مفكرة الإسلام :

في بلاد كثيرة من العالم تعيش أقليات مسلمة تتباين نسبتها وتختلف مواقعها بين فئات المجتمع الأخرى في تلك الدول سواء في مجال الثروة والنفوذ أو في غيرها ، وبقدر ما يتاح لها من حرية العقيدة وحرية العبادة ، ينعكس ذلك كله على فرص التعليم والعمل وإمكانية المحافظة على تراثها وهويتها الثقافية.





وفي الغالب فإن هذه الأقليات تتعرض لمزيد من الاضطهاد أو الضغوط السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية ، إضافة إلى التباين في احتمالات العزلة أو الاندماج أو التعايش ، وهذه كلها تمثل ظواهر جديرة بالاهتمام والدراسة .





واليوم سنذهب إلى كندا ونتجول بين مقاطعاتها لنبحث عن إخواننا من المسلمين ونتفقد أحوالهم ونتعايش مع قضاياهم هناك في تلك البلاد البعيدة عنا في الموقع وأيضا في العادات والتقاليد والمختلفة عنا في الديانة.





· تعتبر كندا ثاني دول العالم مساحة.


· يبلغ تعداد سكانها 32.8مليون نسمة.


· الديانة الرسمية المسيحية.


· ويظهر آخر إحصاء للسكان أن الإسلام هو الديانة رقم واحد بين العقائدوالديانات غير المسيحية.


· عدد مسلمي كندا تضاعف في العقد الأخير ليصل إلى ما يقارب 600 ألف مسلم.


· أول مسجد كندا هو مسجد الرشيد أنشئ عام 1938م.


· أول مجلس شرعي إسلامي يطبق الشريعة الإسلامية تكون عام 1994م.


· أول مجلس للمنظمات والجمعيات الإسلامية تكون في أوائل السبعينات.


· تم اعتراف سلطات التعليم الكندية رسمياً بالدين الإسلامي عام 1973م.


· عدد المساجد والمصليات التابعة للمؤسسات الإسلامية العاملة بمدينة تورنتو وحدها حيث يتركز الجانب الأكبر من مسلمي كندا يبلغ 200 مسجد ومصلى هذا بخلاف المقاطعات الأخرى.





ومن خلال تفقدنا لأحوال هذه الأقلية المسلمة وخصائصها نرى أنها شبيهة بالأقلية المسلمة في الولايات المتحدة إن لم تكن امتداداً لها ولكن مع بعض الاختلافات الخاصة بالنشأة والتركيبة العرقية, حيث نرى أن الأصول العربية تغلب على مسلمي كندا إلى جانب أعداد كبيرة من أصول باكستانية وهندية وكذلك من شرق آسيا وجنوب أوروبا والبلقان وهؤلاء جميعاً حملوا معهم العقيدة الإسلامية مغلفة في ثقافات متعددة إلى بلد يقوم أساساً على تعدد الثقافات المهاجرة إليه , عدا عدد قليل من قدامى الكنديين الذين اعتنقوا الإسلام وهو ما تختلف فيه هذه الأقلية عن الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة.





وبالرغم من صغر حجم الأقلية المسلمة نسبياً في كندا إلا أنها بحكم انتشارها في جميع المقاطعات , مع تركيزها على المناطق الآهلة بالسكان وعلى بعض الأنشطة الحيوية يجعلها تبدو أكثر من حجمها , كما أن تعاملها مع وسائل الاتصال وقنواته المتعددة أعطاها ميزة الوجود الإعلامي أمام باقي فئات المجتمع.





إلا أنها تواجه بعض المشكلات حيث أن معظم المؤسسات الإسلامية ليس لديهاميزانية مخصصة للعلاقات العامة أو برامج للتواصل أو ممارسة أي نشاط بجانب الخدماتالدينية وتعتبر هذه مشكلةخطيرة للغاية تواجه الأقلية المسلمة.





وكذلك التمثيل السياسيللمسلمين في كندا والعلاقات مع وسائل الإعلام ، وإيجاد صلات وعلاقات مع الحكومةالمحلية والوكالات غير الحكومية إلى جانب انحياز الحكومة الكندية لإسرائيل في كثير من القضايا فيما لم يبذلوا جهدا يذكر من أجل تغيير ذلك بالرغم من أن السنوات القليلة الماضية قد شهدت تزايدًا من جانب الأقلية المسلمة في المشاركة في الحياة السياسية والمدنية بكندا وقد شهدت الانتخابات البرلمانية الأخيرة مشاركة كبيرة من جانب الأقلية المسلمة، سواءً علىمستوى الترشيح أو الإدلاء بالأصوات.





ورغم ترشح العديد من المسلمين المنتمين لكافة الأحزاب فإن عدداً قليلاً منهم فقط حقق الفوز , وذكر المجلس الإسلامي الكندي أن نسب حضور المسلمين كانتأعلى من نسب حضور الكنديين بشكل عام في الانتخابات البرلمانية.


كما شهدت الحملة الانتخابية التي استمرت شهرين صراعًاقويًّا بين الأحزاب السياسية لاستقطاب أصوات الناخبين من أبناء الأقليةالمسلمة.





وللتعليم بين أبناء المسلمين في كندا شأن حيث اعترفت سلطات التعليم الكندية رسميا بالدين الإسلامي وأصبح من مقررات الدراسة مع الأديان الأخرى لطلبة المرحلة الثانوية كما تلت ذلك مشروعات لتنظيم محاضرات عن الإسلام للمعلمين اللذين وكل إليهم تدريس هذه المقررات وقد نشط مجلس الجماعات الإسلامية مراجعة الكتب المقررة لتصحيح الأخطاء التي كانت شائعة فيها عن الإسلام, ويعتبر ذلك مدخلاً أساسياً في هذه المرحلة التعليمية لتنقية الإسلام من الشوائب التي كانت قد لحقت به سواءً كان ذلك جهلاً أو عمداً.








وبما أن حرية التعبير حق يتمتع به الكنديون جميعا على مختلف معتقداتهم فقد شارك اتحاد الطلاب اليمنيين في كندا مع أبناء الجالية المسلمة بتنظيم مسيرة سلمية أمام مقر القنصلية الدانمركية احتجاجا على ما بدأت به صحيفة دانمركية من إساءة لمشاعر و معتقدات المسلمين في العالم بإساءتهم لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك بتنظيم مسيرة سلمية دعت من خلال اللافتات والنداءات إلىعدم الإساءة إلى أي من الأنبياء و الرسل لكافة الأديان السماوية.





وأخيراً بالرغم من بعض الإيجابيات التي ذكرناها وتتمتع بها الأقلية المسلمة في كندا فإن قدرتها على تنفيذ برامج للتواصل محدودة للغاية وهناك أصوات كثيرة جادة وغيورة على مصالح المسلمين تحث المنظمات الإسلامية في كندا علىبذل جهد فوري ومكثف لنشر فهم أفضل للإسلام, وتؤكد على أن إدراك حقيقة المسلمين في المجتمعيحتاج إلى تغييروذلك بتنميةالوعيبالإسلام والتعرف على مسلمي كندا.





ولكن الأمل دائما يحدونا في أن تصبح الأقليات المسلمة في كل مكان وخاصة في كندا حيث أنها محور حديثنا الآن أقدر على التصدي للحملات المعادية للإسلام والتي هي سياسية في أهدافها وحاولت التخفي وراء مظاهر ذات طابع إنساني وهي في كثير من الأحوال ضد الإسلام والمسلمين.





إلى الملتقي مع فئة أخرى من إخواننا المسلمين في بقعة أخرى من بقاع الأرض.