باتت ظاهرة التهديدات التي يتعرض لها الرياضيون والشخصيات الرياضية العراقية من ابرز المظاهر الخطيرة التي القت بظلالها القاتمة على الاسرة الرياضية وارغمت عددا كبيرا على مغادرة البلاد بحثا عن الملاذ الامن والاستقرار في دول الجوار وخصوصا العاصمة الاردنية عمان. وتاتي خطوة هؤلاء الرياضيين في اطار الابتعاد عن التاثيرات وحماية ارواحهم من تلك التهديدات التي تاتي عادة بواسطة رسائل الهاتف النقال او بواسطة المكالمات الهاتفية المجهولة وتنصب باتجاه الابتزاز المالي من جهة او تصفية حسابات شخصية من جهة اخرى.
وقال رئيس نادي الزوراء نجم المنتخب العراقي السابق لكرة القدم احمد راضي "لابد ان يجد الرياضي طريقة لحماية نفسه والناي عن المخاطر المحدقة به وان مغادرة البلاد واحدة من الحلول التي يلجأ لها الرياضي العراقي الان".
أحمد السامرائي رئيس الأولمبية العراقية مختطف منذ منتصف تموز الماضي
واضاف راضي الذي فضل البقاء في عمان ان "مثل هذه التهديدات من شانها ان تهدم عملية بناء الرياضة العراقية بعد الاحداث التي مرت بها البلاد عام 2003 لانها ستفرغ الساحة الرياضية من المواهب والكفاءات القادرة على انتشال الرياضية من اثار الدمار والحرب".
ولم تقتصر التهديدات لاعبي كرة القدم والمدربين بل طالت رياضيين اخرين من باقي الالعاب. وذكر مدير المنتخبات العراقية للملاكمة ونائب رئيس الاتحاد العراقي للعبة سعيد عبد الحسين ان "التهديدات التي تلقيتها بطرق مختلفة دفعتني الى المغادرة والمكوث الان في العاصمة الاردنية، لان البقاء تحت طائلة التهديد يؤثر على معنويات الرياضيين ويعرض حياتهم الى الخطر".
واضاف عبد الحسين (65 عاما) "طلبت مني تلك التهديدات مغادرة الحلبات ووجدت من المناسب ان اغادر واحمي نفسي من خطر مجهول يبقى يترصدني في اي لحظة". وعزا تلك الوسائل التهديدية الى جوانب تتعلق بقضايا شخصية.
يذكر ان المدير الفني للمنتخب العراقي لكرة القدم اكرم احمد سلمان اضطر الى الاستقرار في محافظة اربيل التابعة لاقليم كردستان العراق بعد سلسلة من رسائل التهديد طالبته بترك منصبه والتخلي عن المنتخب، ومثله فعل المدير الفني للمنتخب الاولمبي يحيى علوان الذي غادر مع اسرته الى الاردن واقتصر حضوره الى محافظة دهوك التابعة ايضا للاقليم اثناء البرنامج التدريبي لمنتخبه.
وقال مصدر في اللجنة الاولمبية العراقية رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "هذه التهديدات التي دفعت بالرياضيين الى مغادرة البلاد هي عملية منظمة تهدف الى تهديم ما تم بناؤه خلال الفترة الماضية التي تلت احداث عام 2003".
واضاف ان "اللجنة الاولمبية التي تعرض مسؤولوها الى عملية اختطاف مؤخرا لايمكن ان تحمي الرياضيين في مثل هذه الوقائع".
من جهته اعتبر رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد "ان الاوضاع الحياتية المرتبكة والتطورات الخطيرة التي اجتاحت الاسرة الرياضية العراقية هي التي دفعت الى هذه الهجرة القسرية للرياضيين العراقيين".
ويقيم سعيد منذ حادثة اختطاف رئيس اللجنة الاولمبية العراقية احمد عبد الغفور السامرائي وبعض المسؤولين في اللجنة منتصف تموز/يوليو الماضي، في العاصمة الاردنية عمان.
وكان احد مرافقيه تعرض الى حادثتي اختطاف الشهر الماضي فاخلي سبيله في الاولى فيما لا يزال مصيره مجهولا منذ الحادثة الثانية، كما تعرض منزل عائلة سعيد الى عملية سطو.
وكان الامين العام للجنة الاولمبية العراقية سعد محسن الذي اختير لهذا المنصب بعد اختطاف الامين العام السابق عامر جبار اخر ضحايا مسلسل التهديد عندما قرر ترك منصبه الجديد بعد اقل من اسبوعين من تسلمه تلك المسؤولية.