1/21/2009 12:10:26 AM نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
خريطة كوبا



هكذا نبدأ حديثنا اليوم ونحن في طريقنا لزيارة أحد دول الكاريبي لنتعرف كيف يعيش المسلمون هناك, ترى أيكون حالهم أفضل من غيرهم من الأقليات التي سبق لنا الحديث عنها؟ أم يكون واقعهم مطابق للعنوان الذي استهللنا به موضوعنا عن المسلمين في كوبا, أحبتي في الله أعيروني آذانكم وقلوبكم لنبدأ معاً زيارة تلك البقعة النائية محاولين إماطة اللثام عن أحوال المسلمين هناك.
كوبا: دولة في أمريكا الوسطى من أكبر جزر الآنتيل بين خليج المكسيك و البحر الكاريبي و الأطلسي جنوبيّ ولايةفلوريدا, يبلغ طول الجزيرة 1125 كم ومتوسط عرضها 145 كم وتبعد عن ساحل فلوريدا حوالي 145 كم, فيها الكثير من الثغور أهمها سنتياكو دي كوبا الذي يقع قرب هافانا و ماتانساس و سينفويجوس و كوانتيناموا و المناطق الجبلية.
·العاصمة: هافانا.
·عدد السكان:11,184,023نسمة بينهم
·المساحة: 100,860كم
·الديانة: المسيحية الديانة الرسمية وتبلغ نسبتها 85%, تليها اليهودية وديانات أخرى بينها الإسلام وتمثل 15%.
·المجموعات العرقية: 37% بيض, 11% سود, 51% ملون, 1% صينيين.
·اللغة: الأسبانية.
·عدد المساجدوالمؤسسات الدينية:
اكتشف جزيرة كوبا كريستوفر كولومبس سنة 1492 وغزاها الأسبان حيث أقاموا فيها مستعمرة قوية عام1511م, احتفظت أسبانيا بسيطرتها على جزيرة كوبا حتى نالت استقلالها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وظل تاريخها مرتبطاًبعلاقتها بها, كما ظل اقتصادها معتمداًعلى الزراعة ذات المحصول الواحد.
استمر تواجد الجنود الأمريكيين في جزيرة كوبا حتى عام 1902 مع بقاء الحق للولايات المتحدة بالتدخل مما أدى إلى احتلالها لمرتين أخريتين في عام 1906موعام 1912م مما أعطى للأمريكيين فرصة لامتلاك مزارع وصناعات كثيرة.
بعد الحرب العالمية الأولى ظهرت مساوئ الاعتماد على محصول زراعة السكر فقط بعد انتعاش لم يعمر طويلاً, لم يلبث ذلك أن انعكس على نشوء دكتاتوريات محلية فجاء الدكتاتور جيراردو ماشادو, ثم في عام 1950م ظهر الدكتاتور فولهنسيو باتيستا والذي اضطر للهرب إلىجمهورية الدومنيك عام 1959م مما أعطىالفرصة لفيدل كاسترو أن يحتل العاصمة وعين نفسه رئيسا للوزراء بمساعدة تشي جيفارا.
و مما يجدر الإشارة إليه أنه في 23فبراير عام 1903م ، قامت كوبا ممثلة برئيسهاطوماس – الذي كان يحكم في تلك الفترة- بتأجير الولايات المتحد الأمريكية قاعدة جوانتانامو بمقابل 2000 دولار أمريكي، في عهد الرئيس تيودور روزفلت، كان ذلك امتنانا من الرئيس الكوبي للمساعدة التي قدمها الأمريكيون لتحرير كوبا.
احتج الثوار الوطنيون على ذلك القرار، و على إثر ذلك لم تقم كوبا بصرف الشيكات اعتراضاً على قرار الإيجار. و على الرغم من ذلك ترسل الولايات المتحدة الأمريكية شيكا بقيمة 2000 دولار سنويا إلى حكومة كوبا.
وفي أزمة صواريخ كوبا في أكتوبر عام 1968م لغم فيديل كاسترو القاعدة لمحاولة إجلاء الأمريكان، لكن الرئيس جون كندي رفض التدخل في القاعدة و أكد حقه في استئجارها.

دخول الإسلام لكوبا: يذكر التاريخ أن وجود العرب في كوبا يعود بدء تاريخه إلي قرون عديدةمنذ عبر كولومبس المحيطات, حيث دلت بعض المؤشرات الديموغرافية على وجود موريسكيين في أطقم رحلات كريستوف,وكانت أول مراسم التحريم الصادرة عن التاج الإسباني عبر "أوامر ملكية" منتظمة صدرتطيلة القرن السادس عشر تنبه السلطات الأسبانية الاستعمارية إلى الوجودغير القانوني في العالم الجديد لأشخاص انقلبوا مجدداً إلى "موريسكيين" وتلك هيالتسمية التي عرف بها المسلمون الإسبانيون القدامى " موريسك".
وقد شملت المراسم الملكية أيضاً على العبيد المنتمين إلى مجموعات عرقية إفريقية كالبربر والجولوفي الذين اعتنقوا الدين الإسلامي.
ولقد كان لوجود الموريسك الواضح في القارة الأمريكية صدى في كوبا؛ ففي عام 1593 تم تعميد رجل موريسكي ، بربري الأصل ، في خورية هافانا الكبرى، اتخذلنفسه اسم "خوان ديلا كروس"تلك الطقوس الدينية كان يقيمها كبار رجال الجزيرة المستعمرون.

وتشير بعض الحقائق التاريخية أيضاً لتؤكد على ما سبق قوله بأنوجود المسلمين في جزيرة كوبايعودإلى عهود الرق القديمة، فقد اصطحب "كريستوف كولومبس" العبيد على متن سفنه ليكتشف الأمريكتين وعندما أطلت عليهم الجزيرة صاحوا وقالوا "قبة قبة" أي الأرض فسميت بذلك كوبا.
وفي فترة انتصار الأسبان على المسلمين في الأندلس، وما تلا ذلك من محاولات التهجير لطمس معالم عروبتهم وإسلامهم على مدى 123 عاماً بعد سقوط مدينة غرناطة، جيء بالعديد منهم إلى كوبا وتمت تصفيتهم جسدياً.
فقد وصل مدينةهافانا في عام 1596 بضعة عشراتمن العبيد المسلمين ، من بينهم مجموعة يعود أصلها إلى ممالك المغرب وفاس وتونسوطرميسين إضافة إلى اثنين من الموريسك.

ومن المعروف أن البرازيل كانت أهم دولة في أمريكا اللاتينية فيها أسواق لبيع العبيد، حيث مازال بها حتى الآن الأماكن التي كان يباع فيها العبيد، فقد كان القراصنة البرتغاليون يذهبون إلى السنغال لخطف الرجال والنساء والأطفال وبيعهم أرقاء في عهد الاستعمار البرتغالي للبرازيل، إذ كانت تجارة الرقيق وقتئذ هي تجارة العصر التي تدر أرباحاً طائلة على أصحابها، وقد قدر بعض المؤرخين أن عدد الذين وصلوا أرقاء إلى البرازيل وكوبا ودول أخرى مجاورة من المسلمين الأندلسيين والأفارقة حتى عام 1888م بما يزيد على 6 ملايين.

أما البقية الباقية من الأفارقة المسلمين في كوبا فقد تعقبتهم محاكم التفتيش الأسبانية وأجبرتهم على التخلي عن عقيدتهم وديانتهم التي هي الإسلام، وحاول بعضهم الاختفاء تحت أسماء مستعارة حتى جاءت الثورة الشيوعية لـ"فيديل كاسترو" وجففت منابع الدين وهدمت المساجد
..



تلك الآثار الوثائقية تسمح لنا بأن نصف المرحلة الأولى من تأثيرالعرب في كوبا بأنه أسباني - موريسكي وموريسكي - شمال إفريقي أتى به العبيد وأشخاصأحرار انقلبوا إلى الكاثوليكية.

و نلاحظأن أحد مظاهر هذا التأثيريتمثل واضحاًفي بصمات الفنالمعماري ، إذ أنه خلال القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر تميز الفن المعماري فيهافانا وريميديوس وسانتياغو دي كوبا وغيرها من المدن بالطراز المدجن ، كإرث هام منمدرسة إشبيليا الموريسكية في التشييد.
إن الطراز المدجن ملحوظ في المباني الدينية والمدنية الواقعة فيالجزء التاريخي من مدينة هافانا كما في كنيسة الروح القدس ، ودار الحرف رقم 12 ، ودارالكومت تاكون رقم 4,وفي مدينة ريميديوس في كنيسة المدينة الكبيرة.
لقد ترك الإستعمار الإسباني في كوبا بصمات عربية أخرى منها الآثاراللغوية في اللغة الأسبانية بآلاف من المفردات وصلتها من اللغة العربية ، و كذلك فيبعض العبارات اللغوية الكوبية ، واستخدام أنواع كثيرة من البهارات من أصل موريسكيفي الأكلات المحلية والكثير من النباتات العطرية في الحدائق عندنا.

وهناك أيضاً بعض التأثيرات غير المباشرة من الثقافة العربية الإسلامية وصلتناعبر العبيد من مختلف التسميات والمجموعات العرقية الإسلامية من غربي إفريقيا . إنهمأتوا إلينا بتحية "السلام عليكم" و بعادات أخرى مثل ارتداء اللباس الأبيض واستخدامالنساء للعمامة وغيرها من العادات الإسلامية التي تبنتها مختلف الأنظمة الدينيةالإفريقية الكوبية.


أهم مرحلة للوجود العربي في الأرض الكوبية أتتمع النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية النصف الأول من القرن العشرين وذلكبوصول هجرات من الدول العربية وخاصة بلاد الشام من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين,وبدرجة اقل المصريين والليبيينوالجزائريين واليمنيين.
وقد قدر عدد من أتى إليها من بلاد الشام سنة 1951م بـ 5000 مسلم، كما وصل 2000 مسلم صيني سنة 1908م، لكن أعدادهم قلت بعد الثورة الشيوعية، فهاجر العديد منهم إلى دول متفرقة من أمريكا اللاتينية وخصوصاً البرازيل.


وتبين إحصائيات الهجرة أن ما بينعامي 1906م ,1913مكان 30%من العرب الذين وصلوا إلى كوبا ، قد جاءوا مباشرة مما يسمى تركيا الآسيويةومن بلدان أوروبية وأمريكية أخرى.
إن أكبر نسبة مئوية أتى بها المهاجرون اللبنانيون الذين هاجروا عنأراضيهم بسبب الأزمة الاقتصادية العميقة التي أفلست المنتجين المحليين ، وبسببالتناقضات مع الإمبراطورية العثمانية التي ولدت استياء المجموعات المسيحية ، خاصةالمارونية منهم,أما الفلسطينيون فهاجروا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولىبشكل أساسي .
وتشير الإحصائيات إلى أنه ما بعد عامي 1920مو 1931مدخل كوبا قرابة9937مواطن عربي من شرقي البحر الأبيض المتوسط, ومنذ بداية وصولهم البلد ظهرت مشكلة تسمية المهاجرين العرب العامةالذين سجلوا في البداية ك " أتراك " بغض النظر عن انتمائهم العرقي الحقيقي,وبعدهزيمة الأتراكأطلق عليهم السوريين.
لقد فضلوا الاستقرار في المناطق الحضرية والتجارية من الجزيرة وفي القرى المتطورة في صناعة السكر وتربية المواشي ,وكانت المناطق السكنية الأكثرأهمية لهم هي مدينتا هافانا وسنتياغو دي كوبا وهما أهم الموانئ لوصول الناطقينبالعربية إلى الجزيرة ,إضافة إلى المنطقة الوسطية لمدينة هافانا ( ستتو هافاناالحالية ) و الجزء التاريخي لها ،وكانت أهمالأحياءالتيأقامفيهاالعرب"مارياناو ، سنتاأماليا ، حي خوانيلو ، ريغلا وقرى محافظة هافانا الحالية "غوينيس و بيخوكال وكيفيكان و باوتا".
أما في المحافظات الشرقية ، فكانت المناطق المفضلة عندهم ،إضافة إلى مدينة سنتياغو دي كوبا ، مدينة غوانتانامو ، وكويتو ، ومنسانيجو ،وأولغين ، ولاس طوناس.
أما في كماغويه ، فقد استقروا في غوايمارو ، وميناس ، ومورون ،لاسولا ، وإسميرالدا ، وسنتا كروز ، وسيغو دي أفيلا . في بقية أجزاء البلد كانتهناك تجمعات في سنتا كلارا ، وكبايغوان ، وساوا لغراندي ، ومتانساس ، وكرديناس ،وبينار ديل ريو.
وكانت التجارة من أهم المهن التي عمل بها العرب الأوائل في كوبا, أماالجيل الأول من المنحدرين من أصل عربي فقد برز ولايزال يبرز في مجال العلوم الطبية وأوجه مهنية أخرى.
لقد تميزت كتلة المهاجرين العرب بالتنوع الطائفي الخاص بالمنطقة: مسيحيون موارنة ، وأرثوذكس ، ومالكيون ، وآشوريون كالديون ، وآشوريون نصتوريانيون ،ولاتينيون ، ومسلمون سنة وشيعة ودروز . وأكثرهم نشاطا دينيا كانوا الموارنة الذينكان لهم أربعة خوريون موارنة في مدينة هافانا يقيمون القداس باللغة العربية فيالخوريات الموجودة في العاصمة : مار يهوذا ، ومار نقولاس ، وخورية يسوع ومريم ويوسف، وخورية المسيح الحامي للمسافرين . أيضا أقام الخوريون الموارنة طقوس الزواجوالتعميد والطقوس الخاصة بموتى الجالية المسيحية العربية في كوبا.
التجمع الاجتماعي للمهاجرين كان في بعض الحالات على مستوىالجنسيات ، ومالوا تاريخيا إلى توحيد الجنسيات الثلاثة الأكثر عدداً .
أن معظمالجمعيات العرقية العربية - التي يبلغ عددها على مر الزمان أكثر من 30 - كانت خيريةأو ترفيهية ، وفي حالات استثنائية فقط كان لها مرامي سياسية لقد تركز الجزءالأكبر منها فيما سمي بـ "حارة العرب في هافاناو كذلك في حارة "تيفولي" في مدينة سنتياغو ديكوبا.
خلال العقود غير القليلة لاستقرارهم في كوبا ، ترك العرب آثارهمفي مختلف مجالات الحياة السياسية والثقافية للجزيرة ، أكثر من اثني عشر منهم انضموابنشاط إلى الحروب الاستقلالية وترفعوا إلى رتب عسكرية مختلفة ؛ كما انه خلالالنضالات الثورية في المدن ضد الاستعمار الجديد، سجلت أسماء الكثير من المنحدرينمنهم في قائمة شهداء الوطن . أما العلماء الناطقون باللغة العربية فقد قاموابإنجازات لن تمحى من تاريخ الطب وفروعه ؛ والأمر كذلك في مجال الثقافة حيث اكتسبوا شهرة على المستوى العالمي.
إن الكوبي المنحدر من أصل عربي ، لهو نتيجة عرقية وراثية لشكلينمن الوحدة : الوحدة الداخلية ، أي ما بين أم وأب عربيين ، والوحدة ما بين عرقياتمختلفة ، أي من أب أو أم عربية فقط ، حيث كان للطرف الكوبي وزن هام . إن ارض مسقطرأسه وتربيته ووعيه الذاتي وهويته وتطوره النفسي الاجتماعي يجعله يتصرف ككوبي ، لكنالعديد من العادات والتقاليد من وطن أجداده والتي انتقلت من جيل إلى جيل ، قد تبقىعندهم كممارسات دائمة . هكذا احتفظوا في بيوتهم بأكلات شرقية تقليدية ويحملون فيأعماقهم اثرين لا يمحيان من عرقيتهم الماضية : الملامح الجسمانية والألقاب التيترمز إلى أسماء مجموعات عائلات في تلك المجتمعات الأبوية.
في الوقت الراهن يتجمع الوافدون الشرقيون والمنحدرون منهم فيالجزيرة في الاتحاد العربي في كوبا الذي يحاولالمحافظةعلى الروابط العائلية والتاريخية معالوطن الأصلي لأجدادهمعبر علاقاته الثنائية.
وبعد أن تحدثنا عن الجالية العربية بصفة عامة نعود لنخص بالذكر الجالية المسلمة, فالمطلع على أحوال تلك الأقلية يرى أن المسلمون الجدد الذين اعتنقوا الإسلامتأثروابالصحوة الإسلامية في بعض الدول الإسلامية إلى حد كبير، وخاصة المسيرة التي قادها لويس فراقان رئيس جماعة "أمة الإسلام" في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1995م,كما تأثر العديد من المسلمين العرب في كوبا بهذه الصيحات، وتزامنت هذه الصحوة مع بداية الانفتاح في كوبا على العالم في مؤتمر عقد سنة 1994م افتتحه الرئيس كاسترو، وشارك فيه ما يزيد على 1100 ممثل عن الأحزاب السياسية والمنظمات الدينية، واعتبر هذا المؤتمر نقطة تحول مهم في صالح الأقليات الدينية في كوبا.
ومما زاد في الانفتاح أكثر، انهيار الشيوعية على المستوى العالمي وخاصة في (الاتحاد السوفييتي)، لذلك أصبح كل الناس في كوبا يتطلعون إلى جذورهم وأصولهم وعقيدتهم، خاصة بعد أن أصبحت الحرية الدينية متاحة في كوبا للجميع، فعادت كافة الملل بقوة إلى كوبا وفتحت الكنائس والمعابد.
ويوجد الآن في كوبا "البيت العربي" وهو عبارة عن متحف فيه تحف عربية قديمة، وهو تابع للحكومة، و"النادي الكوبي العربي" وهو تابع للبيت العربي حيث يجتمع فيه بعض المغتربين العرب في كوبا، وجعل جزء منه مصليً تقام فيه صلاة الجمعة وصلاة العيدين، ويتناوب على خطبة الجمعة بعض الإخوة المسلمين من بعض السفارات العربية والإسلامية هناك، وكان لسفير نيجيريا الفضلبعد اللهفي وجود هذا المصلى.
وهناك جهود دعوية بسيطة يقوم بها بعض المسلمين مثل "محمد اليحيا"، وهو رئيس المسلمين الكوبيين الذي أسلم حين وجد نسخة من القرآن الكريم مترجمة إلى الفرنسية، وله نشاط ملحوظ وسط المسلمين الكوبيين
.
وفي كوبا مجموعة من الطلبة العرب يزيد عددهم على 3000 طالب وطالبة من مختلف دول العالم العربي والإسلامي أكثرهم من الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، ويليهم طلبة من فلسطين وسوريا ولبنان، ويسكن في العاصمة (هافانا) حوالي 500 طالب من مختلف الدول، وأكثر من 1200 طالب يسكنون في جزيرة الشباب، أما باقي الطلبة فموزعون على مدن متفرقة، وأكثرهم يعانون من مأساة المعيشة والظروف القاسية، حيث يفتقرون إلى اللباس والمواد الغذائية والأدوات المدرسية، بعضهم يتناول وجبة واحدة وخفيفة في اليوم وذلك منذ تفكك الاتحاد السوفييتي وسقوط النظام الشيوعي، حيث أثر ذلك مباشرة على كوبا واقتصادها، بالإضافة إلى الحصار المضروب عليها منذ الثورة إلى اليوم.
وبدأ الانفتاح شيئا ما على كوبا سنة 1991م، وفي سنة 1994م تحديداً بسطت جميع الديانات نفوذها على هذا البلد، وذلك بحكم علاقتها وصلتها بالسلطات المحلية والدينية القديمة ولما لها من قوة اقتصادية وإعلامية تحرك
للأسفمن خلالها بعضهم للحد من النشاط الإسلامي، لهذا رفضت السلطات الكوبية إقامة مسجد ومركز إسلامي مبررة ذلك بأنه لم يكن هناك مركز إسلامي في كوبا قبل ثورة كاسترو عام 1959م.
ومن الملاحظ وجود نشاط
لأصحاب الديانات الأخرى وخصوصا اليهودية والنصرانية إلا المسلمين، والكثير من الأسر العربية، المسلمةيتحدثآباءهم العربية أما الجيل الثاني والثالث فلا يعرفون حرفاً واحداً من العربية ولا عن الإسلام بل ما يدعو للحسرة أنه يستوي عندهم الإسلام وغيره من الديانات على حد قولهم,ومن المفارقات المحزنة عن إحدى السيدات التي تتكلم العربية بطلاقة وتملك ثقافة عن الصلاة والصيام إنها الوحيدة المتدينة بين أفراد أسرتها الكبيرة "لأنها الوحيدة بينهم التي تقرأ الفاتحة في بعض المناسبات مثل الأعياد والوفيات والزواج".
وفي ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها كوبا جراء الحصار المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ عدة سنوات، وفي ظل الغياب المطلق للتنظيمات الأهلية والمراكز الإسلامية وقلة المساجد والمدارس والدعاة، يطالب الدعاة الإسلاميون بتطبيق خطة محكمة من أجل إنقاذ أبناء الأقلية المسلمة عموما من الضياع والذوبان
وذلك بالعمل الجاد لتحقيق عدة مطالب أهمها:
- إنشاء مركز إسلامي ضخم بالعاصمة (هافانا) يكون عبارة عن مضخة ونقطة إشعاع وتنوير لباقي المدن الكوبية، ويحوي جميع المرافق من مسجد ومكتبة ومدرسة وقاعة للمحاضرات والدروس ومأوى لعابري سبيل، وأن تساهم في بناء هذا المركز جميع السفارات العربية والإسلامية الممثلة هناك بغية الضغط على السلطات المحلية الكوبية للسماح بإنشائه، وبالتالي الاعتراف بالدين الإسلامي.
- إرسال الدعاة المسلحين بعلوم العصر، وممن يلمون بالأفكار الماركسية وباللغة الأسبانية حتى يتمكنوا من التعامل مع البيئة الكوبية التي يطغى عليها الفكر الجدلي المادي.
- تنظيم لقاءات ومؤتمرات إسلامية ومخيمات شبابية يتم من خلالها تعارف المسلمين على بعضهم البعض.
- تنظيم معارض للكتاب الإسلامي المترجم إلى الإسبانية تتوافر فيه الكتب والنشرات والمطويات الهادفة والتي تراعي عقلية الإنسان الكوبي وتفكيره.
- إرسال بعثات طلابية من المسلمين الجدد لمتابعة دراستهم في الجامعات الإسلامية.
- استضافة مسلمين كوبيين لأداء فريضة الحج.
- دعم المشروعات الاقتصادية في جزيرة كوبا ودعوة رجال الأعمال المسلمين لإقامة المشروعات المشتركة، سواء في المجالات الزراعية أو الصناعية أو السياحية.
- فتح بعض القنصليات الإسلامية في المدن الكوبية المهمة خدمة للمسلمين هناك.
- تشجيع الراغبين في السياحة من المسلمين للتوجه إلى المدن الكوبية.
- إنشاء مؤسسات وقفية اقتصادية مربحة توفر العمل للمسلمين الكوبيين، مع تخصيص نسبة من الربح للدعوة الإسلامية.

ختاماًُ هلم معي نرفع يد الضراعة إلى الله عز وجل لنصرة المستضعفين من إخواننا المسلمين في كوبا خاصة وفي سائر المعمورة.