hayemfr
عدد المساهمات : 23234 نقاط : 69351 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 28/09/2012 العمر : 42
| موضوع: وجوب استغلال الاعراس للموعظة والدعوة الأربعاء ديسمبر 05, 2012 1:49 am | |
| بسم الله الرحمان الرحيم إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد: لقد اطل علينا فصل الصيف الذى عادة ما يقرن بموسم الاعراس و الحفلات الخاصة والمهرجانات فاردت ان يستغل العالمون بدين الاسلام هذا الظرف للوصول الى قلوب الشباب باذن الله ومحاولة تربية بعض النفوس التى غلب عليها الهوى للاسف الشديد . كثيرة هي الأدلة و الأسباب الماسة إلي وعظ الناس و دعوتهم إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح من الأمة. فدعوة الناس إلى التوحيد وتعليمهم الدين، حيث ما كانوا وحيث ما وجدوا، دون أن يقتصر ذلك بزمان أو مكان. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم كثيرا ما يعظ أصحابه رضي الله عنهم، فوعظ الناس وتذكيرهم بالله، ودعوتهم إلى الرجوع إلى الله، هو منهج الأنبياء والمرسلين عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
أما الأسباب فهي أكثر من أن تعد أو أن تحصى. ـــ فالموعظة في الأعراس عندنا تقتضيها الحاجة و المصلحة.
فما صار إليه حال أفراحنا اليوم، يندى له الجبين وتذرف له العين، أصبح أشبه بحال أعراس أهل الجاهلية، بل بعضها أسوء من ذلك، فصارت الحاجة و المصلحة تقتضي وعظ الناس كلما تاحت الفرصة لذلك( فرب صدفة خير من ألف ميعاد).
تعريف المصالح المرسلة(1): << المصالح: هي الأوصاف التي تلائم الشارع ومقاصده، ولكن لم يشهد لها دليل معين من الشرع بالاعتبار أو الإلغاء. ويحصل من ربط الحكم بها جلب مصلحة أو دفع مفسدة عن الناس. المرسلة: سميت مرسلة لعدم وجود ما يوافقها أو يخالفها في الشرع>>.
وللفقهاء طريقان: 1: أن يفعل ذلك ما لم ينه عنه، (وهو قول القائلين بالمصالح المرسلة). 2: أن ذلك لا يفعل ما لم يؤمر به، (وهو قول من لا يرى إثبات الأحكام بالمصالح المرسلة).
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العجاب (الموافقات 3 / 74): << ....لأن ما سكت عنه في الشريعة على وجهين: أحدهما: أن تكون مظنة العمل به موجودة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يشرع له أمر زائد على معنى فيه، فلا سبيل إلى مخالفته، لأن تركهم لما عمل به هؤلاء(أي السلف الصالح رضي الله عنهم) مضاد له، فمن استأنفه صار مخالفا للسنة.
الثاني: أن لا يوجد مظنة العمل به ثم توجد، فيشرع له أمر زائد يلائم تصرفات الشرع في مثله، وهي المصالح المرسلة، وهي من أصول الشريعة المبني عليها، إذ هي راجعة إلى أدلة الشرع حسبما تبين في علم الأصول، فلا يصح إدخال ذلك تحت جنس البدع.... >>.
فالموعظة في الأعراس مطلوبة خاصة في بلادنا ومن كان حاله كحالنا. خاصة أن هناك أصناف من المسلمين اليوم حالهم كحال الكفار، لا الصلاة يوصلون(02) و لا الدروس في المساجد يحضرون. فما هو الطريق الموصل إلى دعوة هؤلاء؟ وما هو السبيل إلى انتشالهم من الشر الذي هم فيه منغمسون؟ فلم نجد سبيلا إلى ذلك سوى الأعراس، التي أصبحت تجمعهم، لأننا لا نستطيع دعوتهم في المساجد فهم لا يصلون، ولا الذهاب إلى أوكارهم التي هم فيها، و بها يعتصمون، فلا قدرة لنا على ذلك. وفي نفس الوقت نحن مطالبون بنصحهم و دعوتهم إلي الله.
فكم من عائد إلى الله بسبب تلك المواعظ، وكم من عريس كان يحلم أن يحتفل في يوم عرسه بالمغني الفلاني، ولكن بعد حضوره لتلك المواعظ أصبح عرسه قدوة ومثالا و الحمد لله. هذا من جهة الناس الحضور، أما من جهة العادات فحدث ولا حرج. فهناك مثلا في بعض الأماكن في بلادنا، أن العرسان لا بد أن يمروا علي قبر الوالي الفلاني حتى يدوم زواجهما و يكون مباركا، وكل من لا يمر عليه لا يدوم زواجه (على زعمهم). كما هناك أيضا من يضع للعروسة بيضة عند عتبة باب بيت زوجها عند دخوله، حتى تبيَّض لها الأيام، إلى غير ذلك من البلايا والطامات، والبدع والخرفات التي لا يعلمها إلا الله سبحانه.
فمن يعلم هؤلاء التوحيد والسنة ؟!!!!.
الأئمة عندنا صوفيون(إلا من رحم ربك و قليل ما هم)، وكثير من طلاب العلم ليس لهم منابر، زد على ذلك الجهل و إتباع العادات و التقاليد التي أكثرها مخالف للشرع. زد على ذلك ما توارثته الناس من الموسيقى و الرقص والاختلاط، مع العلم أن هذا الأخير لم يكن عندنا في السنوات الماضية، لكن اليوم الله المستعان.
وليس يخفى على عاقل حال الأعراس اليوم من: ـ الاختلاط و المجون. ـ العادات و التقاليد المخالفة لإسلام، ومنها ما هو شرك أكبر. ــ التشبه بالبغايا والفاجرات. ـ فكم من الأموال في الفسق وللفسق صرفت؟ ـ وكم من عرض من أعراض المسلمين في الأعراس انتهك. حيث أضحى الرقص و الفحش سنة تتبع، وأصبحت الشهرة (في التبذير والمجون)خصلة محمودة يتنافس عليها المتنافسون. وبعضها أصبح (أي العرسُ) معرضا لأنواع الخمور والمُخَضِرات، نهيك عن المتاجرة بالبغايا و الفاجرات، فإلى الله المشتكى إلى ما صار إليه أبناء وبنات المسلمين اليوم. فهذا غيض من فيض.
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل.
فليس هناك سبيل إلى دعوة هؤلاء والاحتكاك بهم، سوى الأعراس.
أذكر مرة أني ألقيت كلمة في عرس، فتكلمت عن حكم تارك الصلاة، لأني رأيت أن أكثر الحضور هم من الشباب، إن لم أقل كلهم، وفي الغد جاءني بعض الشباب وقالوا لي : أن معظم من حضر البارحة هم من أصحاب المخضرات، وأنهم لا يصلون، بل فيهم بعض قطاع الطرق. فالله المستعان فهم لا يصلون، والناس لا ينصحونهم لأنهم يخافون منهم.
فهل بعد كل هذا يقول قائل ليس في وعظ الناس في الأعراس من حاجة!!! ــ ونحن لم نجد غير ذلك بديلا. ــ والقنوات والإذاعات و رفقاء السوء مع الجهل والبعد عن الدين لم يتركوا لنا البديل.
ولقد سمعت أحد الأفاضل سئل عن الموعظة في الأعراس فقال: << لم تكن على عهد السلف و لسنا بحاجة إليها >>، << وأن العرس مقام فرح وليس للوعظ>>.
فأقول: 1: أن هذا راجع إلى حسب الحاجة و المصلحة. فإن كان هناك ما يغني عن هذه الموعظة (كأن يكون الناس الحضور من أهل الدين والاستقامة ) فلا حاجة إليها. أما إذا كان الحضور من أهل الفسق و المجون فلا حرج في نصحهم ووعظهم، فهذا يرجع إلى حسب الحال والمكان. فالمملكة السعودية مثلا: كثير علمائها، كثير دعاتها، ولعل في هذا كله تكفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أما عندنا فهناك من إذا وجعه رأسه فسئل الناس عن الدواء أرشدوه إلى مشعوذ ذو خبرة.
فالدعاة عندنا قليلون، والدعوة متعثرة، و القبوريون كثر، خاصة في بعض الأماكن التي تعاني من ندرة من يعلمهم الدين الصافي من البدع والخرافات. فالمصلحة تقتضي تعليم الناس وعدم تركهم مع أشباه المشايخ (ما يسمى بالطلبة عندنا). فهؤلاء كل شئ جائز عندهم حتى ولو كان الاستغاثة بالأموات أو الطواف بالقبور مادامت الغاية واضحة، وهى عدم مخالفة الأعراف و الأجداد وتكثير سواد الناس عليهم، ولو كان ذلك على حساب الكتاب و السنة، فحسبنا الله منهم ومن أتباعهم.
2: أن الموعظة لا يجب أن يكون فيها: _ التطويل الممل. _ ولا التقصير المخل.
3: أن يكون الواعظ لبيبًا عارفاً، فإن لكل مقام مقال، كأن يكون الحضور ممن لا يحب الوعظ، أو الواعظ، فيستغني عن ذلك.
4: أن لا يُتخذ ذلك عادة، وإنما يكون على حسب المصلحة، فإذا كان ما يغني عن مثلها، كأن يكون الحضور من أهل الخير فلا داعي إليها، لأن العرس مقام فرح، والله أعلم.
5: ليس هناك مقام لا يصلح للوعظ، بل حتى الفرح لا بد أن لا تكون فيه مخالفات شرعية، وتعليم الناس تلك الضوابط، وتذكيرهم لما في الموافقة أو المخالفة للشرع من ثواب أو عقاب هو عمل المعلم والواعظ ، والله أعلم.
هذا ما تيسر لي جمعه و كتابته، فما كان فيه الصواب فبفضل من الله، وما كان فيه من تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان كما أرجوا من كل من يقرأ هذه الرسالة أن لا يبخل علينا بالنصح والرشاد، والله ولي التوفيق والسداد. << سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك >>. ************************************ 01: أصول الفقه الإسلامي(2/ 757) وهبة الزحيلي 02: إذا قلنا بعدم تكفير تارك الصلاة | |
|
mEnimE
عدد المساهمات : 5387 نقاط : 7531 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/05/2012
| |