hayemfr
عدد المساهمات : 23234 نقاط : 69351 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 28/09/2012 العمر : 42
| موضوع: .لا دفاعاً عن الشيخ محمد حسّان! ولكنْ ؛ إطفاءً للنيران ، وتسكيناً للثوَران. الأربعاء ديسمبر 05, 2012 2:13 am | |
|
..لا دفاعاً عن الشيخ محمد حسّان! ولكنْ ؛ إطفاءً للنيران ، وتسكيناً للثوَران... بقلم فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري -حفظه الله-
سمعنا وسمع الناسُ-جميعاً- كلمةَ الشيخ محمد حسان -مساء أمسِ- (30-1-2011 إفرنجية)، التي أذاعتها بعض الفضائيات (العربية) حول الجاري -اليومَ- مِن أحداث مُزلزلة في أرض الكِنانة ؛ أفسدت على عامّة الناس وخاصّتهم -هناك- أمنَهم وأمانَهم ؛ فحصل ما حصل من قتل ، ونهب ، وسلب ، وترويع ، وفوضى ، و و و.. وقد لاحظت -كما لاحظ غيري من أهل العلم وطلبته-أن كلمة فضيلته قد خَرجتْ -وفقه الله لمرضاته- في بعض جوانبها- عمّا تعلّمناه من الحق والصواب عن مشايخنا ، وعرفناه من سداد منهجنا : من إنكار عموم المظاهرات والإضرابات-أو تشجيعها ، والإشادة بها –وما في إطار كُلِّ-.. وكان كلامه -هذا-جمّله الله بتقواه- وهو خطأ لا نقبله ، وغلط لا نرتضيه - سبباً في ورود كثير من الأسئلة إليّ بشأنها -ومن عدد من البلدان-.. فضلاً عما قام به البعضُ(!) من استغلال رخيص للربط بيننا وبين كلمته هذه -رعاه الله- وبأقبح الألفاظ ، وأغلظ العبارات ،وأسوإ الدسّ والافتراءات -وذلك بالرغم من تصريحنا بمخالفتنا له ، وتغليطنا إياه - غفر الله للجميع -.. و: كلّ إناء بالذي فيه ينضح!! أقول هذا مع ذِكري وتذكّري وتذكيري: بأن الشيخ محمد حسّان-سدده الله إلى ما فيه رضاه-مستنكرٌ - وفي أزمنة وأمكنة متعددة- هذه المظاهرات -بأنواعها كافةً- وما لفّ لفّها!!
ومن آخر ذلك : قولُهُ -أعانه الله-:
(إن الأمة الإسلامية لن تخرج من أزماتها بالإضرابات والاحتجاجات المخرّبة التي تُسفك فيها الدماء ، وتُخرب فيها المحالّ والسيارات... أعداؤنا يريدون لبلدنا وأمّتنا أن تتحوّل إلى فوضى؛ وإن حدث هذا لن يأمنَ أحدٌ منا على نفسه ولا ولده ولا ابنته.. ولْتتعلّم الأمةُ من واقع العراق الأليم.. لا نُريد أن نمنحَ هذه الفرصةَ لأعداء هذا البلد... الإضراباتُ والتخريبُ لن توسّع الرزقَ.. كذا الدماءُ التي تُسفك لا تُرضي ربَّنا.. وعلى كل مسؤولٍ أن يتّقيَ اللهَ -عز وجل- ، ويتدخّل لإرضاء الله .. كلُّنا في سفينة واحدة : إنْ نَجت نجى الصالحون والطالحون.. وإن غرِقت غرق الجميعُ)... وكلامه -هذا- زاده الله من فضله- يلتقي –تماماً – تأصيلَه السابقَ-المنشورَ المشهورَ- في الإنكار والاستنكار- وقد وقع ما حذّر منه،وما نبّه إليه -تماماً-.. فما الذي جدّ؟! وما الذي تغيّر؟! ...إنه الواقع الأليم الجديد من تلكم الثورة الشعبية العارمة –التي تغلي وتفور!-والتي تجعل الحليم حيرانَ ، والتي لم تستطع حتى الأجهزة الأمنيّة أن تتعامل معها بأي شكل من الأشكال-وذلك منذ أول مواجهة بينها وبين فئات من المتظاهرين- نتجت عنها دماء وأشلاء-... فانسحبت معظم هذه الأجهزة- بخيلها ورجِلِها-جميعاً-من مراكزها ومقرّاتها..فضلاً عن عدم الممارسة الفعلية لقيامها بالواجب المُناط بها في المحافظة على أمن الناس في المساكن والشوارع ووسائل المواصلات ، و و و... حتى السجون والمعتقلات فرّ نزلاؤها من عُتاة المجرمين والسفّاحين و(البلطجيّة!) ؛ فعاثوا في البلد فساداً وإفساداً وترويعاً –أكثرَ وأكثرَ-وبصورة مجرمة عُنجهيّة.. فما الموقف المنضبط الذي كان (واجباً)اتخاذُه في هكذا واقع عسِر شديد –على الأقل:من الشيخ محمد حسّان ، أو مَن هو في موقعه وموقفه- ؟!! أقول: لا شكّ أن الذي يُراقب غيرُ المعايش! والذي رِجلاه في النار غيرُ الذي رجلاه في الماء! ونسأل الله -تعالى- أن لا يبتليَنا -وإياكم-... وعليه: ** فإنّ ممّا تقرّر عند أهل العلم والدين -الربانيّين- قاعدةَ درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح) ، وا رتكاب أخفّ الضررين دفعاً لأكبرهما)،و تحصيل المصلحة الراجحة وترك المرجوحة عند التزاحم).... كل هذه القواعد منظورةٌ -جدّاً- عند الأمل في معالجة مثل هذا الواقع المُرّ الذي –إلى الآن!-ما له من دافع!!! و{ليسَ لها مِن دُون اللِه كاشِفةٌ}.. يا إخواننا.. ويا هؤلاء -وأولئك-: ...إن الانتقاد سهل... والتربّص والترصّد أسهل... والطعن بالمقاصد والنيات-فضلاً عن المواقف- أسهل وأسهل.. ولكنّ الصعبَ-جداً جداً !!-هو إعمالُ النظر الدقيق في طريقة تنزيل تلك القواعد العلمية الجليلة على مثل هذه الأوضاع المذلّة العليلة-وذلك من جهة الترجيح الأدنى إلى الصواب-.. فاسأل نفسك أيها الطاعن –ولا أقول :المنتقد!- فالانتقادُ الشريفُ مقبولٌ-: لو كنت في موقع الشيخ محمد حسان..وموقفه ..ماذا تصنع؟! بل ماذا تستطيع أن تصنع؟! وأنت –حقيقةً وواقعاً-كما يقال-بين فكّيْ كمّاشة؟! هل تستطيع أن تقول لتلك الجماهير الغاضبة الثائرة المتجمهرة المتجمعة –بعشرات الألاف!-: إن المظاهرات حرام؟! أو: إن علماءنا يحرّمون هذه الصنائع الشنائع؟! أو: ارجعوا إلى أماكنكم وبيوتكم؟! أو: فضّوا جمعكم؟! ...لا شك ولا ريب أن هذه(الأوامر)-الموافقة للشريعة وفتاوى أئمة العلم- هي الحق الذي نعتقده في حكم هذه الأعمال -ظاهراً وباطناً-.. ولكنْ: هل يستطيع أيُّ أحد في أيِّ ظرف أن يخاطب كلّ أحد؟! أم أن لكل هذا ضوابطَه وروابطه؟؟!! ...إن العلاج النافع للمريض الواقع(!) يحتاج إلى المحل القابل..فإذا لم يكن المحل قابلاً للعلاج ؛ فسيكون به هُلْكُهُ وهلاكُه!!! وقد قال الإمام ابن مفلح في (الآداب الشرعية)(2/87)-ناصحاً منْ وَعَظَ الْعَوَامَّ - بقوله لِيَحْذَرَ الْخَوْضَ فِي الأُصُولِ؛ فَإِنَّهُمْ لا يَفْهَمُونَ ذَلِكَ ؛ لَكِنَّهُ يُوجِبُ الْفِتَنَ؛ وَرُبَّمَا كَفَّرُوهُ -مَعَ كَوْنِهِمْ جَهَلَةً-)... وعليه: َ** فإنّ ممّا تقرّر عند أهل العلم والدين -الربانيين-أيضاً- قاعدةَ ليس المنهيّ عنه شرعاً كالمعدوم حِسّاً) ؛بمعنى : إدراك الطريقة الشرعية الصحيحة للتعامل مع الأمور المخالفة للشرع عند حدوثها وطروئها-واقعيّاً-.. فهل كونُها مخالفةً للشرع يُلزمنا عدم التعاطي معها،أو أن نتعامل معها كالمفقود غير الموجود؟! تلكم هي العُقدة الكبرى التي يجهلها –ولا أقول-فقط!-:يسيء استعمالَها!-غلاةُ الطاعنين-ولا أقول:المنتقدين!- من المتربصين –بغير حلم ولا علم-؛فيُفسدون من حيث يحسبون أنهم يصلحون! وبعد: لم يخرج الشيخ محمد حسان-وفقنا الله وإياكم وإياه-عن استعمال هذه القواعد وتنزيلها فيما قاله أمسِ... بغضّ النظر عن كون اجتهاده-فيه- خطأً أو صواباً-فلا يخرج طالب العلم عن هذا أو ذاك- ؛فكل بني آدم خطّاء.. مع التنبّه والتنبيه إلى نقطتين مهمّتين: الأولى-احتمال اضطراره لبعض ما قال ، ووقوع الضرورة عليه في ذلك.. والمعافى يحمد الله.. الثانية-أن فحوى كلامه المنتقَد-حتى منّا!-ولكنْ؛لا نطعن به عليه-موافقٌ لكلام الرئيس مبارك ،ومتّسق مع كلام رئيس مجلس الشعب فتحي سرور-ومَن معهم-،وذلك بإقرارهم واعترافهم بمطالب الجماهير المتظاهرة... واليوم: وجّهت قناة (الرحمة)-الفضائية-والتي يشرف عليه الشيخ محمد حسان-نداءً مكتوباً منه-سدده الله-هذا نصّه: (فضيلة الشيخ محمد حسان يناشد شباب مصر الأطهار للمحافظة على أمن واستقرار هذا البلد،والمشاركة في اللجان الخيرية لحفظ الأمن في جميع المحافظات وجميع الأحياء). وهي دعوةٌ لطيفةُ العبارة-منه-جزاه الله خيراً- لفضّ المظاهرات ، وإنهاء التجمّعات ، والانشغال بما فيه نفعُ البلد وأمنُه-وبأسلوب لبِق مقبول رقيق-..
ومع ذلك -كله- ؛فلا مانع من مواجهته –سلّمه الله- بالتخطئة الرحيمة ؛ دون التهجّمات العقيمة بألفاظها السقيمة! فالمصيبة الكبرى –والحالة هذه- في إعطاء بعض المسائل أكبر من حجمها!! واستغلالها لمواقفَ شخصية !! أو مقاصدَ لا أخلاقية!!! ونحن –من قبل ومن بعد-مع المناصحة الشرعية.. نحن مع الانتقاد البنّاء... نحن مع التخطئة المنضبطة... ولكننا لسنا مع: الهدر.. والإسقاط.. والاستغلال الرخيص.. والتقوّل بالباطل.. والتعرّض للباطن.. والإلزام الفاشل... والطعن القبيح... والنظرة الحُكميّة الواحدة للقضايا المتغايرة (!)وفي الظروف المتباينة - كالدواء الواحد للأمراض المتعددة ! -... ولست-هاهنا- في معرض الدفاع أو المحاماة عن الشيخ محمد حسان-فضلاً عن غيره- فهو داعٍ فاضلٌ من عموم دعاة هذه الدعوة السلفية المباركة ، وهو-على فضله وجهوده-لسنا نراه إماماً مِن أئمّة دعوتنا! -كما نسبه إلينا بعض الكذّابين!-؛ فله قلمُه... وله لسانُه.. ولكني أردّ ظلم الظالم، وأنصر حقَّ المظلوم -بحسب القدرة والاستطاعة-.. فمحمد حسان يخطئ.. وعلي الحلبي يخطئ.. وأنت -أيها الطاعن أو المنتقد-تخطئ وتخطئ.... وكل ذي قلم أو لسان أو جارحة-حاشا نبيّنا-صلى الله عليه وسلم-يخطئ... فكيف إذا تضاعف الظلم وازدوجت آثاره؟؟!! إن ذلك -إذن-أدعى لضرورة البيان ، وتنبيه العقول والأذهان.-بالحجة والبرهان-.. وأخيراً: إن منهجنا الحق المبارك (يدعو إلى التمسك الشامل بالدين –أصوله وفروعه ،كلياته وجزئياته-،ومراعاة ما يراعيه من المصالح والمفاسد ،والأخذ بالرخص التي يحبها الله ،والتي هي من آثار حكمته ورحمته وتشريعه في مراعاة المصالح والمفاسد في الظروف العصيبة ،وعند الحاجات والضرورات..)-كما قاله الشيخ ربيع المدخلي –غفر الله له-في بعض كلامه (النظريّ!)الحق الجليّ-... ولكن؛أين التطبيق لهذا التوجيه الدقيق؟! وقد قال-أيضاً-هدانا الله وإياكم وإياه-وفي سياق بحث المصالح والمفاسد-نفسه-وهي مما قد يُختلَف في تقديره من شخص إلى آخر لأسباب وأسباب!-بما نوجّهه إلى كل طاعن معثار ليس عنده موضع إعذار أو قَبول اعتذار -: (إنْ كابرتَ في هذه الأمور الجلية ؛فالواجب الذهاب بك إلى مستشفى من مستشفيات الأمراض العقلية ، أو أن تُودَع في السجن لحماية الدين من الهلوسات والسفسطات)!! ..إذن -يا فضيلةَ الشيخ!-ستمتلئ المستشفيات والسجون!! بسبب ما أكثرُ ما به أولئك مُبتَلَوْن ومُتكاثرون! وهذا ما لا نحبه لهم ولا نرتضيه لهم-أيها العاقلون-.. فـ {ما لكم كيف تحكمون}؟!! وإنا لله وإنا إليه راجعون.... ونوصي -أخيراً-كل إخواننا المسلمين في مصر الحبيبة-وقد كثرت الفتن ،وتضاعفت الخطوب والمحن-بما كان يوصي به شيخنا الإمام الألباني-في مثل هذه المضائق-بحديث نبينا-صلى الله عليه وسلم-كونوا أحلاس بيوتكم)... ومنه قول القحطاني في (نونيّته)-المشهورة-:
كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ إِنْ سَمِعْتَ بِفِتْنَةٍ ***** وَتَوَقَّ كُلُّ مُنَافِقٍ فَتَّانِ .... و..{ليقضي الله أمراً كان مفعولاً}.. ولا مفرّج إلا الله-جل في علاه ،وعظم في عالي سماه-....
| |
|
mEnimE
عدد المساهمات : 5387 نقاط : 7531 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/05/2012
| |