hayemfr
عدد المساهمات : 23234 نقاط : 69351 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 28/09/2012 العمر : 41
| موضوع: 4ملايين قنبلة عنقودية ألقاها الإحتلال على لبنان عام 2006 الجمعة فبراير 08, 2013 1:37 am | |
| في الأول من أغسطس/ آب، دخلت المعاهدة الخاصة بالذخائر العنقودية، والمنبثقة عن الأمم المتحدة حيز التنفيذ، بعد سنتين من إعلانها في العاصمة النرويجية، أوسلو . . وبذلك تبدأ ثمانٍ وثلاثون دولة في العالم، (هي الدول التي صادقت عليها حتى الآن، من بين الدول الموقعة عليها وعددها 108)، مراعاة شروط هذه المعاهدة، التي توصف بأنها الأهم في مجال نزع الأسلحة خلال أكثر من عقد من الزمن .
تنفجر القنابل العنقودية في الهواء الطلق، وتطلق عشرات- وأحياناً مئات- من قنابل أصغر عبر مساحات واسعة . ولأنه يصعب التحكم بالموقع النهائي الذي تستقر فيه هذه القنابل الصغرى المبعثرة، فإنها يمكن أن تتسبب في إصابة أعداد كبيرة من المدنيين .
وقد تظل القنابل الصغيرة التي لم تنفجر على الفور، هاجعة في حالة سبات، فتعمل عمل الألغام الأرضية، وتقتل أو تشوّه المدنيين بعد فترة طويلة من انتهاء النزاع . ومن المعروف أن الأطفال بوجه خاص، يتعرضون لخطر القنابل العنقودية التي لم تنفجر، لأنهم ينجذبون نحو تلك الأشياء اللامعة، من دون أن يدركوا مخاطرها، كما تقول استير بنيرز، في مقالة منشورة في موقع أنتي وور على شبكة الإنترنت، (31/7/2010) . .
ولا يقتصر دور المعاهدة على حظر استخدام الذخائر العنقودية، بل تقتضي كذلك، إتلاف المخزونات من تلك الذخائر خلال ثماني سنوات، وتطهير الأراضي الملوثة بها خلال 10 سنوات . كما أنها تعترف بحق الأفراد الذين تضرروا من هذه الأسلحة في تلقي المساعدة، وتُلزِم جميع الدول بمساعدة الحكومات على الوفاء بالتزاماتها بموجب المعاهدة .
وتنقل الكاتبة عن أحد مؤسسي حملة المجتمع المدني المعروفة باسم “التحالف الخاص بالذخائر العنقودية”، ومدير فرع الأسلحة في منظمة مراقبة حقوق الإنسان، ستيفن غوز، قوله “إن الدول التي تظل خارج هذه المعاهدة، تفوتها فرصة المشاركة في أهم تقدم في مجال نزع الأسلحة خلال العقد الماضي . . فإذا كانت الحكومات مكترثة بالقانون الإنساني، وحماية المدنيين من الآثار الفتاكة للنزاعات المسلحة، فسوف تنضم إلى المعاهدة على الفور” .
فهل حكومة الكيان الصهيوني، ممن يكترثون بالقانون الإنساني؟ الجواب معروف بطبيعة الحال . فليست “إسرائيل” موقعة على المعاهدة المذكورة . . وكانت في حربها على لبنان سنة ،2006 قد ألقت 4 ملايين قنبلة عنقودية، بقي كثير منها من دون أن ينفجر، كما تقول الإذاعة الألمانية، دويتشي فيلي، (31/7/010g)، في موقعها على الإنترنت .
ففي قرية يُحمُر، التي تقع على بعد كيلومترين شرقي بلدة النبطية في جنوب لبنان، ما تزال الحرب مستمرة، وما تزال القنابل العنقودية تلوث نحو 80% من الأراضي الزراعية والغابات . وتكمن القنابل تحت الأرض، بين الصخور، وفي أنابيب الصرف الصحي، وعلى الأشجار، أو بين صخور الجدران الصخرية . . وهي في كل مكان، مبثوثة في كل أنحاء المنطقة .
وكان الجيش “الإسرائيلي” قد استعمل ذخائر قديمة يبلغ عمرها 35 سنة، كما يقول الخبراء في مركز كسْح الألغام التابع للجيش اللبناني . . . ولذلك فإن عدد القنابل التي لم تنفجر كبير جدّاً . وفي بعض المناطق كانت نسبتها 100%- أي إن أيّاً من القنابل التي ألقيت، لم ينفجر على الفور . وقد طال ذلك مساحة قدرها 6 .43 كيلومترات مربعة . . ويضيف الخبراء إنهم أفلحوا في تنظيف نصفها حتى الآن .
والقنابل العنقودية أسلحة خبيثة . وليس لها تاريخ انتهاء صلاحية، بل تظل جاهزة للانفجار في أي وقت . وكلما طال عليها الزمن تحت الأرض، كلما ازدادت حساسيتها وأصبحت أخطر . ونظراً للأمطار الغزيرة والسيول، فإنها تغير مواقعها، كما يقول الخبراء .
والمزارعون ورعاة المواشي، من بين أكثر الفئات تعرضاً لخطر تلك القنابل . وهم يعرفون مدى خطورة القنابل التي لم تنفجر، ولكنهم مضطرون إلى فلاحة حقولهم، أو السير في المروج التي تم تطهيرها ظاهرياً . والعديد من الناس في جنوب لبنان يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي .
ومنذ النهاية الرسمية للحرب في اغسطس/ آب ،2006 فقد نحو 46 مدنياً أرواحهم بسبب القنابل العنقودية، بينما أصيب 340 شخصاً آخرون . وحسب تقديرات الجيش اللبناني، سيكون الجنوب خالياً من القنابل العنقودية بحلول سنة 2014- إذا لم يحدث أي خفض في ميزانية فريق كسح الألغام .
ولكن من غير المتوقع أن يتمكن الفريق من الالتزام ببرنامجه الزمني . والمنظمات الدولية مجمعة على أن عدد المنح المقدمة لها قد نقص خلال السنوات الماضية . وكانت قد تلقت كمية كبيرة من الأموال بعد انتهاء الحرب، كما يقول مسؤول في “المجموعة الاستشارية الدولية الخاصة بالألغام” التي مقرها في بريطانيا، و”لكن الأموال أخذت تشحّ شيئاً فشيئاً بعد ذلك . وقد اعتدنا على أن يكون لدينا 400 موظف، أما الآن فليس لدينا سوى .217 وكلما قلت الأموال المتوفرة لدينا، كلما تباطأت عملية كسح الألغام”، كما يقول المسؤول .
ومن بين الدول الكبرى غير الموقعة على معاهدة الذخائر العنقودية، الولايات المتحدة وروسيا والصين . . أمّا ألمانيا، فقد صادقت عليها، وهي تقول إنها ستتلف مخزونها من القنابل العنقودية بحلول سنة ،2015 كما تقول اذاعة دويتشي فيلي، (1/8/2010) . . فالمعاهدة تحظر استخدام تلك الأسلحة، وتطويرها، وإنتاجها، وتخزينها، وتوزيعها . . ولكن، على الرغم من دخول المعاهدة حيّز التطبيق، فسوف تمضي عقود من الزمن، قبل أن تصبح بعض الدول خالية من خطر القنابل العنقودية . | |
|
ALIAS
عدد المساهمات : 896 نقاط : 896 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/05/2012
| |