تونس: (حرب) على جبهة مزودي خدمات الإنترنت
يعتقد البعض أنّ زمن مزودي خدمات الإنترنت (fai) في تونس قد ولى وأنّ نهايتهم أصبحت قاب قوسين أو أدنى. وبالتالي سيشهد قطاع الاتصالات تغيرات كبيرة مع تحالف و انضمام وسطاء الإنترنت إلى مشغلي الاتصالات (اتصالات تونس، تونيزيانا، أورونج تونس)، الذين يسعون لافتكاك أكبر حصة في سوق الإنترنت.
ويدور الحديث حاليا في الكواليس عن إمكانية شراء "تونيزيانا" لمزود خدمات هو "هيكسابيت" لمالكها ناصر حيدوسي، بينما يبدو أن "أورونج تونس" ستضم إليها، قريبا، مزود خدمات الإنترنت "بلانات" (فرع من "ديفونا تيليكوم"، شريك "اتصالات فرنسا" في رأس مال شركة "أورنج تونس").
من جهتها، تتفاوض "اتصالات تونس"، المشغل الرسمي، مع "غلوبال نات" و"تونات"، بعد شرائها رأس مال شركة "توب نات"، حسب موقع tekiano.com .
وأصبحت "اتصالات تونس" الآن قادرة على تسويق الإنترنت مباشرة لحرفائها، بعد عملية امتلاك "توب نات"، واحدة من أكبر مزودي خدمات الإنترنت في تونس.
وبشرائها "توب نات"، التي تحوز على حوالي نصف عدد المنخرطين في خدمة الإنترنت ذات التدفق العالي (adsl) ، أصبحت "اتصالات تونس" تمتلك فرعا لديه 190 ألف حريف في خدمة الإنترنت.
ولا يخوّل القانون لـ"اتصالات تونس" القيام بتزويد خدمات الإنترنت للحرفاء، إلا عن طريق مزودي خدمات الإنترنت، وهي تتقاضى عمولة (frais d’abonnement adsl) على انخراطات الحرفاء مع مزودي خدمات الإنترنت.
ونظرا لرغبتها في امتلاك حصّة في سوق الإنترنت مع بدء نشاط شركة "أورونج تونس" وتحالفها مع "بلانات"، كان من الضروري على "اتصالات تونس" التحرّك في واحد من هذين الاتجاهين: إمّا إحداث فرع جديد لها مختصّ في تزويد خدمات الإنترنت أو القيام بعملية استحواذ استراتيجية لمزود لخدمات الإنترنت (أو أكثر).
وكان مالك شركة "توب نات" أوّل من دخل على خط المفاوضات مع "اتصالات تونس"، للاتفاق على مبلغ التفويت في شركته لصالح "اتصالات تونس".
وهكذا تمّ التوقيع على عقد الشراء، يوم الإثنين 14 جوان 2010، بين الرئيس المدير العام لشركة "اتصالات تونس" منتصر والي والرئيس المدير العام لشركة "توب نات" مهدي الخميري.
ويشار إلى أنه لم يحضر مراسم توقيع هذه الوثيقة سوى عدد محتشم للممثلي وسائل الإعلام في حدث يعتبر بارزا في قطاع الاتصالات، وهو ما يعكس رغبة الطرفين في تفادي أسئلة الصحفيين الفضولية، لاسيما فيما يتعلق بقيمة هذه الصفقة، التي لم يقع الكشف عنها.
لكن صحيفة الشروق نقلت في السابق عن مصادر قالت إنها غير رسمية بأنّ قيمة شراء رأس مال شركة "توب نات" من قبل "اتصالات تونس" تبلغ حوالي 20 مليون دينار.
وبالنسبة إلى الدوافع التي جعلت الشاب المسيّر مهدي الخميري يتخلى عن شركته، يقول بعض المراقبين أنّ هناك فرضيتين على الأقل دفعته للتفويت في "توب نات":
أولا، لأنها صفقة مربحة من الناحية المادية.
ثانيا، "توب نات" وبقية مزودي خدمات الإنترنت لا يستطيعون بمفردهم مواجهة "أورونج تونس"، التي تستعد لاكتساح سوق الإنترنت بتونس، خصوصا وأنها تتمتع حصريا بتسويق خدمة الإنترنت من الجيل الثالث لمدة عامل كامل.