تلقى المحررون الصحفيون في القسم الديني لعدد من الصحف القومية والخاصة تعليمات مشددة من رؤسائهم باختلاق بعض القصص الوهمية التي تسىء إلى السلفية والجماعات الإسلامية عن طريق وصفهم بالتطرف، والشروع فى تطبيق الحدود، وتصيد الأخطاء لهم وتهويلها، بهدف تفعيل حملة صحفية كبيرة لتشويه صورتهم .
وقال أحد الصحفيين الذين يعملون بجريدة أسبوعية لها موقع شهير على الانترنت، إنه تلقى أوامر مباشرة من رئيس تحريره بافتعال أخبار ملفقة تسىء للجماعات السلفية والإخوان، لافتا إلى أن "رئيس تحريره" مهتم جدا بإشاعة هذه الأخبار وأنه اجتمع بعدد من المحررين لعمل "أجندة عمل" يقوم من خلالها بشن هجوم على "الإسلاميين" باختلاق بعض القصص الوهمية والأخبار والمقالات التي تثير الفزع من هذه الجماعات في الشارع المصري للحد من انتشارها.
ونجحت هذه الصحف في إحداث حالة من الرعب في الشارع بعد الشائعة التي تم ترويجها عن تهديد السلفيين باستهداف السيدات القبطيات وغير المحجبات بكب ماء النارعلى وجوههن، رغم إصدار التيار السلفى فى مصر بيانا نفى فيه هذه الدعوات إلا أن الشائعة وجدت لنفسها مكانا فى الواقع فى ظل تنامى القلق من التيار السلفى.
كما تم تهويل الحادث الذي وقع بين مجموعة من الصعيد ضد رجل قبطي يدير شبكة دعارة رفض إغلاق هذه الشبكة، مما أدى إلى وقوع مشاجرة بينهم أدت إلى إصابة القبطي وهو ما روجت له هذه الصحف بأن جماعات سلفية قامت بإقامة الحد عليه بقطع أذنه، فضلا عن الحادث الذي وقع في قرية قصر الباسل بمركز إطسا بمحافظة الفيوم من خلال معركة بالأسلحة النارية بين مواطنين، أدت إلى مصرع شخص وإصابة 8 أفراد، فتم استغلالها أيضا بشائعة قيام أعضاء من الجماعة السلفية بتحطيم محل لبيع البيرة ومقهيين، ما دفع أهالى القرية إلى الاستغاثة بالقوات المسلحة من أجل التدخل لمنع المشاجرة.
و أكد محرر صحفي بأحد المواقع الصحفية الأخرى أنه تم عمل اجتماع موسع حضره هو ومجموعة من الصحفيين الذين يعملون ببعض الصحف الخاصة المملوكة لرجل أعمال مشهور، للاتفاق على افتعال حملة صحفية تشوه صورة السلفيين والجماعات الإسلامية في عملية الاستفتاء التي تمت على التعديلات الدستورية الأسبوع الماضي، وهو ما حدث بالفعل حيث تم نشر أخبار مفتعلة عن قيام الجماعات الإسلامية بتهديد المواطنين بالأسلحة البيضاء إذا لم يقولوا "نعم" على التعديلات، بالإضافة إلى تصوير اللافتات التي تروج لـ "نعم" على أنها "غسيل مخ" للمواطنين، رغم انتشار مثيلتها التي كانت تروج لـ "لا".
كما نفذت حملة نقد وهجوم جماعي من بعض الفضائيات على جماعة الإخوان وقامت برامج التوك شو عقب إعلان نتائج الاستفتاء، على قناة أوربت و دريم وأو.تي.في وغيرها بتصوير الإخوان والسلفيين كالوحش الذى سيلتهم مصر.
ويشير بعض المحللين إلى أن هذه الصحف والفضائيات تتعجل تلفيق التهم للجماعات الإسلامية للتخويف من التيار السلفي ، متهمين رجل أعمال شهير يمتلك عددا من القنوات الفضائية والصحف الخاصة، بالقيام بالتصدي للضغوط التي تمارسها الجماعات الإسلامية من أجل الكشف عن مصير السيدات المختطفات ممن أسلمن وتم تسليمهن إلى الكنيسة .
وشهدت السفارة الأمريكية في الأسبوع الماضي وعدة مراكز بحثية ، منها مركز تابع لمؤسسة صحفية قومية معروفة لقاءات بين نشطاء وباحثين ليبراليين وناصريين وبين باحثين وصحفيين أمريكيين، للتحذير من تصاعد نفوذ الإسلاميين في مصر بعد ثورة 25 يناير ، وأن التيار السلفي تحديدا يمثل تهديدا لمدنية الدولة والنظام السياسي بعد ظهور قدرته الواسعة على الحشد والتأثير الانتخابي على النحو الذي ظهر في الاستفتاء الدستوري الأخير.