كتب عبدالعزيز الريس في موقعه موضوعاً عن زيارته لجزيرة ممباسا الكينية
والتي كانت في صبيحة يوم الاثنين الثامن من شهر جمادى الأولى لعام اثنتين وثلاثين وأربعمائةوألف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
وجعل عنوان موضوعه : (الدعوة السلفية في ممباسا الكينية )
والدعوة السلفية عند الريس تعني دعوة الإرجاء التي ليس لها هم إلا التحذير من جماعة الإخوان المسلمين !
وكان برفقة الريس داعية التوحيد ( كما سماه الريس ) حمد العتيق هداه الله ورده إلى رشده
وقد قرأت الموضوع فجاءت هذه الخطرات :
1- قال الريس : ( بصحبة أخي الفاضل داعية التوحيد الشيخ حمد بن عبد العزيز العتيق )
حمد العتيق مدير مكتب الجاليات بحي العزيزية بالرياض ، كم وكم يشتكي المكتب من ضعف الدعوة فيه !!
وكم يشتكي المكتب من غياب مديره ، وضعف متابعته له ، ولسان حاله يقول :
يا مديرنا الفاضل قد توليتم أمر الدعوة في هذا الصرح الدعوي الكبير ولكنكم أهملتم الدعوة فيه ،
وذهبت تلتمسون فضل الدعوة في الجزر البعيدة وفي الدول الأوروبية الجميلة !!
فهل تحولت دعوتكم إلى دعوة شكلية ؟! أم أصبحت دعوة حزبية تبحث عن الأتباع والمؤيدين لا أكثر ؟!!!
2- قال الريس : (وكانت بداية زيارتنا في صبيحة يوم الاثنين )
الريس والعتيق أساتذة مدرسين في التعليم العام ، وما أكثر ما يجوبون ( ولا سيما الريس ) البلاد السعودية بل والبلدان الأخرى في أيام العمل الرسمي !
فمرة في فرنسا ومرة في الكويت ومرة في كينيا ومرة في أثيوبيا ومرة في جزر هاواي !!
فمن الذي أذن لهم بذلك ؟؟ وما ذنب طلابنا الذين تركهم هؤلاء وأمثالهم دون تعليم ؟؟
لا شك أننا لا نرضى أن يترك المعلمون أبناءنا ويذهبوا ليعلموا غيرهم !!
فإما أن يلتزموا بتعليم أبنائنا وتأدية عملهم الواجب وإنهاء مناهجهم
ويتركوا هذه الرحلات الدعوية ( كما يسمونها ) إلى أوقات الإجازات ،
وإما أن يتفرغوا للدعوة ورحلاتها ويتركوا وظيفة التعليم لغيرهم ممن يقوم بالواجب ولا ينشغل عنه بالأشغال المفضولة
3- قال الريس بعد أن ذكر انتشار مظاهر الشرك هناك : ( ومما يزيد الأمر فضاعة أن أكثر من يفعل ذلكمن المسلمين ، وقد جعلوا لذلك إعلانات وضعوها في بعض الطرقات للدعاية لشركهم وكفرهموالعياذ بالله )
فمع أن آخر هذه العبارة ينقض أولها إلا أن الريس أصر على ذكرها ليؤكد أنه لا يزال مصراً على تسمية هؤلاء المشركين عباد القبور : مسلمين !
فشركهم وكفرهم الذي يقيمون عليه السنين الطوال لا يخرجهم عند الريس من الإسلام ، بل هو يعتبرهم موحدين !
كما ذكره في كتابه الإرجائي المسمى : ( الإلمام ص55 ) حيث قال وهو بزعمه يفند أدلة القائلين بعدم العذر بالجهل للمشركين :
(الدليل العاشر/ وهو أن الناس ما بين مشرك وموحد ، فهذا صحيح
والبحث جار في هل من تلبس بالشرك جهلاً يكون مشركاً أم يبقى موحداً وجهله مانع من إلحاق وصف الشرك به .
وبمعنى آخر: هل يعتبر الجهل مانع كالإكراه ، فأنت تدعي أنه ليس مانعاً ، وأوردت على ذلك أدلة وأنا بصدد ردها ومناقشتها ، وبيان أن الجهل كالإكراه مانع من وصف المتلبس بالشرك جهلاً مشركاً )
فلاحظ أن الريس قد أقر أن الناس ما بين مشرك وموحد بقوله ( وهذا صحيح ) لكنه اعتبر المشرك موحد مثله مثل الموحد !!
فجعلهم قسماً واحداً مع تباين عملهم وعبادتهم وحقيقة أمرهم !
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى :
( ولهذا كان كل من لم يعبد الله فلابد أن يكون عابداً لغيره فيكون مشركا وليس في بني آدم قسم ثالث بل إما موحد وإما مشرك أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل والنصارى ومن أشبههم من الضلال المنتسبين إلى الإسلام )
فابن تيمية جعل من عبد غير الله فهو مشرك ، بخلاف الريس الذي جعله موحداً !
والريس قد لا يخفى عليه كلام ابن تيمية هذا ولكنه يخالف هواه ، بل يخالف عقيدته الإرجائية ،
ولذا لم ولن يلتفت إليه ، مع أنه كثيراً ما يعتمد على المشكل من كلام ابن تيمية ويجعله كأنه من الوحي المنزل ؟!!!
فمتى سيعي الريس أن من عبد غير الله ، واتخذ مع الله إلهاً آخر لا برهان له به ، وجعل لله نداً ، أنه لا يسمى مسلماً – ولو قيل إنه معذور- لأن حقيقة الإسلام لا تنطبق عليه البتة ، وحقيقة الشرك منطبقة عليه تماماً
والريس عندما يشرح معنى الإسلام يقول : هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله ،
وهذا ما لا ينطبق أي حرف منه على عباد القبور فلم يستسلموا لله ولم يوحدوه ولم ينقادوا لعبادته وحده ولم يتبرأوا من الشرك – بل هو دينهم - ولم يتبرأوا من المشركين بل هم يعتبرونهم خير الناس وأحب الناس إليهم ! فكيف مع هذا كله يقال عنهم أنهم مسلمون بله موحدون ؟؟!!!!!
لا شك أن هذا لا يمكن أن يقال إلا على مذهب غلاة المرجئة الذين جعلوا مجرد النطق بالشهادتين دون عمل ولا انقياد ولا إخلاص كافياً في الحكم بالإسلام لمن نطق الشهادتين مهما كان منه من الكفر والضلال !
وهي العقيدة التي صرح بها الريس في قواعده الإرجائية المسماة : مسائل وقواعد في توحيد الألوهية
4- والعجيب أن الريس قد ذكر أشياء كثيرة في مقاله تدل على قيام الحجة على أولئك المشركين ومع ذلك أصر على تسميتهم مسلمين !! ومن ذلك :
قال الريس : ( من أشد الأمور التي سعدنا بالوقوف عليها مركز التوحيدالإسلامي )
فوجود مركز اسلامي يدعو للتوحيد في نفس البلاد التي يوجد بها هؤلاء المشركون كاف في قيام الحجة عليهم ،
ولعل الريس نفسه قد وقف على حالات هناك ترك فيها بعض المشركين الشرك وأصبحوا موحدين ،
ولكن الريس لا يريد أن يذكر مثل هذه الحالات حتى لا يقال أن الحجة قائمة هناك
قال الريس : (ومن توفيق الله لهم أن شهادة المركز الثانوية معترف بها في الجامعة الإسلامية ، حتى إن مجموعة من المدرسين في المركز لما تخرجوا من المركز درسوا في الجامعة الإسلامية ، ثم عادوا مدرسين فيالمركز )
فهؤلاء المدرسون الذين درسوا التوحيد في جامعة من أعظم جامعات أهل التوحيد ، تقوم بهم الحجة على من هناك من المشركين لأنهم نقلوا إليهم دعوة التوحيد
قال الريس : (ومن العجيب في هذا المركز أنهم يدرسون جميع العلوم الشرعية وآلاتها: كالقرآن والتوحيد والحديث والمصطلحوالتفسير وأصوله والفقهوأصولهوالنحو والمطالعة والفرائض ... ومما يدرسون في الاعتقاد: الواسطية والحموية والطحاوية )
وهذه الدروس التي يبين فيها التوحيد ومعاني القرآن والحديث ، من أعظم الحجج على هؤلاء المشركين ، وهم بلا شك يعرفون أنه يدعى فيها إلى نبذ عبادة الأولياء ، ونبذ دين الشرك والخرافة ، ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ، ولكنهم معرضون عن دين الله ومتمسكون بوثنية الآباء والأجداد
قال الريس : (مكتبة عامة تابعة لمركز التوحيد ، تقع في وسط المدينة ممباسا وتضم ألاف الكتب العلمية والأشرطة السمعية )
وأيضاً هذه الكتب والأشرطة التي تدعو إلى التوحيد الصافي وتوضح الدين الصحيح والمنهج النبوي ، تقوم بها الحجة على من هناك من المشركين ، وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام ، يرسل كتاباً إلى ملوك الأعاجم يدعوهم للإسلام بكلمات مختصرة (أسلم تسلم) وتقوم الحجة على أولئك العجم جميعاً ، فمن أراد الهدى بحث عن هذا الرسول وسعى لمعرفة دينه ، ومن أخلد إلى الأرض ورضي بدين الآباء والأجداد فلا عذر له
5- وهؤلاء المشركون قد وصلهم داعية التوحيد : حمد العتيق ، وشيخ داعية التوحيد : عبدالعزيز الريس ، فهل استطاعا أن يقيما الحجة على المشركين هناك أم لا ؟
فإن قالوا : نعم ، قلنا فلماذا إذاً تسمونهم مسلمين ؟؟؟
وإن قالوا : لا ! قلنا ، فلماذا إذاً ذهبتما ؟؟ ولماذا يسمي الشيخ ! تلميذه : داعية التوحيد ؟!!
أيعجز داعية التوحيد وشيخه أن يقيما الحجة في التوحيد ؟؟؟
وهل التوحيد- الموافق للعقل والفطرة - معقد وغير مفهوم إلى هذه الدرجة ؟؟ أم أن داعية التوحيد وشيخه لم يفهما التوحيد فلذا لا يستطيعان أن يقيما الحجة البينة عليه ؟؟!!!
لقد كان العامي من أهل التوحيد يغلب ألفاً من علماء المشركين ! واليوم يعجز داعية التوحيد وشيخه أن يغلبا أحدا من عوام المشركين ؟!!! نسأل الله العفو والعافية
وكيف سيستطيع داعية التوحيد وشيخه أن يقيما الحجة على المشركين ، وهما يشترطان أن يفهم المشرك الحجة ويقتنع بالحق ويتبين له أن عمله شرك وتزول عنه الشبهة ، وهذا ما لا يمكن أن يقوم به كبار علماء التوحيد إلا مع أفراد قلائل جداً !
ولعل الريس وصاحبه لم يستطيعا في هذه المدة القصيرة أن يقيما الحجة على أحد من أولئك المشركين ولو على واحد منهم ! لأن الشبهات هناك متمكنة من أولئك الضلال !
ووالله إن المشركين – الذين ينتسبون اسماً لا حقيقة للإسلام - في كل العصور هم - على طريقة الريس وصاحبه - من أهل التوحيد ، ولا يمكن أن يحكم بكفر أحد منهم أبداً ، لأنه لا يوجد على مر العصور من هؤلاء المشركين من يعترف بأنه فهم الحق وعرف التوحيد والشرك ، وأنه زالت عنه جميع الشبهات ثم يبقى على شركه وضلاله ، فإما أن يتوب ويتبرأ مما كان يفعل أو يظل يجادل عن شركه بشتى الحجج والشبهات !
فما أقبح الإرجاء الخبيث الذي لم يجعل لأصحابه فرقاناً يميزون به بين الموحدين والمشركين !
حتى أنهم لم يستطيعوا أن يحكموا بالشرك على من قد بلغتهم دعوة التوحيد ، ووصلهم دعاة التوحيد ، ووصلتهم كتب التوحيد ! فماذا يريد هؤلاء المرجئة بعد ذلك ؟؟؟ أيريدون أن يبعث الله لعباد القبور رسولاً ليقيم الحجة عليهم ؟!!!!
والله إني لأظن أن هؤلاء المرجئة لو وجدوا في زمن الشيخ محمد بن عبدالوهاب لعارضوه ، لا اعتراضاً على ما يدعو إليه ، ولكن اعتراضاً على مقاتلته للعوام وأهل البادية الذين لم يفهموا الحجة ولم تزل عنهم الشبهة ،
فهؤلاء عند الريس وإخوانه من مرجئة العصر موحدون ، وليسوا مشركين ، لأنهم جهال ، ولا يجوز بتاتاً سفك دماء الموحدين !!!!
6- قال الريس : (ومما يحزن كل سني سلفي: النشاط المحموم للرافضة في ممباسا خاصة وكينيا عامة ، حيث إن لهم مركزاًضخماً وهو قريب موقعاً من مركز التوحيد المتقدم ذكره )
وكذلك هؤلاء الرافضة يا عبدالعزيز الريس ينطقون الشهادتين ، ولكنهم يرتكبون من الكفر والشرك ما لم يفعله مشركوا قريش ، وجلهم – إن لم يكن كلهم - جهال سذج قد ضلوا سواء السبيل بسبب دعاة الرفض والضلال ، فهل هم عندك موحدين لأنهم بالجهل معذورين ؟؟؟؟
وماذا أفتيت أيها الريس أهل السنة هناك : في ذبائح هؤلاء الرافضة ؟ وفي مناكحتهم ؟ وفي الصلاة خلفهم ؟
أنشرت مذهبك الإرجائي الذي يقول إن هؤلاء دخلوا الإسلام بيقين ولا يمكن أن نخرجهم منه إلا بيقين ، ولا يكون هذا اليقين إلا بأن يفهموا الحجة وتزول عنهم الشبهة ؟!!
وعليه فإن هؤلاء لا يزالون مسلمين تؤكل ذبائحهم وتنكح نساؤهم ويصلى خلفهم حتى يثبت أنه قد قامت عليهم الحجة الريسية لا الحجة الرسالية !!
والله إن ما يفسده الريس وأمثاله من المتعالمين الذين يذهبون للدعوة في الخارج أكثر مما يصلحون ، لأنهم باسم دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب يتكلمون ، ويدعون إلى مذاهب منحرفة باسم دعوة التوحيد وباسم علماء التوحيد
فيجب على من بيده أمر الدعوة في هذه البلاد المباركة أن يمنع هؤلاء من الذهاب للخارج لكي لا يشوهوا دعوة التوحيد
7- قال الريس : ( بل وبعض من يسمون دعاة من الحركيين الحزبيين يدعون إلى التقريب معهم ، ويحاولونجاهدين تسهيل الخلاف بينهم وبين أهل السنة ، وأنى لهم ذلك والرافضة مشركون في توحيدالربوبية فضلاً عن الألوهية ، والرافضة يكفرون الصحابة إلا نزراً قليلاً – أسأل الله أن يخيب بقوته مساعي دعاة التقريب معالرافضة - )
اللهم آمين .. لكن أنت يا عبدالعزيز الريس لا تكفر هؤلاء الروافض حتى مع كونهم يشركون في الألوهية وفي الربوبية ، ونحن لانشك أن من لم يكفر من هذه حاله من الروافض أنه واقع في الكفر ولا شك ،
قال ابن تيمية رحمه الله في صارمه المسلول وهو يتكلم عن حكم الرافضة الذين يسبون الصحابة :
(أما من اقترن بسبِّه دعوى: أن عليًّا إله، أو أنه كان هو النبي، وإنما غلط جبريل في الرسالة ، فهذا لاشك في كفره ، بل لاشك في كفر من توقف في تكفيره )
وأنت يا عبدالعزيز الريس تتوقف في تكفيره ، بل وتنسبه لكبار علمائنا ! كما في جوابك القبيح المسمى ( جوابي لبعض الفضلاء ....) بل أنت لا تتوقف فقط في تكفيرهم بل أنت تعتبرهم موحدين !
فاتق الله يا عبدالعزيز ، وأنقذ نفسك من هذه الكفريات القبيحة التي ولغت فيها من أجل الانتصار لقولك الباطل في الدفاع عن عباد القبور
واعلم أن ما تنسبه إلى بعض علماء التوحيد من عدم تكفير عوام الروافض ، وتظن أن كلامك مثل كلامهم كما فعلت مع فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ، فنقول لك :
من تعالمك أوتيت فإن من لم يكفر عوام الروافض لا يقصد بذلك من يشرك منهم في الألوهية فضلاً عمن يشرك منهم في الربوبية ولكن يقصد الروافض الذين رفضوا زيد بن علي وغلوا في سب وتكفير بعض الصحابة وبغضهم ، وهذا لاشك يختلف تماماً عن كفر وشرك من أشرك بعبادة الله أو ربوبيته
فاتق الله يا رجل ودع عنك التلاعب بالعقيدة ، ودع عنك الجرأة على علماء التوحيد فوالله إننا نخشى عليك النفاق والضلال المبين والعياذ بالله
لأننا نراك تنسب لهم من الأقوال الباطلة الشنيعة ما تعلم أنت علم اليقين أنهم لا يقولون بها ، بل تعلم أنهم يقولون بضدها ويضللون من قال بها ! والله الموعد
8- قال الريس : ( ومن الجماعات المخالفة لدعوة التوحيد والسنة خوارج العصر )
يا عبدالعزيز الريس : لماذا تجتهد في محاربة خوارج العصر ، وفي المقابل تجتهد في تلميع مرجئة العصر ، وتدافع عنهم ، وتحارب فتاوى العلماء فيهم ؟!!!!
إلى متى ستكيل بمكيالين دون أن تصرح بهواك الذي لا يخفى إلا على الجهلة الأغرار ؟! فخوارج العصر تتمسك بكل كلمة وكل فتوى من كبار العلماء وتجتهد في نشرها وتضخيمها ، بل وتبني عليها المحاضرات والمؤلفات ،
وفي المقابل : تحارب ما هو أوضح وأصرح منها من كلمات وفتاوى العلماء التي تتعلق بمرجئة العصر ؟!!!!
اتق الله يا هذا .. ودع عنك التلاعب بفتاوى العلماء وأقوالهم ، واستغلالها لمحاربة خصومك ، وأنت تعلم أنك على عقيدة ومنهج تختلف عن عقيدة ومنهج أولئك العلماء !
ثم يا عبدالعزيز الريس .. كيف نسبت هؤلاء إلى مذهب الخوارج مع أنهم لم تقم عليهم الحجة لأنهم لم يفهموها ولم تزل عنهم الشبهة ؟؟
فإن قلت - كما رددته في عدة مواضع - : أن التبديع لا يلزم فيه قيام الحجة ! قلنا هذا من جهلك وتعالمك ، لأن التكفير والتبديع والتفسيق من نفس الباب ، ولا بد فيها كلها من قيام الحجة ،
ولكن قيام الحجة عند أهل العلم يختلف عن قيامها عندك ، لأنك تشترط لقيام الحجة – في التكفير- أن يفهم الحجة وأن تزول عنه الشبهة !
وعندما أتيت إلى التبديع لم تستطع أن تشترط شروطك هذه لأنها لا تكاد تنطبق على مبتدع على وجه الأرض ، فكان الحل في ظنك الناشئ من تعالمك وجهلك أن تلغي مسألة قيام الحجة في التبديع لكي ترتع في تبديع عباد الله كما تشاء !!
والعجيب أنك دائماً تحتج بكلام ابن تيمية الذي تفهم منه ما يؤيد مذهبك الباطل ، وأما في هذه المسألة فلم تلتفت البتة لكلام ابن تيمية مع كثرة ما يردد أن التبديع والتفسيق والتكفير لا ينبغي انزالها على المعين إلا بعد قيام الحجة ،
فلماذا تركت كلام هذا الإمام في هذه المسألة ؟؟؟! إنه الهوى والتعالم
فاتق الله يا هذا .. ودع عنك الكتابة ( والعلم ) فلست منها ، وإن سودت وجهك بالمداد!
9- قال الريس : (الدعوة السلفية وأتباعها في ممباسا كغيرهم من إخواننا في شتى بقاع الأرض بحاجة إلىمساندة ومساعدة عبر طرق كثيرة ... )
من الملاحظ في الفترة الأخيرة أن الريس ( واخوانه المرجئة في السعودية ) يسعون جاهدين – بطريقة غير رسمية - لجمع التبرعات وإنشاء الأوقاف الدعوية من أجل دعم دعوتهم ومنهجهم المجلوب إلى بلادنا على حد تعبير الشيخ الفوزان
ومن أمثلة ذلك أنهم أرسلوا رسالة جوال جاء فيها : (انشر كتب التوحيد والسنة بين أهالي دولة تونس ، لعلك تهدي لخير أو ترد بدعة ( وخاصة بدعة التشيع الناشطة هناك ) أرسل (من الآن حتى 30 ربيع الثاني) على حساب الشيخ عبدالعزيز بن ريس الريس بالراجحي ..... )
والسؤال : من أذن لهم بذلك ؟؟ ولماذا لا يعتمدون على الجهات الرسمية ؟؟ ألا يثقون بولاة الأمر ؟؟
والسؤال الآخر : لماذا يجمعون أموالاً ؟؟ لماذا لم يجمعوا كغيرهم كتب وأشرطة ؟؟؟ هل المقصود جمع المال لدعم الحزب ؟؟؟ أم المقصود دعم مكتبة وتسجيلات البينة الناشر الرسمي لمنهج المرجئة ؟؟؟ أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟
والسؤال الثالث : هل سترسل كتب وأشرطة كبار العلماء أم كتب وأشرطة الريس والعتيق وغيرهم من المرجئة المتعالمين ؟؟؟ فقد رأيناهم ينشرون أشرطة وكتب الريس بالآلاف ، ولا يأبهون بنشر أشرطة كبار العلماء !! وكم من متبرع تبرع لهم لنشر العلم فنشروا تعالمهم وإرجاءهم بأموال المحسنين والله المستعان
10- قال الريس بعدما حث على دعم مركز التوحيد .. ( تقوية مركزهم الأصل مع قوته ليؤدي دوراً أكبرمن دوره الكبير الذي يؤديه الآن )
والسؤال الذي لن يستطيع الريس أن يجيب عليه هو : ما الدور الكبير لهذا المركز إذا كان هذا المركز وما فيه من دعاة وكتب وأشرطة ودعوة لم تقم بها الحجة على الذين يعبدون غير الله هناك ممن ينتسبون للإسلام ؟؟؟ وما فائدة هذا المركز إذا كان عباد القبور والموحدين كلهم مسلمين لا يجوز أن يكفر الموحدين هناك عابد القبر بعينه ولا أن يعادوه ولا أن يقاتلوه لو كان لهم قوة ودولة ؟!!!!
إلا إذا كان سيقتصر دور هذا المركز على دعوة الناس إلى النطق بالشهادتين فقط دون أن يكفروا بما يعبد من دون الله لكي يحكم لهم بالإسلام بل والتوحيد على دين المرجئة الذي يتبناه داعية التوحيد وشيخه !!
ولعل بعض السذج ممن لا يعرف حقيقة عقيدة الريس الإرجائية سيقول : بل قامت الحجة هناك على المشركين بهذا المركز وما فيه من دعاة وكتب وأشرطة ودعوة ، والريس لم يقل أن الحجة لم تقم على المشركين هناك بل هذا من تقولك عليه وبغيك وظلمك له ! فأقول :
أتمنى والله أن يصرح الريس بذلك ، وأن يقوله عن عقيدة وإيمان ، لأنني سأفرح بأن يترك الريس بدعته ويعود لعقيدة السلف ولكن وحتى لا أتهم بالبغي عليه أقول :
أولاً / لن يصرح الريس بخلاف عقيدته الإرجائية فهو من أشد المتعصبين لها ، ومن أشد المستكبرين عن سماع نصح الناصحين حتى من كبار العلماء كما فعل مع الشيخ العلامة صالح الفوزان
ثانياً / لقد ناقشنا الريس في كفر عباد القبور الموجودين في الدول العربية المجاورة ، فرفض أن يكفرهم حتى تقوم عليهم الحجة !!!
فإذا كان العرب الذين يقرأون القرآن بالقراءات السبع ، ويقرأون كتب السنة ، ويوجد بين أظهرهم مراكز وجماعات من أهل التوحيد ، بل وكثير منهم يأتون كثيراً لدولة التوحيد لزيارة الحرمين الشريفين ، ويعرفون أن أهل هذه الدولة يكفرونهم ، ويعرفون أنهم يسمونهم مشركين ، ومع ذلك يدافع عنهم الريس وينافح ويعتبرهم موحدين لأنهم ينطقون الشهادتين ولم يفهموا ويقتنعوا أن عملهم شرك !!! فكيف بالعجم في تلك الدول النائية والجزر البعيدة ؟؟!!!
لو قال الريس بقيام الحجة على المشركين في ممباسا لسقط مذهبه الإرجائي في مسألة العذر بالجهل ، ولوجب عليه أن يصرح بتكفير عباد القبور في كل مكان لأنه لا تكاد توجد دولة إلا وفيها مركز ودعوة ونشاط لأهل التوحيد ولله الحمد
فيا عبدالعزيز الريس أفق لنفسك واترك طريق الغواية ، فالحجة قائمة ولله الحمد على الناس أجمعين في أصل التوحيد وعبادة رب العالمين ، وستظل الحجة قائمة إلى أن يرفع الله القرآن الكريم من الأرض
أفق يا عبدالعزيز الريس ولا تطعن في دين الله .. وفي رحمة الله ، فالله عز وجل لم يكن ليختم الرسالات ثم يترك الناس هملاً بلا حجة ولا بينة تدلهم على توحيده ووجوب إفراده وحده بالعبادة
11- قال الريس : ( وقد منّ الله عليّ وعلى أخي الشيخ حمد العتيق بالتجوال في كثير من مساجدممباساوإلقاء الكلماتبعد كل صلاة ، وكانت الكلمات في التوحيد )
ونحن نتساءل : ما هو هذا التوحيد الذي تقصده : أهو توحيد المرسلين الذي هو العروة الوثقى : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) أم توحيد المرجئة الذي يكفي فيه مجرد النطق بالشهادتين بلا شروط ولا قيود لأن شروط لا إله إلا الله تلزم فقط للنجاة في الآخرة أما في الدنيا فيكفي مجرد النطق بها كما نص عليه الريس في قواعد ومسائل في توحيد الإلهية ؟؟؟ وشتان بين التوحيدين !
يا عبدالعزيز الريس هل علّمت أهل التوحيد هناك أن يتبرأوا من المشركين عباد القبور كما تبرأ إبراهيم عليه الصلاة والسلام من قومه المشركين ، أم علّمتهم العذر بالجهل ، وقلت لهم أن عباد القبور هؤلاء موحدين لا يجوز- عندك - تكفيرهم حتى يقتنعوا بأن فعلهم شرك وتزول عنهم جميع الشبهات !! وهيهات
هل حذرتهم من الصلاة خلفهم ، ومن مناكحتهم ، ومن أكل ذبائحهم ، ومن الاستغفار لمن مات منهم على شركه ، أم رخصت لهم في ذلك لأنك تعذرهم بالجهل وتعتبرهم موحدين ؟!
12- قال الريس : ( ويسر الله إلقاء كلمة في مسجد من مساجد الصوفية ، وتم بيان تفاصيل الشرك وتفاصيلالبدع ، كالاحتفال بالمولد والدعاء الجماعي أدبار الصلوات ، فلم يكن منهم إلا التجاوبوالسرور مع أنهم ممن يفعلون هذه الفعال ، ويعود التجاوب إلى أمور من أهمها – واللهأعلم – أن للعرب لا سيما أبناء الجزيرة ، ولاسيما السعوديين موقعاَ كبيراً في نفوسهم ؛لأنهم – كما يقولون – أحفاد الصحابة )
لا أدري ماذا يقصد الريس بالتجاوب ؟؟ هل يقصد أنهم تبرأوا من أفعالهم الشركية وبدعهم التصوفية وأصبحوا موحدين على محض السنة ؟!! أم أنهم ضحكوا له .. ثم ضحكوا عليه وبقوا كما كانوا يمارسون طقوس الشرك وبدع الضلال ؟؟!
ثم إني لا أدري هل تعامل معهم الريس كما يتعامل مع الموحدين - لأنه يعتبرهم موحدين لجهلهم - أم كما يتعامل مع المشركين ؟؟ وهل استجاب لدعوتهم حين دعوه لتناول الطعام معهم ؟؟ وهل أجاز لنفسه أكل ذبائحهم أم لا ؟؟؟
ثم لا أدري هل الصوفية هؤلاء وغيرهم يتجاوبون مع ( أحفاد الصحابة ) متبعين نصحهم وتوجيههم بترك الشرك أم أنهم يريدون فقط التبرك بهم وبمجالستهم ؟؟!!!
يا عبدالعزيز الريس لو صرحت لهم بأنهم مشركون خارجون عن دين الله لرأيت كيف يواجهونك ويخرجونك من مساجدهم بل ومن بلادهم ، فقد أخرج دعاة التوحيد من الأنبياء ومن تبعهم من ديارهم وأوذوا بسبب دعوة التوحيد ، أما دعوة التمييع الإرجائية التي تمارسها مع عباد القبور فهي لا تؤثر في المدعوين ولن تواجه منهم إلا بالتجاوب والترحيب ! فتأمل الفرق بين دعوتك ودعوة الأنبياء لعلك أن تتدارك نفسك قبل فوات الأوان
يتبع
وكتبه / عبدالله السبيّع الملقب بـــــــ ( فتى سبيّع )
.