ان مشهد فرعون القرن وهو فى قبضة شعبه يجرجر ويضرب ويسحل مشهد ترسله الامة الى كل طاغية كم قتل القذافى من داعية وكم سحلت اجهزته من عالم وكم شرد من الشباب المؤمن وكم حبس من النفوس الموحدة يا سبحان الله لا يوجد رئيس فى المنطقة وضع حوله شبكة معقدة للحماية الشخصية مثل ما فعل القذافى فالقذافى كان يعمل لديه ما يزيد على سبعة اجهزة امن مستقلة كل جهاز يعتبر قادته انهم فقط المعنيون بامن البلد الذى يعنى بالاساس امن الرئيس كان القذافى يعمل على تغييب كل شاعر او عالم او صحفى او حتى ممثل وفنان تتعلق به قلوب ابناء الشعب الليبى لانه كان يريد ان يكون وحده رب تلك القلوب ومحبوبها لم يكن الشعب فى عهده يعرب فى سماء ليبيا نجما غيره لان جميع النجوم فى اى مجال كان طمست القذافى لم يجعل شبكة امنه الخاص داخل حدود ليبيا فقط بل صنع من نفسه زعيما افريقا يستغل عوز اهل القارة السوداء ليغدق عليهم الاموال ويجعل منهم مرتزقة لحمايته الشخصية القذافى حول ليبيا الى مزرعة عائلية يتولى ابناؤه فيها الاجهزة الامنية القذافى فعل كل ذلك ورغم ذلك كله لم ينجو من مشهد مذل ومخزى جدا شاهده العالم كله وفتية كان يكتم القذافى انفاسهم يصفعون وجهه ويسحبونه كخروف يتمنع الى الذبح ان الطغاة لن يستطيعوا فعل تدابير امضى ولا اوسع مما فغله القذافى لتحقيقه امنه الشخصى ان نظرية الامن فى القران ايسر من ذلك ( الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اؤلئك لهم الامن وهم مهتدون ) انها نظرية لا تعرفها اكاديميات الامن ولا معاهده انها نظرية لم يتلق ضباط المخابرات دروسا عنها نظرية عقلها امير المؤمنين عمر فنام تحت شجرة والقذافى يجرجره الثوار من حفرة خلف شجرة ان التحالف مع الغرب وتغريب وفرنسة شعب تونس لم يدفع عن بن على كارثة السقوط ان تحالف المال والسلطة فى مصر والوفاء بحماية الكيان الصهيونى لم يدفع عن مبارك كارثة السقوط ان تحالف المخابرات والمرتزقة فى ليبيا لم يدفع عن القذافى السقوط ان تحالف السلطة والقبائل وجعل ارض اليمن مباحة للطيران الامريكى لن يدفع عن صالح كارثة السقوط ان تحالف الطائفية والعسكر والشعارات القومية لن تدفع عن بشار كارثة السقوط لقد جرب كل طاغية اسلوبا مختلفا ونحن امام مهرجان تساقط جميع الاسباب الوضعية الجاهلية العالم يشهد الملك العضوض والطرق الميكافلية تتهاوى وهى تلفظ انفاسها الاخيرة فهل يفلح الثوار هنا وهناك فى جعل هذه الاية تعمل ليعطوا العالم ننوذجا مختلفا واسكيرا عجيبا لتحقيق الامن (الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اؤلئك لهم الامن وهم مهتدون ) عندئذ فقط يمكننا القول ان دمشق وطرابلس وتونس والقاهرة وصنعاء قد فتحت وفى انتظار البقية !!