بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة ..( الإساءة للنبي ) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
الخطيب : محمد حماد أبو مصعب
مسجد الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان
الاردن / عمان / حي نزال( 21 /9/ 2012)
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين
الحمد لله الذي أعز الاسلام بارسال سيد البشر وأنفس الدرر
واشهد ان لا اله الا الله نصره نبيه وايده بجنود لم تروها
القائل : الا تنصره فقد نصره الله .
واشهد ان محمدا عبده ورسوله امام المتقين ... البشير النذير والسراج المنيربلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين ..فصلوات الله تعالى عليه ...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ...
أما بعد...إخواني الكرام ..أحبتي في الله ..
فحياكم الله جميعا طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.
فاتقوا اللهَ – عبادَ اللهِ - حقَّ تَقْواهُ، واعملُوا بطاعتِهِ ورِضَاهُ.
(( واتقوا يوما ..))
عباد الله
كلكم سمعتم ..وتابعتم من وقوع الاستهزاء بأكرم الخلق
أنها حرب معلنة على الإسلام والمصطفى ..
( ‏ولن ترضى ..‏} ...
نعم ...ياعباد الله
لن أن يصلوا إلى هذه السماء... يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ** هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
يا رسول الله عذرا قالت الافاعي كفرا
قد اساءوا حين زادوا في رصيد الكفر فجرا
حاكها الاوباش ليلا واستحلوا السب جهرا
حاولوا النيل ولكن قد جنوا ذلا وخسرا
عذرا يا رسول الله ............... عذرا يا حبيب الرحمن
عباد الله
فهذا نداء إلى كل مؤمن بالله ورسله،
نداء إلى كل قلب... يخفق حباً لنبيه – صلى الله عليه وسلم-،
نداء إلى كل مهجة ...تتحرق شوقاً إلى رسول الله ..،
نداء إلى كل مسلم..... يعلم أنه لولا رسول الله – صلى الله عليه وسلم
لكنا حيارى في الظلمات،
نداء إلى كل مسلم.... يعلم أنه ولولا رسول الله لكنا فحماً في نار جهنم،

فهذه نفثات صدر وإشجان قلب ودمعات محب ..
يقول فداك أبي وأمي يا رسول الله ...
عبد الله ..أمة الله ارفع راسك فنبيك محمد صلى الله عليه وسلم
نعم.. يا عباد الله ..ارفعوا رؤوسكم وقولوا ..فداك أبي وأمي يا رسول الله
فالله جل وعلا العظيم كفاك من كل مستهزء وجبان ...
والله انك لا تحتاج إلى نصرتنا...
فالذي يتولى الدفاع عن المصطفى هو الله جل جلاله..
كما قال : {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ} [المائدة:67]،
: وقال تعالى : {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}
يا رسول الله ..عذرا ..
لست أملك غير دمعي حين أسجد
أرفع الكف وادعو يا الهي
قد اساءوا لرسول الله احمد

قد اهانوا واساءوا واستباحوا
ورجال العرب جسد قد توسد

أين حكما تسمو باسم طه
كل –هر- في الرعية قد توسد

أين قوما كغثاء السيل يجري
صمت الآذن والصوت تردد

قاطعوا الكفار يا أهل المروءة
قاطعوهم وامنعوهم كل مرصد

كل دينار ودرهم لن يروه
سنريهم كل يوم هو أسود

سنريهم أن للدين رجال
لا يهابوا كل كلب قد تمرد

سنريهم أن للإسلام قوم
ربهم غايتهم ..والنور أحمد
عباد الله
ربنا جل وعلا توعد من يجترئ على مقام النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب في الدنيا وفي الآخرة
فقال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،
وقال تعالى{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}.
عباد الله
كيف ندعي محبته ونحن لا نعرفه ؟!
كيف ندعي أننا ننصره ونحن لم نتخلق بأخلاقه ،
كيف ندعي أننا ننصره ونحن مضيعٌون للصلاة ،
كيف ندعي أننا ننصره ونحن نأكل الربا ونأكل أموال اليتامى ،
)قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
فَقَـدْرُ المصطفى ,ومكانته عند الله عظيمة ..
فما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه
من محمد..صلى الله عليه وسلم ..
واللهِ ماشَرِقَتْ شمسٌ و لاغرُبت ... إلاّ وحبك مقرونٌ بأنفاسي
ولاخلوت إلى قوم أحدّثُهم ........ إلاّ وأنت حديثي بين جلاّسي..
فالأمم والشعوب...تفتخر بعظمائها....وتبني المجد لماجديها..
فالرسول عليه الصلاة والسلام....... هو أعظم الناس
إذا سمعتم عن عظيم.. فاعلموا أنكم إذا رأيتموه كان أقل مما سمعتم
إلا الرسول عليه الصلاة والسلام،.. إنه عظيم ... وأعظم مما تسمعون..
فأخرجَ الناسَ مِنْ جاهليةٍ جَهْلاءَ, ...وضلالةٍ عمياءَ,
ونزل فيه المدح..... من رب الأرض والسماء..
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّواعَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً.
فزكاه ربنا جل وعلا ... تزكية ما عرفت لأحد من البشر ...
( لَقَـدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُـولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ..وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَـةَ وَإِن كَانُـواْ مِن قَبْــلُ لَفِي ضَــلالٍ مُّبِينٍ(
فأخرجَ الناسَ مِنْ جاهليةٍ جَهْلاءَ, ...وضلالةٍ عمياءَ,
ونزل فيه المدح..... من رب الأرض والسماء..
((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّواعَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً....))
نعم يا عباد الله
بلغت منزلته عنان السماء...( ورفعنا لك ذكرك )
فالله جل وعلا زكاه تزكية.. ما عُرفت لأحد من البشر
فالله جل وعلا زكى عقله فقال: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم:2
: {وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى} [النجم:3]الله جل وعلا زكى لسانه فقال :
: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:4]وزكى شرعه فقال :
: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] وزكى قلبه فقال :
: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم:17]وزكى بصره فقال :
: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]وزكى اصحابه فقال :
: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]وزكى أخلاقه فقال : ،
: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي}
القرآن الكريم يكرر ذكر هذا النبي العظيم عليه الصلاة والسلام،
فالله جل وعلا نادى الأنبياء والرسل عليهم السلام بأسمائهم: َ
إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
نادى أدم بإسمه فقال الله : (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ )
: {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ)فنادى نوحا بإسمه فقال الله تعالى : .
ونادى ابراهيم بإسمه ..قال الله تعالى : {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا)
: { قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} ونادى موسى بإسمه قال الله تعالى : .
ونادى عيسى بإسمه ...قال الله تعالى
{وإذ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} .
أما نبينا صلوات ربي وسلامه عليه..
) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) فناداه بالرسالة
: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ انا أرسلناك شاهدا.}وناداه بالنبوة فقال الله تعالى :.
: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} .ونعته بالرسالة فقال الله عز وجل
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}وشرفه بالعبودية فقال الله تعالى :.
: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} وشهد له بالقيام بها ..فقال الله تعالى :
: {ألم نشرح لك صدرك}شرح الله صدره ..فقال الله تعالى :
خطبة الجمعة ..( الإساءة للنبي ) .... إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ Frown ورفعنا لك ذكرك )ورفع الله ذكره ..فقال الله تعالى :
يقول مجاهد رحمه الله في تفسير قوله تعالى..( ورفعنا لك ذكرك )
أي أُذكرُ إلا وتُذكرَ معي
كلما أذن المؤذنون ..وكلما أفطر الصائمون ...
وكلما احرم الحجاج والمعتمرون ...ذكرنا محمدا صلى الله عليه وسلم
وكلما ارتفعت السبابة تقول : لا اله الا الله .......
وكلما استغفر المستغفرون ....وكلما تاب التائبون ....
وكلما عاد المنيبون الى الله ....ذكرنا محمدا صلى الله عليه وسلم
كلما كبرت الدعوة ...وكلما انتشر الصلاح
….. ذكرنا محمدا صلى الله عليه وسلم
أحبتي في الله ...
سعادتنا مرهونة باتباعه عليه الصلاة والسلام،
وإن أبواب الجنة بعد مبعثه أوصدت فلا تفتح إلا لأتباعه على دينه
جاء في الأثر : لو جاءوني من كل طريق ...واستفتحوا علي من كل باب
لا أفتح لهم ...حتى يأتوا من خلفك يا محمد صلوات ربي وسلامه عليه
عرف الصحابة رضي الله عنهم ... قدره وفضله....
فأحبوه حباً صادقا فاق الوصف ..
حتى صار أحب إليهم ...من أنفسهم وأهليهم وأموالهم
أحبوه بأقوالهم وأفعالهم... في حركاتهم وسكناتهم.... فوجدوا بذلك حلاوة الإيمان
يصف لنا هذا الحب عروة بن مسعود... قبل إسلامه
قال لقريش ... وقد بعثته .. في شأن الصلح
فقال عروة بن مسعود لقريش :
والله لقد وفدت على الملوك ..ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي
والله ما رأيت ملكًا.. يعظمه أصحابه
ما يعظم أصحاب محمدٍ ... صلى الله عليه وسلم محمدًا،
وسُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال : كان ـ والله ـ أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ
وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال
كنا إذا قعدنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم نرفع رؤوسنا إليه إعظامًا له..
عباد الله
أين أنا نحن من حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم...
فحقه علينا عظيم ..وواجبنا نحوه جسيم . هو ان نقوم بنصرته والفاع عنه والغيرة عليه ..
عباد الله علينا ان نعيش حياته ..( لا يؤمن أحدكم ..حتى يكون هواه ..))
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي نزل على عبده الفرقان ....ليكون للعالمين نذيراً
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.إنه كان بعباده خبيراً بصيراً،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله....
أرسله بين يدي الساعةِ .....بشيراً ونذيراً
وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ... بلغ الرسالة ...وأدى الامانة
صلوات رب... وسلامه عليه
يقول ربي جل وعلا
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ(94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
عبد الله ..أمة الله ..
عش بقلبك وعقلك... مع هذه الآيات
التي تصوير لنا ما حدث من إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم ...
قال الله تعالى :
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)
نعم الكل سيسال... يا عباد الله ..حكاما ومحكومين ...ملوكا وشعوبا
الله يسمع ويرى ..الله يغار في سمائه ..
يا رب ...لما القتل والتدمير ..وتهديم المساجد وتدنيس المصاحف ..
كلنا يرى ويشاهد ما يجري في الشام وبورما وأركان ..
جاء في الأثر : إذا تسابت الأمة سقطت من عين الله ..
نعم يا عباد الله ..ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمر الله ..
نعم يا عباد الله ..قد أضعنا الدين ونسينا إننا خير امة أخرجت للناس
قد نسينا بدرا وتبوكا وفجر الإسلام ...
نعم يا عباد الله ...قد أولنا على هوانا آيات الرحمن
فالله جل وعلا يوجه النبي صلى الله عليه وسلم ..
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ...قم بالدعوة إلى الله ..بلغ رسالات الله ..
شعيب أبي طالب ...قل هذه سبيلي ..
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ(94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ.. فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ..تهديد من الله جل وعلا للكفاروالمستهزئين ..
ثم ربنا جل وعلا ..
يصف لنا حال النبي صلى الله عليه وسلم النفسية بعد الاستهزاء به ..
وهذه حال الصادقين ..عندما أسيء للنبي صلى الله عليه وسلم
ضاقت صدورنا ..وتحركت عواطفنا محبة وشوقا إلى رسول الله
فالله يقول ..وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)
: ثم ختم سبحانه السياق والسورة بوصية عظيمة للنبي عليه الصلاة والسلام - لأمته من بعده-:
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ): التسبيح والذكر، والسجود والصلاة، ومداومة الطاعة والثبات عليها - فبها دواء الفؤاد وشفاء الصدر، وهي -أيضا- من أسباب الانتقام من أولئك الفجرة،
وفي النسائي بسند صحيح عنه عليه الصلاة والسلام: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم) .
يقول احد الكفار ...
الإسلام دين لو كان له رجال..
في قوانين الغرب حرام السخريه بالأديان ..
إلا الإسلام ..
ويقولون عن الإسلام أنه دين الساقطين أخلاقيا ..
يقصدون بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم ..
فلله درك يا رسول الله ...
كان صلى الله عليه وسلم دائما يقول لأصحابه :
اشتقت لأخواني….فيقولون : ألسنا أخوانك ؟!..
قال :بل أنتم ..أصحابي ..أما أخواني ..فهم الذين ..
آمنوا بي ..وصدقوا بي ..واتبعوني ..ولم يروني …
عباد الله ..
فماذا عسانا أن نقول للنبي ...إذا ورد الناس حوضه
وقال لنا : ..استهزئوا بي ..وشتموني ..وآذوني
..فماذا فعلتم دفاعا ..عني وعن عرضي !!!..
عباد الله ...
إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ..
وثنى بملائكته المُسبحه بقدسه
فقال جل من قائل ( إن الله وملائكتهُ يُصلُون على النبي يا أيُها الذين آمنُوا صلُوا عليْه وسلمُوا تسْليما)..
اللهم ..صلي ..وسلم ..وبارك على ..حبك ..وصفيك ..وخليلك ..
محمد ..وعلى آله ..وصحبه ..
اللهم اجز عنا محمدا خير ما جزيت نبي عن أمته ..
اللهم لا تحرمنا رؤيته ..واتباع سنته ..
ونصرة دعوته ..اللهم أوردنا حوضه ..
اللهم اسقنا من يده ..
اللهم لا تفرق بيننا وبينه ..حتى تُدخلنا مدخله ..
اللهم انصر دينك ، وكتابك ، وسنة نبيك ، وعبادك الموحدين ..
اللهم من تطاول على نبينا بقول أو برسم ..
اللهم فأخرس لسانه ..وشل أركانه ..
واجعله عبرة للآخرين ..
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك ..
الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك ..
اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين ...وجبن الجبناء المهزومين ،
اللهم كما هزمت الأحزاب وحدك وأرسلت عليهم الريح وقذفت في قلوبهم الرعب فأرنا في كل من آذى رسولك آيتك يا رب العالمين
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم ارفـع مقتك وغضبك عنا ولا تؤخذنا بما فعل السفهاء منا ويفعلون
اللهم يا من إليه يلجأ الخائفون ، وعليه يتوكل المتوكلون ، لعظيم فضله تُبسَـطُ الأيـدي ويسأل السائلـون….
اللهم انصرهم المجاهدين على ارض الشام وفي بورما وأركان
وفي كل مكان ..اللهم كن لهم عونا ونصيرا ، ومؤيدا وظهيرا..