قراصنة الإنترنت يهددون عرش البيت الأبيض
"الحكومة الأمريكية مستهدفة إلكترونيا " .. هذا هو الشعار الذي يصلح هذه الأيام في ظل تعرض المواقع الحكومية الأمريكية لحرب إلكترونية مستمرة من قبل بعض الدول، وربما يكون هذا الأمر من الأمور المثيرة للقلق في الأوساط الأمريكية، خاصة بعد تعرض مجموعة من المواقع الإلكترونية الحكومية الأمريكية، بما في ذلك موقعي البيت الأبيضووزارة الخارجية، إضافة إلى مواقع مالية مثلYahoo Finance لهجماتواختراقات من قبل قراصنة "هاكرز" منذ يوم السبت الماضي، وصفت بكونها "متوسطة المستوى" إذ أصابت عشرات الآلاف منالكمبيوترات حول العالم، ووصلت قمة بثها إلى 25 ميجابايت في الثانية.
ورغم أن هذه الهجمات ليست كبيرة إلا أنها قد تقود مستقبلا إلى مشاكل جمة، حيث تشير إلي أن الحكومة الأمريكية لا تزال غير منظمة، خصوصا وأن بعض المواقع الحكومية تمكنت من التغلب على الهجمات بينما فشل آخرون بذلك.
وذكر جوزيهنازاريو مدير شركة "آربور نيتووركس" الأمريكية المتخصصة بأمن الإنترنت أن موقع وزارة الأمن القومي الأمريكي الإلكتروني أكد تعرضه للاختراق أيضامن قبل القراصنة، في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أنها تعرضتلهجمات مماثلة.
وقال نازاريو إن هناك دلائل تشير إلى أن الاختراقات أتت من الصين، مضيفا أنه لميتم التأكد حتى الآن من صحة هذه المعلومات، ومبينا في الوقت نفسه أنه من الصعب أنتحديد إذا ما كانت الجهات التي اخترقت هذه المواقع تابعة للحكومة الصينية أم أنهاجهود فردية.
هجوم روسي سابق
وكانت واشنطن قد فشلت في الاتفاق مع موسكو حول كيفية مواجهة مخاطر الهجمات علي الفضاء الالكتروني التي يمكن ان تشيع الفوضي في أنظمة الكمبيوتروالإنترنت، وذلك قبل زيارة أوباما إلي روسيا.
ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز " الأمريكية عن مسئول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية إشارته إلي أن الجانبين اتفقا علي أن الفضاء الالكتروني هو أرض معركة جديدة،وسط توقعات بأن تتصدر هذه المعركة الجديدة مباحثات اوباما مع المسئولين الروس الشهر المقبل ، وكذلك اجتماع اللجنة العمومية للأمم المتحدة نوفمبر المقبل.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أطلق حملةً لمراجعة السبل المتاحة في الولايات المتحدة لإحباط عمليات التجسُّس والقرصنة الإلكترونية، ويتوقع أن تشمل حملة المراجعة التي ستستغرق 60 يومًا "كافة الخطط والبرامج والأنشطة" الرسمية المتعلقة بالأمن الإلكتروني.وتأمل الإدارة الأمريكية أن تثمر هذه الحملة خطةً لتحسين الوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة لحماية نفسها من المخاطر الناجمة عن النشاط الإلكتروني. وقد شبّه الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية هذا النوع من المخاطر بالخطر النووي أو البيولوجي، بحسب البي بي سي.
وجاء في بيان جون برينان مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي أنّ: "الأمن القومي والعافية الاقتصادية رهينان بأمن واستقرار وسلامة الشبكة المعلوماتية لبلادنا سواء تعلق الأمر بالقطاع الخاص أو القطاع العمومي."
وقال برينان: كذلك إنّه متأكد أن حماية البنية الإلكترونية للولايات المتحدة ممكنة دون انتهاك الحريات المدنية والفردية.
وقد تعرّضت الإدارة السابقة للنقد بسبب تجاهلها لبعض هذه الحقوق لتنصتها على المكالمات الهاتفية والاتصالات عبر الإنترنت بدعوى التصدي للإرهاب.
وتشرف على حملة المراجعة ميليسا هذاوي التي تولت مهمة مشابهة على عهد الرئيس جورج بوش، وتأتي حملة المراجعة هذه بعد حوادث كشفت عن مشاكل أمنية تواجه المعاملات الإلكترونية في الولايات المتحدة.
ففي نوفمبر من السنة الماضية حذرت مجموعة برلمانية من تجسس الصين على الشبكة المعلوماتية الأمريكية. وفي ديسمبر جاء في تقرير برلماني أن "الأمن الإلكتروني بات أخطر المشاكل الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة".