السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستراليا المفتوحة نظرة في الماضي والحاضر
انطوت صفحة العام الماضي للكرة الصفراء بأيامٍ حلوةٍ ومرة, أفرحت البعض وأبكت غيرهم, ذهبت بهم إلى شتى بقاع الأرض وبكل الاتجاهات, ليحصدوا ألقاباً غاليةً ونفيسة, راغبين في دخول التاريخ من أوسع أبوابه.
والآن بدأ الموسم الجديد لنجوم لعبة التنس وعشاقها, ويوماً بعد يوم يقترب موعد حدث رياضي ضخم ينتظره الكثيرون. ذكرياته محفورة في أعماق تاريخ اللعبة البيضاء, عمره يزيد عن 100 عام ونيف, صال وجال من مدينة لأخرى مستقراً في النهاية في ملبورن بأستراليا.
حيث تنطلق غداً الاثنين 16 كانون الثاني/يناير بطولة أستراليا المفتوحة, أولى البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام), وتستمر حتى 29 الشهر الجاري, برصيد 2000 نقطة للفائز, وتبلغ قيمة جوائزها 11,806,550 دولار أميركي.
تاريخ البطولة
شهد العالم في عام 1905, انطلاقة أولى بطولات التنس الأربع الكبرى (غراند سلام) والتي تعرف اليوم ببطولة "أستراليا المفتوحة".
لم تكن هذه البطولة في البدايات ضمن سلسلة البطولات الكبرى, حتى عام 1924 حين تم اختيارها من قبل الاتحاد الدولي للتنس كواحدة من بطولات الغراند سلام.
كانت بطولة أستراليا المفتوحة منذ بدايتها تقام على الملاعب العشبية وكانت آخر مباراة على هذه الأرضية في عام 1987, لتصبح لاحقاً الأرضية الصلبة هي المعتمدة.
ويعتبر ملعبي "رود لافر آرينا" و"هايسنس آرينا" هما الملعبين الرئيسين في البطولة ويتميزان بإمكانية إغلاق سقف الملعب في حال ساءت الظروف الجوية للمباراة, حيث يتسع الملعب الأول لما يقارب 14820 متفرج, بينما الثاني فيتسع لحوالي 11 ألف متفرج, وتعتبر أستراليا المفتوحة, وويمبلدون البطولتان الوحيدتان ضمن مسابقات الغراند سلام التي لديهما ميزة إغلاق الملعب على عكس أميركا المفتوحة ورولان غاروس.
كانت البطولة تعرف سابقاً باسم " بطولة أسترالاسيا" وهي تعبير عن منطقة تقع في المحيط الهادئ وهي إحدى المناطق الأربعة في أوقيانوسيا، وتضم كلاً من أستراليا، ونيوزيلندا، وبابوا غينيا الجديدة، بالإضافة إلى الجزر المجاورة, لتصبح في عام 1927 باسم "بطولة أستراليا" وفي عام 1969 تم اعتماد اسمها النهائي بعنوان "أستراليا المفتوحة".
تعددت المدن المستضيفة لهذا البطولة منذ انطلاقتها, والتي تنقلت بين 5 مدن أسترالية هي ملبورن (55 مرة), وسيدني (17 مرة)، أديلايد (14 مرة)، وبريزباين (7 مرات)، بيرث (3 مرات) ، ومدينتين في نيوزييندا هما كرايستشيرش في 1906، وهاستينغز في 1912.
تحضيرات ما قبل البطولة
مع بداية كل موسم جديد, تأتي أستراليا المفتوحة كأول منافسة يضع فيها جميع اللاعبين تدريباتهم ولياقتهم تحت الاختبار الحقيقي. ولأن البطولة تحتاج لياقة بدنية عالية, وقدرة على التحمل, يخضع اللاعبون لتدريبات قاسية, ويشاركون في البطولات التمهيدية الصغيرة التي تسبقها, حتى يكونوا على أكمل وجه من التحضيرات.
تسبق بطولة أستراليا المفتوحة 5 بطولات تمهيدية خفيفة من فئة الـ 250 نقطة, فيتوزع اللاعبون بينها لاختبار مهاراتهم.
ففي اليوم الأول من شهر كانون الثاني/يناير جرت بطولة بريزباين, وكان أبرز المشاركين فيها: البريطاني آندي موراي (المصنف الرابع عالمياً) والفرنسي جيل سيمون (المصنف رقم 12 على العالم), والأوكراني ألكسندر دولغوبولوف (15), والألماني فلوريان ماير(22), والياباني كي نيشيكوري (26), والأسترالي برنارد توميتش (37), والقبرصي ماركوس بغداديس, والألماني تومي هاس.
وكانت بريزباين من نصيب موراي بعد تغلبه على دولغوبولوف بنتيجة (6-3 و6-4).
أما في 2 كانون الثاني/يناير انطلقت بطولة قطر إكسون موبيل, وكان أبرز المشاركين فيها:
الإسباني رافاييل نادال (المصنف الثاني عالمياً), والسويسري روجيه فيدرر (المصنف الثالث), والفرنسيين جو ويلفرد تسونغا (6), وغايل مونفيس (16), والصربي فيكتور ترويسكي (21), والروسي ميخائيل يوجني (35), والإيطالي أندرياس سيبي (39), والروسي دميتري تورسونوف (41).
وانتهت البطولة بتتويج تسونغا حاملاً للقب بعد فوزه على مواطنه مونفيس (7-5 و6-3).
وفي الوقت ذاته جرت بطولة تشيناي المفتوحة في الهند. وكان أبرز المشاركين فيها الصربي يانكو تيبساريفيتش (9), و الإسباني نيكولاس ألماغرو (10), والسويسري ستانيسلاس فافرينكا (23), والكرواتي مارين سيليتش (20), والكندي ميلوس راونيتش (25), والكرواتي إيفان دوديغ (36), والهولندي روبن هاس.
وختمت البطولة بفوز راونيتش على تيبساريفيتش (6-7 و7-6 و7-6).
أما في 8 كانون الثاني/يناير فانطلقت بطولة سيدني وشارك فيها نخبة من اللاعبين أبرزهم:
الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو (11), والأميركي جون إيسنر (17), والفرنسي ريشار غاسكيه (18), والإسباني فيليسيانو لوبيز (19), والصربي فيكتور ترويسكي (21), والألماني فلوريان ماير(22), والإسباني مارسيل غرانويرس (28), والأسترالي لايتون هيويت.
وكان الفنلندي ياركو نيمينن (77) هو من حقق لقب هذه البطولة بفوزه على الفرنسي جوليان بينيتو (6-2 و7-5).
وفي نفس التاريخ أيضاً بدأت بطولة أوكلاند وكان أبرز المشاركين فيها: دافيد فيرير (5), ونيكولاس ألماغرو (10), وفيرناندو فيرداسكو (24) من إسبانيا, إلى جانب الأرجنتين خوان إيغناسيو شيلا (29), والبرازيلي توماس بيلوتشي (38), والأميركي دونالد يونغ (40), والألماني فيليب كولشرايبر(42).
وكان لقب البطولة من نصيب الإسباني فيرير بعد فوزه على البلجيكي أوليفييه روكوس.
حظوظ وتوقعات
تعتبر بطولة أستراليا المفتوحة هي حلم يتمناه كل لاعب تنس, ويبذل كل ما يملك لنيل لقبها, كيف لا وقد بكى فيدرر لأنه خسرها في نهائي 2009 أمام الماتادور الإسباني نادال.
نوفاك دجوكوفيتش
يرى مراقبون رياضيون أن المصنف الأول الصربي نوفاك دجوكوفيتش (24 عاماً) يحمل على عاتقه مهمة صعبة للغاية هذا الموسم, لأن عليه أن يدافع عن لقبه وعن 2000 نقطة من رصيده, ولاسيما رغبته في الحفاظ على تربعه على عرش التنس, ورغم ذلك فهو يعتبر المرشح الأكثر حظاً لحمل اللقب مرة أخرى, نظراً لما يتمتع به من ثقة عالية بالنفس خاصةً بعد موسم 2011 الحافل بالانتصارات والألقاب التي حققها الصربي.
وإذا فاز دجوكوفيتش بهذا اللقب فسيكون هو الصربي الوحيد الذي تمكن من تحقيق لقب البطولة, عدا عن كونها ستكون المرة الثالثة له التي يضع اسمه في سجلات البطولة, بعد نهائي 2008 حين فاز وقتها على الفرنسي جو ويلفرد تسونغا (4-6 و6-4 و6-3 و7-6), ونهائي الموسم الماضي حيث فاز حينها على البريطاني أندي موراي بمباراة سهلة (6-4 و6-2 و6-3).
ولكن المهمة لن تكون بهذه السهولة أمام الصربي, فالقرعة هذه المرة خدمت فيدرر ونادال اللذين لن يلتقيا هذه المرة في نصف النهائي كما الأعوام السابقة, فسيكون حينها على "نول"، وهو صيغة التدليل لاسم "نوفاك" أن يواجه كٌلاً منهما على حدة.
وكان الموسم الماضي عام دجوكوفيتش, فبدأه بتحقيق 41 انتصاراً متتالياً قبل أن تلحق به هزيمة على يد فيدرر في نصف نهائي رولان غاروس، وأحرز خلاله 3 ألقاب غراند سلام و5 ماسترز (من أصل 9), خاتماً موسمه بالمركز الأول عالمياً.
رافاييل نادال
تبقى التكهنات والشكوك تحوم حول مدى قدرة الإسباني رفاييل نادال (25 عاماً) على العودة إلى مسلسل الانتصارات وإقصاء المنافسين واحداً تلو الآخر, بعد موسم اعتبر متذبذباً ومخيباً لآمال عشاق الماتادور نوعاً ما.
نادال الذي يعاني من إصابة في الكتف منذ الموسم الماضي, وعد محبيه أن هذا الموسم "سيكون مختلفاً تماماً عن سابقه", وعزا "رافا" تقصير أدائه في 2011 إلى أنه كان يفتقد إلى الصفاء الذهني والقدرة على استحضار التركيز الكامل أثناء المباراة, ولاسيما الإصابة التي أعاقت تألقه في كثير من المباريات.
ويسعى نادال إلى تحقيق لقبه الثاني له في ملبورن, والحادي عشر في الغراند شلام.
روجيه فيدرر
يوماً بعد يوم تزداد الأمور صعوبةً أمام السويسري روجيه فيدرر, فبعد بلوغه عقده الثالث من العمر, يحوم الغموض حول مدى قدرة المايسترو على مجاراة منافسيه الأصغر منه سناً, وهل هو قادر على الحفاظ على لياقته في الملعب, ولا سيما أن ملبورن تحتاج إلى لياقة بدنية عالية.
فيدرر اليوم عائد هو الآخر من إصابة في الظهر, وقال إنه مستعد لخوض منافسات أستراليا المفتوحة, وإنه قد تعافى تماماً من الآلام في ظهره التي أجبرته على الانسحاب من نصف نهائي بطولة الدوحة, وبالتالي فقدانه للقب.
ويسعى فيدرر إلى متابعة بطولته في مسلسل كسر الأرقام القياسية, فيرغب في نيل لقب ملبورن الخامس له بعد (بعد 2004 و2006 و2007 و2010) واحراز اللقب الـ 17 في بطولات الغراند سلام.
ويذكر أن فيدرر تمكن من إحراز 20 فوزاً متتالياً في نهاية الموسم الماضي وبداية الحالي قبل انسحابه في الدوحة, وحصد خلالها 3 ألقاب (بازل السويسرية ,وباريس ,وبطولة الماسترز بلندن).
أندي موراي
يبقى الحظ العاثر ملاحقاً للبريطاني أندي موراي (24 عاماً), فهو يسعى في كل موسم أن يحقق أول لقب له في البطولات الكبرى, ولكنه دائماً ما كان يتعثر أمام منافسيه. فوصل مرتين إلى نهائي أستراليا المفتوحة ولكن خسر الموسم الماضي على يد دجوكوفيتش (6-4 و6-3 و6-2), و2010 خرج على يد فيدرر (6-3 و6-4 و7-6).
ويبدو أن موراي هذه المرة هو أكثر عزيمة وإصراراً, فتمكن من احراز لقب بطولة بريزباين, وانتهج سياسة جديدة من خلال اعتماده على الأسطورة ايفان ليندل ليكون مدرباً له, ولكن رغم ذلك مازالت الشكوك تدور حول امكانية موراي منافسة الكبار والحصول على لقب ملبورن.
أسماء من ذهب
فيما يلي أسماء اللاعبين الذين تمكنوا من إحراز لقب أستراليا المفتوحة منذ عام 1990:
التشيكي - الأميركي إيفان ليندل 1990
الألماني بوريس بيكر 1991
الأميركي جيم كورير 1992
الأميركي جيم كورير 1993
الأميركي بيت سامبراس 1994
الأميركي أندريه أغاسي 1995
الألماني بوريس بيكر 1996
الأميركي بيت سامبراس 1997
التشيكي بيتر كوردا 1998
الروسي يفغيني كافلنيكوف 1999
الأميركي أندريه أغاسي 2000
الأميركي أندريه أغاسي 2001
السويدي توماس يوهانسون 2002
الأميركي أندريه أغاسي 2003
السويسري روجيه فيدرر 2004
الروسي مارات سافين 2005
السويسري روجيه فيدرر 2006
السويسري روجيه فيدرر 2007
الصربي نوفاك دجوكوفيتش 2008
الإسباني رافاييل نادال 2009
السويسري روجيه فيدرر 2010
الصربي نوفاك دجوكوفيتش 2011
المصدر: الجزيرة الرياضية