السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن لله تعالى جنة فى الأرض من دخلها طاب عيشه
-- عن أبى واقد الليثى( رحمه الله) : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر
فأما أحدهم فرأى فرجة فى الحلقة فجلس فيها
وأما الآخر فجلس خلفهم
وأما الثالث فأدبر ذاهباً
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه قال :- (ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟
فأما الأول فآوى إلى الله فآواه الله ،
وأما الثانى فاستحيا من الله أن يؤذى الناس فاستحيا الله منه ،
وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه ) متفق عليه
-- قال لقمان لإبنه: يابنى
إذا رأيت قوماً يذكرون الله فإجلس معهم
فإنك إن تك عالماُ ينفعك علمك ، وإن تك جاهلاً علموك
ولعل الله تعالى يطلع عليهم برحمته فتصيبك معهم
وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم
فإنك إن تك عالماً لا ينفعك علمك ، وإن تك جاهلاً يزدك غياً
ولعل الله أن يطلع عليهم بسخطه فيصيبك معهم
-- عن أبى سعيد الخدرى( رضى الله عنه ) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :- ( إن لله تعالى ملائكة سياحين فى الأرض فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا وقالوا : هلموا إلى بغيتكم فيجيئون فيحفون بهم ، فإذا صعدوا إلى السماء فيقول الله تعالى : على أى شئ تركتم عبادى يصنعون وهو أعلم بهم ؟ قالوا : تركناهم يحمدونك ويسبحونك ويذكرونك فيقول : فأى شئ يطلبون ؟ فيقولون : الجنة فيقول الله عز وجل : هل رأوها ؟ فيقولون : لا فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد لها طلباً وأشد حرصاً فيقول : من أى شئ يتعوذون ؟ فيقولون : يتعوذون من النار ، فيقول الله تعالى : هل رأوها ؟ فيقولون : لا فيقول : كيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد منها هرباً وأشد منها خوفاً فيقول : إنى أشهدكم يا ملائكتى أنى قد غفرت لهم فيقولون : إن فيهم فلاناً الخاطئ لم يردهم وإنما جاءهم لحاجة فيقول : هم القوم لا يشقى جليسهم ) متفق عليه
-- عن أبي موسى الأشعري ( رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل الجليس الصالح والجليس السوء : كحامل المسك ، ونافخ الكير . فحامل المسك : إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة . ونافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) متفق عليه
-- قال أبو الليث السمرقندى رحمه الله من إنتهى إلى العالم وجلس معه ولا يقدر على أن يحفظ العلم فله سبع كرامات
أولهاينال فضل المتعلمين
والثانى ما دام جالساً عنده كان محبوساً عن الذنوب والخطايا
والثالثإذا خرج من منزله تنزل عليه الرحمة
والرابع إذا جلس عنده فتنزل عليهم الرحمة فتصيبه ببركتهم
والخامس ما دام مستمعاً تكتب له الحسنة
والسادس تحف عليهم الملائكة بأجنحتها رضا وهو فيهم
والسابع كل قدم يرفعه ويضعه يكون كفارة للذنوب ورفعاً للدرجات له وزيادة فى الحسنات
ثم يكرمه الله تعالى بست كرامات أخرى
اوله يكرمه بحب شهود مجلس العلماء
والثانى كل من يقتدى بهم فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شئ
والثالثلو غفر لواحد منهم يشفع لهم
والرابع يبرد قلبه من مجلس الفساق
والخامس يدخل فى طريق المتعلمين والصالحين
والسادس يقيم أمر الله تعالى فى قوله (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)آل عمران 79
-- قال بعض الحكماءإن لله تعالى جنة فى الدنيا من دخلها طاب عيشه قيل : ما هى ؟ قال : مجلس الذكر
-- وعن عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) قال : إن الرجل ليخرج من منزله وعليه من الذنوب مثل جبل تهامه ، فإذا سمع العلم خاف وإسترجع عن ذنوبه فإنصرف إلى منزله وليس عليه ذنب ، فلا تفارقوا مجالس العلماء فإن الله تعالى لم يخلق على وجه الأرض بقعة أكرم على الله من مجالس العلماء
-- عن أنس بن مالك( رضى الله عنه ) قال : جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : متى قيام الساعة ؟ فقال ( ما أعددت لها ) قال : ما أعددت لها كثيراً من صلاة ولا صيام ، إلا أنى أحب الله ورسوله فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت ) متفق عليه قال أنس : وما رأيت المسلمين فرحوا بشئ كفرحهم بذلك
-- وروى عن أبى هريرة ( رضى الله عنه ) أنه دخل السوق فقال: أنتم هاهنا وميراثمحمد صلى الله عليه وسلم يقسم فى المسجد ؟ فذهب الناس إلى المسجد وتركوا السوق فرجعوا وقالوا : يا أبا هريرة ما رأينا ميراثاً يقسم فقال لهم : ما رأيتم ؟ قالوا : رأينا أقواماً يذكرون الله تعالى ويقرءون القرآن قال : فذلك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم
-- وعن علقمة بن قيس( رحمه الله) قال : لأن أغدو على قوم أسألهم عن أوامر الله تعالى أو يسألوننى عنها أحب إلى من أن أحمل على مائة فرس فى سبيل الله تعالى
-- قال شقيق الزاهد (رحمه الله) الناس يقومون من مجلسى على ثلاثة أصناف : كافر محض ، ومنافق محض ، ومؤمن محض قال : لأنى أفسر القرآن عن الله تعالى ورسوله ، فمن لم يصدقنى فهو كافر محض ، ومن كان يضيق قلبه بهذا فهو منافق محض ، ومن ندم على ما صنع ونوى أن لا يذنب بعد فهو مؤمن محض
-- قال أبو الليث السمرقندى( رحمه الله) من جلس مع ثمانية أصناف من الناس زاده الله ثمانية أشياء
من جلس مع الأغنياء زاده الله حب الدنيا والرغبة فيها
ومن جلس مع الفقراء زاده الله الشكر والرضا بقسمة الله تعالى
ومن جلس مع السلطان زاده الله الكبر وقساوة القلب
ومن جلس مع النساء زاده الله الجهل والشهوة والميل إلى عقولهن
ومن جلس مع الصبيان زاده الله اللهو والمزاح
ومن جلس مع الفساق زاده الله الجرأة على الذنوب والمعاصى والإقدام عليها والتسويف فى التوبة
ومن جلس مع الصالحين زاده الله الرغبة فى الطاعات وإجتناب المحارم
ومن جلس مع العلماء زاده الله العلم والورع
-- وقال أبو يحيى الوراق( رحمه الله) المصائب أربعة فوت التكبيرة الأولى – وفوت مجلس الذكر – وفوت مواقعة العدو – وفوت الوقوف بعرفات
-- ويقال : مجالسة العلماء مرمة للدين وزين للبدن ومجالسة الفساق جراحة للدين وشين للبدن
-- وروى عن الحسن البصرى( رحمه الله) أنه قال : مثل العلماء كمثل النجوم ، إذا بدت إهتدوا بها ، وإذا أظلمت تحيروا ، وموت العالم ثلمة فى الإسلام ، لا يسدها شئ ما إختلفت الليالى والأيام
-- قال أبو الدرداء (رضى الله عنه ): من رأى أن الغدو إلى طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص فى رأيه وعقله
-- وقال الشافعى (رضى الله عنه): طلب العلم أفضل من النافلة
-- وقال عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) : موت ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه
-- وقال ابن عباس ( رضى الله عنه): خير سليمان بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والملك ، فاختار العلم ، فأعطى المال والملك معه