hayemfr
عدد المساهمات : 23234 نقاط : 69351 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 28/09/2012 العمر : 42
| موضوع: . الظروف و العوامل التاريخية التي ساهمت في ظهور شعار الحريات السياسية الخميس فبراير 07, 2013 8:30 am | |
| الظروف و العوامل التاريخية التي ساهمت في ظهور شعار الحريات السياسية إن شعار الحريات السياسية هو شعار برجوازي الأصل ظهر في أواخر القرون الوسطى مع تشكل العلاقات الرأسمالية. ففي تلك الفترة تطور التقسيم الاجتماعي للعمل والإنتاج البضاعي والتخصص في فروع الإنتاج تطور كبيرا مقارنة مع مرحلة الركود الإقطاعية السابقة، مما ساهم في نمو التبادل البضاعي و التجارة وتوسعهما بشكل لم يعرف له مثيل من ذي قبل. وباكتشاف القارة الأمريكية بلغت التجارة داخل البلدان الأوروبية بالخصوص وبينها وبين مناطق العالم الأخرى درجة هائلة من التطور، وازدادت كمية المعادن الثمينة، وأصبحت الفضة والذهب أداة للتداول، ومكن التداول النقدي من تجميع ثروات هائلة في أيدي الطبقة المتشكلة حديثا، طبقة الرأسماليين. ومع النمو المطرد للعلاقات الرأسمالية الناشئة في رحم المجتمع الاقطاعي وظهور البرجوازية كقوة اقتصادية صاعدة بدأ الصراع الطبقي يحتد يوما بعد آخر بين طبقة الإقطاعيين الماسكة بزمام السلطة والمستأثرة بخيرات المجتمع وثرواته والمحافظة على الوضع السائد الذي يخدم مصالحها بالحديد والنار وبين البرجوازية الساعية إلى السيطرة على السوق المحلية والى افتكاك السلطة السياسية ومن ورائها طبقة الفلاحين المستغلة والمضطهدة والمقموعة. فلم تكن العلاقات الإقطاعية المتخلفة السائدة آنذاك - والاستبداد السياسي الناتج عنها - عائقا أمام نمو العلاقات الرأسمالية وبالتالي أمام تطور البرجوازية فحسب بل كانت أيضا تحول حياة جماهير الفلاحين إلى جحيم، مما أدى إلى اندلاع انتفاضات وثورات الفلاحين طيلة فترة تاريخية امتدت من القرن الرابع عشر إلى القرن التاسع عشر في كل من فرنسا وانجلترا وألمانيا وروسيا والصين وفي غيرها من البلدان. وفي صراعها ضد النظام الاقطاعي القروسطي الظلامي من أجل إسقاطه وظفت البرجوازية انتفاضات الفلاحين تلك ونضالات البروليتاريا المتشكلة حديثا لتركيز نظامها هي، النظام الرأسمالي، وخاضت معاركها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهي تقف على أكتاف الفلاحين تحت شعار الحرية "حرية الشعب " في التعبير و التنظم، وطالبت بإلغاء نظام القنانة والامتيازات الإقطاعية والنظام التراتبي وبالمساواة بين سكان المدن والقرى وبالمساواة أمام القانون في الحقوق وبفصل الدين عن الدولة ورفعت شعار حرية المعتقد في مواجهة الاضطهاد الديني ودعت إلى إلغاء نظام الاستبداد الفردي وتعويضه بالنظام البرلماني ونادت بحق الانتخاب الخ.. ففي فرنسا مثلا"راحت الثورة التي بدأت بصورة رائعة توجه ضرباتها الأولى الحاسمة إلى نظام الحكم المطلق، وكان هذا يفسر بصورة رئيسية في هذه المرحلة الأولية من ثورة المرتبة الثالثة بتلاحم الشعب والبرجوازية التي كانت على رأس الحركة. وكانت البرجوازية ما زالت شابة وثورية، جاهزة تماما للنضال ضد النظام الإقطاعي. ولم تكن تخاف بعد الشعب الذي تناضل معه. لقد كان إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي أقر من قبل المجلس التأسيسي في 26 آب(أغسطس) 1789 انعكاسا للفترة الأولية الثورية... وكانت هذه الوثيقة تحدد مجمل مبادئ مجتمع ولدته من الثورة. وكان إعلان الحقوق يتضمن سبعة عشر مادة "إن الناس يولدون ويظلون أحرارا ومتساوين في الحقوق" هكذا جاء في البيان.. كما أعلن إعلان الحقوق أن الحرية الشخصية وحرية الكلام والمعتقد والسلامة ومقاومة الاضطهاد هي أشياء مقدسة ولا يمكن التخلي عنها. وكذلك أعلن حق الملكية مقدسا ولا يمكن تدميره. وهكذا فان إعلان الحقوق لم يكن يحمي فقط الملكية البرجوازية والفلاحية ضد المحاولات المحتملة من قبل الإقطاعيين.. لكنه كان يريد تحويل حق الملكية إلى حق خالد أبدي وكان هذا يشكل برجوازيته الضيقة. إن الإعلان بإبقائه على حق الملكية المقدس كان يحول المساواة التي يعلنها إلى مجرد أمر شكلي وذلك مع توكيده عمليا مد عمر اللامساواة المادية. ..إن الصيغة الشهيرة: حرية، مساواة،إخاء التي قدمها الإعلان، كانت مفاجأة عظيمة للعالم بأسره. وكان الإعلان هو حتف رجعية الحكم المطلق والإقطاعية."1 إن إلغاء العلاقات الإقطاعية ونظام القنانة عموما كان يعني الحرية بالنسبة إلى البرجوازية الصاعدة، حرية الملكية الخاصة وحرية التجارة، الحرية لكل تاجر ولكل صناعي وصاحب مصنع ولكل صاحب مؤسسة مالية. أما حرية التنظم والتعبير فكانت تعني في الواقع حرية البرجوازية في بناء أحزابها ومنظماتها من أجل تنظيم نفسها في مواجهة نظام الاستبداد الاقطاعي الذي يقف حجر عثرة دون تطورها ويمنعها من تحقيق مصالحها و من الوصول إلى سدة الحكم. To Be contunued
| |
|
robotico
عدد المساهمات : 6979 نقاط : 7133 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/05/2012
| |