من المرجح تاريخياً أن الإسلام وصل إلى القارة الأمريكية على يد الرقيق المخطوفين من غرب القارة الإفريقية، وهناك من يقول أن الرواد الأوائل من المسلمين كانوا هم الموريسكيين The Moriscoes الذين اصطحبهم الرحالة الإيطالي كولومبس معه في رحلته الأولى عام 1492م على ظهر السفينة [سانتا ماريا]، تلك الرحلة التي تمخضت عن اكتشاف جزر الكاريبي والتي أطلق عليها كولومبس ومن جاء بعده اسم جزر الهند الغربية.




لكنني من الذين يرجحون الرأي القائل بأن المسلمين وصلوا إلى تلك البقاع قبل كولومبس منذ مئات السنين وهذا الأمر تؤيده الشواهد التاريخية والآثار والنقوش العربية والإسلامية الموجودة في مناطق من البرازيل والمكسيك الحاليتين مما يؤكد على أن العرب والمسلمين وصلوا إلى تلك البقاع قبل كولومبس بعشرات وربما مئات السنين.. وان كان المرجح أنهم سلكوا طريقاً غير الذي سلكه كولومبس إذ كانت وجهتهم شرقاً عبر المحيط الهندي مروراً بجزر الهند الشرقية ومن ثم وعبر المحيط الهادي إلى الدنيا الجديدة.





وحسب بعض المصادر التاريخية فقد سلك الرحالة العربي [ماوي] الذي يعود موطنه الأصلي إلى ليبيا الحالية هذا الطريق ووصل إلى أمريكا الشمالية في العام 232 قبل الميلاد ولعل ما يؤيد ذلك أنه وجدت في المكسيك نقوش تعود لذلك التاريخ 232ق.م مكتوبة باللغة العربية.. ولعل هذا هو سبب وجود كلمات عربية في لغات الهنود الحمر [سكان أمريكا الأصليين].. كما حكى كولومبس نفسه في سجل يومياته أن بعض الهنود الحمر المكسيكيين كانوا يرتدون العمامة كنوع من الوجاهة ومعروف أن العمامة هي زي عربي إسلامي صرف.. وسجل كولومبس أيضاً أنه وفي الطريق إلى العالم الجديد توقف في جزيرة يسكنها أقوام لهم أشكال غريبة، فرجالهم كانوا سمر البشرة سود العيون والشعر.. ونساؤهم كن يغطين رؤوسهن ووجوههن فلا يكاد يظهر منهن شيء.. وأنهن عموماً يشبهن والى حد كبير نساء الموريسكيين اللائي كان قد شاهدهن في إسبانيا قبيل مغادرته لها.





ولعل هذا الاعتراف الصريح يقف دليلاً على صحة رواية المؤرخ العربي المسلم العمري التي أشار فيها إلى أن أول مهاجر إفريقي مسلم عبر البحر المحيط ووصل إلى العالم الجديد هو منسا أبو بكر من مملكة مالي القديمة.





ويؤكد العمري في كتابه أن منسا أبو بكر وصل إلى منطقة خليج المكسيك واستقر فيها عام 1312م، أي قبل وصول كولومبس إلى الأرض الجديدة بأكثر من 180 عاماً.. وقد حظيت هذه الفرضية باهتمام واسع من قبل الباحثين والمؤرخين وعلماء الأنثروبولوجي في مختلف أنحاء العالم.





ومن الذين تناولوا هذا الموضوع الباحث البريطاني باسيل دافيدسن في كتابه Lost Cities of Africa كما قدم الأستاذ الدكتور ليوفينر، المحاضر بجامعة هارفارد الأمريكية، دعماً غير مباشر لهذه الرواية حيث أشار إلى وجود تشابه عرقي ولغوي بين سكان ساحل إفريقيا الغربي وسكان أمريكا الأصليين من الهنود الحمر المقيمين في منطقة خليج المكسيك.. وعموماً فان كتاب الدكتور فينر لم يجد الاهتمام الكافي إلى أن جاء باحث آخر هو الدكتور ايفان فان سرتيما من جامعة ريتيكرز Writikers بنيوجيرسي الذي أكد في أكثر من محفل أن هناك من وصل إلى أمريكا قبل كولومبس وذلك في إشارة واضحة إلى منسا أبو بكر. هذه الرواية وغيرها تؤكد على حقيقة أن المسلمين وصلوا إلى الدنيا الجديدة قبل كولومبس