أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية، سعيد جليلي، اليوم الخميس، أن إيران أكدت حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم أثناء محادثاتها مع القوى العالمية في بغداد بشأن برنامجها النووي.
وقال جليلي، في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون بعد انتهاء المحادثات، إنه من بين الجوانب الرئيسية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ضرورة امتلاك دورة الوقود النووي والتخصيب. وقد أكدنا على أن هذا حق للأمة الإيرانية لا يمكن إنكاره، وخاصة حق تخصيب اليورانيوم"، نقلا عن وكالة "رويترز".
وفي وقت سابق، أكد مسؤول إيراني، اليوم الخميس، أنه لن تكون هناك جولة مفاوضات جديدة بين إيران والدول الكبرى الست، بعد محادثات بغداد المستمرة منذ أمس الأربعاء، وذلك في حال عدم وصول الطرفين إلى اتفاق.
وكانت إيران دعت الدول الست الكبرى مساء الأربعاء إلى "مراجعة" عرضها للسماح بإجراء جولة تفاوض جديدة في ختام يوم من المفاوضات في العاصمة العراقية، بهدف إيجاد حل للأزمة النووية الإيرانية.
وبحسب "فرانس برس"، قال مسؤول في الوفد الإيراني، رافضاً الكشف عن هويته، إن على "الطرف الآخر القبول بمراجعة عرضه"، مضيفاً أن "نقاط التفاهم ليست كافية بعد لمواصلة المفاوضات" بعد جولة مفاوضات بغداد التي تنتهي الخميس.
وأوضح أنه "يجب التوصل إلى نقاط مشتركة، وإلى أسس مشتركة في بغداد حتى نتوصل إلى اتفاق في مرحلة ما بعد بغداد، وإلا فماذا سنناقش لاحقا. يجب أن تكون هناك نقاط مشتركة كافية".
واستأنفت إيران ودول مجموعة 5+1 صباح اليوم الخميس محادثاتها، سعياً للتوصل إلى اتفاق يسمح بتسوية أزمة الملف النووي الإيراني المثير للجدل.
وعقدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون اجتماعاً ثنائياً لمدة نصف ساعة مع كبير المفاوضين الإيرانيين جليلي، قبل أن يبدأ اجتماع موسع يضم الوفود جميعها.
وأوضح المسؤول الإيراني أن أشتون لم تقل شيئا جديدا صباح اليوم, في إشارة إلى اجتماعها مع جليلي، الذي تلى محادثات مماثلة بينهما مساء الأربعاء استمرت حوالى ثلاث ساعات ووصفها دبلوماسي إيراني بأنها "جدية".
وعرضت مجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) أمس الأربعاء على إيران مجموعة اقتراحات "مثيرة للاهتمام" كما وصفها المتحدث باسم أشتون، تنص بشكل أساسي على تعليق إيران عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وهي مسألة باتت محورية لحل الأزمة، وفق ما أوردت وسائل الإعلام.
وفي المقابل، قدمت إيران التي تتطلع إلى رفع العقوبات المفروضة عليها، خصوصا في مجال النفط، اقتراحات مضادة من خمس نقاط.
وقال المسؤول الإيراني اليوم إن اقتراحات بلاده مبنية على معاهدة حظر الانتشار النووي ومبدأ الخطوة تلو الأخرى والتبادلية، الذي تمت الموافقة عليه في اسطنبول، في إشارة إلى المحادثات التي جرت في أبريل/نيسان وكانت الأولى من نوعها منذ 15 شهراً.
وذكر المسؤول أن "الطرف الآخر يدرك موقف إيران من عرضه، لكننا لم نتلق بعد ردا على مقترحاتنا"، مضيفاً "يبدو أن مستوى الوفود التي تمثل مجموعة 5+1 أضعف من أن تتخذ قرارات ضرورية".
وشدد على أن موقف الولايات المتحدة التي تؤدي دوراً أساسياً في المفاوضات "ليس واضحاً في عدة نقاط وموقفها هذا يمثل تراجعاً عما كان عليه في اسطنبول".
وختم بالقول "لم نناقش بعد مسألة تحديد تاريخ ومكان جولة المفاوضات التي ستلي جولة بغداد لأننا لم نبلغ هذه المرحلة خلال المحادثات".
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أعلن خلال زيارة لطهران الاثنين أن الوكالة وإيران ستوقعان قريباً "اتفاقاً" يهدف إلى تبديد الغموض حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني.