عتبر بعض المواطنين العرب مقتل العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي رسالة واضحة للحكام العرب الذين يمعنون في قمع شعوبهم، أو الذين يتحدون المطالب الشعبية لإجراء إصلاحات سياسية ويستميتون للبقاء في السلطة رغما عن إرادة شعوبهم، في حين أن البعض الآخر شكك في ذلك.
وكانت القنوات العربية بثت صور جثة القذافي الذي قتل أمس في مدينة سرت بعد أن توارى عن الأنظار منذ شهر، عندما دخل الثوار العاصمة طرابلس في الثلث الأخير من أغسطس/آب.
رسالة
يقول محمد البلتاجي العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين في مصر إن ما جرى للقذافي هو مصير زعيم دمر حياة أبناء شعبه لعقود، وفتح النار عليهم على مدى أشهر فسقط بسبب ذلك الآلاف.
وأضاف أن هذا المصير يجب أن يكون درسا للرئيسين السوري بشار الأسد واليمني علي عبد الله صالح اللذين يستخدمان القوة ضد شعبيهما منذ أشهر.
وتعبيرا عن مشاعر السخط إزاء ما ارتكبه القذافي بحق شعبه من قتل وتدمير، قالت نانسي القصاب المنتجة في التلفزيون المصري إن "جهنم تنتظر القذافي لأن ما فعله بشعبه كان فظيعا".
أما المصرية علياء عسقلاني (27 عاما) -التي تعمل مديرة تسويق- فرجحت أن يكون مصير القذافي مصدر قلق للحكام العرب الذين وصفتهم بالمستبدين مثل "صالح والأسد"، ويدفع الحكام العرب الآخرين إلى الاهتمام بشعوبهم، حسب تعبيرها.
وفي الأردن، دعا المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى ليبيا ووزير الخارجية الأردني الأسبق عبد الإله الخطيب، ما وصفها بالأنظمة القريبة الشبه بالنظام الليبي في المنطقة إلى "الإنصات" لأصوات شعوبهم، مشيرا إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية.
وفي سوريا التي تشهد احتجاجات ضد النظام منذ أشهر، قال ناشطون إن الناس خرجوا رافعين لافتات تشيد بمقتل "جرذ ليبيا"، وتقول إن الأسد هو التالي.
تشكيك
غير أن بعض العرب شكك في أن يحمل مصير القذافي أي أثر على الحكام الآخرين في مناطق أخرى مثل اليمن، حيث تراجع صالح ثلاث مرات عن التوقيع على مبادرة خليجية تنص على تسليمه للسلطة.
وقد أعرب رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري عن أمله في أن يكون مقتل القذافي "درسا للزعماء الذين اتخذوا القمع وسيلة للهيمنة على شعوبهم".
وقال إن أي مواطن عربي تابع ما جرى في ليبيا لا يملك إلا أن يفكر في "الحركة الثورية الشعبية" التي تجري في سوريا.
واستبعد اليمني عمران أحمد المقيم في القاهرة أن يحدث لصالح ما حدث للقذافي بسبب الانقسامات الكثيرة في اليمن.
ويرى عماد جاد من مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن مقتل القذافي قد يشجع المجتمع الدولي على أن يكون أكثر "إيجابية" في المستقبل.
ورجح أن يؤدي هذا الحدث إلى مزيد من الضغوط الدولية من أجل حل الأزمة في كل من سوريا واليمن، مشيرا إلى أن مقتل القذافي يعني أن مقاومة الإصلاح تؤدي إلى تصعيد المطالب من الإصلاح إلى إسقاط النظام.
ووصف أحمد منصور عامل البناء في القاهرة مقتل القذافي بأنه "مصير كل ظالم"، وأضاف أن الرسالة هي "أن حكم الشعوب ليس بالقوة".
المصدر: رويترز
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]