واشنطن 'متفائلة' به وعلى اتصال دائم معه.. وبدأ صعوده 'امبراطورا للسلع المعمرة'
ترشيح الشاطر يختبر 'الاخوان' ويقوي فرص فوز عمرو موسى بالفوز بالرئاسة2012-04-02
لندن 'القدس العربي' ـ من خالد الشامي: مازالت توابع 'الزلزال السياسي' الذي احدثه 'الاخوان' باعلانهم المشاركة في الانتخابات الرئاسية تعصف بالمشهد المصري، الذي عرف تحولا نوعيا باصطفاف مختلف القوى السياسية في مواجهة الجماعة بسبب مخالفتها لتعهدها بعدم تقديم مرشح رئاسي.
وتنوعت ردود الفعل الدولية تجاه قرار الجماعة، اذ اعربت مصادر بريطانية لـ'القدس العربي' عن اعتقادها ان القضية تخص الشعب المصري الذي يملك الحق وحده في اختيار من يحكمه، فيما نقل موقع صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية امس أن مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية اشترطوا عدم ذكر اسمائهم، غير منزعجين من تراجع جماعة الأخوان عن وعدها بعدم تقديم مرشح للرئاسة، بل إنهم شعروا بالتفاؤل.
وأشارت الصحيفة إلى أن مرشح الأخوان خيرت الشاطر التقى تقريبا بكافة المسؤولين الأمريكيين الكبار بوزارة الخارجية وأعضاء الكونغرس الذين زاروا مصر وإنه على اتصال مستمر مع السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون وأن المسؤولين الأمريكيين أشادوا باعتداله وذكائه وفعاليته.
واشارت الصحيفة الى تفضيل الغرب التعامل مع 'براغماتية الأخوان التي تركز على علاقات مستقرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل واقتصاد السوق الحرة'.
وأشارت إلى أن أبو اسماعيل يشكل تحديا لوضع الأخوان باعتبارهم الصوت الرئيسي للسياسات الإسلامية في مصر ويهدد بتقويض حملتهم لتهدئة المخاوف الغربية من الإسلام السياسي .
ومن الملاحظ ان الشاطر لم يظهر في وسائل الاعلام منذ الاعلان عن ترشحه، وهو ما يتفق مع ما يقوله عنه انصاره من انه لا يحب الظهور الاعلامي، وكذلك ما يقوله عنه منتقدوه من 'انه لايظهر الا مع الاعلاميين الذين يتبناهم'، حيث انه تولى الملف الاعلامي في الاخوان ويشرف على اصدارات الجماعة وقناتها الفضائية.
وتركزت الانتقادات التي تواجه 'الاخوان' في ما يمكن تسميته بـ'محنة الشاطر' في النقاط التالية.
ان قيادات الجماعة وقعت فريسة لاستعلاء الحكم وشهوته، وفقدت مصداقيتها بعد ان خالفت سلسلة من التعهدات العلنية، منها المنافسة على نصف مقاعد البرلمان فقط، بل انهم خدعوا الناخبين بدخول انتخابات البرلمان على اساس تعهد رسمي بعدم خوض الانتخابات الرئاسية، ما ساعدهم على الفوز باكثر من اربعين بالمئة، كما خرقوا تعهدهم بالفصل التام بين الجماعة وحزب الحرية والعدالة، وهو ما لم يحدث، اذ اتضح ان مكتب الارشاد غير المنتخب من الشعب اصبح هو من يدير البرلمان بغطاء حزبي او بدون غطاء احيانا.
ان وعود الجماعة وعلى رأسها الالتزام بمدنية الدولة اصبحت محل شكوك واسعة، بعد ان اتضحت نيتها الحقيقية في الاستحواذ على كافة مراكز السلطة ما يبعث صيغة 'الحزب الواحد' التي عانت مصر منها خلال العقود الماضية، كما يثير مخاوف من عودة 'زواج المال بالسلطة'، حيث ان الشاطر رجل اعمال واسع الثراء، وتتشعب مصالحه بشكل يصعب فصلها تماما عن مصالح الدولة.
ان ترشيح الشاطر يقلص فرص فوز عبد المنعم ابو الفتوح وحازم صلاح ابو اسماعيل بشكل دراماتيكي ما يمهد الطريق امام عمرو موسى الذي هو المرشح الحقيقي للمجلس العسكري، وليس شفيق او عمر سليمان كما يظن البعض. وبهذا يضمن العسكر مزيدا من الاحتواء للثورة ناهيك عن خروج آمن من الحكم.
اما المدافعون عن جماعة 'الاخوان' فيرون ان من حقها تغيير مواقفها تبعا للمعطيات السياسية، وانها مازالت محكومة بالهواجس الامنية التي تثير قلقها من العودة الى لقب 'المحظورة' في حال تولي رئيس مدني، بينما مازال قادة حزبها عاجزين عن تشكيل الحكومة، ويواجهون عقبات واسعة بشأن الهيمنة على كتابة الدستور.
ولكن ما سر قوة خيرت الشاطر الذي من اجله قررت الجماعة الدخول في هذه المحنة، والتي جعلته يحسم الخلاف على اسم المرشد وبعض اعضاء مكتب الارشاد من داخل السجن كما يقول منتقدوه.
حسب مصدر اخواني فضل عدم ذكر اسمه فان الاجابة تكمن في غموض الترتيبات المالية للجماعة رغم انها تمارس السياسة علنا وملزمة قانونا بفتح ملفاتها للجهاز المركزي للمحاسبات.
وحسب المصدر نفسه، فان انطلاقة الشاطر في دنيا المال والأعمال كانت بدخوله بوابة السلع المعمرة للنقابات وحصوله على حق تنظيمها من الاسكندرية حتى أسوان بفضل صديقه القديم القيادي الاخواني الحاج حسن مالك الذي كان يملك خبرة التجارة وسمعة قوية في السوق'.
واضاف المصدر 'مكنت سيطرة الشاطرعلى معارض السلع المعمرة من عمل شبكة علاقات واسعة مع كبار التجار في مصر الذين كانوا يتوددون إليه لتنزيل بعض الأصناف الراكدة لديهم في هذه المعارض، ما جعله 'امبراطورا للسلع المعمرة في مصر، وحقق الشاطر أرباحا طائلة عبر شركة سلسبيل، كما حقق نجاحات متفرقة في التجارة مع شريكه حسن مالك في مصانع ومحلات سرار التركية والمستقبل للموبيليا'.
ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وحسب الدكتور كمال الهلباوي القيادي السابق في الجماعة، فان الضغط على الاعضاء كان وراء صدور قرار ترشيح الشاطر، حتى وصلوا الى الاغلبية البسيطة التي حصل عيها.
واضاف الهلباوي في تصريحات لـ'القدس العربي' من القاهرة ان القرار يعبر عن انقسام وتخبط داخل الجماعة، داعيا الاخوان الى احترام من يخالفونهم الرأي وان كانوا من غير صفوفهم.
واستبعد ان يؤثر ترشح الشاطر سلبا على حظوظ الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، مرجحا ان يتزايد الدعم لابو الفتوح من داخل الجماعة وخارجها نتيجة للقرار.
وكان الهلباوي استقال من الجماعة احتجاجا على قرار ترشيح الشاطر، ورد قياديون في الجماعة بالقول انه لم يكن عضوا فيها.
وحسب المثل المصري فان 'الشاطر ليس من يترشح للرئاسة في اخر دقيقة، ولكنه 'من يضحك في الاخر'، ويخشى البعض ان عمرو موسى بدأ يقهقه من الان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]