رأت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن الحرب التي تخوضها إسرائيل حاليًا على قطاع غزة تحمل لها الكثير من المخاطر والمصاعب مقارنة بتلك التي شنتها سابقًا في ديسمبر 2008، نظرًا لافتقادها الشعور بالأمان من الجانب المصري الذي كان يقوم بتوفيره الرئيس السابق "حسني مبارك"، وذلك لتأكدهم من أنه مهما حدث لن يتدخل فيما يجري بغزة وستبقى اتفاقية السلام مع إسرائيل مقدسة.
وأضافت الصحيفة قائلة: إن الوضع الآن تغير بالنسبة للجاتب الإسرائيلي، حيث إنها افتقدت للضمانات التي كان يوفرها لها مبارك، وتواجه حاليا حالة غضب عارمة من أول رئيس مصري منتخب "محمد مرسي".
ولفتت الصحيفة إلى أنه في حال تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، فإن ذلك سيجبر "مرسي" على رد فعل قوي إرضاءً للشعب المصري الثائر، بعدما أصبح الرأي العام عاملاً مهمًا في صناعة القرار في مصر أكثر من أي وقت مضى.
والجدير بالذكر أن مصر خلال الأيام القليلة الماضية لعبت دور الوساطة الذي اعتادت عليه كمحاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وبدا وكأنها اقتربت من تحقيق هدنة، غير أن الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، زادت شعور الرئيس مرسي بأن إسرائيل تعمدت تدمير جهوده عن قصد.
وقالت الصحيفة إنه من الصعب التنبؤ برد فعل "مرسي" في حال تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، ولكن الخيارات التي أصبحت متاحة أمامه تتضمن التغاضي عن الهجمات المسلحة التي تشن ضد إسرائيل من سيناء، أو على أقصى تقدير إعادة النظر في اتفاقية السلام.
واختتمت الصحيفة قائلة: إن هذه المخاطر ستؤثر في القيادة الإسرائيلية التي قد لا تتمكن من إرسال قوات إلى داخل قطاع غزة مثلما حدث في المرة السابقة، وقد تضطر للاكتفاء بالغارات الجوية، وفضلا عن ذلك، فإن الأمر الأكثر خطورة يمثل في تأثير ذلك العدوان على العلاقة الجديدة بين مصر وإسرائيل.