قال فضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي :

" إياك أن تكون ممن يتزبب قبل أن يتحصرم !

وإياك وأصحاب الإلزامات والإستعلاء ، والتعالم وقلة الحياء مع العلماء ، ومع طلبة العلم

فإن ذلك من أدواء هذا العصر

فقد تصدى الكثير إلى مسائل لا يُحسنونها

وقد اقتحم البعض أبوابًا لا يحسنون فتحها ، ولا التعامل معها

فنتج عن ذلك خلاف وهرج واختلاف ، وتوسع دائرة وبغض وحسد ، وتفرق وضياع

لاسيما إذا أسند الأمر إلى غير أهله ؛ فإنه من علامات الساعة .

فاحذر - يا عبد الله - من هذا المسلك ، وارجع إلى العلماء الكبار فيما أشكل عليك

وإياك أن تحمل قول أخيك على خلاف مراده ، أو على هواك ،

البعض يتعسف في فهم الأقوال ؛ بحيث يلوي أعناق النصوص والأقوال ، على ما يريد

ففيه شبه من اليهود أحيانًا ، لما قال الله لهم حطة ! قالوا : حنطة !

فاحذر - يا عبد الله - من هذا المسلك ، بلغ ما عرفت بيقين ، وما أتقنته تمامًا

أما ما كان عندك فيه شك - أو لم تتقنه - فأد الحق إلى نصابه ، وأعط الليث منيع غابه

وإياك والتزبب المبكر ، وإياك والتسرع في الأحكام على الآخرين

وإياك أن تتسرع بمجرد أن تجد خطأً على أخيك !

البعض من الناس يتسرعون في الحكم على إخوانهم ، وهم أصحاب منهج واحد

فيلزمون بما لا يلزم

ويضعون النصوص في غير موضعها ، ويستدلون بالنصوص على غير ما تدل عليه

ويحملون أقوال إخوانهم ما لا تحتمل

وعنده من التعالم والاستعلاء والغلظة في القول وما إلى ذلك ما لا يمكن تصوره

فإياكم وهذا المسلك .

( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) .






وأحذركم من لي أعناق أقوال العلماء ، وحملها عما لم يريدون الحمل عليه

يأتي أحدهم إلى عالم فاضل ، وشيخ جليل ، ثم يطرح مسألة علمية في ظاهرها

ويقولون يا شيخ ما رأيك فيمن يقول : كذا وكذا !؟

والشيخ - وفقه الله - يجيب إجابة مسددة ، وجميلة وقوية وفي مكانها

ثم يأتي عبر بعض المواقع ، عبر بعض زبالات الأنترنت

فيضع عنوانًا لهذا الجواب ظلمًا وعدوانًا [ سماحة الشيخ فلان يرد على فلان ] !

وقد يكون من يزعم أنه يرد عليه عالمًا من العلماء ، أو طالب علم يسير على منهج العلماء

فهذا في غاية الخطورة أيضًا ، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه .

والمواقع تمتلئ بمثل هذا الغثاء الكثير ، فاحذروا منه ، احذروا منه كل الحذر .

كل المواقع التي تسلك هذا المسلك قاطعوها ، وابتعدوا عنها

كل المواقع التي لا هم لها إلا النشر للصغار ، صغار العقول والخفافيش

الذين شوَّهوا سمعة طلبة العلم ، وهم يُغِيرون مع هذا وهذا

على نحو المثل القائل : ( وهو مثل بدوي ) :

[ فلان يعدو مع الذئب ، ويصيح مع الراعي . فلان يعدو مع الذئب ، ويصيح مع الراعي ] !

كثير من الناس يسلكون هذا المسلك ، وتجده مُتقلبًا لا قرار له ، اليوم مع فلان ، وغدًا مع فلان .

وإياكم أن تُعلقوا الأحكام ، أو أن تكون دعوتكم متعلقة بالذوات

فإن هذا لون من ألوان الحزبية المقيتة ؛ التي نحذر منها ، وقد نقع فيها من حيث لا ندري

إحذروا من ذلك ، واسلكوا مسلك السلف الصالح "

شريط مفرغ بعنوان:النصيحة الولدية