لماذا يرفض بشار الأسد إعطاء "أوامر خطية" لقواته؟مفكرة الاسلام: حمل عميد منشق عن كتائب النظام السوري، بشار الأسد المسئولية الكاملة عن كل ما تقوم به العصابات المسلحة من قتل وإرهاب وجرائم بحق الشعب السوري، وكشف عن سر إقالة وزير الدافع السابق.
وأوضح العميد الذي اتخذ لنفسه اسما مستعارا وهو "محمد محمود" في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط أن كل الأوامر العسكرية تأتي من القائد العام وهو رئيس الدولة, وهو المسئول الأول.
وأكد محمود أن بشار الأسد "لا يعطي أوامر خطية بل تأتي شفاهية, كي لا يترك أي وثيقة تدينه"، مشيرا إلى أن هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع الأسد لإقالة وزير الدفاع السابق علي حبيب؛ لأنه طلب أوامر خطية، وأنه سمع زملاءه يتحدثون بشكل سري وكانوا يتكلمون عنه ببشاعة, وقالوا إنه كان يريد أوامر خطية.
وأوضح محمود أن زيادة العنف الداخلي شيء لا يطاق، لم يعد يحتمل, وأن مجرد وجودهم في القوات المسلحة من دون مشاركة في القتل، هي جريمة والواجب الأخلاقي والديني يحتم عليهم الانشقاق، مؤكدا أن المزيد من الانشقاقات ستحدث قريبا وأن هناك شرفاء كثيرين داخل الجيش غير قابلين بما يحدث، لأن الجنود يعيشون حالة نفسية سيئة جدا حيث تدربوا لملاقاة عدو، ولكنهم يقاتلون أهلهم، وقال "كنا نتدرب لأجل العدو الإسرائيلي لكن ملاقاة الأهل أمر لا يطاق".
وأشار إلى أن من بقوا في الجيش بقوا فقط لأنه لا فرصة لديهم للهروب, مشيرا إلى مجموعة الضباط الكبار الذين انشقوا في اليومين الماضيين كانوا من الإداريين، وهم يتمتعون بهامش من الحرية، أما الميدانيون فظروفهم أصعب بكثير وحرياتهم محدودة جدا، ولا يستطيعون مشاهدة التلفاز إلا القنوات الرسمية، ويعاقب إذا شاهد غيرها، ولا يمنحهم أي فرصة للتواصل مع الآخرين، وعندما يذهبون لزيارة عائلاتهم فمسموح بيوم واحد أو سهرة.
وأكد أن الانشقاق الجماعي للوحدات صعب جدا، وقال "صعب جدا الانشقاق كوحدات, وحتى الانشقاق الفردي يتطلب ترتيبا سريا جدا وفرديا، فما بالك بالجماعي؟ إذا لم يكن توافق كامل فمن الممكن أن نتعرض لقصف طيراني أو بالصواريخ"، وأضاف "حصل انشقاق جماعي بباب دريب بحمص, وهرب الطاقم المكون من 9 جنود بعربة معا فتم قصفهم.. والكثير من هذه العمليات وقع لكنها بقيت في نطاق السرية".
وأكد أن النظام يقتل الجنود الذين يرفضون إطلاق النار على الشعب وقد عاد جنود كثيرون إلى أهليهم مقتولين, وقال "ومن ذلك شاب كنت أعرفه اتصل بوالدته قبل مقتله بساعة وأخبرها بأنهم سيرسلونه لبابا عمرو وسلموه قناصة، وأكد أنه لن يقتل أحدا أبدا, واستمعوا لمكالمته وأعادوا جثته لأمه بعد ثلاثة أيام".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]