تظاهر العشرات البولنديين المعادين للإسلام في العاصمة وارسو احتجاجًا على اعتزام المسلمين بناء مسجد هو الثاني لهم في المدينة. وفي مواجهة تلك المظاهرة، قامت مجموعة صغيرة بالاحتجاج على هذه العنصرية ضد المسلمين.


وهتف مناهضو بناء المسجد "إسلام متطرف، لا شكرًا"، وحملوا شعارات تقول "أوقفوا المتطرفين"، و"الإسلام السياسي تهديد لأوروبا".

ويتذرع معارضو بناء المسجد من المخاوف الأمنية من أن تستخدمه "الجماعات الإسلامية المتطرفة" –على حد وصفهم- لكسب موطئ قدم في المجتمع البولندي.

لكن أكثر ما يثير استياءهم في هذا المسجد هي شائعات غير مؤكدة تقول بأن المملكة العربية السعودية هي التي تموله.
وبمقابل هذا الاحتجاج قامت مجموعة صغيرة باحتجاج آخر مضاد، مما دفع الشرطة إلى تشكيل حاجز بين الجانبين اللذين تجمعا في موقع بناء المسجد في حي ناء بوارسو.


ورفع المشاركون في الاحتجاج المضاد شعارات تقول "وارسو للجميع"، و"أوقفوا الإسلاموفوبيا" (الخوف من الإسلام).

ويشكل المسلمون –رغم تزايدهم- أقلية في بولندا، لهذا فإن مثل الاحتجاجات تعتبر أمرا غير اعتيادي لكنها تشكل دليلاً على أن المخاوف التي تجتاح بقية أوروبا تترسخ الآن كذلك في هذا البلد الشيوعي السابق.


وتشن الجماعات المينية المعادية للإسلام في أوروبا حملة واسعة مستمرة منذ نحو عامين تستهدف منع بناء المساجد في الدول الأوروبية، مخوفين مما يسمونه مساعي المسلمين لـ"أسلمة أوروبا".

كما منعت سويسرا بناء المساجد بمآذن وتعتزم دول أوروبية أخرى أن تحذو حذوها في ذلك.


وتمنع فرنسا المسلمات من ارتداء الحجاب داخل المؤسسات الحكومية، وتسعى إلى سن تشريع يمنع ارتداء النقاب في الشارع.


وعلى المستوى الشعبي تسود موجة من مناهضة الإسلام واضطهاد المسلمين في الدول الغربية عموما وفي فرنسا وألمانيا وبولندا وسويسرا على الأخص، فيما تكثر حالات الاعتداء على مسلمين بدوافع دينية.


وفي كل الحالات؛ الرسمية والفردية، يتذرع مناهضوا الإسلام بالخوف من تنامي تيار "متشدد" يسعى لشن هجمات داخل تلك المجتمعات.