائه الباهر، ينبه إلى خطورة ما يحاك للعراق وللعراقيين على أيدي أوباما، كما حيك لهم على أيدي أسلافه. طارق عزيز يقول إن الانسحاب ليس إلا آلية من آليات التخلص من العراق، ومن الصداع الذي يسببه للأمريكان، بعد فشل مشروعهم الهيمني الاحتلالي في التبلور والتجسيد، انطلاقا منه، صوب محيطه العربي وصوب العالم برمته.
طارق عزيز لا يريد لأمريكا التخلص هكذا ببساطة من العراق ومن أوجاعه، ورميه فريسة تتناهش أطراف جسمه الضواري والذئاب، بعد أن أطلقت عليه النيران، وصار ملقى على الأرض ينزف في جراحه. أمريكا قوة احتلال، لها ديون كثيرة يستحقها منها العراقيون، ويتوجب عليها الإقرار بهذه الديون نحوهم، وتنظيم الصيغ التي بموجبها يتم ردها لمستحقيها قبل الانسحاب من العراق. إذا جرى انسحابها من العراق عقب تفاهم تقر فيه بجرائمها التي ارتكبتها ضد البلد وذويه، وتتعهد بتحمل نفقات ومستلزمات ما أحدتثه من خراب، ودمار، وقتل، وتهجير، واغتصاب، واختطاف.. يكون في انسحابها مصلحة للعراق وللعراقيين.
أما إذا هجرت البلد، لأنه أصبح عبئا ثقيلا عليها، ويكبل يديها، ويمنعها من التحرك في الإقليم كما تهوى وتشاء، و بعد أن يئست من إمكانية تحقيق مآربها فيه، ورمته في جحيم الاقتتال الطائفي، إذا انسحبت منه تحت إلحاح الفشل والتفرغ لضرب إيران، فإن انسحابها هذا سيشكل تتويجا للغزو والاحتلال، ومنطلقا لتنفيذ اعتداءات أخرى على الدول التي لا ترضى عنها أمريكا في المنطقة، وتحديدا إيران وسورية.
لو كان الرجل انتهازيا ووصوليا، لبارك قرار أوباما القاضي بالانسحاب من العراق، ونوه به، وصفق له، ولتنكر لماضيه، ولصب اللعنات على رفاقه القدامى في الحكم، ولجامل القائمين على حكم العراق اليوم، ووقتها كان من المرجح جدا أن يُفرج عنه، ويصبح حرا طليقا. ولكن، لأن نفسه الأبية أبت عليه ذلك، فإنه لم يجد بدا من قول كلمة حق، حين وصف أوباما بالمنافق، وأزلامه حكام العراق الجدد بالذئاب. قال كلمته الشجاعة تلك، حتى في أحلك الظروف، وهو وراء القضبان الحديدية، ونتيجة لذلك، يمكن القول، بكل اطمئنان، إن طارق عزيز مناضل، وحر في سجنه، في حين يبدو سجانوه، هم السجناء الحقيقيين، في زنزانات مكاتبهم ومنازلهم، في المنطقة الجرذاء.
' صحافي وكاتب من المغرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 2790
نقاط : 3704
السٌّمعَة : 21
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق Empty
مُساهمةموضوع: _da3m_15   طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق Icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 4:53 pm

موضوع رائع بوركت
طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق 4
طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق 128711691410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://counter-strike-world.mam9.com
 
طارق عزيز .. والانسحاب الامريكي من العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفاصيل لوجستية لانسحاب الجيش الامريكي من العراق
» الجيش الأمريكي يسلم طارق عزيز للحكومة العراقية
» قطر ترفض تسليم طارق الهاشمي إلى العراق
» الإعدام لعلي حسن المجيد في قضية حلبجة جلطة دماغية توصل طارق عزيز إلى المستشفى الأمريكي ببغداد
» طارق عزيز لـ'الغارديان': صدام لم يكذب.. والتاريخ سينصفه وبوش وبلير تعمدا الكذب خدمة لاسرائيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كونتر سترايك | counter strike :: المتدى العام :: أخبار-
انتقل الى:  
الأعلانات النصية
أعلانات نصية
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
أعلانات الفريق
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
 

© phpBB | التبليغ عن محتوى مخالف