وصول الإسلام إلى طاجيكستان مرتبط بفتح خراسان وبلاد ما وراء النهر، فبعد معركة القادسية امتد نفوذ الإسلام إلى بلاد فارس، ثم وصل نهر جيجون، ثم انتقل إلى منطقة وادي فرغانة، وفي الفترة الواقعة بين عامي 94 – 96 من الهجرة فتح القائد قتيبة بن مسلمة منطقة وادي فرغانة، وتجاوزها نحو الشرق حتى وصل إلى حدود الصين، ثم تلى ذلك بفتح كاشغر.
وبعد سلسلة من الفتوحات عاد قتيبة بن مسلمة وتولى أخوه صالح بن مسلمة، فأكمل فتح باقي منطقة وادي فرغانة، وفتح صالح بن مسلم الباهلي كاسان وأورشت في وادي فرغانة، ذلك بعد عودة قتيبة إلى مرو، واستمر انتشار الإسلام طيلة العصر الأموي.
وفي العصر العباسي ازدادت صلة الخلفاء العباسيين بفارس وخراسان ووسط آسيا، وازدهرت الدعوة الإسلامية في عهد السامانيين وخلف السامانيين الغزنويون في الحكم، وأخلصوا للدعوة الإسلامية لا سيما في عهد محمود الغزنوي الذي مد حدود الدولة إلى الهند، ثم جاء الأتراك السلاجقة بعد الغزنويين وأسس السلاجقة دولة واسعة.
ثم اجتاح المغول منطقة وسط آسيا بعد ضعف الدولة السلوجوقية، ولما ضعفت دولة المغول سيطر الروس عليها، وكانت أكثر محاولات السيطرة الروسية في سنة 1869، حيث استولوا على طاجيكستان سنة 1343هـ، وأصبحت جمهورية اتحادية سنة 1348 هـ.
وفي أوائل 1411هـ - 1990م، شهدت جمهورية طاجيكستان الإسلامية انتفاضة ضد السلطة السوفيتية، مما أدي إلي العديد من الظاهرات والعصيان المدني، وقد استخدمت السلطات القوات المسلحة ضد العصيان، فلم تستطع قمع الصحوة الإسلامية في هذه المناطق، وقبل أن ينتهي عام 1991 تفكك اتحاد السوفييتي، وأعلنت طاجيكستان استقلالها.
** يحد جمهورية طاجيكستان من الشرق إقليم تركستان الشرقية، ومن الشمال جمهورية قرغيزيا، ومن الغرب والشمال جمهورية أوزبكستان، ومن الجنوب أفغانستان، ويشكل المجرى الأعلى لنهر جيجون الحدود بينهما، وتبلغ مساحتها حوالي 141 كم مربع.
** يبلغ تعداد سكان طاجيكستان حوالي 6 مليون نسمة، وتتراوح نسبة المسلمين فيها بين 85 - 90%، وهم خلافاً لمعظم الجمهوريات الإسلامية المجاورة يتكلمون اللغة الفارسية، وهم في غالبيتهم من السنة الأحناف، باستثناء أعداد قليلة ينتمون للطائفة الإسماعيلية الأغاخانية يسكنون هضاب البامير في إقليم (غورنوبدخشان).
** المساجد منتشرة في كل مكان في طاجيكستان، سواء المساجد الكبيرة أو الزوايا الصغيرة، ففي كل حي مسجد أو زاوية للصلاة، وهناك اهتمام كبير بالمساجد الكبيرة "المسجد الجامع"، والمذهب المعتمد في البلاد هو المذهب "الحنفي".
وللمساجد دور ثقافي هام في حياة مسلمي طاجيكستان، في جميع شهور السنة عامة، وفي المناسبات على وجه الخصوص، ويصل عدد تلك المساجد إلى حوالي 300 مسجد ودار للعبادة.
وبالنسبة لصلاة العيد فإنها تتم في المساجد الكبرى، المساجد الجامعة، أو في الخلاء، والإدارة الدينية هي التي تنظم الصلوات وتوزع الخطباء، والمعاهد الدينية الموجودة في البلاد تابعة للإدارة الدينية لحكومة طاجيكستان.
ويزداد إقبال الناس على ارتياد المساجد في صلاة الجمعة والعيد، لكن في الأيام العادية الناس غير مقبلين على المساجد، ويرجع ذلك بسبب عدم معرفتهم بفضل صلاة الجماعة وتدني مستوى الخطباء.
ولا توجد مكتبات إسلامية بكثرة، وإنما تباع الكتب الإسلامية بجوار المساجد، والسلطات تحذر دائما من التجمعات لأغراض دينية كالوعظ أو الدعوة أو التدريس، كما أن العلوم الإسلامية قليلة لعدم وجود دور نشر وتوزيع إسلامية، ولا توجد مطابع لطباعة الكتاب الإسلامي، كما أن تكلفة نقل الكتب الإسلامية من الدول العربية والإسلامية مرتفعة للغاية.
أما عن تحفيظ القرآن الكريم فيتم في المدارس الإسلامية فقط، وهناك نظام "الكُتاب" لتحفيظ القرآن في المنزل، غير أنه يستوجب الحصول على إذن رسمي من الحكومة.
** من أشهر العلماء في طاجيكستان: الشيخ نور الدين توراجان زادة وأخيه الشيخ محمود توراجان زادة. وبالطبع فأنتم تعرفون أن الإمام البخاري والذي لقب بأمير المؤمنين في الحديث، هو من الطاجيك، وأن جده كان مجوسيا، وأسلم على يد أناس من قبيلة جعف. كما أن الإمام أبي الليث السمرقندي- القرن الخامس الهجري- وهو صاحب تفسير "بحر العلوم" وكتابه "تنبيه الغافلين". وأيضاً الإمام الترمذي فهناك كلام عن أنه من الطاجيك.
** في كل عام يتخرج حوالي 20 طالباً طاجيكياً من الأزهر الشريف، وللطالب عقب عودته إلى طاجيكستان الخيار في أن يعمل في الإدارة الدينية كخطيب أو إمام مسجد، أو أن يمارس الدعوة مستقلاً، وهناك أكثر من 200 طالباً طاجيكياً يدرسون الآن بالأزهر، بعضهم يدرس العلوم الأخرى غير الشرعية كالطب والهندسة، ولا يتوقف الأمر عند دراسة التعليم الديني فقط.
خطبة الجمعة تكون باللغة العربية، لكن الحضور إلى المسجد يكون مبكرا قبل الآذان بساعة تقريباً، للاستماع إلى القرآن، وحضور درس الوعظ الأسبوعي للخطيب أو الإمام والذي يقدم باللغة الطاجيكية أو الفارسية أو اللهجة المحلية