المسلمون في بلاد الطبيعة والأنهار ..موزمبيق نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تقع جمهورية موزمبيق على الشواطئ الشرقية لجنوب القارة الإفريقية، يحدها من الشمال تنزانيـا، ومن الشرق قناة موزمبيق في المحيط الهنــدي، ومن الجـنوب والجنوب الغربي جنوب أفريقيا وسوازي لاند، ومن الغرب جنوب أفريقيا وزيمبابوي، ومن الشمال الغربي زامبيا وملاوي وبحيرة ملاوي (بحيرة نياسا).
وتبلغ مساحتها 799380 كلم مربع وهي تتمتع بخط ساحلي طويل على المحيط الهندي يصل طوله إلى 2400 كيلو متر. أما تضاريس هذا البلد هي في الغالب أراض ساحلية منخفضة، وأخرى مرتفعة في المناطق الوسطى، ومناخها يتراوح بين الاستوائي وشبه الاستوائي.
ومما تتميز به موزمبيق وجود الأنهار المتعددة التي تنبع من المرتفعات غرب قناة موزمبيق في الشرق، وأكبرها وأهمها نهر الزامبيزي، والأنهار الأخرى هي روفوما في الحدود مع تنزانيـا ونهر صابي ونهر ليمبوبو. هذا بالإضافة إلى بحيرة ملاوي الشهيرة.
أما أهم المدن: -مابوتو العاصمة وبييرا ونابول.
وقد بلغ عدد سكان موزمبيق حسب إحصائية عام 2000 حوالي 19.104.000 نسمة يدينون بديانات عديدة منها الإسلام والمسيحية وديانات محلية أخرى، ويتكلمون بلغات محلية تشمل ماكوا والرونقا والتسونقان والموجوبي، وإن كانت اللغة البرتغالية هي اللغة الرسمية.

دخول الإسلام موزمبيق

انتشر الإسلام في موزمبيق عن طريق التجار العرب منذ القدم وخلال القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وهذا ما شهد به الاستعمار البرتغالي، حيث سبقهم في هذا الموقع لا شك، ومما يدل على ذلك تسمية العملة الموزمبيقية بالمثقال وهو اسم عربي، بالإضافة إلى أن الشواهد التاريخية تقول إن اسم موزمبيق كان مشتقا من اسم السلطان المسلم (موسى بن مبيقي) الذي كان يحكم البلاد في تلك الفترة .


الحالة الاقتصادية في موزمبيق

ويعتمد 75 % من السكان في موزمبيق على الزراعة والصيد التي تشكل دعما للاقتصاد الوطني، رغم أن الأرض الصالحة للزراعة لا تزيد عن 10 % من الأراضي الإجمالية في موزمبيق، ومن أهم المحاصيل الزراعية جوز الهند والشاي والقطن والسكر، وتقدر ثروتها السمكية بنحو (500) ألف طن سنويا، لا تستثمر منها إلا حوالي 25 %، وقد أثرت قلة رأس المال والأيدي الفنية على هذه الثروة، وفي موزمبيق الفحم وكميات من الذهب لم يتم تقديرها وكذلك الماس والمنجنيز واليورانيوم، وكميات كبيرة من الغاز.
هذا وقد اتجهت الدولة مؤخرا إلى دعم السياحة حيث أن لموزمبيق طبيعة خلابة على ساحل المحيط الهندي وتتوفر فيها الشواطئ الطبيعية والغابات وأرخبيلات الجزر وغيرها مما يجعلها سببا في احتلال مكانة سياحية متميزة لو اهتمت بها،
ومما يعين على تقدم مشاريع السياحة في هذا البلد تميزه بوجود الآثار العربية الإسلامية والأفريقية والأوروبية الموغلة في القدم.

الاحتلال والاستقلال

في بداية القرن العشرين احتل البرتغاليون موزمبيق وفرضوا سيطرتهم عليها حيث حكموها حكما استبداديا، وكان من ضمن هذا الحكم الاستبدادي أن اشترط البرتغاليون لكي يعامل الأفارقة سواسية بالبيض أن ينصهروا في الثقافة البرتغالية ولكن هذه السياسة لم تحقق إلا قدرا قليلا من التحول، وفي الوقت نفسه أثارت الحقد والبغض في قلوب الموزمبيقيين، حيث بدأت الثورات ضد الحكم البرتغالي في 1964، وكانت بدايتها من قبل المسلمين في الشمال، ثم انتقلت بعد ذلك حتى عمت البلاد كلها، وقد صادف أن حدث انقلاب في البرتغال عام 1974 م حيث حاولت الحكومة الجديدة تخفيف حدة التوتر، فسحبت الكثير من الشروط القديمة التي كانت مفروضة على موزمبيق مما مهد الطريق لاستقلالها في 25 يونيو 1975بعد أن قضت في الاستعمار 84 عاما.

وفور الاستقلال سيطر حزب"فليرمو" على الحكم وأصبح "سومورا ميشيل" أول رئيس لهذه البلاد، حيث أسس حكومة ماركسية متشددة أممت الصناعة وكونت المجموعات الزراعية.
إلا أن هدوء البلاد ما لبث أن زال، حيث اندلعت حروب أهلية شرسة في مطلع الثمانينات احتجاجا على الحزب الحاكم وطريقته في الحكم، مما أدى إلى نزوح ما يقارب من مليون وربع المليون هربا من القتال الدائر، واستمرت الحرب حتى عام 1990 م حيث أعلن زعيم حزب فليرمو الحاكم خطة لتشكيل حكومة متعددة الأحزاب.

ونتيجة لهذه الحروب المتصلة فقد واجه الشعب ظروف اقتصادية صعبة، حتى أن البنك الدولي صنف جمهورية الموزمبيق في الفترة الزمنية (1988 ـ 1999م) في قائمة أفقر دول العالم، هذا ويبلغ متوسط دخل الفرد سنوياً: 100 دولار أمريكي.

وضع المسلمين في موزمبيق

المسلمون الموزمبيقيون يشكلون حوالي نصف عدد السكان تقريبا، ويتمركزون في مناطق الشمال، وبالرغم من أن الوجود الإسلامي في موزمبيق منذ العصور القديمة، وكان لهم من دور بارز في محاربة المستعمر وإخراجه من البلاد، إلا أنهم يعانون من الفقر والتخلف نظرا لعدم اهتمام الحكومة بهم، ففي الغالب لا يوظفون في وظائف الدولة، ولا يحصلون على المميزات التي يحصل عليها غيرهم من باقي الديانات.
أما التعليم فإن من أهم المشكلات التي تواجه المسلمين في موزمبيق هي نقص المدارس العامة والمدرسين في جمع المراحل التعليمية، مما يعني حرمان عدد كبير منهم من فرص التعليم والمعرفة، والذين يتخرجون من هذه المدارس يعانون من مشكلة أخرى وهي عدم وجود فرص مناسبة لإكمال التعليم والاستمرار فيه، إما لضعف الحالة الاقتصادية من جهة، أو نقص المعاهد الخاصة بالتدريب المهني -وهي المهمة - من جهة أخرى، ناهيك عن قلة الكليات الجامعية، مما يعني قلة المتخرجين من المسلمين والحاصلين على مؤهل عال.
أما الناحية الصحية فهي حالة يرثى لها، فالمستشفيات قليلة جدا، والكثير منهم يعتمد على الوصفات الشعبية لعدم قدرته على الذهاب إلى المستشفيات، ولعدم توفر الدواء والعناية اللازمة في تلك المستشفيات. وبالرغم من تمركز المسلمين في الشمال بنسبة كبيرة إلا أنهم أيضا يعانون من قلة المساجد في تجمعاتهم وأماكن إقامتهم، ولعل ما يعانونه من فقر وقلة ذات اليد له أثر في ذلك.
الجدير بالذكر أن موزمبيق انضمت إلى منظمة المؤتمر الإسلامي في عام 1994م.
ومما يلفت الانتباه أنه لا يُعرف وجود اتصال بالانترنيت في موزمبيق، كما لا يوجد فيها سوى خمسة هواتف لكل ألف شخص.