hayemfr
عدد المساهمات : 23234 نقاط : 69351 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 28/09/2012 العمر : 41
| موضوع: مدرسة المصلحة والمقاصدية الأربعاء ديسمبر 05, 2012 1:41 am | |
| قال بعضهم أن الحدود لغاياتها وليس لآياتها ، فقطع اليد لكي لا يسرق ، فإذا استطعنا أن نقيم عقوبة أخرى لكي لا يسرق فلنقم .. هذه المدرسة المقاصدية جهلت طبيعة الإسلام .. فالقرآن الكريم ليس كتاب مقاصد لأن المقاصد موجودة عند أي بشر .. ففي أمريكا يريدون تحقيق العدالة ومنع الظلم ومنع الخيانة .. هذه المعاني مغروسة في فطر جميع البشر ، لكن الإسلام طريقة للوصول إلى تلك المعاني وليس هو تلك المعاني .. فالإسلام طريقة محددة لبلوغ تلك المقاصد ، وفي القرآن الكريم نقول سبع عشرة مرة " اهدنا الصراط المستقيم" ولا نقول " اهدنا الهدف النيبل " ، لذلك القرآن يعبر عن الدين بأنه الطريق وليس الهدف ، " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه .. " .. أقصر طريق لبلوغ اللاسرقة هو قطع اليد ، وأنجع طريق لبلوغ اللاخمر هو جلد شارب الخمر ، لأن واضع هذا الطريق هو خالق هذا الإنسان .. فالذي وضع الكوابح هو خالق النفس .. من زعم أن الإسلام مقاصد لم يفهم طبيعة الإسلام .. لا فرق حينئذ بين الإسلام واللاإسلام .. الفرق بين الإسلام واللاإسلام أن الإسلام طريقة سماوية لبلوغ المقاصد .. الشاطبي عندما ذكر المقاصد فهمها المتأخرون فهما خاطئاً .. قال الشاطبي " وذكر المقاصد إنما هو لبيان ما هو كائن لا لبيان ما سيكون " .. فهو يريد أن يعطيك سياقات مفاهيمية تعينك على التسليم .. وعندما قال ابن تيمية أن الشريعة جاءت لجلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها كان ذلك من قبيل الحكم على أحكام الشريعة وليس تقييدا لها .. فابن تيمية قال عبارته كوصف للأحكام وليس تقييداً لها ، وهذا كقوله تعالى " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " فهذه الواجبات التي أوجبها الله علينا قال عنها أنها في وسعنا لذلك أمرنا بصيام شهر رمضان ونحن نستطيع صيام الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر ، فنحن نستطيع من جنس الصوم أكثر من الصوم ، وأمرنا بخمس صلوات في اليوم فقط ونحن نصلي كذلك السنن الرواتب ، فنحن نستطيع من جنس الصلاة أكثر من الصلوات الخمس المفروضة ، وأمرنا بالزكاة إذا حال الحول ، ونحن يوميا نتصدق في الطرقات ، فنحن نستطيع من جنس الزكاة أكثر من الزكاة ، وأمرنا بالحج مرة واحدة في العمر ، ونحن نستطيع أن نحج أكثر من مرة واحدة في العمر ، وكذلك كقوله تعالى " وما جعل عليكم في الدين من حرج" فالله تعالى يقول أن كل الأحكام التي أمرتكم بها لن تدخلكم في حرج وليس المعنى أن تتركوا هذه الإحكام إذا أدخلتكم في حرج ، فهذا لن يحدث أصلاً فأي حرج فهو متوهم ، وأي مصلحة يفوتها أمر شرعي فهي متوهمة ، وأي مفسدة قد يؤدي إليها فعل الواجب فهي متوهمة.
| |
|
robotico
عدد المساهمات : 6979 نقاط : 7133 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/05/2012
| |