دعت مجلة"الايكونوميست"البريطانية في نسختها الصادرة اليوم السبت حلف شمال الاطلسي"الناتو" إلى البدء على الفور في وضع خطط عسكرية واستراتيجية تمهد الطريق أمام تدخل عسكري وشيك في سوريا لوقف نزيف الدم السوري.
وأوضحت المجلة-في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة لانترنت-أن القضاء على سلاح الجو التابع لجيش الرئيس السوري بشار الاسد سيضمن حماية الالاف من أرواح السوريين ويفسح المجال أمام ثوار الجيش السوري الحر لاعادة تنظيم وتدريب صفوفهم ومن ثم إتمام استعدادتهم لانهاء الحرب أمام قوات الاسد.
واعتبرت المجلة البريطانية أن هناك من الاسباب والمعطيات على أرض الواقع ما هو كاف للاسراع بوتيرة تدخل عسكري في سوريا على رأسها التكتيكات الوحشية والقمعية التي يعتمدها الرئيس الاسد.
وأردفت المجلة قائلة "تعود أساليب الاسد وتكتيكاته الوحشية منذ بدء الانتفاضة في سوريا،حينما عمد إلى إطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين في بلاده ولجأ منذ ذلك إلى الحين إلى اعتماد الوحشية وأقصى درجات العنف"
وأضافت:لقد دفعه مزيج من الاحباط واليأس من ناحية والشعور بأنه محصن من ناحية أخرى إلى التدرج من إستخدام الاسلحة الثقيلة إلى الطائرات والمروحيات والقنابل العنقودية ضد شعبه الاعزل"
ولفتت المجلة إلى أن الهجوم الشرس على المدنيين في العاصمة دمشق ومدينة حلب يفسر لماذا تتصاعد وتيرة أعداد القتلى يوميا..محذرة من أن التمادي في هذه الوحشية
سوف يولد كراهية وعداوة مستدامة لن تعرف الصلح وسيواصل الثوار قتالهم حتى أخر المدى، كذلك عمد نظام الاسد-حسبما أبرزت المجلة-إلى إزكاء نيران التوترات الطائفية من خلال تعريف الثوار على إنهم عناصر إرهابية تدعم الاغلبية السنية أملا منه في كسب تعاطف ودعم الاقليات لقضيته لتتوالى بعد ذلك سلسلة من المذابح والمجازر على يد ما اصطلح على تسميتهم ب"الشبيحة" ضد قرى بعينها ويقترب الصدع الطائفي يوما بعد الاخر من أن يصبح حقيقة مريرة يعايشها السوريون صباحا مساء.
وأخيرا وليس أخر،كما قالت الصحيفة،يسعى نظام الاسد إلى إثارة وافتعال اضطربات إقليمية،لصرف الانظار عما يدور في الداخل وإظهار أن سوريا بدون الاسد ستصبح فوضى.
وتابعت تحليلها بالقول:فمن خلال استعانته بروسيا وإيران في الحرب الدائرة في بلاده،قد وضع الاسد الاساس لاندلاع حرب إقليمية مطولة تزج بأطراف دولية وإقليمية أخرى على رأسها تركيا وبعض الدول الخليجية وجماعة حزب الله في لبنان التي باتت تنجر في الصراع شيئا فشيئا فضلا عن أزمة الاكراد والتوترات الطائفية في العراق.
وقالت الصحيفة-في ختام تحليلها-أن سوريا تشهد حربا أهلية تودي بالاف الارواح يوميا وتعرض ترسانتها من الاسلحة البيولوجية والكيميائية إلى الخطر المتزايد وهو الامر الذي يجدر بالعالم الخارجي أن يهب لوقفه ليس من باب الواجب فقط بل أيضا من باب الحفاظ على مصالحه الاستراتيجية.