هيا بنا نأخذ فاصلاً معلوماتياً لنعاود بعده المسير بين دول العالم حيث اعتدنا تفقد أحوال إخواننا المسلمين في أنحاء المعمورة.
إن المتفقد لأحوال المسلمين وما يتعلق بهم في دول أوربا وغيرها، يرى أن هناك مدناً غربية تعاني نقصاً في المساجد وأخري خلت منها وسط حملات تشويه لصورة المسلمين في وسائل الإعلام المختلفة سواء في الغرب الصليبي أو الشرق الوثني الملحد، إلا أن التسامح الديني الذي يتسم به الإسلام ومن ثم أتباعه من المسلمين ينعش مظاهر الإسلام وأدواره الاجتماعية في أوربا.
ويقول "دانيال بايبس" (مؤسس نظرية "الرعب الإسلامي"-كما يقول أحد الكتاب العرب-، وهو أيضاً من المحللين القلائل الذين أدركوا ما يمثله الإسلامالجهادي العسكري من تهديد بزعمهم"وهو الأمر الذي أغفله معظم الغربيون"و قد أطلقت عليه "وول سترييتجور نال"المعلق الموثوق به في شؤون الشرق الأوسط." تصفه إم إس إن بيسي كواحد من أشهر "المختصين البارزين في السياسة الشرق أوسطية."): هلتصبح أوربا إقليما من أقاليم الإسلام ؟، أو ربما مستعمرة إسلامية ذلك أن الإسلام أخذ يغزو معقل المسيحية القديم أوربا كما يقول.
والسبب في ذلك يعود إلى عاملين:
الأول: فعدد المسيحيين الملتزمين يتناقص في الجيلين الماضيين لدرجة انه بدأ يطلق عليها اسم "القارة المظلمة".
والآخر: يكمن في تدني نسبة الولادات في أوربا من قبل أهل البلاد الأصليين- إذ أن سكان أوربا الأصليين يتضاءل عددهم يوماً بعد يوم- فسكان أوربا سيتدنى عددهم من 375 مليون نسمة إلى 275 في عام 2075م إن لم تستمر الهجرة إلى البلدان الأوربية.
هذا ويحتاج الاتحاد الأوربي إلى 1.6 مليون مهاجر سنوياً ليحافظ علي التوازن بين المواطنين العاملين والمتقاعدين. أما الآن فانه يحتاج إلى 13.5 مليون مهاجر لتسوية النقص الحاصل من قبل.

ففي بريطانياعلى سبيل المثال يقول المحللون إن المساجد هناك يعمرها عدد من المسلمين أكبر من عدد الذين يذهبون إلى الكنيسة الأنجليكانية.
ويبلغ عدد المساجد في بريطانيا 1500 مسجد ومركز إسلامي ومن أهمها مركز ماي فير الإسلامي في العاصمة البريطانية لندن و يتراوح عدد المسلمين في بريطانيا بين مليون والنصف المليون حسب بعض التقديرات إلي ثلاثة ملايين حسب تقديرات أخري، وينحدر أغلبية هؤلاء من أصول آسيوية ــ لا سيما الهند وباكستان ــ وعربية ــ لا سيما من مصر ولبنان.
وفي عام 2005 تمَّ إقامة أول خيمة رمضانية في المجتمع البريطاني وامتدت طوال الشهر في منطقة "مار بل أرتش" في وسط العاصمة البريطانية لندن وكانت تتَّسِع لحوالي 380 شخص، وكان يتمُّ تقديم موائد الإفطار يوميًّا للصائمين من المسلمين، بمشاركة عدد كبير من غير المسلمين، بعد الحصول علي موافقة بلدية ويست مينستر علي إقامتها لمدة ثلاثة سنوات متتالية قابلة للتجديد.
وهناك أيضا مساع لبناء مسجد يسع 40 ألف شخص في لندن
تجري الآن مناقشة اقتراحات بإقامة مسجد هائل يسع 40.000 شخص بجانب المجمع الأوليمبي في لندن، والذي سيتم افتتاحه لاستقبال دورة الألعاب الأوليمبية لعام 2012.
وذكرت صحيفة صانداي تايمز أن من يدعمون المشروع يأملون في أن يسع المسجد وما يحيط به من مبانٍ إجمالي 70.000 شخص، أي ما يقل عن سعة الإستاد الأوليمبي بمائة ألف فرد فقط.
ويتكون التصميم المستقبلي للمسجد من تصميم فريد، حيث سيتم وضع توربينات للهواء بدلاً من المآذن التقليدية، بينما سيتم استبدال القبة التي توجد أعلى غالبية المساجد بسقف نصف شفاف من التعريشات المتشابكة.

والهدف من وراء إنشاء هذا المسجد ليمثل 'الحي المسلم' في دورة الألعاب الأوليمبية، حيث سيكون المحور الرئيس للمسلمين خلال دورة الألعاب سواء كانوا من اللاعبين أو من المشجعين.
وصرح أحد الأعضاء البارزين بجماعة التبليغ- إحدى الجماعات الإسلامية على مستوى العالم-: سوف يمثل شيئًا لم يره أحد من قبل، وإنه سيكون مسجد المستقبل، حيث سيمثل جزءًا من المناظر الطبيعية بلندن.

وسوف يتم إطلاق اسم 'مركز لندن' على المبنى الجديد، وسوف يتم إنشاؤه في مكان أحد المساجد المقامة بالفعل على بعد 500 ياردة من المنشآت الأوليمبية.
ويتكون هذا المسجد من ثلاثة طوابق، وسوف يتم تخصيصه ليسع ما يزيد عن 40.000 من المصلين. ويهدف تصميم سقف المسجد لإعطاء إيحاء بالمدن التي تتكون من مخيمات،وسوف يشتمل المجمع على حديقة ومدرسة ومكتبة وأماكن لإقامة الزائرين من المسلمين. وسوف تغطي النقوشات والزخارف الإسلامية الجدران والأسقف، وستشتمل الأماكن المخصصة للوضوء على مياه متدفقة تشبه الجداول، كما ستكون منشآت المجمع قابلة للتغيير، حيث سيتم تحويلها في أوقات المناسبات مثل الأعياد لتسع حوالي30.000 أو أكثر من المصلين.
ويقول علي منجيرا - المصمم الذي يقيم في لندن، والذي يتولى وضع تصميم للمسجد-: 'الناس في هذا البلد تبني المساجد بقباب مزيفة ومآذن بلاستيكية كي تشبه المساجد في مواطنها الأصلية. لقد كان الإسلام يجيء دائمًا في مقدمة التكنولوجيا والتغيير. والمركز سوف يعكس ذلك. إنه سوف يكون أكثر من مجرد مسجد'.
وتقدر تكلفة المشروع بما يزيد عن 100 مليون جنيه، وهناك حملات لجمع التبرعات من داخل بريطانيا وخارجها.
وطبقاً لسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب تعلن بريطانيا تخليها عن خطط إغلاق المساجد
أكدت لندن أنها تخلت عن خططها لإغلاق مساجد تزعم علاقتها بمن تسميهم بـ"المتشددين" بعد معارضة شديدة من الشرطة والجالية المسلمة.
وقال وزير الداخلية البريطاني في بيان: إنه قرر صرف النظر عن تحويل هذه الخطط إلى قانون في الوقت الحالي، لكنه أكد أن هذه المسألة ستظل قيد النظر في المستقبل.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية إنها اتخذت هذا القرار بعد مشاورات مكثفة أجرتها مع الجهات المعنية،مشيرة إلى أن زعماء الجاليات المسلمة وكبار ضباط الشرطة يرون أن تعزيز العلاقات بينهما هي الوسيلة الأفضل لمعالجة ما وصفته بـ"التطرف".
وكانت خطط إغلاق المساجد جزءاً من مقترح من 12 نقطة لمكافحة الإرهاب قدمه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعد تفجيرات لندن في يوليو الماضي، وتتضمن الخطط الأخرى طرد الأجانب المتهمين بالتحريض على الكراهية والترويج للإرهاب.
وقد قوبلت هذه الخطط بالرفض من قبل المعارضة وحتى من المنشقين عن حزب العمال الذي يتزعمه بلير، مبررين ذلك بالقول إنها ستزيد التطرف وتضر بالحريات المدنية.
وفي نوفمبر الماضي مني بلير بانتكاسة كبيرة بعدما رفض البرلمان مشروع قانون يسمح باحتجاز المشتبه بهم في قضايا إرهاب ثلاثة أشهر دون توجيه اتهام.
وأيضا هناك إلقاء خنازير على مسجد بلندن وإصابة مسلم
تتواصل الاعتداءات على مسلمي بريطانيا منذ تفجيرات لندن التي وقعت الخميس 7-7-2005 وتبناها تنظيم القاعدة والله أعلم،لكنها تبقى على نطاق محدود،بحسب قادة للأقلية المسلمة في بريطانيا.
وشملت الاعتداءات التي تم رصدها الأحد والاثنين 10و11-7-2005، إصابة طالب مسلم بجروح خطيرة إثر تعرضه لاعتداء بدني،بجانب اعتداءات على عدد من المساجد شملت إلقاء حجارة ورؤوس خنازير على مسجدين بشرق لندن وعلى قنصلية لباكستان بشمال إنجلترا،واستمرار مسلسل الرسائل الإلكترونية التي تحمل تهديدات وشتائم للمسلمين.
وقال أحمد الشيخ رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا في تصريحات له:"الاعتداءات تتواصل منذ هجمات لندن على مسلمي ومساجد لندن لكنها حتى الآن أقل مما توقعناه وتبقى في نطاق محدود".
وأشار الشيخ إلى أنه بلغه تعرض طالب جامعي مسلم في منطقة وسط يوركشاير بشمال إنجلترا لضرب مبرح من قبل متعصبين.
وبشأن تواصل الاعتداء على المساجد قال رئيس الرابطة الإسلامية: "تم إبلاغي بمحاولة إحراق مسجد صغير في منطقة ليدز بشمال لندن ولم يصلني تفصيلات أكثر من ذلك".
وأوضح أحد المسئولين بمسجد ومركز شرق لندن أن: "المؤكد حدوث اعتداء على مسجد ومدرسة [مظهر العلوم] بحي أرملي بمدينة ليدز شمال لندن".

أما مدير الكلية الإسلامية للدراسات الإسلامية في لندن فقال: "بلغني وقوع اعتداءات على مسجدين في شرق لندن حيث قام متعصبون بإلقاء الحجارة على المسجد وحطموا نوافذه الزجاجية، وألقوا برؤوس خنازير عليه".
من جانبها ذكرت صحيفة "إندبندنت" نقلاً عن أحد المواقع الإسلامية أنه تم تنفيذ "عمليات إحراق لمساجد في مدن لييدز وبيلفيدر وتليفورد وبيركينهيد، هذا إلى جانب وقوع ثلاث هجمات أخرى على المساجد في شرق لندن وبريستول".
على صعيد متصل أشارمدير الكلية الإسلامية للدراسات الإسلامية في لندنإلى استمرار تعرض المسلمين وخصوصا من يمتلكون مواقع إلكترونية "لسيل من رسائل السب والشتم والتهديد تصلهم عبر الموقع أو البريد الإلكتروني".
وأضاف: أنه شخصياً وصلنه عبر بريده الإلكتروني سيل من رسائل التهديد ومنها: "أنتم لا تستحقون الحياة، ينبغي أن تخرجوا من بلادنا"، "والله سوف نقضي عليكم"، "الإسلام أكبر مصيبة وداء ومرض".
واستطرد قائلا: "ما حدث يعكس جهلًا وغضباً لمتعصبين أصلًا قبل وقوع التفجيرات، معادين للمسلمين، اتخذوا الهجمات ذرائع لأفعالهم الشائنة".
ونصح المسلمين في بريطانيا وأوربا أن "يتصرفوا كالمعتاد ويختلطوا أكثر بالمجتمع"، فالواقعة تثبت أن المسلمين مستهدفون كغيرهم.
إضرام النار عمداً في مسجد!
أضرم مجهولون النار عمدا في مسجد في بركينهيد في شمال غرب إنجلترا أمس،ولكن لم يتعرض أحد لأذى، إذ لم يكن أحد في المسجد وقت وقوع الهجوم.
ووصفت الشرطة الهجوم بأنه «خطير جدا»،وسط خشية من أن يكون عملاً انتقامياً من الانفجارات التي وقعت في لندن.
وقال ناطق باسم المسجد إن الإسلام لا صلة له بهؤلاء «الجبناء» الذين قتلوا «أناسا أبرياء».