بيروت ـ 'القدس العربي'
توفي الصحافي والسياسي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني الملقب بـ'عملاق الصحافة العربية' الجمعة عن 86 عاما، بعد اكثر من ستين عاما من العطاء الفكري والسياسي والنضال من اجل الحريات.
وتحت عنوان 'رحل.. فجر النهار'، اعلنت صحيفة 'النهار' التي تملكها عائلة غسان تويني على صفحتها الاولى الجمعة، رحيل 'عملاق الصحافة اللبنانية والعربية وعميد النهار ومعلم اجيالها المتعاقبة منذ تولى مبكرا مسؤولياته فيها وباني مجدها وصانع الق الكلمة والفكر النائب والوزير والسفير والدبلوماسي وصانع الرؤساء والعهود والسياسات في زمن مجد لبنان ومجد الرجال'، فيما كتبت حفيدته رئيسة مجلس إدارة الصحيفة نايلة تويني 'هكذا قبل صياح الديك، رحلت'، مضيفة 'لن ارثيك اليوم ولن ابكيك. لا عبارات لدي تفيك بعض حقك. امامك وانت سيد القلم، تسقط الحروف وتعجز الكلمات'.
واعلنت الصحيفة ان مراسم دفن تويني ستقام السبت عند الساعة الثانية عشرة (9.00 تغ) في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت. ومنذ الجمعة توافدت الشخصيات والوفود الى كنيسة مار نقولا للروم الارثوذكس في الاشرفية لتقديم التعازي.
وتقدم هذه الشخصيات رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد تقديمه التعازي 'سيلتقي غسان تويني من افتقدهم في حياته وأحبهم، اما نحن فسنفتقده دائما لأننا كنا نحبه وانا احد هؤلاء. اعتقد ان ما تركه غسان تويني هو خالد، اعني بذلك صحيفة النهار'.
وزار مجلس العزاء الجمعة السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، وفور دخوله انسحبت من المجلس حفيدة غسان التويني النائبة نايلة تويني وشقيقتها ميشيل ابنتا جبران التويني. كما انسحب مروان حمادة، حيث رفض الثلاثة استقبال السفير، وذكر موقع صحيفة 'النهار' على تويتر ان حمادة قال للسفير السوري 'انت غير مرغوب فيك'.
ومن جهته قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان ان 'لبنان خسر بغياب غسان تويني علما من أعلامه ورمزا وطنيا اصيلا'.
واشار ميقاتي الى ان 'الراحل كان مثالا في الوطنية الصادقة، دافع عن لبنان في كل المحافل العالمية بدبلوماسية لا تهادن على الثوابت الوطنية' و'نادى بوحدة لبنان وشعبه ودافع بقوة عن صيغة عيشه المميزة وكان صاحب الاراء السديدة التي تجمع ولا تفرق'.
وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ابرز اركان المعارضة، في بيان ان 'لبنان من دون غسان تويني يخسر اشعاعا فكريا وثقافيا مميزا طالما تباهى به اللبنانيون حتى أصبح مثالا يحتذى في حرية التعبير والانفتاح والدفاع عن الديموقراطية والاستقلال والسيادة'.
واضاف'عزاؤنا الوحيد في غياب غسان تويني ان الحرية لن تموت وان النهار (...) مستمرة'.