بطاقة:الطبق اليومي.. عجة بحشيشة رمضان

الطبق اليومي: عجّة بحشيشة رمضان

بقلم: مسعود الكوكي

حتى وإن كنت لا أعرف لرمضان المعظم حشيشة، وبالتالي لا أعرف لها لونا ولا طعما ولا رائحة. ولا أعرف أين تزرع وفي أي تربة تنبت وتنمو، أفي المناطق الجافة أم شبه الجافة أم المطرية أم البعلية؟ ولكني أعرف يوميا الكثيرين من حشّاشيها، في كل مكان. ولا أعرف إن كانت من إنتاجنا المحلي أم مستوردة. وكل ما أعرفه أنها تفوق استهلاكنا الوطني، ولا دخل فيها لا لوزارات التجارة والصحة والفلاحة ولا لاتحاد الفلاحين وما أبعد منظمة الدفاع عن المستهلك عنها رغم أن سوقها من المنتج الى المستهلك وبالمزاد العلني حتى أن من يتخذ منها غذاءه الرمضاني يصبح «برّاحا» وعفريتا لا يصدّ ولا يردّ. وأغلب الظن عندي أنها حشيشة طفيلية. ولا موسم لجمعها إلا في شهر الصيام عند المتطفلين على الصيام من ذوي الاحتياجات الخصوصية لمكارم الاخلاق. وهي لا تصلح إلا للعجّة أما مقدار إعدادها فكالتالي «ربطة» منها بعد «التهريس» أو قبله مع نصيب من اللسان الطويل. وحفنة من فلافل الكلام وتوابله يضاف إليها ملح المعنى وبصل السبّ. وثوم الشتيمة، وكراث الآداب وفلفل المنطق الاكحل، وخل ردّة الفعل وبعد الخلط والتقطيع، توضع في طبق «الكوشة» التي قد يتطوع لها ألف محماش ومحماش لإثارة اللهب بتحريك الجمر. وعندما تفوح رائحتها وتصل الى مراكز الشرطة والمحاكم، وحتى المستشفيات توضع في طبق عازل حتى لا تبرد قبل الافطار حسب الامساكية والصحن الواحد منها قد يكفي لا لإطعام عائلتين فقط وإنما لإطعام «حومة» كاملة. ولـمَ لا سوق بدلاّليه وأهاليه خاصة إذا كانت حارة.
تلك هي العجّة بحشيشة رمضان التي لا يخلو منها مكان طيلة شهر الصيام.
أنت تعرف وأنا أعرف وكلنا يعرف كم من واحد «يَاكُلْها» يوميا.ضان