في حرب الخليج الثالثة ..
وكان الشيخ قد أطرق برأسه إلى الأرض ليصغي باهتمام والداعية يحدثه قائلاً:
لقد قدِمَ هؤلاء للمشاركة في عمليات المساندة في شمال المملكة السعودية .. وكان لزاماً علينا نحن الدعاة إلى الله أن ندعوهم إلى الإسلام .. وأن نخرجهم من ظلمات الشرك والظلام ومن عبادة بوذا و كونفوشيوس وغيرهما من الأصنام إلى عبادة الله الواحد الأحد .
وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى في مهمتنا .. فأسلم عدد لا بأس به من هؤلاء .. وصرنا نعلمهم أركان الإسلام .. وندرسهم واجباته وفروضه .. وبدأوا بالفعل في أداة الصلوات في أوقاتها بعيداً عن قادتهم وكبرائهم .. ولم تكن المشكلة في صلاة الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء ..ولكن واجهتهم المشكلة في صلاة الفجر !!!!...
فأخذ كل منهم ساعته المنبهة معه .. فلم يلبث قادتهم إلا وصادروها منهم أيضا !!!!.. وكلما وجدوا طريقة للاستيقاظ قبيل الفجر لأداء الصلاة في وقتها حاربهم هؤلاء القادة وسدوا عليهم المنافذ والأبواب ...
وفجأة توصلوا لطريقة غريبة ومبتكرة للاستيقاظ !!! ..!
وإذا بالشيخ ينظر باهتمام أكثر للداعية المتحدث .. وللجنود الجالسين حوله والذين ينظرون إليه بإكبار وإجلال ، وواصل الداعية كلامه قائلاً:
ومع تكرار التجربة عشرات المرات : استطاعوا تقدير الكميات المناسبة من شرب الماء التي تجعلهم يستيقظون في وقت : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فهؤلاء هم حديثوا عهد بالإسلام .. فبلغ حبه في قلوبهم هذه الدرجة العالية ...
فلماذا يا ترى ؟!...
هل لأنهم عرفوا الجاهلية وفسادها .. ومن ثم علموا الإسلام وسعادته فتمسكوا به ؟؟..
فأين نحن من هؤلاء ؟!!.........
بل وللأسف الشديد : مِنا مَن لا يصلي الفجر البتة .. بل وقد يسمع الأذان من المسجد القريب من بيته ولا يُجيب بغير عذر ..
بل وقد يسخر من عباد الله الذين يؤدون هذه الصلاة الجليلة في جوف الليل .. ويظن أنهم قد فوتوا على أنفسهم الراحة ومتعة النوم .. وأنه هو الفائز بها !!!!.. بل وهناك من لا يصلي فرض ربه بالكلية .. لا ليلا ولا نهارا
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
" أن تقول نفس : يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله .. وإن كنت لمن الساخرين " .. الزمر –