لاشكَّ أن الأقلية المسلمة في كل مكان من العالم وفي كل بقعة من بقاع الأرض على ثغرة مهمة من ثغور الإسلام، ولقد سمعنا وقرأنا الأخبار عن كثير من إخواننا المسلمين في المجتمعات التي أكثر أهلها من غير المسلمين، وما يحصل عليهم من التسلط والتضييق في إقامة شعائر دينهم لإبعادهم عنه، إما بالإكراه أو بطرق أخرى, ولقد جبنا في حلقات سابقة الكثير من الأصقاع محاولين تقصي أحوال هؤلاء الأخوة, واليوم نحط رحالنا في أرخبيل نيوزيلندة تلك الأرض الشاسعة المسماة بأرض الماوري.
هيا لنقف على أعلى نقطة هنا في تلك البلاد و هي قمة جبل كوك- الذي يحمل اسم المستكشف البريطاني الذيقام باكتشافه-لنسلط الضوء على المسلمين هناك.

لقد اكتشف هذا الأرخبيل الملاح الهولنديإيل تازمان في رحلتهعام1642 هـ -1052 م الذي سبق كوك إلى هذه الأرض العذراء بحوالي قرن. إلا أن تازمان لم يهبط. ولكن هذاما فعله الأول لتكريس السيادة البريطانية على هذه الجزر,إلا إن تازمان تمكن مناسترجاع بعض إرثه إذ أنه أعطى هذه الجزر اسمها الغريب نيوزيلندة آو تيروا وهو الاسم الماوي ل(نيوزيلندة), وهو يعني "أرض الغيوم البيضاء" الطويلة. وهو أمر حقيقي للغاية إذ أنه يمكن لمن يقف على جبل كوك أن يرى الأفق يبدو وكأنه شريط ثابتومتماسك من الغيوم البيضاء.

الموقع: توجد نيوزيلندة في الطرف الجنوبي الغربي من المحيط الهندي ، وفي الجنوب الشرقي من استراليا فهي من أتباع نصف الأرض الجنوبي مثلها في ذلك مثل استراليا,وعندما وصلها البريطانيون كان سكان هذه الجزر من البولينيريين ، وينحدر منهم المورى سكان جنوبي شرقي آسيا ويشكلون 9% من سكان نيوزيلندة. وبعد هيمنة الاستعمار البريطاني على جزر نيوزيلندة كثر عدد المهاجرين الأوروبيين إليها وأصبح للبريطانيين النصيب الأكبر من سكان نيوزيلندة.

وتتكون نيوزيلندة من اتحاد ظهر عام 1328ه-1907م, ويضم 9 ولايات تشمل جزيرتين كبيرتين إحداهما شمال الأخرى, إلى جانب عدد من الجزر الصغيرة.
أرض جزر نيوزيلندة تشترك في سمات تضاريسية فالمرتفعات تتوسط الجزيرتين الكبيرتين ، وتعرف جبال الجزيرة الجنوبية بجبال الألب الجنوبية ، وتتكون من سلاسل جبلية تضم سبعة عشر جبلا يقترب ارتفاع كل منها من ثلاثة ألاف متر ، ومعظم جبال الجزيرة الشمالية بركانية النشأة وتحيط السهول بالمرتفعات في الجزيرتين ، وتمتد هذه السهول بجوار السواحل ، وقد تأثرت مرتفعات الجزر بالتعرية الجليدية.

العاصمة:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

أكبر المدن:أوكلاندهي أكبر المدن وهي تعتبر العاصمة الاقتصادية لنيوزيلندة وبها أكبر نسبة من السكان حوالي ثلث سكان نيوزيلندة.

المساحة:تبلغ مساحتها حوالي 269.000كم2.

عدد السكان: حسب إحصائيات عام 2005م يبلغ عدد السكان4,107,883نسمة.

عدد السكان المسلمين:يصل عدد السكان المسلمين إلى 57960ألف نسمة من أعراق مختلفة مثل "الفيجيون والأوروبيون والأفغان والأتراك والهنود" بالإضافة للعرب.

اللغة الرسمية:الإنجليزية والماوية.

الديانة:الرسمية المسيحية وتبلغ نسبتها حوالي 67%,أكثر من ربع سكان البلاد بلا دين وتصل نسبتهم إلى 26%,و75 ديانات أخرى كالبوذية واليهودية والهندوسية والسيخ إلى جانب الإسلام.
المجموعات العرقية:74.5% نيوزيلنديين أوربيين,9.7%ماوريين,4.6% أوربيين,3.8%سكان جزر الهادي,7.4%آسيويين وجنسيات أخرى.
كافة سكان نيوزيلندة هم من المهاجرين ,والثقافة الغالبة بين السكان هي الثقافة الغربية بقيمها وتراثها, وتتمتع جميع الجاليات بالحرية الدينية وليس هناك أي احتكاك بينها.
وبسبب اعتدال الجو وكثرة الأمطار فإن نيوزلندة بلد مغطى بأكمله بالمساحات الخضراء الشاسعة وهي من البلدان الجميلة جدا من الناحية الطبيعية، وتمتلك نيوزيلندة أكبر ثروة حيوانية في العالم.

كيف دخل الإسلام إلى نيوزيلندة ؟
دخول الإسلام إلى هذه المنطقة حديث للغاية في أواخر القرن ال19حيث هاجر إلىنيوزيلندا رجال مسلمون ذوو أصول آسيوية أغلبهم من شبه القارة الهندية،وبعضهم منأصول جرجانية، ولكنهم تمشياً مع تقاليد ذلك الوقت وثقافته، خلفوا وراءهم زوجاتهم.وتمكن المسلمون من التكيف مع البيئة النيوزيلندية الغربية، وفي الوقت نفسه، كانوايرسلون إلى بلادهم ما يكسبون من أموال، ويقومون بزيارات منتظمة إلىأوطانهم.

في الخمسينيات وبداية الستينيات وصل عددهم حوالي700مسلم, و في عام1975وصل عددهم حوالي 800 مسلم,وفيأوائل القرن العشرين وبعد عام 1390ه,كانعدد المسلمين في نيوزيلندةبالرغم قصر المدةحوالي 6000مسلم،ولقد وصل المسلمون في هجرات من جنوب شرق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لاسيما من جزر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ونشطوا في الدعوة وأسلم العديد من النيوزيلنديين من أصل أوروبي.

هذا و يرجع أصول بعض المسلمينفي نيوزيلندةإلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وتركيا، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،وكذلك من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .

ويتجمع المسلمون في ثلاث مناطق،في منطقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وخاصة في مدينة أوكلاند ،وفي جنوب الجزيرة الشمالية عدد لا بأس به من مسلمي نيوزيلندة،وفي جنوب شرقي الجزيرة الجنوبية في مدينة كريست تشرش،ومعظم المسلمين من الطبقات الكادحة والقليل منهم من الفنيين المدربين .

ويختلف المسلمون الآسيويون في طبيعة عملهم عن المسلمين الجرجانيينفالأولون يعملون في الزراعة وحلب الأبقار وما تعلق بذلك أما المسلمون الجورجارنيونذوي توجهات وعقليات تجارية، ومن ثم فقد سكنوا المدن.
أما استقدام الزوجات فكانلأول مرة في منتصف الأربعينيات، وبينما تجد زوجات الجرجانيين يساعدن أزواجهن فيمحلاتهم الصغيرة وفي غيرها من الأعمال التجارية الأخرى، نجد أن زوجات الآسيويينيعانين الوحدة في بيوت تقع غالباً في مزارع نائية حيث عمل أزواجهن.

ووفقا لآخرتقرير متاح عن التعدد السكاني لنيوزيلندا، بلغ العدد الإجمالي للسكان المسلمين فيذلك القطر عام 1991م (57690 فرداً منهم 2517 امرأة). وتصل نسبة المسلمين ذوي الأصولالهندية 48.9%، والآسيويون الآخرون تبلغ نسبتهم 20.7%. أما ذوو الأصول الأوروبيةفنسبتهم 6.6%، في حين تبلغ الأصول الأخرى جميعها 23.8%.

ويوجد في نيوزيلندة حوالي 14- 16% من السكان هم من ال "ماوري" سكان الجزر، وخلال الأعوام الستة الماضية بدأوا يدخلون في الإسلام، ولهذا بدأ الاتحاد الإسلامي للجمعيات الإسلامية بترجمة بعض أساسيات تعلم الدين الإسلامي إلى لغة ال"ماوري"، ويدعم الاتحاد هذا المشروع لأنه مشروع مهم جداً في نيوزيلندة.
أما عن عدد الذين يدخلون في الإسلام سنوياً في نيوزيلندة،ًفيتراوح بين 60- 100 شخص، وتعتبر منطق هاميلتون من أكثر المناطق استجابة.

المساجد والمراكز الإسلامية:
هناك اثنا عشر مسجداً رئيسياً وبعض المصليات تقام فيها الصلوات الخمس والجمعة، سبعة منها في أوكلاند وواحد في ولينحتون وأخر في كريستشيرش وآخر في دنيدن, وواحد في هامليتون والآخر في شمال بالمر ستون. وهناك العديد من المساجد الصغيرة رغم قلة الجالية المسلمة و يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى حرص المسلمين على أداء فريضة الصلاة التي هي عماد الدين ويرجع إلى أن أوكلاند بالذات شاسعة جدا ولذا يتعذر أداء الصلوات كلها في المساجد الرئيسية في غير أيام الجمعة.
الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندة:
هناك العديد من الجمعيات و الاتحادات الإسلامية تأسست لتلبية حاجات الجاليات المسلمة و تنمية العمل الدعوى هناك,وهذه المؤسسات موزعة في أغلب المدن الرئيسية في نيوزيلندة, كذلك فإن العمل من الأوقاف الإسلامية التي تقوم على العمل التطوعي لتلبية حاجات الجاليات المسلمة, وهناك الاتحاد الفيدرالي للجمعيات الإسلامية الذي يضم أغلب الجمعيات الإسلامية.
وتعتبر الجامعات من أخصب البيئات في بلاد الغرب للدعوة وعرضالإسلام وذلك لما يتاح فيها من الحرية لعرض الأفكار والمبادئ و ذلك لما يتمتع به المنتسبون لها من انفتاحية على الغير قد لا توجد في بيئات أخرى, وتسمح الجامعات عادهبتأسيس جمعيات طلابية تقدم خدماتها للمسلمين أو لعموم الطلبة بل وتدعم أحيانا هذهالمنظمات ماليا.
وقد تشمل نشاطات الجمعية الطلابية الإسلاميةما يلي:

·تنظيم أسبوعتوعية:ما على المسئول عن الجمعية إلا حجز موعد وطاولة ويضع عليهاما يشاء من كتب ونشرات وفيديو وشاشة تلفاز تعرف بالإسلام وغالبا ما يكون المكانممرا للطلاب يتوقفون حوله ويأخذون الكتب والنشرات.
·دعوة أحد المحاضرين في الساحة الإسلاميةلإلقاء محاضرة عن الإسلام: أوقد يوجد في الجامعة منالأساتذة المسلمين من يقوم بالدور المطلوب.
·إستقبا ل الطلبة المسلمين الجدد:ويكون عن طريق مسئول مكتب الطلبة الأجانب في الجامعة وقد لاتتوفر قائمة بأسماء الطلبة المسلمين ولكن يمكن التعرف عليهم عن طريق السؤال عنأسماء الدول التي أتوا منها وأسمائهم الشخصية.
·إقامة لقاء مع الجمعياتالأخرى:سواء أكانت جمعيات الأقسام أو جمعياتالأنشطة الأخرى بهدف تبادل المعرفة ولكن الهدف الأول والأخير هو التعريف بالإسلاموالدعوة إلى الله.
·أغلب الجامعات يتوفر فيها قسمالدين والفلسفة ويمكن عن طريق إتحاد الطلبة المسلمينإلقاء محاضرة للتعريف بالإسلام.
·إهداء الكتب التي تعرف بالإسلام للأساتذة في الجامعة باسمالاتحاد فقد يتقبلها أكثر من إرسالها بطريقةشخصية.
·إرسال رسائل قبل رمضان أو قبيل العيدين للمسلمين الذينلا يأتون إلى مسجد الجامعة وتهنئتهم بالعيد وحثهم على الحضور للمسجد والتقاء إخوانهم.
ولكن هناك بعض الصعوبات التي تواجه اتحاد الطلبةمنها:
·انخفاض الدعم المالي في الجامعات أو توقفه أحيانا.
·قلة مشاركة الطلبة المسلمين في الأنشطة.
·غالبا ما يعمل الطالب لفترةقصيرة وهى مدة الدراسة فما أن يدع الشاب ويتعرف جيدا على الجامعة إلا ومدة الدراسةقد انتهت وعاد إلى بلاده.

ويعتبرا لهدف الأساسي من وجودالجمعيات الإسلامية في الجامعات هو مساندة وتوعية المسلمين بأمور دينهم ودعوة غيرالمسلمين لدين الله الحق.

وهناك أمرين رئيسين يحددان مدى فعالية هذهالجمعيات في أداء رسالتها,أما الأمر الأول فهو التزام الأعضاء بأداء واجبهم,وأما الأمر الثاني فهو الإخلاص والذي يظهربوضوح في تحديد الأولويات في هذه الجمعيات والتي تنعكس بالتالي على أنواع النشاطاتومدى فائدتها فمثلا إذا وضعت إحدى هذه الجمعيات في أولوياتها أن تكون مقبولة داخلالإطار الجامعي كغيرها من الجمعيات فإن سياستها العامة ونشاطاتها تختلف عما إذاكانت الأولوية هي الالتزام بالمنهج القويم ونشره بين المسلمين وغيرهم ومن المهمالإشارة إلى عدم الوقوع في خطأ حصر الإسلام في أحد مكوناته وإهمال الأخرى بل ينبغيأن تكون الأولوية الأولى دائما وأبدا هي ابتغاء مرضاة الله والحرص على مصالحالمسلمين وفي ذلك جلب توفيق الله تعالى وتكليل الجهود بالنجاح إن شاءالله.

ومن خلال هذه الجمعيات يمكن خدمة الإسلام ونشره في الأوساط غير الإسلامية, إن جمعية الطلبة المسلمين لها دوربارز في حياة المسلمين فهي تساهم في نشر الجهود الدعوية, إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهها وذلك لأن جزءاً من أنشطتها الدعوية موجه إلى الشباب المسلم للحفاظعلى هويته الإسلامية إلا أن ضعف الخبرة في التعامل مع هؤلاء الشباب الذين هم محلعناية يعانون من ظاهرة التغريب المفرط مما يجعل المهمة صعبة وربما قادت أحياناإلى الإحباط.

لذلك يجب على المنظمات الإسلامية أن تشارك بأداء دورها في هذه الجمعياتبالتدريبات اللازمة لأساليب الدعوة وإرشادهم بالطرق المناسبة للتعامل مع السلوكياتالمختلفة لهؤلاء الطلبة أيضا,وهناك قضية أخرى وهي إحجام كثير من الطلبة المؤهلينللعمل في هذه الجمعيات وذلك بحجة عدم القدرة وضعف الخبرة واللغة ولكن الحقيقة أنجزءاً منهم يرى أن العمل مع هذه الجمعيات يصرفهم عن التحصيل الدراسي بينما يرى آخرونبأن مثل هذه الجمعيات قد تجلب لهم المشاكل إذا فكروا في العودة إلى بلدانهم, وأخيرافهناك قضيةالاختلاط بين الجنسين.



وخلاصة القول هنا مم لا يخفى على أحد أن هناك مفاهيمكثيرة مغلوطه في المؤلفات الغربيه تحتاج إلى تصحيح فوري لتمهيدها أمام الإسلام علىالأرض الغربيه المليئة بالأشواك والأوهام, ومن بين هذه المفاهيم عدة دعاوى كاذبةلكنها ما زالت تزعم أن الإسلام دين عدواني انتشر بالنار والسيف وأنه دين تواكلييدعو إلى الكسل كما يشاع أن الإسلام عدو للعلم والحضارة وأنه دين يضطهد المرأة وأنهدين شهواني يجري أتباعه وراء المتع والشهوات فضلا عن تشويه كثير من المسائل تشويهامغلوطاً ليس له أساس من الصحة.

هذه المفاهيم الخاطئة وغيرها منتشرة في كثير منالمؤلفات الغربيه بما يؤكد أن التصور الذي يرتبط في أذهان الغربيين بصورة الإنسانفي الإسلام يبين لنا ضآلة ما يعرفه الغرب عن الإسلام عقيدة وقيماً وشريعة,
إن تصحيحهذه المفاهيم الخاطئة يجب أن يكون لها الأولوية المطلقة التي يجب أن يضطلع بهكافة المؤسسات والهيئات الاسلاميه في هذا البلد حيث لا يعقل أن يقتصر النهوض بهذهالمهمة الحيوية على عاتقمبادرات فرديه وليس مؤسسات إسلامية متخصصة يكون منأوليات مهامها تنظيم جهود العلماء والكتاب والمفكرين فيالتعامل بعقلانية رشيدة وبمنطق الوثائق التاريخية وأيضا بمنطق عرض الإسلام العرضالصحيح وإظهار ما فيه من قيم ومبادئ تعتبر البشرية في أمس الحاجة إليها.