اتهامات لاسرائيل وامريكا بترويج اشاعات تدهور صحة مبارك..

اتهامات لاسرائيل وامريكا بترويج اشاعات تدهور صحة مبارك.. وزيادة التحرش الجنسي بعد تخفيض الاضاءة
القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم

7/27/2010

اتهامات لاسرائيل وامريكا بترويج اشاعات تدهور صحة مبارك.. 26qpt26

كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس الاثنين عن اجتماع الرئيس مبارك والعاهل السعودي الملك عبدالله لبحث الاوضاع العربية عامة واللبنانية خاصة، ومشاركة رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف في قمة الاتحاد الافريقي نيابة عن الرئيس، وظهور ازمة جديدة بين محافظ المنيا ومطرانية مغاغة واعتصامات للاقباط والقساوسة واتهامهم المحافظ احمد ضياء بعدم الموافقة على بناء المطرانية وتكذيبه لهم، وفوز فريق النادي الاهلي لكرة القدم بكأس السوبر بعد تغلبه على حرس الحدود، واصدار محافظ شمال سيناء مراد موافي تصريحات يشيد فيها بمشايخ وبدو سيناء للتخفيف من حدة الازمة التي ادت اليها تصريحاته بجريدة 'الشروق'، وتقدم عضو مجلس الشعب مصطفى بكري بطلب احاطة عن حقيقة ما قاله موافي عن وجود مخططات اجنبية في سيناء وطالبه بالكشف عنها، وقيام رئيس حزب الوفد بزيارة لمقر مكتب الارشاد لجماعة الاخوان المسلمين ومقابلة المرشد وتأكيداته بالتعاون معهم، وهو ما سبب صدمه للنظام. ودراسة لمركز معلومات رئاسة الوزراء تكشف عن ان تسعين في المائة من المصريين يأكلون الخبز المدعم، وزيادة في التحرش الجنسي والسرقات بعد تخفيض الاضاءة، وارتفاع في درجات الحرارة، وتحديد محكمة جنايات الاسكندرية اليوم لبدء محاكمة الشرطيين المتهمين بالاعتداء على خالد سعيد. وجنايات الجيزة تحدد الثالث عشر من ايلول/ سبتمبر لمحاكمة مذيع التلفزيون ايهاب صلاح المتهم بقتل زوجته، ومحاكمة المتهم بالقاء المتفجرات على المعبد اليهودي في الثامن عشر، والى بعض مما عندنا.

'المصور': مبارك حافظ
على ثورة يوليو وطورها

ونبدأ بأبرز ردود الافعال على ثورة يوليو في ذكراها الثامنة والخمسين، والتي قال عنها زميلنا وصديقنا حمدي رزق رئيس تحرير مجلة 'المصور' وعن بارك الله لنا فيه: 'حافظ الرئيس مبارك على شرعية يوليو، وجددها وعصرنها، صارت مواتية لطبيعة العصر، متماشية ايضا مع الاحتياجات والضرورات الواقعية للحياة المصرية.. الرئيس مبارك كان ولا يزال المدافع الاول عن مكتسبات العمال وهو صاحب تجربة فريدة ومشهود لها عالميا بأنها من التجارب النادرة التي تمت فيها اعادة الهيكلة للاقتصاد دون ان يضار عامل واحد، الرئيس محامي العمال الاول قالها عن نفسه ووعد وصدق كما هي عادته والعمال اول من يعرف ذلك.
وحافظ الرئيس على استقلال الطبقة الوسطى وعلى استقلال الحكم عن جماعات الضغط، وعلى تحديث الجيش وتنمية قدراته واستمسك ولا يزال بعرى العدل الاجتماعي.. انها الاهداف التي اعلنتها ثورة يوليو يوم قيامها، وهي الاهداف التي لا يزال الرئيس حادبا عليها، حاميا لها من المندفعين ومن الحالمين المشتطين ومن المغرضين على السواء، انه مشروع سياسي عملاق هذا الذي اختطه الرئيس مبارك لمصر منذ توليه دفة المسؤولية.
قوة الشرعية الديمقراطية التي تستحقها مصر واهلها وشرعية يوليو التي يستحقها ايمان الرئيس بالوفاء للتاريخ المضيء لشاب مصري من قلب القوات المسلحة المصرية الباسلة، ان الرئيس مبارك هو اول حاكم مصري في التاريخ القديم والحديث يحظى بشرعيتين للحكم لا شرعية واحدة، وهو الخيار الذي انقذ مصر من ويلات كثيرة، ورسم لها حاضرا سياسيا يليق بها، واختط مستقبلا جديدا لابنائها'.

الدول الكبرى اخترقت
حصون مصر دون حرب ظاهرة

طبعا ، طبعا.. ولكني شاهدت زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' الدكتور لطفي ناصف يجلس يوم السبت على رصيف صفحتها الثانية عشرة، وهو يلطم خديه ويبكي، ولما سألته عما اصابه قال لي انه يبكي عما اصاب الثورة وانجازاتها، فجلست جنبه وهو يقول: 'استطاعت الدول الكبرى ان تخترق الحصون المصرية بدون حرب ظاهرة، واقنعوا القيادات المصرية بما اسموه الانفتاح الاقتصادي، هذا الانفتاح الاقتصادي كان بوابة الفساد الداخلي في مصر، والذي ادى لاختراق وتدمير كل ما بنته الثورة من انجازات، كان اكبر منجزات الثورة هو الاصلاح الزراعي، والقضاء على الاقطاع وكان اكبر واخطر هدف لضرب منجزات الثورة هو عودة الاقطاع وبشكل لا مثيل له، كانت الثورة قد حددت الملكية الزراعية بخمسين فدانا، اليوم يملك الاقطاعيون الجدد مئات الالاف من الافدنة للفرد الواحد، تحولت مصر الى اقطاعيات تفوق اقطاعيات ما قبل الثورة، وتحولت الى كمبوندات مغلقة على الاقطاعيين والرسماليين الجدد، وتحت رسم الانفتاح استولى الرأسماليون الجدد على المصانع التي اقامتها الثورة، بيع القطاع العام بأبخس الاثمان في صفقات مشبوهة ليس فقط للرأسماليين او المستغلين الجدد من المصريين، بل بيع القطاع العام للاجاتب مقابل رشاوى واشكال متعددة من الفساد، التعليم في مصر الذي يعتبر الركيزة الاساسية للتطور في كل المجتمعات تراجع خطوة كبيرة يصعب الان اصلاحها، الجامعات المصرية والتي كانت في مقدمة الجامعات العالمية والتي تخرج في كلياتها طه حسين ومشرفة ونبوية موسى واحمد زويل ومجدي يعقوب، تدهورت الى اقصى الحدود واصبحت في ذيل قائمة الجامعات العالمية، من اجل كل ذلك، وبسبب كل ذلك، نشعر مع مجيء يوم 23 يوليو كل عام، بالهم واليأس من كل اصلاح لما افسدته سياسة الانفتاح التي اوصلتنا لما نحن فيه الان.

'اخبار اليوم': لماذا تعب الرئيس مبارك؟

والى رئيسنا مبارك بارك ربك لنا فيه وحماه من سهام الحاقدين التي تنطلق من اعينهم ومن اشاعاتهم عن صحته رغم كامل لياقته الظاهرة، والتي قال عنها يوم السبت زميلنا ممتاز القط رئيس تحرير 'اخبار اليوم': 'اسلوب عمل الرئيس مبارك يمثل بالنسبة لنا كمدنيين نوعا من الخدمة الشاقة التي اعتاد عليها الرئيس وان كانت تسبب الارهاق الشديد لكل معاونيه ومرافقيه.
يوم الثلاثاء الماضي كان لي شرف حضور احتفالات كلية الشرطة بتخريج دفعة جديدة وكان الموعد هو التاسعة صباحا واستمر حتى الواحدة ظهرا مع اشتداد درجات الحرارة والرطوبة، بعد الاحتفالات غادرت الى منزلي لاحساسي بالارهاق والتعب الشديدين وبمجرد وصولي رحت في نوم عميق، استيقظت قبل الخامسة بدقائق لأتابع نشرة الاخبار وفوجئت بزيارة الرئيس وجولته التفقدية المفاجئة لبعض المشروعات الجديدة الخاصة بالطيران المدني مثل مجمع عمرات الطيران ومركز سلطة الطيران المدني وتفقد مراحل مشروع البرج والكراج الجديدين اللذين يتم افتتاحهما في اكتوبر القادم. وخلال الزيارة التقى الرئيس مع العاملين وتحدث معهم وادار حوارا مع وزير الطيران المدني حول تطوير شبكة المطارات الاقليمية وانتهت الزيارة قبل العصر بلحظات، ساعتها ضحكت من كل قلبي وقلت هامسا ' فرق اجيال' ،ربنا يديك الصحة يا ريس.
وسط هذا السباق مع الزمن من اجل مصر تأتي بعض الدعاوى المغرضة والشائعات الهدامة حول ما يدعونه مرض الرئيس.

'الدستور': من كتب خطاب الرئيس الاخير؟

طبعا، طبعا، رئيسنا اسد فكيف يمكن ان نقارن قوته بغيره، وفي نفس اليوم لم يتمكن رئيس التحرير التنفيذي لـ'الدستور' زميلنا وصديقنا ابراهيم منصور ان يكتم غيظه فقال عن خطابه بذكرى الثورة: 'وبدأ الرئيس ومن كتبوا له خطابه يؤكد على الديمقراطية والرأي والرأي الاخر، وكأنه هو الذي جاء لتحقيق مبدأ الثورة التي نادت باقامة حياة ديمقرطية سليمة؟
لكن اين هي الديمقراطية من حكم الرئيس مبارك، أهي ديمقراطية التزييف وتزوير الانتخابات، أهي ديمقراطية تزاوج السلطة بالمال، وظاهرة رجال الاعمال الوزراء الذين استباحوا كل شيء لصالحهم على حساب المواطنين الغلابة.. اعتمادا على حماية الرئيس مبارك وابنه امين لجنة سياسات الحزب الوطني فخالفوا القانون والدستور وباعوا واشتروا في ممتلكات الدولة كما يريدون دون اي مسألة او حساب؟
أهي ديمقراطية التوريث؟.. فهل يصدق احد ان التوريث اصبح من الديمقراطية؟
انها الديمقراطية التي تحافظ على وجود حاكم في منصبه اكثر من ثلاثين عاما.. ولرجل يدخل عامه الـ 83.

اصابع اسرائيل وراء صحة الرئيس

لا، لا، هذا خروج عن الموضوع الاصلي، وهو شائعات صحة الرئيس التي قال عنها يوم الاحد زميلنا وصديقنا عبد القادر شهيب رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار الهلال في عموده اليومي 'شكة قلم ' بجريدة 'روزاليوسف' متهما اسرائيل بترويجها:
'الاسرائيليون تعاملوا مع الرئيس مبارك طوال نحو ثلاثين عاما وهم يعرفون اعتزازه بمصريته وحرصه الشديد على صيانة امن مصر وحماية ارضها وجربوا اصراره على استرداد مساحة صغيرة من ارض مصر في طابا ويعرفون ايضا ايمانه الشديد بان امن مصر يهدده الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية لذلك من الفطنة ان ندرك انهم لا يكنون له مشاعر طيبة، حتى وان اضطروا بروتوكوليا لقول كلام غير عدائي عنه، ولعل الشائعات التي يروجها الاسرائيليون الان عن صحة الرئيس مبارك تنبهنا الى ذلك'.

حالة الحريات ايام السادات ومبارك

طبعا، طبعا، لكن شهيب نسي امريكا ودورها في ترويج الاشاعات، بينما تذكرها زميلنا وصديقنا اسماعيل منتصر رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار المعارف والتي قالت: 'الشائعات خرجت هذه المرة من تقارير اسرائيلية وامريكية، لكنها وجدت في مصر من يردها ويتحدث عنها، وكأنها الحقيقة وليس سرا ان مصر والرئيس مبارك على وجه التحديد يقفان بشدة امام خطط اسرائيل واطماعها، وان الولايات المتحدة وبالتحديد اليمين المتطرف يحاول الضغط على مصر للتهاون في القضية الفلسطينية. وقد تكون الشائعات التي انطلقت من التقارير الاسرائيلية والامريكية نوعا من الرد على موقف مصر والرئيس مبارك'.
وبعيدا عن الاشاعات اخذنا امس - الاثنين - زميلنا بـ'الاهرام' ومدير تحرير جريدة 'روز اليوسف' محمد حمدي وهو يقارن بين حالة الحريات في مصر في نهاية عهد السادات وحالتها في عهد رئيسنا فقال عنها: 'مقارنة واحدة بين ما نعيشه الان وما نقرأه في الصحف وما نشاهده على الفضائيات ومن تظاهرات واعتصامات يومية في الشوارع بأحداث الخامس من سبتمبر 1981 تشير بلا شك الى ان النظام السياسي في مصر قطع خطوات كبيرة الى الامام والافضل لا يمكن انكارها او التغاضي عنها. مصر على صعيد الحريات العامة قطعت اشواطا كبيرة حتى ان البعض يرى ان اجواء الحرية الحالية تحولت الى فوضى وفقدت معايير الحرية المسؤولة التي تفرق بين النقد والتجريح وبين المعلومة والشائعة، لكن هذه الحرية تحتاج المزيد، كما تحتاج في نفس الوقت الى التزام سياسي واعلامي من جميع الاطراف، ليس هناك نية او توجه للانقضاض على تلك الحرية وانما لان سعينا الى الافضل يحتاج منا الى تصويب خطواتنا والنظر دائما الى المصلحة العامة'.

نجيب ساويرس يرفض
تحركات اقباط المهجر ضد النظام

والى معارك اشقائنا الاقباط ورفض رجل الاعمال نجيب ساويرس تحركات اقباط المهجر ضد النظام، كما عبر عن اتجاهه العلماني في الجزء الثاني من حديثه في 'المصري اليوم' يوم الخميس مع زميلتنا الجميلة شيماء البرديني اذ قال: 'انا ليا رأي اننا مانطلعش غسيلنا القذر بره بلدنا، اللي عايز يحارب من اجل مصالح الاقباط يحارب هنا من جوه ويبقى عنده الشجاعة ان يقول كده زي ما انا عندي شجاعة اني اقول ان فيه تمييز ضد الاقباط في مصر، لكن ان انا اروح اجيب الامريكان والانجليز واشوه صورة مصر، واللي اسمه موريس صادق بيقعد يتكلم في امور مالهاش اساس، يقول المسلمين اجبروا المسيحية على اعتناق الاسلام والحقيقة ان البنت حبت واحد مسلم طب هتعمل ايه، هنتدخل في الحب كمان، هل الحب ده دخل فيه الدين انا سبق وحبيت واحدة مسلمة، ما عرفناش نتجوز عشان عيلتها وعيلتي، والحب انتهى غصب عننا وكل واحد راح في سكته.. لكن بصراحة كتير من الحاجات اللي بيقولوها عن وجود تمييز جوه البلد حقيقي وانا متفق معاهم فيها، ومش هنعيد ونزيد لان كل الحاجات اللي فيها تمييز معروفة'.

بعض الاقباط يحاولون
تصوير انفسهم مظلومين

ولان نجيب ساويرس اشار الى حب فتاة مسيحية لشاب مسلم وانه سبق له واحب فتاة مسلمة فقد فتح الباب يوم الاحد لان يقول زميلنا علي السيد في 'المصري اليوم': 'يصر بعض الاقباط على انهم نسيج مختلف، يتصرفون بروح الاقلية التي 'تشك' في كل تصرف للمجتمع او الدولة، فكثير من المسيحيين في مصر يعتقدون ان الاخر يتربص بهم فإذا ما غابت امرأة كاملة الاهلية يقولون انها اختطفت مع ان الاختطاف جريمة تستدعي اتباع طرق قانونية محددة ومعروفة الا ان البعض يصر على ان هذا عمل تخريبي طائفي يستحق التظاهر والهتاف واطلاق العبارات المعادية او التهم العشوائية.
هناك فتيات مسيحيات هربن مع شباب مسلمين، وهناك مسلمات هربن مع شباب مسيحيين، وهذا امر طبيعي وعادي طالما ان هناك جوارا في الشارع والبيت والمدرسة والجامعة لكن غير الطبيعي هذه القصص الصغيرة وتحويلها الى ظواهر او جرائم مدبرة من طائفة ضد اخرى، اذ من المؤكد ان هناك من يتكسب من وراء تلك الاحداث والا بماذا تسمي تصرفات مؤازري المتنصرة نجلاء الامام التي لم يتظاهر عند تحولها شخص واحد لانها لم تضف للمسيحيين ولم تأخذ من المسلمين؟
المسيحيون يعانون من مشاكل لا يجب انكارها، لكن المسيحيين جزء من هذه المشاكل حين اختزلوا مطالبهم في الهتاف والتظاهر خلف اسوار الكنائس، وحين ظنوا انهم ينتصرون حين يحصلون على مكاسب بعينها كرفض حكم قضائي او ادخال وفاء قسطنطين الى الدير او عودة فتاة بعد هروبها او تحريضها على الهروب .مشاكل المسيحيين هي في الحقيقة مشاكل المجتمع المصري كله ،فحين تغيب الدولة يتراجع القانون وتحل الطائفية، وعندما تمايز الدولة بين ابنائها في الوظائف يتطرف المجتمع وتتمزق وحدته ويغيب شعار الهلال مع الصليب حتى من كتب التاريخ.
المسيحيون يعانون لان الدولة غائبة، وهم محتقنون ومنسحبون والمجتمع يتوهب'.

تجرؤ رجال دين اقباط
على استفزاز النظام

وامس الاثنين ازدادت حدة الغضب لدى الكثير من المسلمين من زملائنا الصحافيين والكتاب مما اعتبروه ضعفا من النظام امام الكنيسة وتجرؤا من رجال دين اقباط على القيام باستفزازت ضد النظام وروح طائفية يخفونها وهو ما ظهر في هذه المشكلة العادية بين زوج وزوجة مسيحيين.. وقد صاح زميلنا في 'الشروق' عماد الدين احد مديري تحريرها قائلا: 'هذه الازمة كشفت عن ان الاحتقان قد وصل الى اخره عند المسيحيين من اول العوام والبسطاء ونهاية بالكاتدرائية نفسها التي كانت توصف بانها معتدلة.
فعندما تسمح كاتدرائية العباسية برفع شعارات داخل ساحتها تهاجم الحكومة وتتهم الامن بالتواطؤ في اختفاء كاميليا، وعندما تعلن مطرانية دير مواس ان زوجة الكاهن تم اختطافها قبل ان يكلف اي شخص نفسه بالتأكد من ان ما حدث هو اختفاء ارادي وليس خطفا طائفيا، عندما يحدث كل ذلك فالمعنى الوحيد اننا وصلنا الى الكارثة.
تخيلوا سيناريو بسيطا يقرر فيه كاهن او قس او اي شخصية عامه مسيحية ان يختفي بارادته في مكان مجهول ويكلف وسيلة اعلامية بالترويج بانه مختطف ثم تدور ماكينة الاعلام الجائع لأي قصة خبرية مثيرة لتخمن وتحلل وتطلق الشائعات، الا يمكن قياسا على ما حدث في الازمة الاخيرة ان يحدث انفجار كبير؟
ما حدث قبل ايام كارثة يتحمل فيها الاخوة المسيحيون الجانب الاكبر من المسؤولية'.

لماذا تسلم الشرطة
المسيحيات الهاربات للكنيسة؟

اما زميلنا بـ'الوفد' علاء عريبي فكان اكثر غضبا مما حدث وهو ما دفعه للقول: 'لماذا تقوم الشرطة بتسليم الفتيات المسيحيات الهاربات الى الكنيسة؟ ولماذا تخضع الحكومة لارادة الكنيسة؟ هل هي دولة الكنيسة؟ هل نحن في دولة دينية وليست مدنية؟
المتابع للشأن القبطي منذ سنوات يرصد بسهولة جدا تبني النخب القبطية سواء كانت الدينية او العلمانية فكرة اقامة دولة مدنية لا سلطة للدين بها، ومع كل مناسبة يتصدرون فيها وسائل الاعلام بالكتابة او الحديث يصرون على مطلب واحد هو الغاء المادة الثانية من 'الدستور'، مادة الهوية الاسلامية للدولة، وتنقية القوانين المدنية وحذف المواد المستلهمة من الشريعة.
بعد يوم او اكثر نسمع ونقرأ عن احدى الفتيات المسيحيات قد احبت شابا مسلما وتزوجت منه وهربت معه، بعد ثوان من انتشار الخبر تعلن الكنيسة حالة الطوارئ ويتجمع العشرات من الشباب القبطي وترفع لافتات الاحتجاج وترفع الاصوات التي تهتف ضد المسلمين ويخرج الكهنة والقساوسة على رأس التجمعات، وتشحن الاتوبيسات من المحافظات بالشباب المبرمج للتظاهر ضد اخوته المسلمين وتفتح كاتدرائية العباسية ابوابها وترفع راية الفتنة الطائفية ولا يتم تنكيسها سوى بعثور الشرطة على الفتاة الهاربة وتسليمها للكنيسة، لماذا؟ الله اعلم بعدها، تتفرق الميليشيات وتتفرق الاتوبيسات عائدة بالشباب القبطي الى بلدانهم، وتصدر الكنيسة بيانا تؤكد فيه على الوحدة الوطنية، اية وحدة ؟ العلم عندالله، وما هو مصير الفتاة داخل الكنيسة؟ لا احد يعلم، وهل القوانين المدنية او الدينية تقر بتسليم الهاربات للسلطة الدينية؟
وهل الدولة تقوم بنفس الشيء في الهاربات المسلمات؟ واين اختفت الاصوات المسيحية التي تطالب بفصل الدين عن الدولة؟ وهل فصل الدين عن المسلمين دولة مدنية وعن المسيحيين تدخل في الشأن القبطي؟'.

الزوجة القبطية الهاربة
من مشكلة اسرية!

طبعا، هذه تساؤلات مشروعة لابد ان تجيب عنها الكنيسة.. كما ان المطلوب الاعتراف صراحة من الجميع بالحقيقة الا وهي الفتنة النائمة التي قال عنها في 'المصري اليوم' امس ايضا زميلنا احمد الصاوي: 'لا تأمن شر الفتنة حتى لو حرصت، يكفي ان تختلف زوجة مع زوجها الكاهن وتترك له المنزل مثل كل الزوجات المصريات اللائي يغضبن من ازواجهن لتشتعل الفتنة وتتزايد الاتهامات ويتحرك الشباب الغاضب في مظاهرات ترفع شعارات الغضب والاحتقان، يكفي ان يتشاجر مسلم ومسيحي في اتوبيس النقل العام بشكل عابر، احدهما يدوس بقدمه على حذاء الاخر، فيهب المسلمون دفاعا عن الاسلام ويهب المسيحيون دفاعا عن المسيحية.
هل المطلوب من وزارة الداخلية ان تحرس كل امرأة مسيحية حتى لا تقع في حب مسلم، وكل مسلمة حتى لا تغرم بمسيحي، وان تضع شرطة سرية في المواصلات حتى تضمن الا يتشاجر مسلم مع مسيحي؟ ام ان المطلوب من الجميع ان المسائل الشخصية والفردية يجب الا تهم سوى اطرافها، والا فما الضمانات لعدم تكرار زوجة كاهن دير مواس؟'.
شعار الرقعة في الملابس
للمسلمين والمسيحيين

لأ، لأ، الصاوي بالغ كثيرا في تخوفه من الفتنة النائمة، ونسي وحدة الغالبية من المسلمين والاقباط الذين طحنهم الفقر وسياسات نظامنا الوطني، لدرجة انهم رفعوا شعار الرقعة في الملابس للجميع، وهي المرة الاولى التي اعلم فيها بوجود مثل هذا التنظيم امس الاثنين من زميلنا الرسام اسلام في 'الاهرام المسائي'، والرسم لقبطي يحتضن مسلما ويقول لمقدم برامج: - مين قال ان فيه فرق في المعاملة بين المسلم والمسيحي، خلاص. يعني عندك انا وحسين جاري المسلم، احنا الاثنين مش لاقيين اللضا'.
ولو توجهنا الى جريدة 'روز اليوسف' سنجد ان رئيس تحريرها زميلنا عبدالله كمال يناقش القضية من زاوية لا تخلو من غمزات لكنها حقيقية وهو ما ظهر من قوله: ' بحكم كونها ' زوجة ابونا ' تكون الزوجة محل اضواء المجتمع المسيحي الضيق الذي تعيش فيه.. ولذلك يفترض في الكاهن ان يختار زوجته بعناية كبيرة جدا.
الكاهن موكول به ان يصلح ذات البين في بيوت العائلات، ويفترض فيه انه يرمم ما يقع في الاسر الاخرى من مشكلات، وقد تبين الان من قصة دير مواس انه كان بين الزوجة العائدة كاميليا وزوجها الكاهن تداوس مشكلة اسرية.. فكيف به اذن يستطيع ان يقوم ببعض امور دوره الروحي المفترض فيما بين بقية العائلات؟
ان لدى الكنيسة مشكلات عليها ان تواجهها، وان تعمل على حلها قبل ان يحاول البعض تصديرها للمجتمع على انها ازمات طائفية، كيف يمكن لبيت هذا الكاهن ان يلتئم من جديد بعد كل هذا الذي جرى، وبعد ان تمت دعوة ثمانين مليون مصري الى دخول بيته ومعرفة تفاصيل مشكلاته؟
لقد فرت زوجته منه، وعرف كل الناس هذا، فهل سوف تعود الى البيت وتعيش فيه؟ كيف وهل سيقبل هو بها؟ كيف.. وهل سوف ترضى هي ان تعيش معه؟ كيف.. واذا استحال الامر كيف يمكن ان يظل كل منهما مرتبطا بالاخر.. هو بحكم انه' ابونا ' وينتمي الى كنيسة لا تطلق الناس الا لعلة الزنا، وهي بحكم انها اعلنت باختفائها استحالة العشرة '.

تحويل خلافات الازواج الى قضية طائفية

كما سارع زميله رئيس تحرير 'الجمهورية' محمد علي ابراهيم بتوجيه غمزة اخرى قال فيها: 'اكدت التحقيقات ان كاميليا لم تكن تنوي العودة لزوجها ولا ان تغير ديانتها.. لكن المظاهرات والارهاب وتجريسها اعادوها بالقوة. الذي اعلمه ان الكاهن وزوجته لن ينصلح ما بينهما ابدا بسبب ما جرى، ولو كانت الزوجة مسلمة ايضا واعادها اهلها بالقوة لبيت زوجها فانها لن تعيش سعيدة.. ان ما يحدث عقب اختفاء اي قبطي او قبطية ليس احتجاجات للشرف ولكنها 'جرائم انسانية' وطعن في الحياة الخاصة، لن ينسى اي زوجين 'فضيحة' على الشاشات وفي الصحف والمظاهرات. المسيحيون يجرحون بعضهم ولا يشعرون، مزيدا من العقل والتروي يا اخوتنا'.

اتهام المدرس المسلم بعلاقة
مع زوجة الكاهن القبطي

طبعا، هو يظهر في ثياب الواعظ ليخفي شماتته، بعد ان انتهت المظاهرات والهتافات الى هذه النتيجة التي حاول اسقف دير مواس اصلاحها بالقول لزميلنا بـ'الاهرام' محمد عبد اللطيف: 'قال الانبا انما بيوس اسقف دير مواس ان الاجهزة الامنية المصرية نجحت في وقت قياسي في العثور على مكان اختفاء الزوجة وان سبب الاختفاء لا يزال غامضا لكن لا علاقة لاختفائها من قريب او بعيد بالمدرس محمد صلاح والذي تم توجيه اتهامات سابقة له بمساعدتها على الاختفاء والهروب.
وكشف الانبا عن ان الزوجة تركت في شقة الزوجية قبل اختفائها مبلغ 41 الف جنيه كانت قد سحبتها من دفتر توفيرها الخاص من مكتب البريد وتركتها لزوجها وطفلها في شقة الزوجية.
ان زوجها الكاهن نفى كلية وجود اي مشاكل زوجية بينهما، ولكن يتم الان معرفة ظروفها النفسية واسباب اقدامها على الاختفاء والسفر الى القاهرة ،ويعتذر لزميلها المدرس محمد صلاح الذي اشيع انه كان وراء هروبها بعدما ثبت وجود اتصالات هاتفية قبل اختفائها بيومين على هاتفها المحمول من محموله الخاص.
ان المدرس بالفعل زميلها في مدرسة دلجا حيث كانت تقوم بتدريس مادة العلوم، وتبين بعد عودتها انه لم يكن له اية علاقة بها نهائيا وانها تركت المنزل بمحض ارادتها، ان شقتها وزوجها الدكتور كلاديوس هما اللذان استلماها بعد ان نجحت الاجهزة الامنية في الوصول اليها بالقاهرة حيث توجها اليها وتقابلا في مكان غير معلوم ثم توجها بها الى الكنيسة حيث يتم الان استضافتها بالقاهرة لحل مشكلتها النفسية واعادتها بعد الاسبوع المقبل.
ان العلاقة بين الاقباط والمسلمين في دير مواس علاقة وطيدة وحب وتعاون حيث كان كل ابناء البلد يقومون بالبحث عن كاميليا حيث حضرت اعداد كبيرة من اهالي دير مواس مسلمين لتقديم التهاني بعودتها الى اسرتها وان الحقيقة سوف تقولها بعد عودتها من القاهرة الاسبوع المقبل'.
طبعا. فهذا مما لا ريب ولا شك فيه.
وقد اراد زميلنا وصديقنا الرسام المبدع عمرو سليم تخليد هذه المناسبة الوطنية في 'المصري اليوم' امس..فكان رسمه عن شيخ مسلم وقسيس قبطي كل منهما يرفع شعار - تحيا الوطنية - وهما يرقصان ويغنيان معا: - كاميليا رجعت كاملة لينا.. ومصر اليوم في عيد.

موضوع: _da3m_4 الإثنين مارس 11, 2013 2:20 pm

موضوع رائع بوركت
اتهامات لاسرائيل وامريكا بترويج اشاعات تدهور صحة مبارك.. 4

اتهامات لاسرائيل وامريكا بترويج اشاعات تدهور صحة مبارك.. 128711691410

» حرب امريكا وكوريا الشمالية ، يوتيوب حرب كوريا وامريكا ، فيديو تفاصيل حرب كوريا الشمالية وامريكا يوتيوب اون لاين
» شاهد بالفيديو قمبله بنت مبارك تتحدث و تكشف عن ان والدها مبارك و امها سوزان هما يتبرئا
» مصر: الحزب الوطني يعلن الإجماع على ترشيح الرئيس مبارك للرئاسة حاليا واسم جمال مبارك مطروح مستقبلا
» مصر:تدهور الخدمات العامة والغلاء وأزمة القمح تهز الثقة في الحزب الوطني قبل شهرين من الانتخابات
» نقل أيتام هايتي لاسرائيل

إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان

صفحة 1 من اصل 1