لقاء مع داليا مجاهد مستشارة أوباما للشؤون الإسلامية

المصدر: موقع إسلام أون لاين.

داليا مجاهد أول مسلمة تحقق سبقًا تاريخيًا بدخوها للبيت الأبيض، من خلال العمل كمستشارة إسلامية للإدارة الأمريكية بقيادة أوباما، من خلال مكتب حوارات الأديان الذي أنشأه أوباما حديثًا؛ من أجل تحسين العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

وترأس داليا مجاهد - المصرية الأصل - مركز جالوب الأمريكي للدراسات الإسلامية، والذي يهدف من خلال أبحاثه إلى عمل الدراسات المتعلقة بالرأي العام الإسلامي حول العالم.

عقب وصولها لهذا المنصب أجرت شبكة إسلام أون لاين مع داليا مجاهد اللقاء التالي، والذي نُوقِش فيه دورها الجديد، والتحديات التي تواجه المسلمين، ومستوى ظاهرة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة.
س: ماشعورك تجاه كونك أول مسلمة يتم تعيينها في إدارة أوباما الأمريكية؟
ج: في الواقع أنني لست أول مسلمة تُعين في وظيفة في الإدارة الأمريكية؛ ولكن هناك مسلمون آخرون تم تعيينهم في إدارة أوباما.
كما أنني لست المسلمة الوحيدة التي تعمل في المجلس الاستشاري المتعلق بالأديان والشراكة الجوارية؛ ولكنني أشارك د.إيبو باتل كثاني عضو مسلم في المجلس؛ ولكنني أول امرأة مسلمة في المجلس الاستشاري، وهذا يجعلني فخورًا جدًّا بالعمل في هذا المنصب، كما أنني أدرك المسؤولية الكبرى التي وافقت على أن تناط بعاتقي؛ فإنني أنظر إلى هذا المنصب من زاوية، وهي: ما الذي أحتاج أن أفعله أكثر من كونه إنجازًا تاريخيًّا؛ فوقت الإنجازات التاريخية لم يأتِ بعد.
س: ما دور مجلس الأديان والشراكة الجوارية؟
ج: أنا واحدة من 25عضوًا ينتمون لهذا المجلس الاستشاري بالبيت الأبيض، والذي يهتم بإيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية النابعة عن الثقافات الدينية المختلفة، وعلى وجه التحديد فإن عملي يختص بالتعاون والحوار بين الأديان، ويقوم بتقديم التقارير السنوية التي تشمل النصائح والتوجيهات للرئيس الأمريكي.

س: ما حقيقة دور المستشارة الإسلامية؟
ج: لا أستطيع أن أقول أني مستشارة إسلامية؛ ولكنني في الواقع أعمل على توصيل مايشعر به المسلمون وما يفكرون فيه إلى الإدارة الأمريكية.
فأنا أرى أن دوري هو العمل على توصيل مواقف الأكثرية المسلمة التي تعاني القيود، وتعاني الصمت الجبري في الولايات المتحدة أو خارجها إلى المجلس؛ من أجل التوصل إلى حلول لمشاكل المسلمين؛ فأنا أومن بأن الإدارة الأمريكية قامت باختياري من أجل التعرف على ما يفكر به المسلمون، وما الذي يريدون أن يسمعوه.
س: ما هي النصائح التي من الممكن أن توجهيها إلى إدارة أوباما؛ من أجل تحسين العلاقات مع مسلمي الولايات المتحدة ومسلمي العالم؟
ج: سأنصحه بأن يستمع أولاً وأبدًا، البعض يزعم أن من يسمونهم بالمتطرفين يسيطرون على الإسلام وأنا لا أوافق على هذا؛ فالإسلام لايزال ينعم بالأمن ويزدهر في حياة المسلمين حول العالم.

فالإدارة الأمريكية عليها أن تستمع إلى الجمهور العريض من المسلمين في الداخل الأمريكي أو خارجه، حتى وإن لم تتفق مع ما تستمع إليه من المسلمين؛ فهذه القضية لا يمكن تجاهلها أو تركها للمتطرفين للسيطرة عليها.
س: ما هي السياسات الداخلية والخارجية التي تعتقدين أن الإدارة عليها أن تسعى إلى تغييرها؟
ج: في تقرير ((منهج التغيير)) اقترحت أربع مساحات يكون التغيير من خلالها، وهي: الاحترام، والإصلاح السياسي، والاقتصادي، وحل الصراع، كما أنني أنصح الجانب الأمريكي بالذهاب في جولة للاستماع لمتطلبات المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية.

فمسلمو الولايات المتحدة شأنهم مثل كثير من الأمريكيين، قلقون بسبب الأزمة الاقتصادية ومستقبل والوظائف وأحوالهم المالية.

هذا بالإضافة إلى قلق المسلمين بالولايات المتحدة من الممارسات العنصرية، والسياسات التمييزية المتعلقة بالهجرة وتقويض الحريات المدنية.
س: في ظنك: ما هي أسباب زيادة ظاهرة لإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة؟
ج: ممارسات الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة حقيقة واقعة؛ فلقد أكد مركز جالوب للدراسات أن الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة من المجموعات التي ينظر لها بنظرة غير مقبولة، كما أن قرابة ثلث الأمريكيين فقط يتعاطفون مع المسلمين، لايريدون بهم الضرر، وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على الولايات المتحدة بأسرها.

فمرض العنصرية قاعدة انطلاق للحكم على الأفراد عند الأمريكيين، وهذا يعني أن العنصرية تسيطر على ما يصدره الأفراد من أحكام؛ مما يجعلهم يتخذون قرارات خاطئة تجاه الآخرين.

وهذا بالطبع يقسم الأمة، ويقلِّل من استعمال جميع مواردها الثقافية والفكرية؛ فإن العنصرية مضيعة للوقت، واستراتيجية خاطئة؛ ولذلك فأنا أقدِّر ماقامت به الولايات المتحدة من تخطِّي عقبة العنصرية بين السود والبيض.

ففي عام 1956م كان فقط 4% من الأمريكيين يوافقون على زواج السود من البيض؛ ولكن الآن وصل الأمر إلى أن 80% من الأمريكيين يؤيدون هذا الأمر؛ فالزواج الذي كان من ثمرته أوباما لم يكن مشروعًا في ولاية فرجينيا عند ولادته؛ ولكن العام الماضي كان أوباما أول مرشح رئاسي ديمقراطي عن ولاية فيرجينا، وهذا يدل على مدى الذكاء والفطنة التي يتمتع بها المجتمع الأمريكي؛ مما يجعل الخطوة القادمة هي القضاء على الكراهية تجاه المسلمين.
س: ما الذي يجب على مسلمي الولايات المتحدة من وجهة نظرك؟
ج: أظهر واحد من البحوث التي قام بها المركز أن المسلمين في الولايات المتحدة متأخرون عن المشاركة في الحياة السياسية والمدنية، مقارنة بغيرهم من الأمريكيين، فأفضل شيء يمكن عمله لتقوية الولايات المتحدة هو الاهتمام التام بالمشاركة القوية في تسطير الفصل القادم من كتاب الحياة الأمريكية، والإحساس بالمسؤولية تجاه مستقبل هذه البلد.
س: ما هي آمالك تجاه مسلمي الولايات المتحدة؟
ج: أتمنى أن يقوموا بالعمل على تنمية الولايات المتحدة من خلال المشاركة في عمليات النمو والتطوير، بالإضافة إلى الكفاح الأمريكي.
س: أخبرينا عن رحلة نجاحك كامرأة مسلمة محجبة أمريكية، وما هي التحديات التي واجهتك طوال رحلتك؟
ج: الحمد لله، فقد بارك الله تعالى مسيرتي، فقصتي قصة أمريكية فريدة من نوعها؛ فلقد نشأتُ في أسرة متعلمة من أسر الطبقة المتوسطة، ولم يكن لنا قدر من المميزات أوالعلاقات؛ فالتفوق في الدراسة المدرسية مهدت لي الطريق إلى إحدى كليات القمة، بالإضافة إلى عملي في فترة الصيف في أحد مصانع الورق بمدينة ويسكنسن، وكان عمري وقتئذ 19عامًا، وكنت المسلمةَ الوحيدة المحجبة في المدينة، وكذلك في المصنع الذي عملت فيه، وكان هذا بالطبع يمثِّل جملة من التحديات، فقد كنت أمثل أقلية في نفسي، بالإضافة إلى أن هذه التحديات قد علَّمتني قدرًا كبيرًا من الخبرات.

وقد اصطحبت هذه الخبرات معي إلى وظيفتي بعد التخرج من الجامعة، وكذلك وظيفتي الحالية، وقد علمتني هذه المواقف أن العيش بمراعاة الضمير الداخلي أهم بكثير من مراعاة المحيط الخارجي.

فإن هذا الدرس الذي علمتني إياه الحياة قد أعانني على النجاح، وأمدَّني بالشجاعة في مواجهة أشد المواقف صعوبة.