[b]القذافي قضى أيامه الأخيرة بين الصلاة والقرآن
نشرت منظمة ”هيومان رايتس ووتش” تقريرًا يستعرض الأيام الأخيرة من حياة معمر القذافي، الذي أطيح بحكمه على يد الثورة الليبية، حيث يرتكز على رواية مقاتلين موالين له كانوا بصحبته، وفي بعض الأحيان على استرجاع للأحداث من جانب مساعد واحد له، والذي يشير إلى أن القذافي كان يقضي ”معظم وقته في قراءة القرآن الكريم والصلاة”.
ويشير تقرير ”هيومان رايتس ووتش”، إلى أن القذافي وصل إلى مدينة سرت، وبصحبته سائقه الشخصي ومجموعة صغيرة من حراسه، ومسؤول بأمن الدولة يدعى منصور ضو، كما لفت إلى أنه مع تزايد قصف الثوار لمدينة سرت، وتحول القتال باتجاه مركز المدينة، قرر القذافي ”بدافع الخوف من افتضاح أمره”، الانتقال إلى حي آخر أقل في كثافته السكانية بالطرف الغربي من المدينة.
وذكر التقرير أن القذافي قضى ”معظم وقته في قراءة القرآن الكريم والصلاة”، بحسب ما كشفه ”ضو”، الذي أضاف بقوله: ”لم تكن لدينا التزامات، كنا فقط ننام ونصحو”، مشيرًا إلى أنهم كانوا ينتقلون من أماكنهم كل أربعة أو خمسة أيام، خشية أن يتم اقتفاء أثرهم، كما استخدموا سيارتين فقط في الانتقال.
وكشف ”ضو” عن أن القذافي في أيامه الأخيرة ”زادت عصبيته بدرجة شديدة، وفي الأغلب، كان عصبيًا بسبب انقطاع الكهرباء، وعدم وجود اتصالات أو جهاز تلفزيون، فضلاً عن عدم قدرته على الاتصال بالعالم الخارجي، كنا نذهب لرؤيته والجلوس بصحبته لمدة نحو ساعة وتبادل الحديث معه، وكان لسان حاله يقول: (لماذا لا توجد كهرباء؟، لماذا لا توجد مياه؟”، بحسب تعبيره.
وأوضح تقرير ”هيومان رايتس ووتش” أنه في 19 أكتوبر 2011، عرض المعتصم ابن القذافي، الذي أصبح أكثر قلقًا، خطة على والده، تقوم على مغادرة سرت، بحيث يتم اختراق صف الثوار الذين يفرضون حصارًا على المدينة، غير أن تنظيم الموكب استغرق فترة أطول مما توقع، وهو الوقت الذي كانت فيه الكثير من ميليشيات الثوار قد عادت إلى مواقعها.
ويضيف التقرير أن الثوار هاجموا موكب القذافي على الفور، فضلاً عن قيام طائرات ”الناتو” المقاتلة بإطلاق قذيفتين موجهتين بالليزر، وزن كل واحدة منهما 500 رطل، حيث أمطرت الموكب بوابل من شظايا القذيفتين المتناثرتين، وبدأت سلسلة من التفجيرات مع اشتعال الشاحنات المحملة بالذخيرة الحربية.
ويسترجع ابن وزير الدفاع الليبي، الذي هرع لتأمين القذافي، ماحدث بقوله: ”وجدنا معمر هناك، مرتديًا خوذة وقميصا واقيًا من الرصاص، كان لديه مسدس في جيبه ويحمل سلاحا آليا”، وذلك بعد إنتقاله لأحد المنازل المهجورة.
وتابع: ”بعدها، بدأ قصف الفيلا، ومن ثم، فررنا من هناك، جرى القذافي ونحو عشرة من معاونيه بأقصى سرعة عبر ساحة مفتوحة، متجهين نحو أنبوب تصريف تحت الطريق، اندفعوا وزحفوا خلاله، غير أن الثوار اقتفوا أثرهم مباشرة عند ظهورهم، وفي المعركة التالية، حاول أحد حراس القذافي إطلاق عدة قذائف على الثوار، اصطدمت إحداها بجدار إسمنتي وحطت بالقرب من القذافي، انحنى الحارس لاستعادة القذيفة عندما انفجرت، مما أدى إلى بتر ذراعه وإصابة كل من القذافي ووزير دفاعه.
ولفت إلى أنه سرعان ما هبط الثوار من الطريق، حيث ذكر كثير منهم لاحقًا أنهم صدموا لرؤية القذافي على هذه الحال، كما تحول مجموعة الثوار سريعًا إلى حشد غفير يحيط بـ”الديكتاتور السابق”، ويوجه له الضربات، ويجذبه من شعره، بينما طعن شخص من بين الجموع القذافي في مؤخرته بحربة.
في الوقت نفسه تحدث قائد للثوار إلى منظمة ”هيومان رايتس ووتش”، قائلا: ”كان مشهدًا عنيفا، وضع على واجهة شاحنة حاولت أن تقله بعيدا، ولكنه انزلق منها”، مضيفًا: ”فهمنا أنه كان يجب أن تجرى محاكمة، ولكننا لم نستطع السيطرة على الجميع، فبعضهم تصرف على نحو يخرج عن نطاق سيطرتنا”.
وتطرقت ”هيومان رايتس ووتش” إلى مقطع فيديو يظهر فيه ”جثمان القذافي شبه عار محمولا في عربة إسعاف، مما يشير إلى أنه ربما كان قد لقي مصرعه في الوقت الذي غادر فيه منطقة احتجازه”، كما أشارت إلى أن ”بعض مقاتلي الميليشيات من بنغازي، يزعمون أنهم أردوا القذافي قتيلاً أثناء نزاع مع مقاتلي مصراتة حول المكان الذي يمكنهم اصطحابه إليه، لكن مزاعمهم ما زالت غير مؤكدة”.
يُختتم التقرير بقوله: ”ربما لا يعرف العالم مطلقا من قتل معمر القذافي، ربما تكون إحدى الإصابات التي تعرض لها، من بينها الإصابة التي لقيها جراء تفجير قنبلة، قد أودت بحياته، أو ربما لقي مصرعه جراء الضرب الذي لقيه من الجموع الغاضبة، ربما تم إعدامه قبل أن يحمل على متن سيارة إسعاف، أو في وقت ما بعد أو قبيل وصوله مصراتة”[/b]