نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




"أضمنُ لكم أن 90 بالمائة من حَجْم الجريمة التي نُعانِي منها جميعًا الآن سوف تَخْتِفي إذا ما أصبحت جامايكا دولةً إسلامية"... طموحٌ عبَّر عنه رئيس منظمة المجلس الإسلامي في جامايكا، مصطفي محمد، لدرجة أنه قال لبعض رجال الشرطة يومًا: " إذا أصبحت جامايكا دولةً إسلاميةً فلن نكون في حاجة إلى الكثير منكم".

تفاؤل رغم التشويه

ورغم أنَّ مصطفى- الذي أصبح رئيسًا للمجلس الإسلامي منذ تسعة أعوام- يبدي أسفه لهذه "الصورة الخاطئة التي يصورها التلفاز عن الإسلام في بعض الأحيان وكأنه دِينٌ وحشي، متهم بقتل الأبرياء"، فإن لديه قناعةً كبيرةً بإمكانية تحقيق هذا الحُلْم بانتشار الإسلام في ربوع جامايكا.
وجمهورية جامايكا هي دولة في أمريكا الشمالية، وهي ثالث أكبر جُزر الانتيل في البحر الكاريبي، تقع جنوبَ غرب هاييتي وجنوب كوبا وعاصمتها كينجستون. وتقدِّر الإحصائيات أنّ الإسلام هناك أصبح له دلالات واضحة حيث توجد العديد من المنظمات الإسلامية والمساجد، ورغم ذلك لا يزال مسلمو جامايكا يعانون من التشويه" على حدّ قول رئيس منظمة المجلس الإسلامي مصطفي محمد.
ويؤكّد مصطفى أنّ الدول الإسلامية أكثر إنسانية مما يُصوَّر لنا عبر الإعلام، وبرغم أنّ عقوبة السرقة في الإسلام هي قطع اليد فإن الدولة المسلمة لن تقوم بذلك بدون تأمين حياةٍ كريمةٍ وآمنة لهذا الفرد ومن يَعولُهم، حتى لا يضطر إلى السرقة، وهو الأمر الذي كرّره مشددًا على أهميته: " يجب على الدولة المسلمة أن تُهَيّئ مناخًا سليمًا لحياة الفرد، فإذا لم توفّر هذا فإن هذا مما يُحَرّض على السرقة وبذلك لن توقع عقوبة قطع اليد".
ويضيف مصطفى: "وعلاوة علي ذلك، فإن هذه العقوبة لن تطبق إذا ما كانت السرقة لشيء بسيط، ولكنها تطبق للسرقات الجسيمة والمؤدية إلي الأضرار؛ كسرقة البنوك وسلب جميع الأموال به. فإذا ما ذهبت إلى دولة إسلامية نادرًا ما تجد شخصًا مَبْتور اليد؛ لأنّ العقوبة تمنع حدوث الجريمة".

حلم قريب

ولأن أحلام اليوم حقائق الغد، يتحدث مصطفى كثيرًا عن حلمه في نشر الإسلام: "حلمي أنّ أرى جامايكا دولةً مسلمة يومًا، وأنا أعلم أنّ هذا ليس صعبًا بالنسبة لحياة المسلمين هنا، وعندما تقتنع بأن الإسلام هو الدين الحقّ وأنه ما تبحث عنه ولم تُرغم على الدخول فيه فبعد ذلك سيكون من السهل تحقيق ذلك".
وذكر رئيس المجلس أنه يوجد 11 مسجدًا للعبادة في جامايكا وما يقرب من 5,000 مسلم يقومون بأداء العبادة بشكل منتظم. ويزداد العدد في أيام الأعياد الدينية إلى 10,000 مسلم يعيشون في جامايكا. و يتزايد اعتراف السلطات الرسمية في جامايكا بالإسلام شيئًا فشيئًا فيمكن للمسلمين إقامة حفل زفاف خاص بهم. وتعرف ساحة دوفيكاتو التذكارية بأنّها تضمّ مقابر موتى المسلمين".
ودائمًا ما يتحرّى المسلمون أنّ ما يأكلونه من لحوم الحيوانات قد ذُبِحت بشكل يوافق الشريعة الإسلامية "حلال" وهذا ما يقدمه المجلس الإسلامي من توفير قصابين يذبحون وفق الشريعة الإسلامية، جديرٌ بالذكر أن الكثير من المدارس تدعو المجلس إلى شرح الدين الإسلامي للطلاب وهذا مما يسعد به المجلس.

الرعيل الأول

وقد جاء المسلون الأوائل إلى جامايكا كعبيدٍ أفارقة على متن السفن بعد أن تَمّ بيعهم إلى التجار، ومع مرور الوقت فقد الكثير منهم هويتهم الإسلامية لإرغامهم على عدم القيام بالممارسات الدينية في مجموعات. ولكن المؤمنين الأفارقة حاولوا باستمرار الحفاظ على الشعائر الإسلامية سرًّا.
ويذكر أن 16 بالمائة من 37,000 من الهنود المهاجرين إلى جامايكا للعمل من 1845-1917 كانوا مسلمين. وبالرغم من قلة عددهم والبيئة المعاكسة، فقد استطاعوا تأسيس العديد من المؤسسات الدينية، وهذا ما خلق حياةً جديدةً للإسلام في جامايكا. وتَمّ بناء العديد من المساجد ومنها "مسجد الرحمن " ومسجد الحسين.
"ويستقبل المجلس الإسلامي رحلات المدارس إلى مقره بالعاصمة" كينجستون "، ويقوم أعضاء المجلس أيضًا بالتوجه إلى أماكن تجمع الناس مثل الحديقة وتوزيع كتيبات لشرح الإسلام ودعوتهم إلى الدين الإسلامي.
أحلام الأمس أصبحت حقائق اليوم، ويأمل مسلمو جامايكا أن تصبح أحلام يومهم هي حقائق غَدِهم، وما ذلك على الله بعزيز.