في بلاد المسلمين اليوم فرقه همها النيل من العلماء وإسقاطهم بين العامة .. تفطر على إسقاط الحويني و تتغذى بالعدوي و تتعشى بمحمد حسان ثم تنتقل في اليوم التالي الى وجبات أخرى أبرزها العوضي و سلمان والحوالي و حسين يعقوب و بالعرعور و عائض القرني و .. .
لم أذكر يوما أني اجتمعت بمن يقول لي لا تسمع لفلان فهو مبتدع .. اياك و علان فقد قال كذا و كذا .. أحذرك من أشرطة زيد فقد ضل صاحبها .. إياك و عَمر فقد زاغ عن الصراط السوي.. ليس على الجادة ... ليس على المنهج ..
لذلك فقد نهلت من علم هؤلاء و دعوتهم وبصرت بسببهم كثيرا من الحق الى أن وصل بي فضل الله لأميز بين الحق و الصواب في كثير من الأمور أبرزها ... فتنة الجرح و التعديل الحديثة.

للأسف فأتباع هذا المنهج يؤخذون فيه أخذا لدرجة أنهم لا يتوقفون يوما ليتأملوا ما سطرته أناملهم .. وهم قلما يحررون موضوعا ليس في عنوانه كلمة (رد الشيخ على ..) أو (تزكية الشيخ ل الشيخ) وكأن هؤلاء الذين يزكون و يردون ويقدحون معصومون من الخطأ و الزلل.

وضع أحد الإخوة طعنا لأحد الشيوخ, في الشيخ (..) الذي تعلمت منه الكثير و سمعت منه الفوائد و الفتاوى و أقوال السلف و أقوال الصحابة و الشروح و التوجيهات .. ثم بحثت عن ترجمة هذا الطاعن فلم أجدها .. وإنما وجدت أحدهم يسأل عن ترجمته أو تزكيات العلماء له.
فعلمت أنها فتنة الجرح و التعديل مرة أخرى.

المثير للاستغراب في هذه الفتنة أن أصحابها جامدوا العقول..

اتقوا الله يا إخوان فلو أسقطتم هؤلاء لضاع الكثير من الشباب خصوصا و أن من يتبنى فكركم لا يلقي الدروس للعامة ولا يرى جواز الظهور على الفضائيات و لا يجيد فن الدعوة و إنما يحسن التجريح و الإسقاط..

أحببت أن أكتب هذا عسى أن يُقرأ بصدر رحب دون أن يُحتاج إلى كتابة رد عليه من قبيل (أما قولك فمردود لأسباب ) . ابتسامة

وفي الأخير
فهذا كلام من ذهب قاله الشيخ العثيمين بعد أن بين تحريم التجريح في العلماء :

وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرّح العالم فسيكون سبباً في رد ما يقوله هذا العالم من الحق، فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرّح العالم، لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحاً شخصياً بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء ، فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو موروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ لا يثقون بشئ من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرح.

ولست أقول إنّ كل عالم معصوم؛ بل كل إنسان معرّض للخطأ، وأنت إذا رأيت من عالم خطأ فيما تعتقده، فاتصل به وتفاهم معه، فإن تبيّن لك أن الحق معه وجب عليك اتباعه، وإن لم يتبين لك ولكن وجدتَ لقوله مساغاً وجب عليك الكف عنه، وإن لم تجد لقوله مساغاً فحذر من قوله لأن الإقرار على الخطأ لا يجوز، لكن لا تجرحه وهو عالم معروف مثلاً بحسن النية، ولو أردنا أن نجرح العلماء المعروفين بحسن النية لخطأ وقعوا فيه من مسائل الفقه، لجرحنا علماء كباراً، ولكن الواجب هو ما ذكرتُ ، وإذا رأيت من عالم خطأ فناقشه وتكلم معه، فإما أن يتبين لك أن الصواب معه فتتبعه أو يكون الصواب معك فيتبعك، أو لا يتبين الأمر ويكون الخلاف بينكما من الخلاف السائغ، وحينئذ يجب عليك الكف عنه وليقل هو ما يقول ولتقل أنت ما تقول. والحمد لله، الخلاف ليس في هذا العصر فقط، الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا .

وأما إذا تبين الخطأ ولكنه أصر انتصاراً لقوله وجب عليك أن تبين الخطأ وتنفر منه، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام منه؛ لأن هذا الرجل قد يقول قولاً حقاً في غير ما جادلته فيه.

فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهو تجريح العلماء والتنفير منهم، وأسأل الله لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا) أ.هــ

المرجع: كتاب العلم ، للشيخ محمد العثيمين- رحمه الله- ص 220


تابعونا على صفحة غلاة التجريح على الفيس بوك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]