بسم الله الرحمن الرحيم

بشرى : لقد اعْتُرف بدين الإسلام رسمياً في مولدوفا

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . وبعد،،،
...فلله الحمد والمنة قد تم الاعتراف بدين الإسلام بشكل رسمي في جمهورية مولدوفا ، بعد سنوات طوال من التضييق على الإسلام والمسلمين .
فالحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله
والله إنها لنعمة عظيمة أن يمن الله على مسلمي هذا البلد بهذا الاعتراف ، الذي عانينا طويلاً في سبيل الحصول عليه ، وواجهنا الصعاب والملاحقات مِن قبل الشرطة والأمن .
و الكثير من إخواني لا يعرفون هذه الجمهورية ولعلهم يخلطون بينها وبين جزر الملديف ، لذلك أضع بين أيديهم هذه النبذة المختصرة عنها وعن الدعوة السلفية فيها ، فأقول مستعيناً بالله :
* جمهورية مولدوفا MOLDOVA هي إحدى جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق ، نالت استقلالها بعد إنهيار ذلكم الإتحاد عام 1991 م ، تقع هذه الجمهورية في شمال البحر الأسود و في الجهة الجنوبية من أوروبا الشرقية ، و لها حدود مع دولتين( رومانيا و أوكرانيا) فمن الجهة الغربية تحُدّها رومانيا ، و من بقية الجهات تحدها أوكرانيا ، و تبعد العاصمة كيشينيوف Chisinau عن البحر الأسود نحو 100 كم .
* و أقرب الدول الإسلامية إليها هي ( تركيا ) إذ تبعد العاصمة كيشينيوف Chisinau عن إستانبول نحو 1000 كم تقطعها الطائرة في ساعة و عشرين دقيقة ، و توجد 5 رحلات منتظمة على مدار الإسبوع من إستابول إلى كيشينيوف على متن الخطوط الجوية التركية .
* و مما تمتاز به جمهورية مولدوفا شدة الخضرة و جمال الطبيعة الخلاب إذ يتوافد عليها الكثير من السُّياح لذلكم السبب و لقلة التكاليف ، مساحتها 33845 كم مربع ، و عدد سكانها 4,200,000 نسمة ، الكثافة السكانية 126 شخص في كل اكم مربع ، الديانة الرسمية : النصرانية ( الأرثودكس ) ، اللغة الرسمية : الرومانية ثم الروسية ، العملة الرسمية هي اللي الملدافي ( 1$ = 12 لَيْ ملدافي تقريباً ) . تعداد المسلمين المقيمين فيها بلغ 1667 شخصاً حسب الإحصاءات الحكومية .
* و جدير بالأهمية أنْ يُعرف أنّ هذه الجمهورية قد امتدت إليها يد الدولة العثمانية سابقاً ، و كان بها مسجد تم تحويله – للأسف - إلى متحف بعدما أن أُخْرج العثمانيون قسراً من البلاد ، و في هذا المتحف و غيره توجد العملات العثمانية و الكتابات باللغة العربية التي تم الإحتفاظ بها للذكرى ، و لا يزال للأتراك في هذه البلاد صوت مسموع و قوة معتبرة بسبب تجارهتم الواسعة و أعمالهم الحرة فيها إذ لا يخلو أي سوق من البضائع التركية .
أما عن المسلمين العرب ، فإنّ تواجدهم - في العموم- كان منذ إنهيارالإتحاد السوفييتي ، و أغلبهم ( أكثر من 96 % ) من الطلاب الذين وفدوا للدراسة، و قد كان لهم الفضل – بعد فضل المولى عز و جل – في تفعيل العمل الدعوي ، و في نشر دين الإسلام ، فقد أشهر الكثير من الملداف إسلامهم ، و السبب في ذلك توفيق الله أولاً ثم ضعف تمسك الملداف بدينهم ، لأنهم نصارى منذ إنهيار الإتحاد أي منذ 20 سنة فقط ، و قد استغل العاملون في مجال الدعوة هذا الأمر و شرعوا في الدعوة إلى هذا الدين الحنيف ، و كان إقبال الملداف إليه كبيراً جداً .
و أذكر في هذه العجالة أن آخر زيارة لشيخين فاضلين من المدينة النبوية استمرت 10 أيام فقط أشهر فيها 55 ملدافياً – ما بين رجل و امرأة – إسلامهم فلله الحمد من قبل و من بعد.
و بعد هذا العرض السريع و المختصر عن جمهورية مولدوفا أقول :
إنّ من نِعَم الله عز و جل العظيمة و الجليلة أنْ مَنَّ على أهل هذا البلد من عجم و عرب بثلة من الطلاب العرب ، وفدوا إلى هذا البلد في نهاية عام 1997 م وبداية عام 1998م ،و تولوا زمام الدعوة إلى منهج السلف الصالح .
و بما أنَّ القائمين على الدعوة طلاب ذوو دخل محدود فقد بدأت الدعوة إلى منهج السلف الصالح بطباعة المنشورات التي تصدر في المملكة و توزيعها على العرب في الجامعة وفي أيام الأعياد والجمع .
وبعد مدة من الزمن تمَّ استئجار شقة لإلقاء درسين أسبوعياً ، الأول في التجويد و الثاني في التوحيد ، ثم مَنّ الله بفتح أول مركز إسلامي يدعو إلى التوحيد والسنة عام 2000 م بدعم من إدارة المساجد والمشاريع الخيرية بالمملكة ، لكن الدعم لم يستمر طويلاً فانقطع وأُغلق المركز .
ثم مَنّ الله على المسلمين بفتح المركز الإسلامي مرة أخرى لكن في موقع أفضل و هو وسط المدينة تقريباً ، ولا يزال المركز – الذي تُشرف عليه مؤسسة ( رياض السكينة ) - صامداً حتى الآن ، و الذي كان له – بعد فضل الله أولاً و أخيراً – كبير الأثر في نشر الحق و رفع أهله و في دحض الباطل و دعاته ، فلله الحمد .
وسأذكر في هذه العجالة بعض الأنشطة و الإنجازات التي حققها العاملون في مجال الدعوة - وهم من الطلاب العرب كما أسلفتُ- من باب قوله تعالى ( و أما بنعمة ربك فحدّث ) ، فأقول و بالله التوفيق :

أولاً : الأنشطة الخاصة بالعرب المقيمين في مولدوفا .
1- نشر الدين القائم على الكتاب و السنة.
و هذا هو أعظم إنجاز ، و قد سلك العاملون في مجال الدعوة منهجاً في الدعوة اعتمد على الدروس اليومية الشرعية في شتى المجالات ومن الكتب المعتمدة ، فالتوحيد يُدرّس من شرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ ، و الفقه من تيسير العلام و من الشرح الممتع ، والعقيدة دُرّست من كتب عدة منها : ( العقيدة الواسطية ، و أعلام السنة المنشورة ، و العقيدة الطحاوية ، و لمعة الإعتقاد و شرح السنة للإمام البربهاري... )، و الرقائق و المواعظ تُدرّس من ( إغاثة اللهفان لإبن القيم رحمه الله )، بالإضافة إلى دروس التلاوة والتجويد .
2- إقامة أمسية إسبوعية.
تشتمل على تفسير لآي القرآن و شرح لحديث و موعظة عامة و تحذير من بعض الذنوب والمخالفات العقدية ، ثم تُختم بمسابقة علمية دينية.
3- توزيع النشرات الدعوية .

ثانياً : الأنشطة الخاصة بأهل البلد .
1- نشر دين الإسلام ، و قد أشهر كثير من الملداف إسلامهم على أيدي العاملين في مجال الدعوة – و لله الحمد – .
2- إقامة الدروس العلمية و بشكل مستمر – و لله الحمد – و هذه الدروس في شتى المجالات و من المراجع المعتمدة فالتوحيد من شرح كتاب التوحيد لعدة مشايخ منهم الشيخ صالح الفوزان حفظه الله و الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله والشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ، والعقيدة تُدرّس من( أعلام السنة المنشورة ، و لمعة الإعتقاد) والسيرة تُدرّس من( الرحيق المختوم ) ، و الفقه يُدرّس من ( بلوغ المرام ) ، و الحديث يُدرّس من شرح ( الأربعين النووية) و غيرها من الدروس .
و الدروس بالنسبة للإخوة الملداف مقسمة على النحو التالي : 4 دروس للرجال ، و 4 للنساء .
3- إقامة حلقات تحفيظ بعض سور القرآن لأهل البلد .
4- توزيع آلاف النشرات الدينية باللغة الروسية ( و باللغة الرومانية ) بالإضافة إلى :
* منشور بعنوان ( هل تبحث عن السعادة ) لفضيلة الشيخ صالح السندي حفظه الله تعالى .
* كتيب بعنوان ( ثلاثة الأصول ) للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
* ( كتاب التوحيد ) لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله .
* كتيب بعنوان ( العقيدة الإسلامية من الكتاب و السنة ) لفضيلة الشيخ محمد جميل زينو حفظه الله .
* كتاب بعنوان ( غاية المريد بشرح كتاب التوحيد ) للشيخ محمد حسين القحطاني .
و غيرها من المواد العلمية .
5- إقامة دروس باللغة العربية للنساء وللرجال .
6- إرسال بعض الملداف المسلمين للحج .
7- الإشراف على تغسيل و دفن موتى المسلمين من أهل البلد .
8- المساهمة في تأمين مسكن للأخوات الملدافيات اللاتي أُخرجن من بيوتهن بسبب إسلامهن ، و كذلك الأخوات المطلقات من الطلاب والتجار العرب .
9- إقامة المسابقات الدينية الهادفة .
10- توزيع زكوات أو صدقات المحسنين شهرياً على 100 أسرة مسلمة ، و ذلك بأن تستلم كل عائلة كيساً يشتمل على : 2 كج طحين ، زجاجتان من الزيت ، 1 كج سكر ، 1 كج معكرونة ، 1 كج أرز ، 1كج عدس .

ثالثاً : الأنشطة المشتركة :
1- الإجتماع لأداء صلاتي المغرب والعشاء يوميا بالمركز ، بالإضافة إلى صلاة الجمعة .
2- إقامة الإفطارات الجماعية في شهر رمضان الكريم.
3- إقامة إفطار يوم عرفة و يوم عاشوراء .
4- إتمام عقود القران على الطريقة الإسلامية.
5- إقامة الرحلات الموسمية ذات الطابع الديني.
6- إقامة صلاة عيدي الفطر و الأضحى.
7- إقامة الدورات الشرعية سنوياً ، و ذلك بحضور مشايخ ذوي كفاءات علمية .
8- مساعدة الذين انقطعت بهم السبل و المرضى ، و ذلك عن طريق جمع التبرعات .

وبِحكم تجربتي في الدعوة إلى الله في جمهورية مولدوفا – والتي امتدت لأكثر من 10 سنين – أقول :
باب الدعوة فيها مفتوح على مصراعيه ، و قبول أهلها لدين الإسلام كبير ، ومسلموها – خاصة العجم – في أمسِّ الحاجة لمن يُعرِّفهم أصول دينهم ويوجههم إلى ما فيه نجاتهم من الفتن العظيمة التي تُحيط بهم .
لذا أناشد كل مَن اطلع على هذه الكلمات أن يُقدم يد العون للإسلام والمسلمين في جمهورية ملدوفا بكافة أنواعه ، من ذلك : بناء مسجد ومركز إسلامي بكل مرفقاته ، وتيسير دراسة إخواننا الملداف في بلاد الحرمين - وغيرها - وكفالتهم أثناء الدراسة وبعدها حتى ينشروا دين الله بين أهل البلد و ليُعلِّموا المسلمين المقيمين فيها عقيدة سلفنا الصالح .

ختاماً :
أسأل الله سبحانه أن يُثبت هؤلاء الإخوة –والجميع- على دينه القويم ، وأن يُسخِّر لهم مَن يُعينهم على خدمة الإسلام والمسلمين في مولدوفا .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

كتبه

المشرف الدعوي على المركز الإسلامي بجمهورية مالدوفا







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

خريطة ما لدوفا