عميل عراقي لـ " سي أي أيه": لقد ضخمت واشنطن " أكاذيبي" لتحتل العراق!
كشف عميل للمخابرات الأميركية وهو مهندس كيميائي منشق عن الزعيم العراقي السابق صدام حسين عن تضخيم الولايات المتحدة لأكاذيبه بشأن البرنامج النووي العراقي، وأن المعلومات التي ذكرها لم تكن صحيحة.
وذكرت صحيفة "إندبندنت أون صنداي" البريطانية اليوم الأحد أن المهندس الكيميائي "رافد أحمد علوان الجنابي"، سيظهر للمرة الأولى في مقابلة تلفزيونية مع القناة الثانية التابعة لـ"بي بي سي" غدا الاثنين، في برنامج وثائقي اسمه "جواسيس عصريون"، ليكشف عن ما حدث في حرب العراق والخدعة التي غيرت مجرى التاريخ واستخدمت لتبرير الحرب على العراق.
وقال الجنابي في البرنامج الوثائقي إن هدفه الأول كان إسقاط صدام حسين، مبررا ذلك بأن استمراره في السلطة كان يعني معاناة المزيد من أبناء الشعب العراقي من اضطهاده، مؤكدا أن الادعاءات التي ساقها بشأن أسلحة الدمار الشامل لم تكن صحيحة، وأن غزو العراق استند إلى أكاذيب.
واتهم الجنابي الذي زعم أنه كان يشرف على بناء مختبر بيولوجي جوال في العراق حين طلب اللجوء السياسي في ألمانيا عام 1999، أن المسئولون الأمريكيين قاموا بتضخيم خطورته.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال لورانس ويلكرسون، رئيس موظفي وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول، اعترف بقيام مسئولين أمريكيين، بتلفيق ادعاءات الجنابي بشأن مختبرات الأسلحة البيولوجية المتنقلة لجعلها مقبولة أكثر، ونسبت إليه أنه طلب من فريق البيت الأبيض العمل على ادعاءات الجنابي وتحويلها إلى معلومات استخبارية تناسب توجه السياسة العامة.
ونقلت عنه قوله "لا أرى بأي وسيلة على هذه الأرض إلا أن وزير الخارجية (وقتها) باول شعر بحالة من الغضب العارم بشأن الطريقة التي استخدم بها الجنابي فيما يخص المعلومات الاستخبارية بشأن أسلحة العراق للدمار الشامل".
وأشار إلى أن الجنابي المعروف حركيا باسم كيرفبول كان قد اعترف بأنه كذب، وقال لصحيفة الجارديان إنه "لفق حكاية شاحنات الأسلحة البيولوجية المتنقلة والمصانع السرية في محاولة لإسقاط نظام صدام حسين"، وأضاف "ربما كنت محقا وربما كنت مخطئا، فقد منحوني (يعني مستخدميه) هذه الفرصة وكانت أمامي فرصة تلفيق شيء ما لإسقاط النظام، وأنا وأبنائي سعداء بذلك، ونحن فخورون بأننا كنا سببا في منح العراق هامشا من الديمقراطية".
جدير بالذكر أن القوات الأمريكية وقوات التحالف كانت قد احتلت العراق في عام 2003،و واتخذت من هذه المعلومات وغيرها مبررا للهجوم على العراق، وقد استمر احتلال العراق تسع سنوت أودت بحياة أكثر من مئات الآلاف من العراقيين، وكلفت مئات المليارات من الجنيهات، ولسوف يبقى العراقيون يعانون من آثار هذا الاحتلال عقودا طويلة، وهذا هو التقدم الذي تدعو إليه الولايات المتحدة.
القوة الثالثة 01-04-2012م