السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نادال وفيدرر مصممان على اعادة ديوكوفيتش إلى بيت الطاعة
يبدو الإسباني رافاييل نادال والسويسري روجيه فيدرر المصنفان ثانياً وثالثاً على التوالي مصممين على إعادة الصربي نوفاك ديوكوفيتش الأول عالمياً إلى بيت الطاعة وتقليص نفوذه بعد السيطرة شبه المطلقة على الموسم الماضي وذلك بدءاً من بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب التي تنطلق الاثنين على ملاعب ملبورن.
وإذا كانت المنافسة محصورة تقريباً بين اللاعبين الثلاثة على التتويج باللقب، فإن الباب مفتوح على مصراعيه لدى السيدات على غرار الموسم الماضي حيث توجت 4 لاعبات مختلفات بالبطولات الأربع الكبرى ولم تستطع إحداهن أن توصد هذا الباب أمام الأخريات كما فعل ديوكوفيتش في فئة الرجال.
ومل نادال وفيدرر العام الماضي من كثرة النسيان الذي لازمهم بوجود ديوكوفيتش، وحصل الأول على 5 ألقاب بينها استعادته لبطولة رولان غاروس الفرنسية، ثاني بطولات الغراند سلام، والثاني 4 ألقاب متأخرة آخرها في بطولة الماسترز.
وبين عام 2005 الذي شهد انطلاقة نادال الفعلية، و2010، تقاسم الإسباني والسويسري 22 لقباً من أصل 24 في البطولات الكبرى ولم يسمحا لأحد غيرهما بالتربع على صدارة التصنيف العالمي قبل ان يطل ديوكوفيتش ويحرمهما من امتيازات كثيرة تعودَا عليها في السابق وباتت حكراً عليهما.
وكان ديوكوفيتش عبر عن نفسه سابقاً وفي بطولة أستراليا بالذات حين توج باللقب عام 2008 قبل أن يؤول الى نادال في العام التالي ثم إلى فيدرر (2010)، خاطفاً منهما اللقب الأول، في حين ذهب اللقب الثاني "المفقود" إلى الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو الذي توّج في فلاشينغ ميدوز الأميركية (2010)، آخر البطولات الأربع الكبرى.
ويعتقد نادال وفيدرر بأن العودة إلى الرشد من جانب ديوكوفيتش باتت مطلوبة خصوصاً أنه قبض الموسم الماضي على ثلاثة ألقاب كبيرة فصار رصيده منها أربعة، فضلاً عن العديد من دورات الماسترز ذات القيمة المالية العالية والرصيد العالي من النقاط (1000 نقطة) والتي جعلته مجتمعة يغرد منفرداً في صدارة التصنيف العالمي بفارق ما يزيد على 4 ألاف نقطة عن الإسباني و5500 نقطة عن السويسري.
ديوكوفيتش لتأكيد النجاحات
وكان الموسم الماضي عام ديوكوفيتش بالفعل بدأه بتحقيق 41 انتصاراً متتالياً قبل أن تلحق بهأ هزيمة على يد فيدرر في نصف نهائي رولان غاروس، وأحرز خلاله 3 ألقاب كبيرة و5 في دورات الماسترز (من أصل 9) والمركز الأول عالمياً، لكنه عانى في نهايته من إصابات في الكتف والظهر أثرت كثيراً على أدائه.
ويبدو من الصعب على الصربي (24 عاماً) الاحتفاظ باللقب الذي كان فيدرر آخر من قام بهذا الانجاز حين احتفظ به عام 2007، وعليه أن يضع جميع الحسابات في ذهنه بعد أن خدمت القرعة الإسباني والسويسري اللذين اعتادا على المواجهة وجهاً لوجه في نصف النهائي، لأنهما لن يلتقيا إلا في النهائي هذه المرة ما يفرض عليه أن يكون هو نفسه في مواجهة خصمين معاً لا أحدهما منفرداً.
لكن المهمة في كل الأحوال لن تكون مستيحلة بالنسبة إلى الصربي الذي أخذ في نهاية الموسم الماضي فترة لا بأس بها من الراحة بهدف لجم الاصابة وتعويض الإرهاق، ليصبح 5 لاعب يحقق 3 ألقاب كبيرة متتالية دون انقطاع بينها (ويمبلدون وفلاشينغ ميدولز وملبورن) منذ اعتماد نظام البطولات المفتوحة بعد الأسترالي رود لايفر والأميركي بيت سامبراس ونادال وفيدرر.
فيدرر يسعى لمواصلة الصحوة
وسيحاول فيدرر، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب الكبيرة (16 لقباً)، اعتلاء منصة التتويج مرة خامسة في ملبورن (بعد 2004 و2006 و2007 و2010)، وأحراز اللقب الأول الكبير منذ تتويجه في أستراليا بالذات حيث لم يحقق في عام 2011 أي لقب من هذا العيار الثقيل وذلك لأول مرة منذ 2003.
ويملك فيدرر (30 عاماً) الذي عانى من آلام في الظهر أدت إلى انسحابه من نصف نهائي دورة الدوحة وفقدانه بالتالي اللقب، الأسحلة المطلوبة والمعنويات المرتفعة والكافية لبلوغ هدف طال انتظاره خصوصاً بعد أن حقق 20 فوزا متتاليا في نهاية الموسم الماضي وبداية الحالي قبل انسحابه في الدوحة حصد خلالها 3 ألقاب (بال السويسرية وباريس وبطولة الماسترز بلندن).
نادال مصمم على التألق
ويبقى وضع نادال الذي قدم عروضاً تفاوت مستواها بين المتواضع والممتاز جداً في دورة قطر قبل أن يسقط أمام الفرنسي غايل مونفيس في نصف النهائي، مقلقاً جراء الاصابة التي يشكو منها منذ فترة في الكتف والتي حالت دون استمرار تدريباته بشكل منتظم في الفترة الانتقالية بين الموسمين.
لكن نادال (25 عاماً) نفسه يؤكد، رغم اعترافه بقدرة ديوكوفيتش ووصفه له بأنه الأفضل في العالم، أنه "متحمس جداً" لخوض البطولة وتكرار انجاز 2009، وقال "وصلت إلى استراليا باندفاع وشغف كبيرين، وتدربت هذا الأسبوع بشكل ممتاز واستفيد من كل لحظة هنا وسأحاول أن أكون جاهزاً لبدء المنافسات ".
وأضاف "أنا في صحة جيدة وهذا هو أهم شيء لأن من دونها لا يمكننا التفكير بأي شيء غيرها، وأستطيع القول إني جاهز للعمل بقسوة وتقديم أفضل ما لدي".
وكان نادال الذي يشرف على تدريبه عمه طوني نادال وبعض ومساعديه، قرر أن يزيد رأس مضربه ثقلاً بمعدل 3 غرامات من أجل تسريع الكرات، لكن التجربة في بدايتها ولا يمكن الحكم على جدواها من عدمه قبل نحو 6 أشهر، على حد قول النجم الإسباني.
موراي وأمل المدرب الجديد
وقد تسمح البطولة ببروز بعض اللاعبين من أصحاب الخبرة ومنهم الفرنسيان جو ويلفريد تسونغا وغايل مونفيس، أو الذين يسعون وراء هذه الخبرة مثل الأسترالي برنارد توميتش والكندي ميلوش راونيتش، وقد يبتسم الحظ هذه المرة للبريطاني أندي موراي الرابع ووصيف البطل في العامين الماضيين خصوصاً بعد أن استنجد بالمدرب واللاعب الشهير إيفان ليندل لانتشاله وقيادته إلى معانقة الألقاب الكبيرة التي يتوق إليها بشغف لا يعادله شيء آخر.
وموراي (24 عاماً) هو اللاعب الوحيد بين الأربعة الأوائل الذي لم يسبق أن توج في بطولة كبرى رغم بلوغه النهائي 3 مرات في فلاشينغ ميدولز الأميركية (2008 وخسر أمام فيدرر) وملبورن (2010 وخسر أمام فيدرر و2011 وخسر أمام ديوكوفيتش).
ومن أجل تحقيق غاياته في أن يكون أوّل بريطاني يتوج في بطولة كبرى بعد فريد بيري عام 1936، جرب موراي عدة مدربين في الفترة الأخيرة فانفصل عن مواطنه مايلز ماكلاغان في تموز/يوليو 2010، وعن الإسباني أليكس كوريتخا في آذار/مارس 2011، وأكمل الموسم مع الأسترالي دارن كاهيل الذي لم يكن يرافقه الى البطولات الكبرى، قبل أن يتحول أواخر كانون الاول/ديسمبر إلى الأميركي من أصل تشيكي ليندل (51 عاماً).
حظوظ متساوية لدى السيدات
وعلى صعيد السيدات، لا تبدو الصورة سوداوية بالنسبة إلى المشاركات وبإمكان الصغيرة والكبيرة منهنّ في التصنيف أو السن أن تحلم باللقب، لكن الرغبة الجامحة هي بالتأكيد لدى الدنماركية كارولين فوزنياكي التي يؤخذ عليها أنها تعتلي صدارة التصنيف دون أن تحرز أي لقب كبير.
وشهد جدول المباريات تبديلات كبيرة في مراكز المصنفات بين العام الماضي والحالي فانتقلت التشيكية بترا كفيتوفا بطلة ويمبلدون من المركز الرابع والثلاثين عالمياً إلى الثاني، وتراجعت البلجيكية كيم كلايسترز حاملة اللقب من الثالث إلى الحادي عشر، والروسية فيرا زفوناريفا من الثاني إلى السابع.
وخرجت لاعبات من أصحاب الصولات والجولات أعتلين الصدارة سابقاً من هذا الجدول بداعي الإصابة أو الاعتزال وفي المقدمة منهنّ الأميركية فينوس وليامس صاحبة 7 ألقاب كبيرة والتي عجزت عن اعتلاء منصة التتويج في ملبورن (خسرت النهائي عام 2003 أمام شقيقتها الأصغر سيرينا) والبلجيكية جوستين هينان والروسية دينارا سافينا.
وتبقى حظوظ سيرينا بطلة 2003 و2005 و2007 و2009 2010 قائمة بلقب سادس وهي تقول إنها مستعدة لذلك رغم ابتعادها الملاعب معظم فترات الموسم الماضي بداعي الإصابة، على غرار كلايسترز التي تؤكد بدورها استعدادها كما لا يمكن استبعاد أسماء كثيرة أخرى منها البيلاروسية فيكتوريا أزارنكا الثالثة والروسية ماريا شارابوفا الرابعة أو حتى الأسترالية سامنتا ستوسور بطلة فلاشينغ ميدولز (2011) والصينية نا لي بطلة رولان غاروس (2011).
المصدر: أ ف ب
الجزيرة الرياضية