صفوة السبّاحين في جولة الدوحة العالميّة

صفوة السبّاحين في جولة الدوحة العالميّة



باتت الدوحة على أتمّ الاستعداد لاستقبال صفوة سباحي العالم في إطار الجولة الثانية من سلسلة كأس العالم للسباحة 2012 التي ستقام في حوض قصير، نصف أولمبي، (25 متراً) في مجمّع حمد الدولي للرياضات المائية، غداً السبت وبعده الأحد في السادس والسابع من تشرين الأوّل/أكتوبر الحالي.

وستكون هذه المرة الاولى التي تنظّم فيها العاصمة القطريّة إحدى جولات سلسلة كأس العالم للسباحة بعدما طابقت معايير الاتحاد الدولي "فينا" المحددة لمنح شرف هذه الاستضافة التي ستستمر العام القادم أيضاً. وقال رئيس الاتحاد الدولي للسباحة والألعاب المائية، الأوروغواياني خوليو ماليوني إن انضمام الدوحة إلى مجموعة المدن المستضيفة لسلسلة كأس العالم في الحوض القصير، يدلّ على الأهمية المتزايدة والاهتمام المتنامي بهذه البطولة في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن كانت مدينة دبي قد التحقت بمنظمي الجولات في العام 2011.


خوليو ماليوني رئيس الاتحاد الدولي للسباحة والألعاب المائيّة
وكانت الجولة الأولى لهذا العام جرت في دبي، وسيَلي منافسات الدوحة، ست محطات أخرى، منها ثلاثة خلال الشهر الجاري تتوزع على استوكهولم السويدية في 13 و14، وموسكو الروسيّة في 17و18، وبرلين الألمانيّة في 20 و21، وثلاثة أخرى الشهر القادم تشرين الثاني/نوفمبر تبدأ من بكين الصينيّة في 2 و3 ومن ثمّ طوكيو اليابانيّة في 6 و7 وتختتم السلسلة في سنغافورة يومي 10 و11 نوفمبر.

وخلال الجولات الثمانية ينال السباحون نقاطاً محددة وفقاً لجدول نقاط موضوع من الاتحاد الدولي بشكل يحصل أفضل عشرة سباحين، أو سباحات في الجولة الواحدة على نقاط توازي إنجازهم، فينال صاحب المركز الأوّل 25 نقطة، والثاني 20ن والثالث 16ن، حتى المركز العاشر الذي ينال صاحبه نقطة واحدة، ويتم تجميع نقاط السباح أو السباحة على مدار الجولات الثمانية، على أن يتوّج صاحب أكبر مجموع بجائزة بطل سلسلة كأس العالم في الترتيب الإجمالي.

وسيمثّل السباحون والسباحات المشاركون في الدوحة، إحدى وثلاثين دولة وسينافسون في 34 مسابقة تجري تصفياتها صباحاً ونهائياتها مساءً، على أن لا تقلّ مدّةُ الفصلِ الزمنيّة بين السباقين عن 5 أو 6ساعات. وينال الثلاثة الأوائل في كل مسابقة جوائز ماليّة مقررة قيمتها من الاتحاد الدولي وتبلغ 1500 دولار أميركي لصاحب المركز الأوّل ومبلغ 1000 دولار للثاني و500 دولار للثالث، إضافة لمبلغ 10 آلاف دولار عند تحطيم أي رقم قياسي عالمي.

ويستثنى من الجوائز المالية الفائزون في سباقي البدل المختلط 4 × 50 م متنوعة و4× 50 م سباحة حرّة، علماً أنّ هذين السباقين مستحدثين في سلسلة كأس العالم وتمّ إدراجُهما بدءاً من النسخةِ الحاليّة.

أما الدول المشاركة فهي أنغولا والأرجنتين واستراليا والبرازيل والبحرين والصين وكولومبيا وفنلندا وألمانيا واليونان وهونغ كونغ والمجر والهند واليابان وكينيا والكويت وهولندا ونيوزيلندا وعمان وبولندا وقطر وجنوب أفريقيا وروسيا وسنغافورة وسلوفينيا وصربيا والسويد وترينيداد وتوباغو والإمارات وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية


خليل الجابر رئيس اللجنة المنظمة ورئيس الاتحاد القطري للسباحة
الجدير ذكره أن سعر تذكرة الدخول لحضور فعاليات جولة الدوحة يبلغ 10 ريالات قطرية فقط، وكان خليل الجابر، رئيس الاتّحاد القطري للسباحة ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة صرّح حينما دشنت عمليّة طرح التذاكر في الأسواق قائلاً إنّ "الاتّحاد سعيد بأن يقدّم للعالم ولجماهير الرياضيين، بطولةً بمستوى عالمي، بهذا السعر الرمزي، ونحن نرجو أن يستمتع الجمهور بمشاهدة أفضل الأبطال العالميين في رياضة السباحة، ونأمل أن نراهم بأعداد كبيرة في مركز حمد للرياضات المائية يومي السادس والسابع (6-7) من أكتوبر، لمشاركتنا الاحتفال بحدث رياضي كبير آخر يستضيفه بلدنا الحبيب، قطر".

أبرز الحاضرين


شاد لو كلوس حامل لقب سلسلة لقاءات كأس العالم
أسماء كبيرة خبرت الأحواض المائية ستحضر إلى الدوحة، الأمر الذي سيزيد من القيمة الفنيّة لهذه الجولة، وفي مقدمة المشاركين البطل الأولمبي والعالمي الجنوب الأفريقي شاد لو كلوس الفائز بذهبية 200م فراشة في أولمبياد لندن 2012 أمام الأميركي مايكل فيلبس مع رقم أفريقي، وذهبية المسابقة نفسها عام 2010 في دبي في بطولة العالم داخل الحوض القصير، وبطل سلسلة لقاءات كأس العالم العام الماضي حين جمع 136 نقطة متقدماً الياباني هيديماسا سانو الذي حلّ ثانياً بـ66 نقطة.

كما سيتواجد الجنوب أفريقي الآخر كاميرون فان دير بورغ، 24 عاماً، والفائز بذهبية 100م صدراً في لندن مع رقم عالمي مقداره 58.46 ث، والسباح المجري دانيال غيورتا بطل سباق 200م صدراً في لندن مع رقم قياسي عالميّ بلغ 2.07.28 د، وحامل فضية السباق نفسه عام 2004 في أثينا عن عمر 15 عاماً فقط، ومواطنه الأسطوري لازلو سيه (الصورة الرئيسيّة) صاحب 25 ذهبية أوروبيّة وعالميّة في الحوضين القصير والأولمبي، وعدد أكبر من الفضيات والبرونزيات على المستويات الأولمبية والقارية والعالميّة أيضاً.


المجرية هوسزو نجمة الجولة الأولى ستنافس في الدوحة
أما في منافسات السيدات فستتقدم المشاركات المجريّة كاتينكا هوسزو الفائزة بثماني ميداليات في الجولة الأولى في دبي، منها سبع ذهبيات في سباقات مختلفة مثل 100م حرّة، 200م حرّة، 200م فراشة، 400 م متنوع فردي وغيرها.

كما ستشارك السويدية المخضرمة تيريزا الشامار، 35 عاماً، المتخصصة في سباحتي الحرّة والفراشة، وبطلة سلسلة لقاءات كأس العالم في الترتيب الإجمالي وبفارق كبير جداً العام الماضي، بلغ 75 نقطة عن وصيفتها الأميركيّة فرانكلين ميليسا (145 مقابل 70).

وفي سباقات السرعة الشهيرة ستكون الشقراء الألمانيّة بريتا ستيفن المتخصصة في السباقات الحرّة القصيرة، حاضرة في الدوحة علماً أنها تحمل الرقمين القياسين العالميين في الحوض الأولمبي في سباقي الـ50م و100م حرة حققتهما عام 2009 في بطولة العالم في إيطاليا.


بريتا ستيفن منافسة في أولمبياد لندن
من جهتها ستنافس الدولة المنظمة قطر عبر ثمانية سباحين هم: أحمد غيث عطاري وعبد الرحمن عيسى آل إسحاق وعبد الرحمن خالد الكواري وعمر هشام عمر ووليد رفيق دلول ونوح عبد العزيز الخليفي وناصر ياسر حسان وعبد الله محمد اليهري بالإضافة إلى السباحة ندى محمد عركجي.

ولعل أبرز الغائبين سيكون البطل الاولمبي والعالمي التونسي أسامة الملولي، حامل ذهبية 10 كم ماراتون وبرونزية 1500م سباحة حرة في أولمبياد لندن، والذي كان مقرراً أن يحضر ويشارك في الدوحة إلا أن تفاقم إصابته في ظهره دفعه إلى الاعتذار والانسحاب.

لمحة تاريخيّة

منذ أن أُطلقت بطولة العالم للسباحة عام 1973 في بلغراد، والتي كانت أهم حدث سباحة وقتها إلى جانب الألعاب الأولمبيّة، عمل الاتحاد الدولي لرياضة السباحة على إيجاد بطولات أخرى تجري منافساتها خلال الموسم الشتوي في النصف الشمالي للكرة الأرضيّة، ما أفضى إلى انتشار العديد من اللقاءات خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، في دول مختلفة مثل فرنسا وألمانيا الغربية والشرقية وبريطانيا وغيرها وفي أحواض قصيرة وأولمبية.

توسّع رقعة اللقاءات الفرديّة، بلور فكرة تنظيم سلسلة مترابطة تمثلت بإطلاق كأس العالم للسباحة عام 1988 حين اجتمع منظمو عدد من اللقاءات التي كانت تجري حينها، وهم تورونتو (كندا) وانديانابوليس (أميركا) وباريس (فرنسا) وبرلين الشرقية (ألمانيا الشرقية) وبون (ألمانيا الغربية) وغوتنبرغ (السويد) وفنيس (إيطاليا) وبارنيت (بريطانيا)، اجتمعوا في العاصمة الإيطاليّة روما وقرروا إطلاق أوّل سلسلة كأس عالم في السباحة مع جوائز ماليّة للفائزين، فكان أن نظّم أوّل لقاءين أواخر عام 1988.


مجمّع حمد الدولي للرياضات المائية سيحتضن جولة الدوحة
عام 1991 وافق المؤتمر التقني للسباحة في بيرث أستراليا، على الاعتراف بالأرقام العالميّة المسجّلة في حوض قصير 25 متراً، وباتت "فينا" في العام ذاته شريكة في تنظيم سلسلة كأس العالم بالتعاون مع الاتحادات المحليّة المحتضنة للجولات، وتمّ حينها اعتماد برنامج يشتمل على ست فئات للرجال والسيدات.

سرعة: 50م و100م و200م حرّة
مسافات طويلة: 400م و800م و1500م حرّة
ظهر: 50م و100م و200م
صدر: 50م و100م و200م
فراشة: 50م و100م و200م
فردي متنوّع: 100م و200م و400م

عام 1992، وللمرة الأولى والوحيدة نظم الاتحاد الدولي ما عرف بـ"النهائي السوبر" في إسبانيا كجولة ختامية للسلسلة شارك فيها سباحون وسباحات تأهلوا من الجولات السابقة وفقاً لآلية محددة.

السنون اللاحقة شهدت دخول دول جديدة في التنظيم، فشاركت الصين عام 1993، وهونغ كونغ عام 1994، ومدينتا سيدني الأستراليّة وريو دي جانيرو البرازيليّة عام 1998.

بدءاً من موسم 2001-2002، أدخلت "فينا" تحديثاً على نظام التصنيف وباتت النتائج مقرونة بما يعرف بـ"جدول نقاط الاتحاد الدولي للسباحة"، وفيه باتت أفضل نتيجة يسجلها سباح أو سباحة تؤخذ فقط في عين الاعتبار.

ومع استمرار دخول جولات جديدة في السنوات اللاحقة، قررت "فينا" عام 2007 تكثيف اللقاءات وتقصير الجدول بحيث تجري المنافسات خلال شهري تشرين الأوّل/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر بهدف توسيع التغطية الإعلاميّة وزيادة الاهتمام الدولي.

المصدر: الجزيرة الرياضيّة