السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الملا: هدفنا الترويج لرياضات ذوي الاحتياجات الخاصة
بدأ الاهتمام الدولي برياضات ذوي الاحتياجات الخاصة في أربعينيات القرن الماضي، وبالتحديد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عندما ساهم لودفيغ غوتمان – وهو طبيب أعصاب ألماني يعمل في مستشفى ستوك ماندفيل البريطانية المتخصصة في علاج إصابات العمود الفقري – في تنظيم بطولة رياضية شارك فيها عدد كبير من الجنود المصابين.
وتطورت تلك البطولة مع الوقت، وبدأت العديد من دول العالم المشاركة فيها حتى شهد عام 1960 اعتمادها على هامش الدورة الأولمبية في روما. وبعد 24 عاماً اطلق على تلك الدورة رسمياً دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة كما شهد عام 1989 تأسيس اللجنة الأولمبية الدولية لرياضات ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومنذ ذلك الوقت تقام الدورة الأولمبية لرياضات ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل دائم في أعقاب الدورات الأولمبية الصيفية والشتوية، ويشارك فيها معظم الدول المعتمدة في اللجنة الأولمبية الدولية.
تلك الدورات، تشهد في الغالب تألق لافت للرياضيين العرب الذين يعودون في كل مرة محملين بالميداليات الملونة، ولكن رغم ذلك دائماً ما يسلط الضوء عليهم بشكل أقل من نظرائهم الأصحاء، الذين نادراً ما يعودون بأي أنجاز أولمبي. فما أسباب ذلك؟ هل السبب مثلاً هو ضعف شعبية رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في حل تلك المشكلة؟
أسئلة وجهناها إلى السيد/ أمير الملا المدير التنفيذي للاتحاد القطري لرياضات ذوي الاحتياجات الخاصة خلال تواجده في قرية الجمهور الخاصة ببطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة للتنس، التي اختتمت أمس.
وكان الاتحاد القطري لذوي الاحتياجات الخاصة قد أطلق حملة خلال البطولة لجمع التبرعات بالتعاون مع الراعي الرئيسي شركة إكسون موبيل قطر، التي أعلنت خلال الحفل الختامي عن التبرع بمبلغ مماثل لمجموع تلك التبرعات، بالإضافة إلى دعمها للاتحاد بمبلغ نصف مليون ريال قطري في إطار شراكة استراتيجية بين الجانبين بدأت منذ ثلاثة أعوام.
الملا أكد أن الهدف الرئيسي من تلك الحملة لم يكن جمع التبرعات، فالدعم المادي لا يمثل مشكلة بالنسبة للاتحاد وقال "هدفنا الأساسي كان التعاون مع شركة إكسون موبيل من أجل الترويج لرياضات ذوي الاحتياجات الخاصة بين الجمهور المتواجد في مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش. فالجمهور الذي يحضر لمتابعة مثل تلك البطولة الكبرى يمثل شرائح وجنسيات مختلفة من الجاليات المتواجدة في دولة قطر، وهي فرصة لا تقدر بثمن لنشر ثقافة هذا النوع من الرياضات".
وأضاف "رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة تعتبر حديثة العهد بعض الشيء في مجتمعاتنا العربية، ووجدنا بالفعل اهتماماً كبيراً خلال البطولة من قبل العديد من أولياء الأمور الذين استفادوا من تواجدنا هنا، وقاموا باكتشاف فرص لأطفالهم من أجل ممارسة الرياضة بعد أن وجدوا حالات مشابهة لحالاتهم مسجلة لدينا وتمارس الرياضة بشكل طبيعي".
كما أكد الملا أن الاتحاد يبذل قصارى جهده من أجل الترويج لرياضات ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً في المدارس حيث يتم دائماً اكتشاف العديد من المواهب، مشيداً بوجود الدمج في المدارس القطرية وهو ما يجعل الأمور تسير بشكل طبيعي للطالب ذو الاحتياجات الخاصة، بعد أن كانت الأمور مختلفة في الماضي بعض الشيء.
الملا لم يخف عدم رضاه عن الحضور الجماهيري لمنافسات كرة الهدف وألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة خلال الدورة العربية الأخيرة التي استضافتها دولة قطر، وقال "الحضور لم يكن مرضياً وما أحزنني أكثر أننا وجهنا أيضاً دعوات للعديد من الجمعيات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة في دولة قطر، ولكنهم للأسف لم يلبوا الدعوة، كان يجب أن يتفهموا أهمية ذلك سواء للرياضيين أو للجمهور، فهناك فرصة كبيرة لمن ترعاهم تلك الجمعيات أن يمارسوا الرياضة، خاصة الأطفال منهم".
وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام لزيادة شعبية تلك الرياضات، أكد الملا أن الإعلام حالياً يمنح تلك الرياضات اهتماماً جيداً مقارنة بالماضي، وقال "في الماضي كان كل الاهتمام الإعلامي ينصب على كرة القدم، قبل أن تنجح رياضات أخرى فردية وجماعية في زيادة شعبيتها والدخول في دائرة الضوء، واعتقد أن رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة لا بد أن تنجح هي الأخرى في جذب المزيد من الاهتمام في المستقبل، فذوو الاحتياجات الخاصة يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع قد تصل إلى 8-10 في المائة في بعض الدول، سواء كان ذلك لأسباب طبيعية أو بسبب الحوادث، لا بد أن يأتي اليوم الذي يزيد فيه الاهتمام بهذه الرياضات، الأمر يحتاج فقط لبعض الوقت".
وأضاف "الإعلام أيضاً له دور كبير في تثقيف الجمهور أيضاً بالقوانين الخاصة بتلك الرياضات وأقسامها المختلفة، فكل رياضة تضم فئات مختلفة بحسب درجة الإعاقة ونوعها، وبدون شك معرفة الناس جيداً لكل تلك التفاصيل قد تجذبهم لمتابعة تلك الرياضات بشكل أفضل".
المصدر: الجزيرة الرياضية