يعتقد كثير من المتابعين أنه يمكن اختصار مصر الحالية في مشهدين، أو بالأحرى في عائلتين، الأولى للمخلوع حسني مبارك وهي تحاول وتستميت طلبا للعفو والفرار من المحاسبة، والعائلة الثانية، هي عائلة الرئيس الجديد، الزاهد أفرادها في السلطة، سواء تعلق الأمر بزوجة محمد مرسي أو أبنائه!
وصول مرسي الإخواني لسدة السلطة، أيقظ مجددا مخاوف سوزان ثابت زوجة المخلوع في فتح الملفات المغلقة مرة أخرى، فسارعت لمطالبة خليفة زوجها أن يوافق على الإفراج الصحي عن مبارك والسماح لأسرتها بالسفر إلى ألمانيا، لعلاج الدكتاتور السابق في مستشفى هايدلبرج التخصصي بعد ترحيب المستشفى بعلاجه.
ونقلت صحف مصرية أمس، عن مصدر مقرب من عائلة مبارك موافقة هذا الأخير بمستشفى المعادي العسكري، حيث يحتضر، على قيام سوزان وشخصيات قانونية بكتابة الرسالة للسماح لأسرتها بمغادرة مصر دون أية ممتلكات، وكشفت جريدة "روز اليوسف" أن رسالة سوزان جاءت في 10 صفحات بدأتها بدعاء نبوي شريف عن الإمام البخاري هو "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني"، وتضمنت الرسالة الآية 22 من سورة النور: "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم"...بعض المصريين علق ساخرا:" سبحان مغيّر الأحوال، ماما سوزان تحوّلت إلى شيخة!
وفيما تترقب عائلة مبارك بقلق بالغ موقف الرئيس الجديد، فإن مقربين منه لا يتوّقعون موافقته على طلب سوزان، ليس لأنه يريد الانتقام بسبب سجنه مرات عديدة في زمن مبارك، ولكن لأنه تعهد للشعب بإعادة محاكمة مبارك ورموزه مجددا، والعديد من عائلات الثوار تنتظر تنفيذ هذا الوعد خلال الـ100 يوم الأولى من حكم مرسي.
وإذا كان هذا هو حال العائلة الأولى سابقا، فإن حال الجديدة يختلف تماما، حيث ذكرت آخر التقارير المنشورة عن عائلة الرئيس الجديد، أن نجله الأكبر أحمد، والذي يعمل طبيبًا منذ عامين في محافظة الإحساء بالسعودية أنه مستمر في ممارسة مهنته، رغم فوز والده بكرسي الرئاسة، ووصف الفوز بأنه طبيعي ومن فضل الله وحب الجميع لوالده.
وقال الدكتور أحمد محمد مرسي، في تصريحات نشرتها صحيفة "الحياة اللندنية" في عددها الصادر أمس، من مقر عمله بقسم المسالك البولية والجراحة العامة في مستشفى المانع الأهلي في الإحساء: "فور إعلان النتائج اتصلت بوالدي وهنأته بالفوز، وإنني أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولن يؤثر فوز والدي في حياتي، فأنا مستمر في ممارسة مهنة الطب".
وطلب الدكتور أحمد: "أن يمد الله والده بالعون، وأن يكون خير ممثل للشعب المصري، وأن يوفقه لما فيه خير الوطن والشعب المصري"، وأشار مرسي الابن إلى أنه عاش وقتاً حرجاً خلال فترتي السباق الرئاسي، وإعلان النتائج، بسبب المكالمات التي انهالت عليه للتهنئة، مشيراً إلى "توجيهات منعته من التحدث إلى أي شخص".
يذكر أن الدكتور محمد مرسي وزوجته نجلاء لديهما خمسة أبناء، أكبرهم أحمد، إضافة إلى الشيماء، وهي متزوجة، وحاصلة على بكالوريوس العلوم من جامعة الزقازيق، وأسامة، وهو يحمل ليسانس حقوق، وعمر حاصل على بكالوريوس تجارة، وعبد الله طالب في الثانوية العامة. ورزق الرئيس مرسي بثلاثة أحفاد. والسيدة نجلاء محمود، زوجة مرسي هي ابنة خاله أيضا، عمرها 50 سنة، وقد تزوجا قبل 33 سنة، علما أن نجلاء انضمت لجماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، حيث التقت بزوجها.