بشكل واضح قررت طهران أن تحمي مفاعلها النووي من خط دفاع أول يبدأ من العاصمة السورية!
مسرح أحداث المواجهة مع الغرب اختارته إيران ليس على أراضيها ولكن على مساحة جغرافية من سوريا إلى لبنان، مستخدمة في ذلك تحالفا بين جيش سوريا النظامي وكتائب شبيحة النظام ينضم إليهم كتائب من حزب الله مدعومين بوحدات مسلحة من الحرس الثوري الإيراني، وفي رأيي أنه يجب أن يعدل اسمه من الحرس الثوري إلى الحرس النووي! ولم يعد سرا وجود قادة إدارة معارك من الحرس الثوري ومقاتلين إيرانيين مدعومين برجال من حزب الله اللبناني على الأراضي السورية منذ عدة أشهر. الجديد في هذا الملف أن اللواء محمد علي الجعفري القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني، أعلن شخصيا ولأول مرة أن «عددا من قوة القدس المسؤولة عن تنفيذ العمليات الخارجية السرية للحرس الثوري الإيراني موجودون بصفة مستشارين» وأضاف أنه «في حالة تعرض سوريا لهجوم عسكري فإن إيران ستقدم بدورها الدعم العسكري». إذن إيران أصبحت على الخط طرفا صريحا بالوجود الأمني والعسكري في الأزمة السورية مما يجعل الصراع الحالي أكثر تعقيدا، ويجعل مهمة الأخضر الإبراهيمي أشد صعوبة.
ويبدو أن الإعلان الإيراني عن أمر واقع مر عليه أكثر من 18 شهرا، جاء الآن وكأنه عرض من التاجر الإيراني الذي يعاني من أزمة الحصار الدولي المفروض عليه، بأن لديه الآن أوراقا مهمة في الأزمة السورية، ومن يرغب في البيع أو الشراء أو المقايضة فعليه أن يتصل بنا في طهران.
إنه منطق تاجر الفستق والكافيار والسجاد الإيراني الماهر الذي يحاول دائما أن يساوم في سعر البيع بعد عملية تشدد طويلة من أجل تحسين شروط التفاوض والحصول على أفضل سعر ممكن.
للأسف مقادير الشعوب أصبحت ورقة تفاوض وكأنه يتعين على سكان حلب أن يدفعوا ثمن جنون البعض في طهران، وعلى سكان إدلب أن يعانوا من أجل المشروع النووي الإيراني، بينما المئات يقتلون يوميا وأكثر من مليون ونصف المليون سوري يعيشون في معسكرات إيواء داخل وخارج وطنهم. ولست أعرف لماذا لا يستفيد خبراء الحرس الثوري الإيراني من وقت فراغهم في دمشق ويقومون بإدارة معارك على هضبة الجولان ضد العدو الصهيوني، خاصة أن الفيلق الذي ينتمون إليه اسمه فيلق القدس؟ ولست أعرف لماذا لا يقوم هؤلاء أيضا بـ«عمليات استشهادية» عظيمة عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية من خلال الدعم المتوفر من قوات وجنود حزب الله الصديق لفيلق القدس؟
الحرب من أجل المشروع النووي الإيراني يجب ألا تتم حتى آخر طفل سوري، وآخر عجوز لبنانية وحتى آخر ليرة سورية أو لبنانية.
حرب إيران، إن أرادت لها أن تستمر، فلتكن على أرض إيرانية، بواسطة جنود وضباط وضحايا وتكاليف إيرانية فقط!!